أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - حسابات الحقل وحسابات البيدر














المزيد.....

حسابات الحقل وحسابات البيدر


نصار محمد جرادة
(Nassar Jarada)


الحوار المتمدن-العدد: 8084 - 2024 / 8 / 29 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما لا توافق حسابات الحقل حسابات البيدر ، سلبا ونقصانا أو ضياعا وخسارة ، يجب على فالح الأرض أن يتوقف عن المكابرة ، أن يجمد نشاطه غير المجدي ولو مؤقتا ؛ باحثا عن سبب الفشل ومعنى الخطأ الذي قد يرقى أحيانا لدرجة الخطيئة ، وربما عن طريقة أخرى معقولة لتحقيق النجاح وجلب الرزق أو الحصول عليه دون أن ينسى وجوب بذل الجهد اللازم أو الكافي للمحافظة على الأصول وباقي مكونات رأس المال . ولنجاح ذلك كاملا عليه أولا : الاعتراف علنا وصراحة بحصول الفشل وبوجوده بلا لف أو دوران أو مواربة ، وثانيا : الاستعداد كاملا لتحمل تبعات ذلك الفشل بلا خجل أو وجل !! .

وبعد : منذ اللحظات الأولى لانطلاق القذائف الصاروخية بالآلاف في 7 أكتوبر أدركت ككثيرين غيري أن جارتنا النووية المدججة بالسلاح حليفة الغرب لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تقبل بجرح كبريائها وفقدان قوة ردعها وساعة عرفت من قناة الجزيرة في ذات الصباح عدد القتلى التقريبي وعدد المختطفين المحتملين من غلاف غزة أيقنت أن دولة الكيان لن تقبل أبدا بقتل مواطنيها بالجملة أو بخطفهم بالعشرات وسترد لنا الصاع ألفا ولا أدعى بذلك أنني من عالمي الغيب ، فأبسط إنسان بغزة يدرك والحال هكذا أن الحرب ستكون دامية جدا وطويلة والانتقام سيكون رهيبا ، فعلى ماذا اعتمدت قيادة ما يسمى بالمقاومة يا ترى ؟! وعلى ماذا راهنت وهي تغامر بحاضر أهل غزة ومستقبل أجيالها ؟!

وهل تملك قيادة ما يسمى بالمقاومة في حالتنا الفلسطينية شجاعة وجرأة صاحب الحقل ؟! الفلاح البسيط والذكي في آن ، هل تملك شجاعة وجرأة الاعتراف بخطأ جل حساباتها ؟! خصوصا في مغامرتها الأخيرة غير المبررة التي خاضتها بطيش ونزق وتهور ، هل تملك أدب الاعتذار للشعب صغيره وكبيره جاهلة ومتعلمه عما تسببت به ، وإرادة التنحي والانزواء ، فاسحة المجال لغيرها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وللحفاظ على ما تبقى من أرواح بعد سقوط قرابة خمسين ألف قتيل ومائة ألف جريح وكذا لتحقيق العيش الكريم في أبسط صوره لمن بقوا على قيد الحياة بعد كل هذا البؤس وهذا الدمار للبيوت والبنى التحتية ، العيش الكريم الذي فشلت في توفيره للناس على مدار أكثر من عقد ونصف !! .

فبعد عشرة شهور من الحرب اللئيمة ، اللامتكافئة ، وغير المبررة من وجهة نظرنا ، الناس لم تعد هاهنا تموت من القصف الجوي والمدفعي فقط بل من الجوع والمرض وتفشي الأوبئة ، كالتهاب الكبد الوبائي والسحايا وشلل الأطفال وغير ذلك من أمراض لم نكن نسمع عنها في واقعنا الصحي إلا لماما ، والإنسان في حالتنا الفلسطينية بعد ضياع الأرض منذ سبعة عقود ونصف في النكبة الكبرى هو رأس مالنا الوحيد الحقيقي المتبقي ولا واجب أسمى ولا قدسية تضاهي قدسية وواجب المحافظة عليه وتعزيز مقومات بقائه وصموده على ما تبقى من أرض وطنه التاريخي !!

وبعد : لا يعقل ولا يجب يا قيادة ما يسمى بالمقاومة أن يكون المختطفون لديكم من أبناء عمومتنا وجيراننا المفروضين بحكم الواقع أغلى ثمنا ولا أعظم شأنا من أبناء شعبكم الذين لا زالوا على قيد الحياة والذين ذاقوا الهوان صنوفا لا حصر لها في هذه المغامرة الأخيرة فضلا عن العذابات التي لا يطيقها بشر ، وقدامى الأسرى الذين تتذرعون بوجوب الإفراج عنهم هم قلة قليلة مقارنة بضحايا الحرب الأخيرة وهم أبناء بررة لهذا الشعب ، وقد قدموا ما قدموا من تضحيات مختارين طائعين وحازوا احترام وتقدير وحب وإجلال عموم الناس لهم لذاك السبب ولن يرضيهم حتما أن تقدم مصالحهم الخاصة على مصالح عموم شعبهم أو حيواتهم على حياته !! فلا يدجلن أحد علينا بهذا !! .

