أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - حياة الماعز وحياة العامل الفلسطيني العاجز














المزيد.....

حياة الماعز وحياة العامل الفلسطيني العاجز


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8083 - 2024 / 8 / 28 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فلم "حياة الماعز" الذي يتصدر عناوين الضجيج ومرايا الاعلام الحر العربي والغربي الذي يؤمن بحقوق الانسان لدرجة أن الفلم أصبح منشوراً سياسياً موجهاً ضد سياسة الكفيل في السعودية، وكأن الأمر كان مخفياً مع أن المملكة العربية السعودية لا تقبل أي عامل أجنبي إلا من خلال مواطن سعودي يكفله، وهذا المواطن يتحكم بالعامل من خلال أخذ جواز سفره، وسمعنا سابقاً عن عشرات العمال الأجانب الذين عانوا الأمرين من المعاملة السيئة، والأجانب هنا ليس الفرنسي أو الأمريكي أو البريطاني، بل هو القادم من الهند أو سيرلانكا وتايلند ..الخ . مع العلم أن نظام الكفيل في أغلب دول الخليج وليس فقط في السعودية.
الفلم من تأليف الكاتب الهندي" بنيامين" وقد صدرت الراوية عام 2005 وقد كتبها باللغة "المالايالمية" وهي واحدة من اللغات الهندية المحلية، وترجمها إلى اللغة العربية " سهيل الوافي" وقد أكد الكاتب أن الرواية مستوحاة من أحداث حقيقية وقد قصها عليه بطل الرواية "نجيب محمد" الذي ذهب للعمل في السعودية قوقع ضحية رجل سعودي ادعى أنه الكفيل الذي سيكفله ولكن تحول بعد ذلك إلى عبد يستغله الكفيل عبر الضرب والتجويع في مزرعته في جوف الصحراء البعيدة، وخلال ثلاث سنوات أصبح " نجيب" مثله مثل "الماعز " الذي يقوم برعايته وحراسته وتوليده، مقابل كسرات خبز وبعض الحليب عدا عن الضرب المبرح والتهديد بالقتل من قبل الكفيل وفي ذات الوقت كان " نجيب" منفصلاً عن العالم، ليس له الحق في إجازة أو زيارة أهله أو التكلم معهم .
ما أن عُرض فلم " حياة الماعز" حتى تكومت حجارة الغضب في السعودية، كيف يمكن أن يقال عنها هذا الكلام ؟؟ يجب منع عرض الفلم ؟ وهناك من شمت وتنفس الصعداء لأن السعودية تحاول تبيض موقفها من التطبيع وترك أهالي غزة لوحدهم، وأيضاً دعمها للفن والفنانين وإنتاج عدد من الأفلام فيها الغمز واللمز بالمواطن العربي خاصة المواطن المصري،
أما الغرب فقد اعتبر الفلم إهانة للعامل والانسان في هذا العصر وأخذت التحليلات والدراسات تدين سياسة الكفيل السعدي و كيف في هذا الزمن نحتفل بأعياد العمال هناك من يهين العامل؟
أحيانا صعوبة الشرح هي التي تجبرنا على الصمت، ولكن الذين ثارت فيهم النخوة.. كيف تغيب الحقوق العمالية ووقفوا يدافعون عن العامل الهندي في الاعلام العربي والغربي ؟ ألم يسمعوا بالعامل الفلسطيني الذي عليه أن يحصل على تصريح للعمل في إسرائيل - هم يعرفون أن مناطق السلطة الفلسطينية تعتمد على إسرائيل في قضية تشغيل العمال - هل يعرفون أن العامل الفلسطيني يغص في روحه حين يقوم ببناء المستوطنات على أرضه المصادرة؟ هل يعرفون أن اختيار العامل والتصريح الذي يحمله عليه أن يمر عبر مكاتب المخابرات وقراءة السيرة الذاتية جيداً وأحيانا يتم رفضه لأن أحد أقاربه مسجوناً على تهمة أمنية أو له نشاط سياسي أما العامل الذي يدخل دون تصريح عليه أن يعيش في رعب واختفاء خوفاً من ملاحقته و اعتقاله.
هل سمعوا "بالحلابات" وهي عبارة عن طريق ضيق أشبه " بالحلابات" حيث تمر البقرة لحلبها أما " حلابات العمل " فهي تتسع لشخص واحد يمر منه العامل الفلسطيني صباحاً عبر كاميرات وتفتيش دقيق . أما استغلال العامل الفلسطيني في الراتب والمعاملة فحدث ولا حرج، فقد وصلت إلى وسائل الاعلام ولا أحد اهتم للأمر، ومن يقرأ كتاب "العامل" من اعداد أمين أبو وردة ومريم عيتاني وآخرون" والذي صدر في سلسلة " أولست إنساناً" حيث يصفون مدى الاستغلال والانتهاكات الى جانب أجورهم التي لم تتعد نسبة 30-50 % من أجور أمثالهم الإسرائيليين .
ومع سياسة الاغلاق وعدم ادخال العمال إلى إسرائيل للعمل- يعرفون أن لا يوجد أعمال تكفي لهؤلاء العمال في الضفة الغربية وقطاع غزة- يعيش العامل الفلسطيني مع عائلته في الجوع وسياسة التجويع جزء من سياسة الاحتلال .
صور كثيرة بائسة وسوداوية للعامل الفلسطيني في إسرائيل منذ العام 1948 ولكن كبرت الصور بعد العام 67 فالأعمال السوداء الشاقة دائماً يأخذها العامل الفلسطيني، ومن السخرية بعد 7 أكتوبر وعدم دخول العامل الفلسطيني خاصة في فرعي الزراعة والبناء وباقي الأعمال الصعبة جعل أرباب العمل " اليهود" يعترفون أن عدم وجود العامل الفلسطيني كان السبب الرئيسي في فشل الزراعة وإيقاف حركة البناء.
إذا كان " كفيلاً سعودياً واحداً " أثار غضب العالم العربي والغربي ، فكم كفيل وكفيل للعامل الفلسطيني ؟؟؟



