أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - النفس في الذات الانسانية / الفطرة 2














المزيد.....

النفس في الذات الانسانية / الفطرة 2


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 18:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ولأن الفطرة الانسانية هي الصبغة التي وضعها الله في الانسان فهي ربانية المصدر ، لذلك تكون نقية صافية خالصة للخالق ــ في حال لم تكن هناك قوة أخرى مؤثرة عليها ــ ولها دور كبير في توجيه البناء المعرفي وتوجيه الذات نحو السلوكات الايجابية والتوازن ما بين الصراعات الدائرة ما بين الأقانيم ، أي انها بمثابة جوهر ومضمون الذات الانسانية ، وكثير من التفسيرات اتجهت ـ في معظمها نحو تفسير الفطرة باتجاه ديني عقدي مذهبي بحت ــ بمعنى أن الفطرة هي التي فطر الله الناس عليها وهي من وجهة نظر المسلمين الاسلام استنادا إلى حديث رسول الله الذي رواه البخاري ومسلم (( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) وعلى الرغم من ان معنى الحديث أن المولود يولد على فطرة الله تعالى متهيئا لقبول الحق بطبيعته ولو لم تؤثر عليه أي قوة أخرى ما اختار غير طبيعته السليمة التي خلقه الله عليها .
وإن جاز لي القول أن الأمر الأكثر خطورة على الفطرة هو مجموعة الاسقاطات التي تشتمل الرموز والدلالات والأفكار لجذب الفطرة نحو هذه الاسقاطات ــ بغض النظر إذا كانت هذه الاسقاطات ايجابية او سلبية ــ وبهذا تنشأ الذات وتكبر عل مجموعة من اسقاطات قيدت الفطرة وبالتالي تبدأ الفطرة بالانحياز لهذه القوة لأن اقنوم العقل لم يصل إلى مرحلة من النضج والقدرة على التمييز ما بين الاسقاطات وما بين التجارب والخبرات ومجموعة الأفكار السطحية البسيطة خارج إطار الذات وخارج هذه الاسقاطات ، وهذا قد يستمر لفترة طويلة مما يتيح للإسقاطات التمكن من الفطرة وتقييدها ووضعها في قالب لا طريق للخروج منه إلا بهوامش محدودة جدا ، وهذا يبدو جليا في بعض الاتجاهات ( العقائدية الدينية المذهبية ) ولنأخذ مثلا معتقد الهنوسية في الهند حيث تعتبر البقرة عندهم مخلوق مقدس كونها تجسد الإله وهي ؤبمثابة رمز للخصوبة والنقاء ورمز للحياة والأرض كما أن الإله ( براهما ) أخذ شكل البقرة من أجل إطعام أطفاله البشر ، ومن هنا يتم اعتبار البقرة بمثابة أم وأب بنفس الوقت وأن الانسان عندما يقتل البقرة فإنه يقتك أمه وأبيه .
هذا المعتقد هو نتيجة عمليات الاسقاط من جيل لآخر إذ تتفتح فطرة الانسان على هذا الإسقاط منذ الولادة ، ــ وأنا لست هنا بصدد مناقشة هذا المعتقد وبيان مدى الصواب أو الخطأ ــ وإنما استدل على هذا المعتقد كقوة إسقاط حقيقية لمنظومة من الرموز والدلالات والأفكار من جيل لأخر حيث ينقاد لها ويؤمن بها ويمارس طقوسها كأنها أصبحت جزء لا ينفصل عن ذاته .
ولو ناقشنا هذه الاسقاطات وغيرها ــ بشكل موضوعي ــ وما يترتب عليها من آثار وسلوكات ( اجتماعية ونفسية وثقافية ) لخرجنا بخلاصة أن هذه الاسقاطات تحتاج لوقفة جادة ومسؤولة يكون اقنوم العقل هو المبادر لاستخراج هذه الاسقاطات ومناقشتها ومحاكمتها وبيان مدى ملائمتها واتفاقها مع الفطرة أو عدم اتفاقها ، وبهذا يشكل أقنوم العقل حالة من استثارة الفطرة ويساهم بخلق حالة من التمرد على الاسقاطات التي ( دخلت أو انها ما زالت في طور الدخول ) إلى الفطرة دون فلترة من باقي الأقانيم وخاصة أقنوم العقل ، ربما ــ كما ذكرت ــ لعدم قدرة العقل ونضجه على إصدار الأحكام والمناقشة الجادة لأن العمر العقلي ــ بشكل عام ــ يجب أن يتماهى مع العمر الزمني وينضج ويتطور كلما زادت التجارب والخبرات .
وهكذا مع الكثير من المعتقدات الوضعية أو التي ما زالت تستميل الفطرىة الانسانية وتؤثر عليها وتجعلها منقادة .
وكما ذكرت في البداية ، أن الفطرة ربانية المصدر فهي كل ما يقوم به الانسان ومحركه طبيعته التي خلقه الله عليها أي انها بهذا العمل (( الفطرة )) تكون خالية من أي نوع من أنواع الخبرات والتجارب والتلقين والتعليم والاسقاط والسيطرة والخضوع )) هي طبيعة الذات بمحض اختيارها وبإرادتها الفطرية العفوية النقية الخالصة ظاهرها وباطنها وبكل ما تحويه أقانيمها .
وإذا ما خضعت الفطرة لأي إسقاط او أي قوة من أي مصدر كانت ومهما كان نوع القوة فإنها لا تسمى فطرة وتنتفي عليها سمة الفطرة لأنها خضعت وانقادت لقوة أخرى عملت على تغييرها .



