|
إله الكفر وإله الإيمان
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 8084 - 2024 / 8 / 29 - 00:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هؤلاء البشر الذين سطحوا عقولهم مثل فكرة تسطيح الارض الوهمية يقيمون لأنفسهم أصناماً وتماثيل يعبدونها فى خيالهم الدينى دون أن يدرون بجاهليتهم العقلية، أمة بشرية تقتدى فى حياتها اليومية الدينية بالقتلة والسفاحون والمغتصبون والزناة والدكتاتوريون بأسم الدين لن يتقدمون فى أخلاقهم بل ينحدرون إلى أسفل السافلين، أستمرارهم فى تصديق خرافات اليهود وأجدادهم منذ أبراهيم وأعتباره الجد الأكبر لخرافة الأديان الكبرى السماوية، ألا تسألون أنفسكم بجدية: من يسخر من عقول الملايين من البشر فى عصرنا الحديث؟ هل وصلت الأفكار الفكاهية الكوميدية إلى هذه الدرجة من جعل أفكار العصور الجاهلية تهيمن على رؤوس شعوبنا وقادتنا ورجال دينهم إلى هذا الحد من السخرية؟؟ من يدمر عقول أمتكم العربية؟ أليسوا رجال يحملون فى رؤوسهم وعلى أكتافهم هذه الخرافات الدينية؟؟ من داس وسحق عقولكم فى التخلف ورمال الصحراء وبول البعير؟ لماذا تفصلون أنفسكم عن الحياة الحقيقية لتعيشوا فى أوهام الماضى؟؟ من تعبدون أيها البشر خير الأمم التى تعيش على هذا الوهم؟؟ لماذا لا ينقذكم من تخلفكم ويضعكم على طريق التقدم الحضارى وهو يعلم وأنتم لا تعلمون؟؟ ماذا يفعل وماذا ينتظر؟ سؤال لا ينبغى توجيهه للأغبياء الذين وضعوا عقولهم داخل كعبة الأديان وخرافاتها، ماذا لديكم ان تفعلونه مثل إلهكم أكثر من صب اللعنات على كل البشر من حولكم الذين جعلوكم تشعرون بضعفكم وتخلفكم وغباءكم الذى يسطر على حياتكم اليومية؟؟ والسبب الحقيقى وراء ذلك يرجع إلى أنه ليس إله حقيقى قادر على فعل شيئا ما بل هو مجرد بشر لا يملك من أمره إلا واقعه اليومى! ألا تنظرون إلى أختراعات التنين الصينى أو الشعب اليابانى الذين يتعبدون فى معابدهم حسب معتقداتهم فى صمت، وأنتجت عقولهم التقدم الحديث ويشتركون مع غيرهم من الشعوب الذين يملكون عقولا حية فى صناعة حياتنا العصرية، ويعتبرون تراثهم مجرد تاريخ يأخذون منه طقوس العبادة فقط، بينما المصريون بدلاً من البحث فى حضارتهم الحقيقية وأستعادة دور أجدادهم المصريين يتركون كل هذا ويلجأون إلى الأوهام حتى تستجيب إلى أدعيتهم ولعناتهم!