ولمن أراد أن يقتدي ، فله في قيادة إمبراطورية اليابان ( أسوة حسنة !! ) فاليابان التي تفوقنا عددا بعشرات المرات وعدة بما لا يقارن وتتفوق علينا تكنولوجيا وصناعيا بسنوات ضوئية استسلمت في نهاية الحرب العالمية الثانية لعدوها الأمريكي الباطش بلا قيد أو شرط عندما بدأ سقوط الضحايا بعشرات الآلاف على أثر القصف الذري وكان ذلك حفاظا على الشعب من الفناء وعلى الهوية من الاندثار !!

وإذا كان سلاح المقاومة البدائي البسيط - كقاذف الياسين والعبوات على اختلاف أنواعها ومسمياتها - غير قادر على حماية الشعب أو منع العدو من اجتياح أية بقعة بغزة عندما يريد فهو سلاح غير مجدي وقطعا غير رادع والإنفاق على تصنيعه أو شراؤه هدر للمال و خسارة غير مبررة ، إلا إن كان الظن الغالب أنه مقدسا وسحريا كعصا موسى وللصانعين له أو الشارين مآرب أخرى لا نعلمها !! .

وبعد : القرارات المصيرية والتاريخية تحتاج حتما لقيادات وفية مخلصة ، حكيمة واعية ، جريئة شجاعة ، قد لا نصفق لكم أو نهلل إن اتخذتموها اليوم أو غدا ولكن على الأقل لن تسقطوا تماما من نظر أبناء شعبكم المكلومين القابضين على الجمر ، ودعوكم من المنافقين والمطبلين والمهللين والمنتفعين فهؤلاء لا يراهن عليهم عاقل حر أبدا والتاريخ وصندوق الاقتراع لن يرحم كل من غامر بطيش ونزق ففشل وقصّر وسيبقى من هذه الأيام حتما ذكرى أليمة شجية مشوبة بتقدير مميز مختلف لكل من قدم مصالح عموم الناس على مصلحته الخاصة أو الحزبية وعاش وفيا لقيم الكفاح والنضال التي رفع رايتها وزعم أنه يمثلها أو يدافع عنها !!

وختاما لا يعقل أن يظل الانقسام جاثما على الصدور بعد كل هذا البؤس والدمار ، ولا أن يظل رموزه قادة أو متنفذين في واقعنا الفلسطيني ، ولا يعقل أن تحتكر حفنة من المغامرين الفصائليين مهما علا شأنهم أو كبر حجم فصيلهم قرار الحرب أو السلم ، ولا يعقل أن تظل مؤسسات الشعب الفلسطيني الكبرى معطلة مهمشة كمنظمة التحرير والمجلس الوطني ، الوطن للجميع وهو أكبر من الجميع وليخسأ الأغبياء ؛ المرتهنون لأجندات خارجية ، التجار والمزايدون !! .



#نصار_محمد_جرادة (هاشتاغ)       Nassar_Jarada#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سَلَف مريض وخَلَف ناقل للعدوى
- جرذ كبير متخم
- تساؤلات مشروعة
- هي الحرب ... ولهذا حزنت !!
- الحكومات المجرمة في الكيانات الهزيلة
- صالون هدى
- عودة الدب الروسي التائه الضال
- ضربة معلم
- عبيد وعبّاد
- فقدنا الأرض ونفقد الإنسان
- ألف غرق وغرق
- الغول
- جماهير القيادة وقيادة الجماهير
- قيادات الصدفة والنحس الوطني
- خفايا الأمور وبواطنها
- عن الجنس والحب والرق والسبي والاغتصاب
- مناجاة
- جناب اللواء المتقاعد
- إلى متى تجاهل المتقاعدين قسرا ؟
- الجنة هاهنا ... الجنة مسروقة


المزيد.....




- ما رد نتنياهو على انتقادات بايدن بشأن صفقة الرهائن؟
- ضربة لشولتس.. فوز -البديل من أجل ألمانيا-
- كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تجريان مناورات إنزال مشتركة ...
- بينهم مغاربة.. الجزائر تعلن توقيف سبعة أشخاص بتهمة التجسس
- نتنياهو: حماس أعدمت الرهائن الست ولن نترك محور فيلادلفيا
- ليبيا تعلن الحداد وتنكس الأعلام في الذكرى السنوية لإعصار -دا ...
- أكثر من 110 قتلى وجرحى في قطاع غزة منذ فجر الاثنين
- -حماس-: تصريحات نتنياهو خطاب اليائس الباحث عن نصر موهوم
- -البرق حوّل الليل إلى نهار-.. أمطار غزيرة تضرب السعودية وجري ...
- إيلون ماسك يتوعد بمصادرة الأصول البرازيلية في الولايات المتح ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - حسابات الحقل وحسابات البيدر