أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - صوت الكنداكات وتنابلة السلطان!














المزيد.....

صوت الكنداكات وتنابلة السلطان!


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 8086 - 2024 / 8 / 31 - 04:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يا صوتهن لما سري من قوز هندي محلية مروي من الشمالية، (لا للحرب يا برهان) (تعبنا اتشردنا سنة كاملة) (بيوت ما عندنا قاعدين في الشارع يا برهان) أصوات تطالب أعلي سلطة تدير الحرب في البلاد بويلاتها وفظائعها، تعالي هتافهن بين دموع الاسي، يعلن حرقة الحشي، وفقد الأمان.. أصوات تعالت تنعي الوطن وتفطر الاكباد وجعاً، وفي ذات الوقت صدحت مذكرة بزغاريد صافرة ثورة ديسمبر في مواجهة الة القمع العسكرية، حين كان طرفا القتال جيش وجنجويد/دعم سريع يقفان سويا ضد المواطن، ولا يزالا في حربهم العبثية. إنهن نساء بلادي اللائي يتقدمن الصفوف عند المحن وويلات الزمن غير وجلات ولا خانعات، فلقد ارعبت مطالبهن أصوات الخنوع والنفاق.
خنوع تنابلة السلطان، تربية تمكين الحركة الإسلامية، الذين لم يقنطوا من احلام العودة للاستثمار في فساد السلطة، من الذين حاولوا التشويش علي اصواتهن، واخماد نار احتجاجهن، وهم يرفعون حناجرهم البائسة بالتكبير، الذي شهدناه لا يغادر الحناجر، ولا يقيم العدل، ولا يحفظ الاعراض، ولا يأبه بحقن الدماء.. هؤلاء الأرزقية مردوا على الخنوع، لا يحركون ساكن الحس السليم في النطق بكلمة الحق في وجه حكام جائرين، بل تفانوا في خدمة حكومة السوء، وباعوا ضمائرهم، ولم تفتر حناجرهم طوال ثلاثين عام من هتافات (سير سير يا البشير)، يعلمون يقيناً ان الذين يقاتلون في صفوف المقاومة الشعبية هم أبناء هؤلاء الأمهات المسكينات، وأبناء عوام الشعب.. أما (أبناء المصارين البيض) من الإسلاميين، فلا يعنيهم شأن الرعية، وهم في البلدان الاَمنة ينعمون بالأمان في احضان امهاتهم.. أما تكبير الارزقية فهو وسيلة مجربة في حماية النظام بقداسة دينية، ومنطلقات عشائرية قبلية ومناطقية، لذلك ما انسدت دروب البرهان الجنرال الذي اشتهر بنقض العهود المواثيق، الا ويمم وجهه شطر الشمالية، مستنجداً بإرث ثقافة فرق تسد، واوهام انه له شان عظيم في هذا البلد، ولعمري كأنه لم يسمع مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (اللهم لا تجعل هلاك امة محمد بيدي) هنا مع ملاحظة ان قتلى الجيش والدعم السريع مواطنين مسلمين ومن امة محمد عليه الصلاة والسلام.
وهؤلاء الكنداكات اللائي طالبن بوقف الحرب الدائرة رحاها الان، قبلاَ هن خارجات من مواجهة عناء تجربة حكم استبدادي شهدن فيها علي أيديهم ذلاً ومهانةً غير مسبوقة في تاريخ البلاد، من اجل قهرهن سنوا القوانيين المقيدة للحريات وعبرها تمت ملاحقتهن، وتجريمهن والتضييق عليهن في كافة الحقوق، والتمييز بينهن ونساء المؤتمر اللا وطني، وكانت أجسادهن ساحات المعارك باستخدام العنف الجنسي والاغتصابات كاَلة حرب، ولقد ظن الغافلون في السابق من التنابلة انها ظاهرة سوف تنحصر عواقبها الوخيمة في عقر دور نساء دارفور، والهامش، ولكن صنائعهم القتالية من المليشيات لديهم ذل الرجال يتم بذل نسائهم.
