أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - في طبيعة مشروع حماس السياسي الفلسطيني- الجزء الأوّل.















المزيد.....

في طبيعة مشروع حماس السياسي الفلسطيني- الجزء الأوّل.


نزار فجر بعريني .

الحوار المتمدن-العدد: 8084 - 2024 / 8 / 29 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في" مشروع حماس السياسي الفلسطيني ".
الجزء الأوّل:
التساؤل الرئيسي الذي ينبغي طرحه وتقديم إجاباته الموضوعية من قبل جميع الباحثين عن حقائق الصراع، المناصرين لحقوق الشعب الفلسطيني السياسية والإنسانية، والمنحازين لقضايا الشعوب في التحرر والدمقرطة:
ما هي طبيعة مشروع حماس السياسي، خاصّة في علاقة الأهداف وآليات التنفيذ والنهج ، تقاطعا أو تعارضا ، مع قضية نضال الشعب الفلسطيني المركزية في بناء مؤسسات سلطة وطنية ديمقراطية موحّدة على مناطق القدس الشرقية والقطاع والضفة الغربية أوّلا ،و خطط وسياسات اليمين الصهيوني المتطرّف لقطع مسارات التسوية السياسية التي أطلقت أتفقيات أوسلو ١٩٩٣ صيرورتها، وتدمير ما انجزته على صعيد مؤسسات السلطة الفلسطينية، ثانيا ؟
على صعيد البرنامج السياسي الاستراتيجي، تطرح حماس هدف إقامة سلطة إسلامية على كامل فلسطين التاريخية بأدوات المقاومة الإسلامية المسّلحة( الكفاح المسّلح )، وهي بذلك تواجه سلطتين قائمتين ، سلطة الإحتلال الإسرائيلي الرئيسية، العدو، الأكثر قوّة بما لايُقارن على جميع مستويات موازين الحروب والسلطة الفلسطينية، الخصم ، الأضعف على جميع الصُعد ما عدا الشرعية الفلسطينية والدولية على مناطق سيطرتها القائمة وعلى مناطق صيرورة التسوية السياسية الناجزة – قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية !
في ضوء مرتكزات البرنامج الاستراتيجية،وما قد يُبنى عليه خلال مسارات مراحل النضال المتعاقبة من برامج وسياسات تكتيكية، ثمّة نقاط رئيسية تتطلّب موضوعية البحث أخذها بعين الاعتبار، وتكشف بمجملها طبيعة العلاقات الجدلية بين أطراف الصراع على فلسطين والسيطرة الإقليمية، ومكامن " مأزق " قيادة حماس الوطني في مسارات سعيها من أجل تحقيق أهداف مشروع سلطتها الفلسطينية الخاصّة.
١ تتقاطع سياسات حماس مع سياسات الخصم الفلسطيني في مواجهة العدو الرئيسي الإسرائيلي، سواء في المواجهات العسكرية الميدانية،( كما يحصل مثلا عندما تهاجم قطعان المستوطنين المسّلحة أو قوات الاحتلال مناطق سيطرة مشتركة، أو كما حصل في مواجهة الحرب العدوانية الإسرائيلية الانتقامية على القطاع والضفة في أعقاب هجوم طولان الأقصى)، أو في سياسات مفاوضات التسويات السياسية،( كما تتجسد في مشاركة حماس في " حكومات الوحدة الوطنية"، بما تحمله في حالات الضعف كما هو الحال اليوم من آمال وفرص للتنسيق والتكامل مع سياسات التسويات الأمريكية).
٢ تتحالف حماس مع الفصائل الفلسطينية الجهادية الأخرى براغماتيّاً في مواجهة الخصم الفلسطيني سياسيا والعدو الإسرائيلي عسكريا ، ويبقى توحّد بندقية المقاومة رهنا بمصالح سلطة حماس بالدرجة الأولى ،كما و تعمل حماس على إحتكار التمثيل السياسي الفلسطيني للقوى الجهادية، دون النجاح في احتكار مصادر الدعم والارتزاق الخارجي.
٣ تتناقض أهداف حماس السياسية وآليات تحقيقها مع مصالح الشعب الفلسطيني، خاصة قضيته السياسية المركزي المرتبطة بإقامة مؤسسات سلطة فلسطينية على مناطق ١٩٦٧ وفقا لخارطة طريق اتفاقيات أوسلو ،وذلك :
أ- على صعيد البرنامج المرحلي ، تبيّن وقائع سياسات حماس المادية تركيزها على هدف تأسيس مرتكزات سلطة إسلامية فلسطينية خاصة على المناطق الواقعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية في قطاع غزة و الضفة ، لتستخدمها كقاعدة انطلاق و ورقة فلسطينية لفرض تسويتها السياسية على سلطة الاحتلال، أو لتحرير كامل فلسطين( وفقا لأجندات وسياقات القوى الإقليمية والدولية)، مما يجعل من السلطة الفلسطينية عدوّها الرئيسي خلال هذه المرحلة ، ومن الطبيعي أن تصبّ كامل جهودها في إطار ومسعى إسقاط مؤسسات السلطة الفلسطينية الشرعية وفرض سلطتها الخاصة ، وهذا ما حصل في صيف ٢٠٠٧على مناطق قطاع غزة ورفح. يؤكّد موضوعية هذا الاستنتاج عدم اقتصار تطلّعاتها السياسية على حكم قطاع غزة. فللحركة جناح سياسي وعسكري قوي في مناطق الضفة ، يعمل بلا كلل من أجل استكمال سيطرة حماس الشاملة على الضفة ، في مواجهة تحدّيات أجهزة السلطة الفلسطينية وأدوات سلطة الاحتلال الإسرائيلية على حد سواء.
ب- في سعيها لتحقيق هدف برنامجها المرحلي التكتيكي في إقامة سلطتها الخاصة على مناطق سيطرة السلطة الفلسطينية، وما تخلقه من انقسام وصراع داخل الصف الوطني الفلسطيني في سعيها المتواصل لإحتلال مؤسسات السلطة في الضفة، كما فعلت في غزة ورفح ٢٠٠٧، وفي ما تلحقه من أضرار في الشرعية السياسية الوطنية الفلسطينية التي انتزعها الفلسطنيون في سياق نضال مستمر منذ ١٩٦٨، وتمثّلها السلطة الفلسطينية الشرعية القائمة ، بغض النظر عن توافقنا أو تعارضنا مع سياسات قيادتها .
ت- في تناقض أدوات وآليات تحقيق برنامج حماس مع وسائل النضال الوطني الفلسطيني.
تتناقض أداة ونهج " المقاومة المسلّحة " مع شروط وأدوات ونهج نضال الشعب الفلسطيني السلمي التي اعتمدها خَيارا استراتيجيا بعد النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي في ضوء هزيمة صيرورة الكفاح المسّلح في بيروت ، والتي تمثّلت بالانتفاضات السلمية منذ ١٩٨٧ ، وما تكشّف من نجاعة النهج في الإنجازات السياسية التاريخية التي حققتها تضحيات الفلسطينين بين ١٩٩٣٢٠٠٧ وتمثّلت في قيام سلطة وطنية فلسطينية ديمقراطية موحّدة . تتبيّن خطورة هذا العامل إذا أدركنا حقيقة أنّ الانتفاضات السلمية هي التي فرضت التنازلات الإسرائيلية في مفاوضات أوسلو، وما حققه الفلسطنيون لاحقا على صعد بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية وصولا النصف الأوّل من ٢٠٠٧، حين تشكيل إسماعيل هنية، كزعيم للمعارضة البرلمانية أوّل حكومة ديمقراطية فلسطينية، قبل أن ينقلب عليها بعد بضعة أشهر ! ما أنجزه الفلسطنيون في سياق انتفاضات سلمية تبيّن أنّ الإنتفاضة ، كأرقى أشكال النضال السلمي الفلسطيني هي التي تشكّل أبرز التحدّيات الإستراتيجية، السياسية والأمنية "للأمن القومي الإسرائيلي"، وليس " سلاح " المقاومة الجهادية،الأضعف بشكل مطلق !
كيف؟
في محطّة غزو بيروت ١٩٨٢، تمّ ، بتوافق مصالح إسرائيلية وإقليمية وأمريكية أوروبية ( القوى الأكثر فاعلية في تحديد مآلات نضال الشعب الفلسطيني)، هزيمة خَيار ومسارات وقوى الكفاح المسّلح ، بآفاقه الوطنية والديمقراطية ، المرتبطة بنضال الفلسطينيين التاريخي، والمتشابكة بشكل وثيق مع نضال شعوب دول الطوق ، خاصة السوري واللبناني .
في مواجهة هذه الحقيقة الموضوعية، وفي مسعى الشعب الفلسطيني، وحقّه المشروع في مقاومة وسائل الاحتلال الإسرائيلي، والتدمير الممنهج لمقوّمات وشروط تحقيق هدف قيام سلطة وطنية فلسطينية موحّدة بالوسائل الأنجع ، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وما أظهرته من عبقرية هذا الشعب المكافح المظلوم في ابتكار وسائل المقاومة الغير مسّلحة ، القادرة على مواجهة عقبة موازين قوى الصراع المسّلح ، التي تميل دائما لصالح قوى الاحتلال .
هنا تتكشّف طبيعة مخاطر ظهور حماس ، وتبنيها نهج المقاومة المسلّحة لتحقيق أهداف مشروعها السياسي.



