أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادم عربي - العالَم الذي جَعَلَتْ منه الولايات المتحدة ضاحيةً لها!














المزيد.....

العالَم الذي جَعَلَتْ منه الولايات المتحدة ضاحيةً لها!


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 13:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم : د . ادم عربي
لمْ تُعلِن الولاياتُ المتحدةُ من قبلُ، حسبَ علمي، أن الفصائلَ الفلسطينيةَ المقاومةَ في غزةَ تُشكِّلُ تهديدًا على "أمنها القومي". لكن الآن، يبدو أنها تُصرِّحُ بذلك، وكلُّ تصرفاتِها تشيرُ إلى تأييدِ هذا الادعاءِ. ولو كانت تسعى حقًا لإنهاءِ الحربِ هناك، لما استمرت كل هذا الوقت.

تُعَدُّ الولاياتُ المتحدةُ القوةَ النوويةَ والعسكريةَ الأكبرَ في العالم. وعلى الرغمِ من أن "الخيال" أحيانًا يمكن أن يكونَ أكثرَ أهميةً من "المنطق"، إلا أنه من الصعبِ تصورُ أن المقاومةَ الفلسطينيةَ قد تشنُّ هجومًا على الولاياتِ المتحدةِ. فكيف يمكن أن تُهدِّدَ "أمنَها القومي"؟ للإجابةِ على هذا السؤالِ، يبدو أننا بحاجةٍ إلى "الخيال" أكثرَ من "المنطق". فقد كان أينشتاين يُفضِّل "الخيالَ" على "المنطق"، حيث قال: إذا كان "المنطقُ" يوصلُنا من "الألف" إلى "الياء"، فإن "الخيالَ" يوصلُنا إلى أي مكانٍ.

أين تقع الولاياتُ المتحدة؟ إذا أردتَ إجابةً "خاطئةً" لهذا السؤالِ (الجغرافي)، يمكنكَ الاعتمادُ على "المنطق" فتقولُ إنها تقعُ غربَ العالمِ القديمِ، غربَ المحيطِ الأطلسي، وشمالَ العالمِ الجديدِ. أما إذا تخلَّيتَ عن "المنطقِ" واعتمدتَ على "الخيال"، فقد تقولُ إنها مثلُ "مركزِ الكونِ" في نظريةِ "الانفجارِ الكبير"، فهي تقعُ في كلِّ مكانٍ (وفي أيِّ مكانٍ) على سطحِ الكرةِ الأرضيةِ؛ إنها تقعُ في أوروبا وآسيا وإفريقيا؛ في روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، وفي إسرائيل والسعودية ومصر والأردن والضفةِ الغربية واليابان وكوريا الجنوبية؛ في البحرِ المتوسطِ وبحرِ قزوين والخليجِ والمحيطِ الهندي... لا أعرف "النسبةَ" بدقةٍ، لكنني أعتقدُ أن "نصفَ" الولاياتِ المتحدةِ (أو ربما أكثرَ أو أقلَّ قليلاً) تنتشرُ في كلِّ مكانٍ تقريبًا في العالم.

انظروا إلى "وجودِها العالميِّ" (في كلِّ القاراتِ، وعبرَ القاراتِ)، بجميعِ جوانبهِ: جزءٌ كبيرٌ متزايدٌ من مواطنيها يعيشون ويعملون ويديرون ويحكمون ويتحكمون في كلِّ الدولِ تقريبًا؛ وجزءٌ كبيرٌ متزايدٌ من قواها العسكريةِ والاقتصاديةِ والماليةِ والاستثماريةِ والثقافيةِ والفكريةِ والسياسيةِ... ينتشرُ في قاراتِ العالمِ جميعًا؛ وبعضهم نراهُ مثلَ البدوِ الرحَّلِ، ينتقلون من مكانٍ إلى آخرَ بسهولةٍ، بحثًا عن أشياءَ ليست كالماءِ والعشبِ، لكنها مهمةٌ جدًا للشعوبِ القديمةِ الرحَّلِ.

الولاياتُ المتحدةُ هي القوةُ الإمبرياليةُ الأعظمُ، ليس فقط في العالمِ؛ بل في التاريخِ؛ فـإمبرياليةُ روما القديمةِ تتضاءلُ مقارنةً معها. في الأردنِ، يتعصَّبُ أهلُ السلطِ لمدينتهم، ويخيَّلُ لهم أن مدينتَهم أكبرُ من الأردنِ، حتى أن بعضَهم يقولُ (ولو على سبيلِ المزاحِ) إنَّ الأردنَ هو عاصمةُ السلطِ. وأنا أقولُ (لكن ليس على سبيلِ المزاحِ، وليس تعصبًا للولاياتِ المتحدةِ) إنَّ التاريخَ لم يعرف دولةً أكبرَ من العالمِ، في كل شيءٍ إلا جغرافيًا وديموغرافيًا، غير الولاياتِ المتحدةِ؛ وإنه لأمرٌ كان "واقعيًا" في الماضي، فأصبحَ الآن "طوباويًا خالصًا"، أن يُدعَى إلى عودةِ الولاياتِ المتحدةِ إلى العزلةِ والانغلاقِ عن العالمِ، فتعيد كلَّ من، وما، خرج منها إلى حيثُ كان قبلَ عشراتِ، ومئاتِ السنين.