لقد تعالت أصوات نساء الشمالية لتفضح الأصوات التي تنادي باستطالة أمد الحرب ولو استمرت لمائة عام، وتؤكد على الحوجة الملحة للسلام وإحصائيات ان هنالك 7 ملايين امرأة تنتهك حقوقهن الإنسانية، ويواجهن اقسي أنواع العنف وما ينجم من ظواهره علي ايدي طرفي النزاع الدائر الان، وما يجابهن واسرهن في نزوحهن ولجوئهن، من كارثة وصفتها سامانثا باور، مديرة الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، بأنها تعد اكبر محنة إنسانية علي وجه الأرض، حيث يواجه ملايين السودانيين انعدام الطعام والعلاج.. وفي ظل الفيضانات والكوارث الطبيعية، فالذي سوف تشهده البلاد اسوأ من الذي حدث بالصومال عام 2011 ووفاة 250 الف شخص من الجفاف.. وأعداد الذين تم اجبارهم علي اخلاء منازلهم هم اكثر من مجموع الذين اخرجوا من ديارهم في حرب أوكرانيا وغزة..
شكراً نساء قوز هندي فهتافكن (لا للحرب يا برهان) به تاكيد انه لا يحل مشكلة السودان الا السودانيين انفسهم، فجميع الحروب التي شهدتها البلاد انتهت عند عتبات التفاوض والاتفاقيات، فالنصر المؤزر الذي يحلم به الفلول فهو من اساطير ساحات الفداء وكتائب الدفاع الشعبي، التي قادت البلاد لانفصال الجنوب، وفي ظل هذه الحرب ومسرح التدخلات العالمية، وتنافس دول الجوار والإقليم (مصر والامارات) في اظهار زعاماتهم وتأثيرهم علي الاوضاع لا يمكن التكهن بانتصار حاسم لاحد طرفي القتال، والخاسر الحقيقي هو المواطن والمفقود هو الوطن.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواهم يجافي جنيف والجنينة!
- البرهان وساعتا التوهان!
- دبلوماسية (صرف البركاوي)!
- أم قرون ودواس الساسة الذكوريون!
- قلوب الاَثمين اَسنة من الظلم!
- قول عسكرية.. قول جاهزية!
- صناعة الموت! حرب المسيرات
- يا ضريح الشعب الحزين!
- الهيافة في الحرب المنسية!
- دواعش الجيش والرهان الخاسر!
- محمود جنا طه.. رجل السلام!
- أيها الجنرال هل للثعالب دينا؟
- الروبوبعاتي يهزم الفلول عسكرياً والشعب يريد السلام
- خنادق البرهان ورعونة الدعم السريع
- حاقت عليهم لعنة اللاعنين!
- بروف شيني.. وتشفٍ الاخوان المسلمين
- ورّاق، والمؤتمرون وعصا موسى!
- يا ويل النساء من الجيش والدعم السريع!
- (نزعة) برهانية وغزوة القماير!
- برهان وعقار.. بيانات الخذلان!!


المزيد.....




- قبل عودته إلى بيروت.. نشر لقطات للسفير الإيراني في لبنان الم ...
- اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم شعفاط في القدس
- دمار واسع في منطقة النبطية جراء الغارات الإسرائيلية
- بلينكن يزور أوروبا لإجراء محادثات عاجلة بشأن أوكرانيا بعد ان ...
- الحمل في زمن الحرب: معاناة مضاعفة للنازحات في مراكز الإيواء ...
- واشنطن بوست: ترامب قد يحبط خطط حظر تيك توك في الولايات المتح ...
- صحيفة تشيكية تنقل أخبارا سيئة للغرب بشأن أوكرانيا
- إسقاط 13 مسيرة أوكرانية في أجواء مقاطعتي بيلغورود وبريانسك
- محلل إسرائيلي: تأخر إنهاء الحرب في لبنان سيسمح لحزب الله باس ...
- أكسيوس: ترامب يخطط لتنفيذ نصائح ماسك بشأن الحكومة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - صوت الكنداكات وتنابلة السلطان!