#نزار_فجر_بعريني_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في -الحروب الإسرائيلية ضد مشروع التسوية السياسية، وطبيعة الع ...
- حوارات في القضايا الإشكالية في وعي وسلوك النخب السياسية والث ...
- دراسة حول - مشروع حماس السياسي الفلسطيني - - المقدّمة .
- دراسة في نقد - بعض الكتابات العربية حول حرب غزة -. الجزء الأ ...
- في نقد -- الفكر المتأرّجح في القضية الكردية : بينَ الواقعِ و ...
- في بعض هموم السوريين النخبوية !
- - يحيى السنوار - ، والقائد النموذج!
- في طبيعة وإمكانية الرد الفعّال !


المزيد.....




- -العاصفة المثالية-.. صورة مدهشة لبرق يخترق أدخنة حريق غابات ...
- الجزائر: حساني شريف يتهم السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات ...
- الانتخابات الرئاسية في تونس: مرشحان فقط في مواجهة قيس سعيد، ...
- هاتف آيفون 16 قريبا في الأسواق.. ما الذي يجعله مختلفا عن ساب ...
- فيزر تأمر بتنفيذ إجراءات تفتيش على كافة حدود ألمانيا
- المحكمة العليا في الهند تصدر قرارها في قضية وقف إمدادات الأس ...
- الجزائر.. تفكيك مجموعة إجرامية دولية تنصب على الطلبة الجامعي ...
- -لحظة مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين-... افتتاح السفارة ...
- ماذا تكشف لحية الرجل عن صحته؟
- -بلومبرغ-: احتمال الصدام المباشر بين روسيا وحلف الناتو يتزاي ...


المزيد.....

- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - في طبيعة مشروع حماس السياسي الفلسطيني- الجزء الأوّل.