أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى مجدي الجمال - حل التهجير الدموي














المزيد.....

حل التهجير الدموي


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 07:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تخلصت أوربا من صداع المسألة اليهودية بطريقة شيطانية لبريطانيا، فبدلا من أفران الغاز يكون الحل بتصدير معظم اليهود أنفسهم إلى خارج القارة، ودعم دولتهم بالسلاح والمال والتكنولوجيا والبشر والحماية الدبلوماسية، لتصبح فيلقًا أماميًا لحماية المصالح الإمبريالية من نفط وممرات دولية..الخ.
وكانت الضريبة الحتمية لهذا المشروع الشيطاني هي تأييد المنطلقات العدوانية والعنصرية والتوسعية للشعب "المختار"، وتم تدعيم هذا التآمر بمقولات عن الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأيضًا التراث العبري والانجيلي المشترك لما تسمى الحضارة الغربية في مواجهة "البربرية" السوفيتية ثم الإسلامية فيما بعد. ومن ثم صارت إسرائيل هي القلعة الأمامية في مواجهة حركات التحرر العربية، خصوصًا في مواجهة تمدد النفوذ السوفيتي بالمنطقة في الخمسينيات والستينيات.
وحدث بعد حرب 67 أن بدأ الكيان الصهيوني يعمّق مصالحه التوسعية العنصرية الخاصة به كـ "شعب مختار" ضد الأغيار البرابرة. ولم يتوقف هذا النزوع العدواني حتى بعد إقدام السادات على عقد اتفاق كامب ديفيد، حيث اعتقد أن بإمكانه انتزاع مكانة الحظوة الأمريكية من إسرائيل أو على الأقل الحصول على مكانة مقاربة. وكانت هذه حماقة مساوية للخيانة لأنه استسلم للعدو الأساسي (أمريكا) الذي شارك في إحباط حرب أكتوبر على أمل لجم العدو المباشر (إسرائيل). وتوالت أدواره المشبوهة في أفغانستان وأفريقيا وضد الثورة الإيرانية على الحكم الشاهنشاهي.
ازدادت مطامع الصهيونية بعد تحييد مصر، وتوالي سقوط النظم الرجعية العربية في وهدة التطبيع المسموم، على النقيض من تطور حركات المقاومة للمشروع الصهيوني، وإن تعرضت الأخيرة لنكسات هائلة في الأردن وسوريا ولبنان.. وتفاقم الأمر بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ثم أكثر بعد سقوط وتفسخ دول الممانعة.
ورغم الانتصارات الإسرائيلية، وخصوصًا تفوقها العسكري والاقتصادي والدعم الدولي الغربي اللامحدود على كافة الأصعدة.. واجهت إسرائيل، ومطامعها التوسعية، مشكلات عميقة جراء تطور حركات المقاومة، وبالذات تلك ذات الطابع الإسلامي، فهي في نظر إسرائيل نقيض مريع لدولة أساسها الأيديولوجي هو الدين اليهودي. خاصة بعد تصاعد نفوذ الدولة الإيرانية الشيعية ذات الطموح النووي المشهود، والتي رأت مصلحتها في دعم الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط، حتى لو كانت سنية.
شهدت المنطقة بعد ذلك مواجهات غير متكافئة بين الدولة العبرية وحركات المقاومة الإسلامية، ورغم الانتصارات التي حققتها الأولى في الكثير منها إلا أن هذا ظل يشكل صداعًا دائمًا لها، حتى بعد تردي سلطة الحكم الذاتي في رام الله، وإقدام نظم عربية على التطبيع المجاني مع الكيان إرضاءً ورضوخًا للغرب.
غير أن معضلة إسرائيل الوجودية ظلت تتفاقم موضوعيًا. فبعد احتلال الأرض وتخويف الجوار، لم تستطع إسرائيل اقتلاع الوجود الفلسطيني الذي يشكل بالنسبة لها قنبلة سكانية متفجرة، رغم استفادة إسرائيل من موجة المهاجرين الروس المليونية بفضل البيروسترويكا. ظل السؤال الوجودي كما هو: ماذا ستفعل إسرائيل بهذه الكتلة السكانية الفلسطينية المتنامية؟ فإذا أعطتهم مواطنة كاملة تكون بذلك قد قضت على فكرة الأرض التي وعد بها "الرب" خالصة لليهود، وإذا حرمتهم من حقوق المواطنة الكاملة تكون أمام العالم دولة تمييز عنصري وقحة.
الخلاصة أنه ليس أمام إسرائيل العنصرية التوسعية سوى الإبادة، ولكن من الصعب إبادة ملايين مهما تواطأت حكومات الغرب بذرائع مختلفة مثل مقاومة الإرهاب "الإسلامي". وتظل المعضلة قائمة حتى مع الإبادة الجزئية.. ومن ثم ليس أمام الصهيونية من حل سوى حرمان الشعب الفلسطيني من كل سبل البقاء على الأرض.. بالاستيطان والقتل والأنشطة الاستخبارية والتجويع والتعطيش ومحو المستشفيات والمدارس والمنازل والطرق...الخ.
هذه المعضلة مسماة الآن بمعضلة "ماذا عن اليوم الثاني" بعد "النصر" في حرب غزة.. فإذا أخضعتها لاحتلال عسكري صريح فإن هذا يفرض عليها التزامات لا تريدها.. وإذا سلمتها للسلطة الفلسطينية في رام الله فإنها تكون قد وحدت عمليًا بين الضفة الغربية وغزة.. وإن سلمتها لقيادات قبلية فإن الأخيرة لن تقدم بيسر على مغامرة دموية كهذه.. وإن سلمتها لقوات عربية ودولية فإنه ليس هناك أحد منها على استعداد لدفع فاتورة الإجرام الإسرائيلي..
إذن ليس أمام إسرائيل من حل سوى حل من عنصرين: أولهما اقتراح تبادل السكان بين عرب 48 ومستوطنات الضفة الغربية (أكثر من 700 ألف)، وثانيهما، وبشكل متوازٍ أو متوالٍ، ممارسة إرهاب مريع لتهجير الفلسطينيين إلى الضفة الشرقية وسيناء، مع الضغط على بعض الدول العربية والغربية لاستيعاب العرب المقموعين والمطرودين.
وإن استقرت إسرائيل ورعاتها على حل التهجير فإن نذر الحرب الإقليمية ستزداد افتراضًا.. وإن فشلت (وهذا هو الأرجح) فإن شلال الدم لن يتوقف على الجانبين.



