سعد السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8083 - 2024 / 8 / 28 - 16:21
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بعدما اتخذ الامريكيون قرارهم بالغزو غير المشروع للعراق والذي اعترض عليه مجلس الامن، انطلقت الطائرات الحربية نحوه في آذار 2003 للتهيئة للغزو البري. وكان موقع انطلاق هذه الطائرات هو قاعدة السيلية في قطر. وهذه القاعدة هي التي أدارت منها قيادة ما عُرف بعملية "حرية العراق" كامل العملية. وقد حصل هذا القصف بالتزامن مع تقدم بري من الكويت جنوباً لتطويق العاصمة بغداد.
وقد كشف وزير الخارجية القطري آنذاك حمد بن جاسم آل ثاني في نيسان العام الماضي للبي بي سي نيوز عربي "بان كافة دول مجلس التعاون الخليجي، حتى تلك التي أعلنت عن رفضها للغزو مثل السعودية والتي لم تسمح باستخدام حدودها الطويلة مع العراق من قبل القوات الأمريكية والبريطانية، لم ترفض عملية غزو العراق، والكل كان يتعامل مع الأمريكان بما فيها السعودية، والدليل على ذلك هو أن الذخيرة بما فيها صواريخ الكروز قد خرجت من دولنا، كقطر والسعودية ودول أخرى" كما كشف بن
جاسم.
كلام وزير الخارجية القطري يمثل فضيحة لدول الخليج. انه من الواضح بان هذه الدول البارزة منها خصوصا كانت تريد الصعود سياسيا للسيطرة على البلدان العربية ومنطقة الخليج وبالتالي التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني. ولتحقيق هذا كان لابد من تصفية وازالة العقبة العراقية. وهو ما توفر لهم من فرصة سانحة مع القرار الامريكي وقتها. وقطعا سيظهر المزيد من الحقائق حول هذا التآمر الخليجي في قادم الايام.
هذا العمل الذي قامت به السعودية ودول الخليج هو مشاركة رئيسية في العدوان على العراق. وهو العمل الذي كما اسلفنا لم يأذن له مجلس الامن وكان معترضا عليه. وتكون هذه الدول مشتركة بالتالي مع كل الدول المعتدية الاخرى في مسؤولية كل التجاوزات التي حصلت خلال تلك الحرب وبعدها مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية والاضرار المادية في البنية التحتية المدنية والعسكرية. وتكون على هذا من ضمن قائمة الدول التي يتوجب مطالبتها بتعويضات الحرب اسوة بباقي الدول المشاركة في الاعتداء.
لقد تسببت هذه الحرب غير المشروعة عدا الخسائر الكبيرة بالبنى التحتية، باعداد هائلة من الضحايا من الشهداء والجرحى ومرضى السرطان وتلويث البيئة العراقية بالمواد المسرطنة كاليورانيوم المنضب. وهذا غير الاعداد الكبيرة من اللاجئين. ولا توجد للحظة ارقاما ثابتة لاعداد ضحايا هذه الحرب. وما نراه هنا وهناك على الشبكة هي تقديرات لجهات مختلفة باعداد تتراوح بين عشرات الالوف للسنة الاولى من الحرب الى مئات الالوف وربما المليون حتى الآن.
استنادا الى ما تقدم نطالب باطلاق دعوى قضائية دولية ضد الدول الخليج الآنفة لقيامها بالمشاركة بالاعتداء على العراق في حرب غير مشروعة لم تأذن لها الامم المتحدة واعترضت عليها وهو ما يعد ازدراءا من قبل هذه الدول بالقانون الدولي. ولابد من مطالبة كل دول الخليج بالتعويضات المالية والتي ستكون قطعا بالمليارات عن كل النتائج التي تسبب بها هذا العدوان على العراق.
#سعد_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