أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عزيز باكوش - التعليقات على السوشل ميديا مقاربة ملغومة














المزيد.....

التعليقات على السوشل ميديا مقاربة ملغومة


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 23:21
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تناول موضوع التعليقات على وسائط التواصل الاجتماعي من حيث الدلالة والمفهوم يبدو للوهلة الأولى بلا جدوى بسيطا مستهلكا جدا. لكن الحقيقة عكس ذلك تماما . ذلك أن تحليله وتفكيك معانيه وفهم أهدافه وغاياته وبسط دلالاته وخلفياته الثقافية والتربوية لا يكشف عن بارادوكس مجتمعي قاتل فحسب .بل يحيل على منظومة تفكير مجتمعية معقدة التشكيل متناقضة المواقف يسودها التضليل والالتباس . هذا ما تكشف عنه سيكولوجيا الذات التفاعلية في تعاملها مع مظاهر الحياة اليومية على السوشل ميديا .إنها سيكولوجيا باتولوجية حد الهبل. ليظل التفاعل المتوازن والعقلاني مع المنشور في مختلف تجلياته سلوكا مارقا وضبابيا يكتنف الذات في تفاعلها الراجف مع المحيط الواقعي والافتراضي.
على ضوء ذلك .كيف يتم استقبال تعليقات المتفاعلين وعلى أي أساس يتم تصنيفها وما حجم التعامل الهادئ والمتوازن معها من قبل مدير الصفحة؟. وهل تعكس طبيعة التعليقات المجمعة الحالة النفسية لأصحابها من حيث الاتزان والرشد العقلاني، أو تكشف دونما عناء عن نوع من الانحراف الثقافي والانحدار التربوي في القيم والمدارك؟ وما الغاية من استخدامها وتوظيفها سلبا أو أيجابا؟ وما حجم قوتها التدميرية وما مدى رغبتها في الإصلاح والبناء والتقويم؟ و بالتالي ما الخلاصات والاستنتاجات التي يتعين الخروج بها في أفق لملمة شتات هذه التخريجة العولمية المارقة؟
وحتى لا نسبح في فراغ معرفي نسوق هذا المثال الحي. بمجرد ما أذيع خبر مأساوي على منصة للتواصل الاجتماعي يفيد موت شاب عشريني في مسبح خصوصي بالمدينة" رحمة الله عليه" حتى انبرت موجة تعليقات هيستيرية تعتبر المسبح كمرفق عمومي يتوفر على كامل تجهيزات السلامة " افتراضا" مقبرة للشباب، وتنادي بإغلاق المسبح في وجه العموم والدعوة إلى اعتقال مالكه عاجلا. ولأن الحق يقال، فإن لا أحد من المعلقين رام الصواب، وحاد عن وجهة القطيع، وانتصر للتروي والرشد، بدل الانفعال وإنتاج الشتيمة، والنتيجة بعد قراءة 23 تعليقا تفاعليا مع المنشور كانت صادمة. لقد أجمعت كلها على تحميل المسؤولية كاملة للمسبح وصاحبه. ولم يجرأ أحد على طرح احتمال وارد لخطإ بشري. لكن، هل هذه هي حقيقة ما جرى في فضاء المسبح البلدي ؟ هل المسبح فضاء سطح مائي يغطي طبقة من الحجارة؟ والسباح الشاب ولج صدفة بئرا بريا بدون بصيرة؟ هل المكان خلاء مباح للجميع، أم فضاء يشترط الدخول اليه جملة من الضوابط ومحكوم بقوانين وأخلاقيات أقلها حجز تذكرة والتوفر على الحد الأدنى من اللياقة البدنية لمقاومة الماء؟
ما ذنب منصات التواصل الاجتماعي في خلق حالات هشة تفتقر لأدنى مقومات الثبات والموضوعية ؟ وهل نلومها على توفيرها هامش عرض بلا موانع للتعليقات دون فرز أخلاقي؟ وهل السماح بالنشر دون موانع وكباحات يعد تزكية ضمنية من قبل المنصات لما قيل ونشر؟ وهل هذه الفئة من المتابعين يمكن التغاضي عن انحرافها في ظل هذا الركام من التعليقات المجحفة والضالة ؟ وما السبيل إلى الاستئناس والقبول بها وإن كانت من حيث المبدإ مطابقة لمعايير حرية التعبير كما هي متعارف عليها دوليا، وبالتالي هل يتعين القبول بها والتعاطي معها من باب الإيمان بالحداثة والنضج والاكتمال الذهني، حتى لا نقول الرشد والغباء الاصطناعي؟ يتبع



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انجرافات
- خطاب الكراهية على الميديا من الرصد إلى التقييم
- كامليون تبعث الروح في فن الخط العربي والزخرفة بفاس
- حوار شفيف مع الدكتور عزيز زروقي حول علاقة السينما بالأدب الم ...
- غياب الجمهور ناتج عن ضعف التسويق أم هزالة المنتوج؟ الفنان وا ...
- - لا نَمْلكُ إلا أرضاً واحدة، ويُمكننا معاً حمايتها-
- رواية -رجوع إلى الطفولة- للكاتبة المغربية ليلى أبوزيد استرجا ...
- ترانيم ذاكرة جديد الشاعرة المغربية فريدة عدنان
- الصراع في السينما تجذيف جميل بين الأيديولوجيات والمرجعيات وا ...
- المسرح والتربية أية علاقة ؟ محور ندوة فكرية بفاس
- المهرجان الدولي للسينما والفلسفة بفاس جائزة ابن رشد الكبرى م ...
- كتاب -أوراق كرزية- لإدريس معزوز دحض لخرافات الأمس وترميم تره ...
- رئاسة جلسة
- تقديم كتاب عبد الفتاح أبطاني - العشق هامش للخطإ- أساطير ما ب ...
- تكلم دون رسوم
- كتاب - للدكتور محمد الفتحي -الخطاب الروائي من شعرية اللغة إل ...
- مهرجان الأطلس للفيلم الدولي يتوج فيلم – بيت الشعر – بفتح الش ...
- - على هامش تكريم الشاعر والروائي محمد الأشعري وجدلية الشعري ...
- تأثير البصيرة المعرفية (بشكل كلي) على التحصيل الدراسي لدى ال ...
- دوتسويفسكي : قصة حادث مؤسف للغاية ،ليلة زفاف بسلدومينوف أين ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عزيز باكوش - التعليقات على السوشل ميديا مقاربة ملغومة