قديمًا، كانت الرأسماليةُ الأوروبيةُ تُقيمُ علاقاتٍ اقتصاديةً وتجاريةً (أي بيعًا وشراءً) في المقامِ الأولِ، مع آسيا وإفريقيا، ولم يكن لديها، من ثمَّ، استثماراتٌ ضخمةٌ هناك تستدعي الحاجةَ إلى أن تكونَ مثل "حكومةٍ عالميةٍ"؛ أما الآنَ فنرى جزءًا كبيرًا متزايدًا من قوى الولاياتِ المتحدةِ (من اقتصادها وأموالها ورؤوسِ أموالها الثابتةِ والمتحركةِ، ومن مواطنيها، من ثمَّ) ينتشرُ في قاراتِ العالمِ جميعًا؛ ويجبُ عليها، من ثمَّ، أن تكونَ "شرطيَّ العالمِ"، وأن تنشرَ جنودَها وأسلحتَها في قواعدٍ عسكريةٍ أوروبيةٍ وآسيويةٍ وإفريقيةٍ؛ فإنَّ لديها خارجَ حدودِها من الأشياءِ الثمينةِ ما يستحقُّ أن تحميَه، وتدافعَ عنه بكلِّ ما أوتيت من قوةٍ؛ وهل كان "مصادفةً" أن تكونَ الولاياتُ المتحدةُ هي صانعةَ "حاملاتِ الطائراتِ"، وكلِّ سلاحٍ يسمحُ لها بتجاوزِ الزمانِ والمكانِ، والتغلبِ على "حاجزِ الأطلسي"؟!

الولاياتُ المتحدةُ هي قلبُ ومركزُ النظامِ الرأسماليِّ العالميِّ؛ فإنَّ قيمةَ الناتجِ القوميِّ (في هذا البلدِ الأكبرِ من العالمِ) تبلغُ 22 تريليونَ دولارٍ. وحصةُ الصناعةِ منه لا تتعدَّى 20 في المئةِ. إنَّ العالمَ يستثمرُ نحوَ 15 تريليونَ دولارٍ في سوقِ الأسهمِ والسنداتِ.. في الولاياتِ المتحدةِ، أي أنه يُقرِضُ القوةَ العظمى في العالمِ هذا المبلغَ الماليَّ الضخمَ؛ ومعظمُ هذا المالِ (نحوَ 12 تريليونَ دولارٍ) هو على هيئةِ قروضٍ قدَّمها العالمُ لحكومةِ الولاياتِ المتحدةِ.

في الريغانيةِ (وفي امتدادِها البوشيةِ) وبها، وبدءًا منها، تحوَّلت الرأسماليةُ في الولاياتِ المتحدةِ من أكبرِ ربِّ عملٍ صناعيٍّ في العالمِ، يُنتِجُ للعالمِ السلعَ، إلى أكبرِ مرابٍ في التاريخِ؛ حيث أغرت الفوائضُ الماليةُ الهائلةُ، المتراكمةُ في مصارفِها، عاصمةَ الرأسمالِ العالميِّ بالتحولِ إلى رأسماليةٍ ربويةٍ تُفضِّلُ الأرباحَ السهلةَ والسريعةَ المضمونةَ الناتجةَ من إقراضِ العالمِ على الأرباحِ الناتجةِ من الصناعةِ، ومن بيعِها السلعَ للعالمِ.

وها هي إدارةُ الرئيسِ بايدن تُخاطِبُ شعبَها قائلةً: لدينا في كوريا الجنوبيةِ عشراتُ الآلافِ من الجنودِ؛ فتخيلوا أن كوريا الشماليةَ "فعلتها"، مُرسِلةً إلى سماءِ كوريا الجنوبيةِ سُحبًا من غازِ السارينِ، فتمطرُ على قواعدِنا العسكريةِ هناك. ما أودُّ قولَه في نهايةِ هذا المَقال هو الآتي: اعرفوا أين تقعُ الولاياتُ المتحدةُ حتى تفهموا معنى قولِها إنَّ المقاومةَ الفلسطينيةَ في غزةَ تُهدِّدُ أمنَها القوميَّ.



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرايانا!
- أَخْرُجُ في اللَّيْلِ
- السَّطوُ!
- إسرائيل... الوجوه المتعددة لعملة واحدة!
- جلنار أو زهر الرمان!
- -الحريديم-.. القنبلة الموقوتة في -إسرائيل!
- عودة الاغتيال السياسي إلى أميركا: خطر الحرب الأهليّة
- مشروع 2025.. خطة للحكم أم وصفة لتدمير أميركا؟
- كاميلا هاريس رئيسة ام شرارة في برميل البارود؟
- نساء!
- مفارقة -الابن- أكبر من أبيه!
- تجربة آينشتاين معَ الحقيقة!
- سأقولُ ما لمْ يقلْهُ أحد!
- الخير والشَّر!
- دراسة في فكر مهدي عامل!
- اذكريني!
- نقض الفلسفة الوجودية !
- نحن الظالمون!
- في ماركسية ماركس!
- الاقتصاد السياسي للنقود!


المزيد.....




- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم فلبينيا قصاصا وتكشف كيف قتل ا ...
- بعد 20 يومًا فقط من ولادتها.. ريتا تواجه الحياة كنازحة بسبب ...
- ماذا حدث في إسرائيل يوم 6 أكتوبر 1973؟
- -العقيدة النووية الروسية- ـ متى قد تضغط موسكو على -الزر-؟
- ميونخ تختتم مهرجان -أكتوبرفيست- الشهير بألمانيا بيوم مشمس
- صحيفة أمريكية تتحدث عن سؤال غير متوقع لبوتين من جانب ترامب
- الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية برية جديدة شمال قطاع غزة
- باحثون يحددون مكملا غذائيا يقلل من العدوانية بنسبة تصل إلى 2 ...
- فرنسا تخطط لتزويد جيشها بغواصات مسيرة تغوص لأعماق كبيرة
- علماء روس يبتكرون روبوتات لاستكشاف القمر


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادم عربي - العالَم الذي جَعَلَتْ منه الولايات المتحدة ضاحيةً لها!