أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - وطني فيض من الطهارة والقداسة














المزيد.....

وطني فيض من الطهارة والقداسة


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 8084 - 2024 / 8 / 29 - 16:16
المحور: الادب والفن
    


بقلم: آدم دانيال هومه.
فتح أنكي فمه وقال مخاطباً أنليل:
يا سيد الأكوان
صدى صهيل جياد الأمس
يدوّي في أرجاء ذاكرتي
أسمع من لجة القبر زغاريد الأموات
لما رأوا أطياف گلگامش وأنكيدو
والبغي المقدسة [شمخة] بنهديها السماويين
وهم يتقاسمون الحزن على خرائب بابل
يطوفون كالنسيم حول الإيساكيلا
يشعلون الشموع في محراب إنانا
ويقيمون الصلوات في معبد أور
ويقدمون القرابين على مذبح شمّش
ثم يجددون أفراحهم
ويتناسلون في ذواتهم
ليسيل وهج سطوعهم على الكائنات أجمعين
وفي وضح النهار
يتسلقون عواميد الضوء السرمدي
يتدثرون بظلالهم الجليلة
بين أطلال بعثرتها الريح
فوق جبال آشور المقدسة.
،،،،،،،،
في الماضي
كان الحب أصدق وأنصع من دموع الأمهات
لهذا كان العشاق يمتطون صهوات النيران
وقلوبهم تخفق من النشوة والبهجة
يفرشون الورود والأزاهير تحت أقدام الأحبة
ويحلقون على أجنحة الفراشات
وفي منتصف الليل
ينامون على شرفات النجوم
يفتحون أذرعهم للسماء
ويحتضنون البحر
أما اليوم
فقد أصبحت قلوب العشاق من الورق المقوى
وأصبح الأحباء أشبه بالتماثيل المجسّمة
في متجر الملابس الداخلية
وكلمات الحب تتناسل كطيور خشبية
أصبح الحبيب مجرد دمية
وأصبحت الحبيبة شظية.
،،،،،،،،
نضبت دنان الخمر
ولم يأتِ الذين انتظرناهم طويلا على قارعة الأشواق
لقد مضوا يبحثون عن جذورهم في المنافي
حاملين في حقائبهم حفنات من تراب الرافدين
ينثرونها في باحات بيوتهم
ليقيموا عليها صلواتهم وقداديسهم
لعلها تنبت لهم أشجاراً باسقة
من جبال الوطن المستباح
يستظلون تحتها في قيظ الذكريات
ليسرفوا في الحنين
والنشيج
والبكاء.
،،،،،،،،
ولد في حضن حسناء نينوى
في طلعته شعاعات السحر
وفي عينيه بريق القدر
وفي كفه مهاة تومض كالجمر
ترعرع في حدائق بابل الفيحاء
أمضى ليالي السمر
على ضفاف دجلة والفرات
نما كالطود الشامخ
ساح في أرض العراق الخصيبة
ناثراً النجوم في سهوله وفوق جباله
وفي ليلة ليلاء
زحف الجراد على الربوع العذراء
فأظلمت الأرض والسماء
وهام القديسون والأنبياء على وجوههم
في الصحراء
ومن بقي منهم
صار وحيداً وغريباً في وطنه
يعاقر اليأس بين الضواري البشرية المؤمنة
يطرّز اسمه على أجنحة الملائكة
ويرتل التسابيح على قبور من رحلوا
ولكنه على يقين واطمئنان
بأنه رغم التيه والتشرد والضياع
لم تزل فيهم خلايا أمة عصيّة على الموت.
،،،،،،،،
وطني فيضٌ من الطهارة
والقداسة
والعنفوان
ناسكٌ يورق المجد في عينيه
يمارس فوق متون النيازك طقوس الولادة
ليعود طفلا يتأرجح على خيوط الفجر
مشكاة مدلاة من سقف السماء
تضيء جنبات الأرض
وطني بوابة الموت
تتحطم على عتباتها
جميع عربات الآلهة الرعناء
،،،،،،،،
أهلي السادرون في غيهم
المنفيون من الفردوس المفقود
فقدوا ذاكراتهم الناصعة
يمضغون آلامهم في صمت مريب
يعزفون على أوتار القمر تراتيل الإياب
يرتلون داخل قبورهم ترانيم الأمل
وأولادهم يولدون دون مخاض
وتخمد قلوبهم قبل الأوان
على قارعات الغربة القصيّة.
،،،،،،،،
جالسٌ في شرفة الشفق
منتشياً بمنظر الغيوم الداكنة
تمخر عباب السماء
تتبعها أفراس البروق والرعود
وعلى أسوار أوروك
رأيتُ صورة أمي تشع تحت هالة شموع الآلهة
وشاهدتُ يدها تمتد نحو الأفق البعيد
تستل من خاصرة الشمس إزميلا
لتنقش على واجهة قلعة أربيل كلمات مزوّقة
لايتمكن من قراءتها إلا الراسخون في التاريخ
وأرى أبي يمنح الأرض من جوارح نفسه
فيتوهج التراب بين يديه.
،،،،،،،،
يتنقل عصفور القصيدة مزهواً ومختالا
من غصن الحرف إلى أحضان الكلمة
تتلاطم أمواج أشواقه على شاطئ الجملة البديعة
أشبه بأغنيات تتماوج في ليل العشاق
أو آهات تتقطر من قلب المتيّم
التائه في وحشة الصحراء.
،،،،،،،،
ينبغي على كل من يجتاز هذه الأرض
أن يترك ولو طيف أثر
بعد رحيله.
،،،،،،،،
بعد غياب طويل
يعود الشاعر إلى عزلته المهيبة
ليكتب خاتمة القصيدة المستحيلة
بين حقول السنابل
تحت رذاذ المطر.
،،،،،،،،
[email protected]



#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب عدم تلآلف الشعب الآشوري
- الوطن
- أقرأ باسم أمي سورة الأرض
- آشور يوقد جذوة الشمس
- دراسة موجزة عن ديوان (قصائد في قصيدة واحدة)
- بصيصضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديث
- أتمرغ في ضفائر أمي
- الثالث والعشرون من شباط
- مزامير أوروك
- قؤاءة متأنية في شعر نينيوس نيراري
- القامشلي تتطيب برحيق الشمس
- سليلة الحضارات
- زنبقة الفجر
- أمي تتوهج في مرآة التاريخ
- تقاسيم على أوتار الريح
- الطفل اليانع
- کلکامش يمخر عباب النار الأزلية
- قنديل الليل
- أتلهى بذفائر الشمس
- صهيل التراب


المزيد.....




- بقفزات على المسرح.. ماسك يظهر بتجمع انتخابي لترامب في -موقع ...
- مسرحان في موسكو يقدمان مسرحية وطنية عن العملية العسكرية الخا ...
- مصر.. النائب العام يكلف لجنة من الأزهر بفحص عبارات ديوان شعر ...
- عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر ا ...
- قصيدة عاميةمصرية (بلحة نخيلنا طرق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
- وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
- فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..‏إما أن نَنتَصر أو ن ...
- مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي
- خبيرة صناعة الأرشيف الرقمي كارولين كارويل: أرشيف اليوتيوب و( ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - وطني فيض من الطهارة والقداسة