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن الأوزان تحت الأنقاض في غزة
- الطفولة والحصان في غزة
- في غزة : يخرج ن القهر الرقص والطناجر
- مدرستي ما أحلاها
- في غزة أصبح اللون الأبيض رمزاً للوداع
- ما معنى أن تكوني امرأة في غزة
- الجاحظ بدر ... وسيبقى المفتاح في جيبي
- رجيم على الطريقة الغزاوية
- خيمة عن خيمة تفرق
- القوي عايب
- الدمى مربوطة خلف الدبابات
- الطيران في سماء غزة
- الغزيات الماجدات
- في بيتنا راديو
- لكوابيس الغزاوية
- غزة من زمن آخر
- تنهدات على تراب غزة
- خواطر من الزمن الغزي
- أين قبري ؟؟ وبابا نويل عارياً
- عندما تتكلم العيون الغزية


المزيد.....




- ولي عهد الأردن يثير تفاعلا بجملة هنأ فيها والدته الملكة راني ...
- مصر.. فيديو صراخ واستغاثة لشخص اقتيد وأجبر على ركوب سيارة وا ...
- تفاصيل عن خسائر الاحتلال بحي الدمج في جنين ومظاهرات تؤازر ال ...
- الاحتلال يعلن العثور على جثث بغزة ويدعو جمهوره لتجنب الشائعا ...
- كيف قادت الأمهات الرياضيات إلى التغيير؟
- مسؤولان أميركيان يرجحان -السبب الحقيقي- وراء سقوط مقاتلة في ...
- حريق يطال مبنى تابع لكنيسة بمصر
- واشنطن تندد بإجراءات الصين -التصعيدية- ضد الفلبين
- واشنطن بوست: هذا المستشار سيقرر مع هاريس سياسة أميركا تجاه إ ...
- رئاسة الاتحاد الأفريقي بين الأدوار الباهتة والمصالح المتضارب ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - حياة الماعز وحياة العامل الفلسطيني العاجز