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفس في الذات الانسانية/ فهم الذات
- سِفر الكرسي
- النفس في الذات الانسانية / الفطرة
- كاميرا
- النفس في الذات الانسانية / الروح والعقل
- النفس في الذات الانسانية / فكرة الموت
- النفس في الذات الانسانية /المعايير ووعي الوجود
- وتقاعد الشيطان /مسرحية ج2
- وتقاعد الشيطان
- لا تليق بك إلا الشهادة
- النفس في الذات الانسانية / سلطة العقل
- النفس في الذات الانسانية / سلطة الضمير (2)
- النفس في الذات الانسانية / سلطة الضمير (1)
- النفس في الذات الإنسانية / من أنا ؟؟؟
- التوافق مع الذات / العلاقة بين الأقانيم (2)
- النفس في الذات الانسانية / العلاقة بين الأقانيم (1)
- النفس في الذات الانسانية / الذات والاستجابة للمثيرات (2)
- النفس في الذات الانسانية / الذات والاستجابة للمثيرات (1)
- النفس في الذات الانسانية / التوافق في العلاقات الانسانية وال ...
- النفس في الذات الانسانية / التوافق في العلاقات الانسانية وال ...


المزيد.....




- قبل عودته إلى بيروت.. نشر لقطات للسفير الإيراني في لبنان الم ...
- اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم شعفاط في القدس
- دمار واسع في منطقة النبطية جراء الغارات الإسرائيلية
- بلينكن يزور أوروبا لإجراء محادثات عاجلة بشأن أوكرانيا بعد ان ...
- الحمل في زمن الحرب: معاناة مضاعفة للنازحات في مراكز الإيواء ...
- واشنطن بوست: ترامب قد يحبط خطط حظر تيك توك في الولايات المتح ...
- صحيفة تشيكية تنقل أخبارا سيئة للغرب بشأن أوكرانيا
- إسقاط 13 مسيرة أوكرانية في أجواء مقاطعتي بيلغورود وبريانسك
- محلل إسرائيلي: تأخر إنهاء الحرب في لبنان سيسمح لحزب الله باس ...
- أكسيوس: ترامب يخطط لتنفيذ نصائح ماسك بشأن الحكومة


المزيد.....

- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - النفس في الذات الانسانية / الفطرة 2