خداع كاتب القرآن واضح فى الآيات أو النصوص المتناقضة مع بعضها البعض ولا جدال فيها أو عليها لأنه تناقض لا شك فيه، وهذا الخداع تقوله النصوص نفسها فى مفاهيم عبثية عن تناقضات الله فى كتابة تعاليم وأوامر تتناقض مع نفسها وتقوم بتشويه صورة الله مرة يكون الإله العادل ومرة تبدل صورته بالله الظالم يهدى ويضل من يشاء، أى أنه الله إله صحراوى ليس مكانه فى السماء بل تعاليم كتبها بشر لأنها ظالمة ليس فيها عدل؟ هل فهمتم شيئاً؟؟ ماذا نفعل معك يا الله يا أحسن البشر الخالقين؟ تقول أن كلامك هو نفس كلام الاديان والشرائع السابقة وتعطى حرية الايمان بك لمن يشاء وتعطى أيضاً حرية عدم الإيمان[ الكفر] بك لمن يشاء، أى أنك تقول نفس كلامهم ونفس عقائدهم لكننا فجأة نجدك تنتقل إلى النقيض فى عقيدتك، تناقض نفسك من الحرية فى عبادتك لمن يشاء إلى قتل من يكفر بك ويرفض عبادتك؟؟ كيف نصدقك وأنت تخادعنا وتضللنا هل نصدق حرية الايمان بك أم نصدق أوامر قتلك لمن يكفر بك؟؟ هل أنت إله واحد أم إلهين؟ إله الخير والتسامح والرحمة وإله آخر ينتظر الجميع بالتهديد والوعيد والقتل لمن يكفر به؟ إحنا فيه؟ عالم يفعل فيه ما يشاء هذا الإله؟ هل أنت بشر تكذب علينا أم اله صادق فى كلامك؟؟
أريد أن أؤمن بك وأصدق كلامك لكن أيهما من النصوص علينا الايمان بها؟؟ الكفر بك هى حرية إلهية أم الكفر بك جريمة إنسانية؟؟ ماذا يفعل المؤمنين بك مع تلك النصوص المتناقضة هل يحذفون النصوص الارهابية الكاذبة ويتركون نصوص الحرية والتسامح والإنسانية؟؟ أم يتركون كل النصوص التى بكل تاقضاتها وبكل ألوانها الزائفة لتحاكى زمان الخرفات الغيبية ويستمروا فى يعيشون على ثقافة التخلف الدينية؟ قل لى بالله عليك من أنت حتى أصدقك؟؟ هل أنت سفاك دماء أم إله محب للخير وعدم قتل نفوس البشر وتركهم يعيشوا حياتهم فى أمن وسلام؟؟؟
هل أستطاع إنسان على مر الألف وأربعمائة سنة الماضية تفكيك ما أتفقت عليه شعوب المنطقة العربية من وجود ما يسمى بدين حقيقى ومتى نشأ وهل بالفعل لديه من المخطوطات والآثار الحقيقية لأنها حقبة زمنية قريبة وحديثة وهل يملكون دلائل تثبت واقعية ما يؤمن به الملايين من البشر؟؟ هل سعى بعض المفكرين والباحثين إلى تفكيك ما يقال كذباً أنها حقائق وإظهار عدم حقيقتها وانها قائمة على الغيب ولا أثر مادى لها سواء من أشخاص أو مخطوطات وآثار مادية من أصنام وكعبات وكنائس كانت موجودة فى الجزيرة أو اليمن؟ رغم وجود الكثير من النصوص والقطع الأثرية التى تثبت وجود تلك الآثار!! الكثير من الآثار ما زالت موجودة لكن أخفاها المسلمون فى عمداً فى جزيرة العرب واليمن والمملكة العربية السعودية حتى لا تظهر الحقيقة، وللأسف هذا جزء من المؤمرات الغربية التى يتحدثون عنها لكن بطريقة تخدم مصالحهم ويظل الإنسان العربى فى غيبوبته حياً على شفهية العقيدة وحفظها فى الصدور!!