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تحكموا على المقاومة أيديولوجيًا
- ألعاب السيرك المعادي لثورة يوليو
- ناجي شفيق نسيج خاص
- العلمانية ليست مرادفة للإلحاد
- ليست مؤامرة خالصة ولا ثورة بدون شوائب
- حدث خلسة (أقصوصة)
- عمر من الخلافات
- أخطر اجتماع
- فداحة التحدي وهزال الاستجابة
- عتاب على شيوعيي السودان
- من مقالب الناشرين في المترجمين
- أصعب أيام مصر
- الشكلانية الديمقراطية ووهم تمثيل المستضعفين
- انزلاقات يسارية
- المشبوه أيمن نور والمعارضة المزوَّرة
- التهمة إدمان المنشورات
- حوارات ثورية
- وتظاهرنا في ميت أبو الكوم
- ويبقى أنيس مورقًا فينا
- كيف أحرجنا رجال السادات


المزيد.....




- الإعلان عن الفائزين بجوائز الطهي العالمية.. تعرف على المطاعم ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن -تطويق- جباليا في شمال غزة ويشن غارات ...
- كاميرا CNN ترصد ما سببته غارة جوية إسرائيلية على مدرسة وسط غ ...
- -رمز لشموخها وعزتها-.. السيسي يشيد بذكرى انتصار الجيش المصري ...
- القصف الإسرائيلي على لبنان هو -الحملة الجوية الأشد- خارج غزة ...
- -واينت-: نتنياهو يزور الحدود مع لبنان
- غالانت: الإيرانيون لم يتمكنوا حتى من -خدش- قدرات قواتنا الجو ...
- تفاصيل جديدة حول عملية الموساد الإسرائيلي في اختراق أجهزة ال ...
- إقبال متفاوت في انتخابات ينافس فيها سعيد ينافس اثنين أحدهما ...
- ما خلفته حرب إسرائيل وحماس خلال عام في غزة ضحايا وخراب وصدمة ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى مجدي الجمال - حل التهجير الدموي