أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبدالله عطية شناوة - لا عزاء للمخدوعين!














المزيد.....

لا عزاء للمخدوعين!


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 14:23
المحور: قضايا ثقافية
    


في وقت ما من سبعينات القرن الماضي، ومن على مسرح الأولمبيا في باريس صدح صوت فيروزة العرب حاملا رسالة الشعب اللبناني إلى الشعب الفرنسي:
باريس يا زهرة الحرية
يا ذهب التاريخ يا باريس
لبنان باعث لك في قلبي
سلام ومحبة
وبيقول لك لبنان
راح نرجع ونتلاقى
ع الحب وع الصداقة
ع الحق وكرامة الأنسان.
وقتها كانت باريس تمتلك موقفا أوربيا يحاول الأبتعاد عن التبعية لمركز الإمبريالية العالمية واشنطن، وتطرح نفسها منارة للحرية، بما ينأى عن تأريخها الإمبريالي، ويقدمها كوريث لشعارات الثورة الفرنسية: السلام والأخوة والمساواة.

لكن تلك الصورة التي لم تخدع فقط فيروزتنا والمساهمين في صياغة إبداعها، الأخوين رحباني، بل خدعت أوسع أوساط المثقفين العرب، كانت تخفي وراءها صورة فرنسا البشعة في أفريقيا والمحيط الهاديء، ورغم جهد التنويريين الفرنسيين لفضح الجانب المظلم من الصورة، ظل تعلقنا بالأمل في عالم إنساني يحملنا على البقاء رهينة الخديعة.

وبعد نحو خمسين عاماً من التغريدة الفيروزية في باريس، صدمتنا فرنسا الرسمية، بالعودة إلى ما طبع تأريخها من معاداة للحرية، وكشفت انتفاضة شعوب الساحل الأفريقي ضد الإستغلال الأقتصادي والسياسي الذي تمارسه باريس واستنزافها الإجرامي للثروات الأفريقية. وصدمتنا كذلك بالعودة إلى تحالف الإمبرياليات الذي تقوده الولايات المتحدة ضد حرية المنافسة الاقتصادية، وإضرام حروب الوكالة، لعرقلة التنافس السلمي الحر في مجال الأقتصاد، حتى لو هددت تلك الحروب بالتوسع الى حرب فناء نووي شامل.

وفي ذات المنحى توحدت باريس مع واشنطن ولندن وبرلين، في مد الصهاينة بكل ما يساعدهم عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا ودعائيا، لمواصلة جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني، مع إدعاءات زائفة بالتعاطف مع ما يطلق عليه "المعاناة الإنسانية" للشعب الفلسطيني.

صدمات باريس لمن خدع بكونها تمثل قيم الحرية والعدل، لم تقتصر على الموقف الرسمي المتوافق مع التأريخ الإمبريالي المشين، بل بلغت مديات شعبية غير مسبوقة في تبني الايديولوجيات والسياسات العنصرية، من خلال تصويت أكثر من ثلث الناخبين الفرنسيين في انتخابات البرلمان الأوربي للأحزاب العنصرية.

ولكي تكتمل الصورة الحقيقية ل "زهرة الحرية" ها هي السلطات الفرنسية تعتقل پافل دوروف صاحب تطبيق تيلغرام لأنه يرفض فتح باب خلفي في تطبيقه للمخابرات الفرنسية والغربية، للتجسس على المشتركين الذين يقترب عددهم من المليار إنسان له كامل الحق في الحفاظ على خصوصيته. وتوجه لدوروف تهما تصل عقوبتها إلى السجن لعشرين عاما.

دوروف المعتقل في عاصمة الحرية والمولود في روسيا، كان قد رفض ضغوطا مماثلة مارستها عليه السلطات الروسية، واختار الأنتقال إلى عاصمة النور، منخدعاً هو الآخر بادعاءاتها، التي انطلت علينا وعلى فيروز والرحابنة. وقتها أُطلقت عليه في باريس وعواصم الغرب الإمبريالي ألقاب بطولة لا تحصى ولا تعد، وحين حاول الحفاظ على موقفه الذي وصف بالبطولة مطمئناً إلى انه يعيش في عاصمة النور، ويحتمي بقيمها في الحرية وصيانة خصوصية الأنسان، أزاح ورثة الإمبريالية الفرنسية عن وجههم الحقيقي وألقوا به في غياهب السجن.

لا عزاء لدوروف، لا عزاء لفيروز والرحابنة، لا عزاء لنا،
لا عزاء للمخدوعين…



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غلطة الشطّار
- عن قارة العقلانية المزعومة!
- كم أغبط المتخصصين إهتماما ونشاطا!
- نخرج من وهم لنقع في آخر
- معضلة أوربا
- بهجة ساذجة بين داعمي روسيا
- تحول مرعب
- الأغنية الشيوعية التي تحولت إلى أغنية رياضية
- ملاحظات على خيارات الناخب السويدي
- غدا نعرف حقيقة المجتمع السويدي
- اعتراف واعتذار
- الطفل المغربي ريان وأطفال فلسطين
- تكثيف
- فك الإرتباط بين اليهودية والصهيونية
- المهدي العلماني الديمقراطي الفسطيني المنتظر!
- في الموقف من إيران وإسرائيل
- عن (( أهل الحق ))
- السويد مملكة الموز الاسكندنافية
- أمريكا تلعب الروليت الروسي مع روسي
- بطولة أحد آباء المسرح العراقي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبدالله عطية شناوة - لا عزاء للمخدوعين!