ماذا صنع هذا الكتاب الذى نزل من السماء وكما يعلم الجميع أنه لا ينزل من السماء إلا الأمطار وحجارة النيازك، ماذا صنع فى حياة هؤلاء العرب المؤمنين به؟ طوال هذه السنين لم نسمع إلا عن علماء أجانب غير عرب لم ينتجوا حضارة بل أنتجوا علماً يشهد له الجميع فى عصورهم، لكنهم لم ينتجوا شعوب تعيش فى أدبيات العلم والمعرفة وحياة المدنية التى كانت دولاً مثل مصر تعيش فيها قبل علوم المسلمين كما يقولونن كانت مصر والشام وبيزنطة دولاً متقدمة على صحراء العرب والإسلام، ولم يصنع المسلمين حضارة ولا دولاً فى بلادهم بل تصحرت بلادهم أكثر والتاريخ يثبت ذلك، إذن بماذا يفتخر العرب طوال تلك السنين الضائعة من أعمارهم وهم يسيرون وراء تعاليم رسولهم أو شيوخهم؟؟
بل يفتخرون بأنهم الأفضل عن بقية شعوب العالم لأنهم مسلمون رغم تخلفهم وجهلهم فى كل نواحى العلم والمعرفة واستبداد مؤمنيهم وحاكميهم، الاسلام دين بشرى مثله مثل بقية الاديان وليس فيه إعجاز وأنه مجرد محاكاة لغوية سجعية كانت موجودة زمن محمد والدليل على ذلك بن الصلت وامرؤ القيس وغيرهم من عباقرة العرب، وكل ما فعله أتباع الإسلام من شيوخ وفقهاء انهم شوهوا تاريخ العرب والمنطقة العربية ووصفوها بأنها كانت تعيش فى جاهلية، بينما الجميع يعرف تاريخ حضارة مصر والشام والعراق واليمن وفارس وغيرهم وقت ظهور ذلك الإسلام، لكن من كان يعيش فى جاهلية حقيقية هو مجتمع المسلمين العرب الذين خرجت منهم كل الشرور والوحشية الصحراوية وظهرت فى سلوكياتهم الدموية خلال غزواتهم.
المشكلة فى عقيدة التكفير أنها لا تعطيك حق الكفر بالدين أو الإله لأنها فى الوقت الذى تبيح فيه ذلك وتعطيك الحرية فى تنفيذه، على الجانب الآخر تجد الآيات المناقضة لها التى ترفع فى وجهك سيف التكفير وترفض كفرك بدينه وتعلن عليك الحرب البدنية والنفسية، كأن هناك صراع فى النفاق والكذب والخداع من الإله ومن نصوص دينية تتلاعب بعقول البشر وتحاكمهم على أمور غيبية لم يثبت بالدليل الواقعى وجودها إلا فى عقول المؤمنين بها، عقول مزدحمة شوارعها بشياطين الأنس والجن وأبالسة العالم من حكام وزعماء يتحكمون فى أفكارهم الميتة ولعاً وهياماً بحوريات الجنة، لا وقت لديهم ليفكروا تفكيراً عقلياً خوفاً من أن يرجع إليهم رشدهم ووعيهم بهيمنة قصص ألف ليلة وليلة، وأحتساء كؤوس الخمر العدنية وغلمانها الشهية وخيامها فى جوار رب الأرباب فى سماء رب الأكوان!! أتصدق هذا؟؟ أترك للقارئ هذا النموذج ليفكر فيه ويسأل نفسه بجدية مع نفسه وإلهه: هل نموذج مثل خالد بن الوليد وأمثاله كثيرين الذى قطع رأس مالك بن نويرة وطبخها فى قدر على النار وأكلها ويزني بزوجته.؟!! فرفع النبي صلى الله عليه وآله يديه اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد!!!!!
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جبناء التكفير إجراميين
-
تكفير أتباع المسيح
-
الخوف من الله أو عليه؟
-
تكفير المسيحية بدون تعليق!!
-
الدكتورة وفاء سلطان ومسيحى اسمه وحيد
-
فكرة الله والتنوير
-
فكرة الله الكوميدية
-
وكالة نجاسة التخلف العربى
-
وكالة ناسا ونجاسا ما الفرق؟
-
حكومة ورثة علماء الفراعنة
-
حكومة رئاسية فاشلة قبل أن تبدأ
-
عنصرية الله يا أهل ذمم الأديان
-
وين الخجل العربى وين؟ وين الملايين؟
-
أهل الذمة وضلال الله
-
أهل الذمة جريمة المسلمين
-
إبراهيم عيسى وأهل الإيمان والذمة
-
جريمة المسلمين مع أهل الذمة
-
الله يتآمر ضد غزة وتكوين
-
تدمير غزة لتحيا حماس
-
محبة الكراهية فضيلة إلهية
المزيد.....
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|