أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (8)















المزيد.....

التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (8)


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8083 - 2024 / 8 / 28 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المبحث الثالث: التصدّع الديني-العلماني،وبين الشرقيين والغربيين

هناك تقسيم معتمد حالياً في تجمع المستجلبين اليهود، هو تقسيم القبائل الأربع. وأوّل من أطلق هذا المصطلح هو الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين عام 2015؛ وهو يتحدث عن تحوّلات أو قبائل أربع في المجتمع الاسرائيلي: القبيلة العلمانية، والقبيلة العربية، والقبيلة الحريدية- المتدينون الحريديم، وقبيلة الصهيونية الدينية أو الصهيونية القومية.(13)
هذه القبائل الأربع تشكّل خطورة على المجتمع الإسرائيلي، خاصة في دائرة التوازن الديمغرافي والتغيرات داخله. في العقود الأولى كانت الأغلبية هي أغلبية علمانية، وعلى هامشها كانت القبائل الصغيرة الأخرى. أما اليوم، فهناك شكل مختلف من التوازن؛ وفي ظل النظام السياسي الحالي، القوّة الديمغرافية هي قوّة سياسية واقتصادية وغير ذلك. (14)
والخطر في أن هذه القبائل باتت تيارات مستقلة داخل الكيان؛ هذا هو واقع المجتمع الإسرائيلي.
فالعلمانيون مستقلون عن الآخرين؛ وكل قبيلة تعيش في مكان مستقل عن الآخرين، ضمن حيّز جغرافي مختلف. ولكلّ قبيلة نظام تعليم خاص بها. في إسرائيل أربعة نظم تعليمية: الرسمي، والخاص بالعرب، والخاص بالحريديم، والخاص بالصهيونية الدينية؛ وكل قبيلة لديها عادات وتقاليد وثقافة خاصة. وهناك قبيلتان لا تخدمان في الجيش الإسرائيلي: الحريديم والعرب.(15)
المطلب الأول: التيار الديني الصهيوني
شكل التيار الديني الصهيوني بين اليهودية والصهيونية؛ الذي أنشأ تآلفاً بين الدين والقومية، تحديا للجميع كونه تيارا متطرفا وأنصار هذا التيار هم أنصار أرض إسرائيل الكبرى؛ ولا يقبل بالتسويات، ويعتبر أن غرب الأردن هي أرض إسرائيل. وهؤلاء المتطرفون يخدمون في الجيش ويعملون على فرض سيطرتهم على الجيش وعلى المناصب في إسرائيل.
أما الحريديم فيرفعون شعارهم: توراتهم مهنتهم؛ وهم ينصرفون لتعلّم العلوم الشرعية فلا ينخرطون في الجيش ولا في الدورة الاقتصادية للبلاد. وهذه الشريحة من المجتمع الإسرائيلي عقدت اتفاقاً عند قيام "دولة إسرائيل" بإعفائها من الخدمة في الجيش وبالعطلة نهار السبت؛ في البداية كانت نسبة هؤلاء قليلة، وكان الرهان أن يذوبوا في المجتمع الإسرائيلي العلماني. لكن ما حدث هو العكس، حيث زاد عددهم وأصبح تأثيرهم مهماً في الحياة السياسية الإسرائيلية؛ وهم يشكّلون اليوم نسبة 𨅶 من نسبة اليهود؛ والتوقعات أن النسبة ستصبح في عام 2055 نحو 27%، وعام 2065 قد تبلغ نسبتهم 31%. والمشكلة أنهم متزمتون جداً ولا يشاركون في الدورة الاقتصادية، ولا يحاربون في الجيش، ولا يدرّسون أولادهم العلوم العصرية في المدارس، بل يعملون فقط على العقيدة. إذاً، الحريديم زادت قوّتهم الديمغرافية كثيراً، وبالتالي زادت قوّتهم السياسية؛ فهم باتوا جزءاً أساسياً من الأزمة السياسية في إسرائيل منذ العام 2019 حتى الآن، حيث لا يستطيع نتنياهو تشكيل حكومة من دونهم، وهم لا يقبلون إلاّ بالحصول على موارد مالية كبيرة. والعلمانيون في الكيان يصفون أنفسهم بأنهم حمير الحريديم، لأن الحريديم لا يعملون (60% منهم)، ولا يدفعون الضرائب؛ فهم منصرفون لتلقّي العلوم الدينية، ولا يتعلمون العلوم الأساسية، ولا ينصرفون للعمل في السوق؛ وهم أكثر الفئات إنجاباً في المجتمع الإسرائيلي؛ أما العلماني فيُنجب ولداً وولدين.
أيضاً، أحزاب الحريديم عند دخولها في الحكومات تشترط الحصول على موارد مالية لطلاّب المدارس الحريدية؛ العلماني يخدم في الجيش ويعمل ويدفع الضرائب، إضافة إلى دفع رسوم الجامعات والمدارس. من هنا تتأتى خطورة الحريديم على مستقبل إسرائيل.
والمعطيات تقول إن الجمهور الإسرائيلي يسير نحو الهاوية، لأن 65% من الإسرائيليين صاروا يمينيين، وهم لن يعطوا الشعب الفلسطيني دولة؛ فما العمل مع هذا الشعب إذاً؟ فالدلالة الأولى للتغيرات الديمغرافية هي التحدي الداخلي اليهودي.
التحدي الثاني هو ديمقراطية النظام. ذلك أن نظام الحريديم قائم على نظام الحاخامات؛ ونقدّر أن الدينيين سيصبحون الأغلبية في إسرائيل، وهم على شقّين: التيار الديني القومي، والتيار الحريدي؛ وبالتالي هناك مطالبات متزايدة بتطبيق الشريعة اليهودية. وحصلت معاقبة وإسقاط لحكومة، لأن شركة الكهرباء نقلت موتورات كهرباء نهار السبت، أو لأنها استقبلت طائرات F16 قبل نهاية السبت.
وتبقى الديمقراطية مهمة لإسرائيل، لأنه من دون ديمقراطية لا يمكن لها أن تحتوي المشاكل الموجودة فيها. إسرائيل ليست نظاماً ديمقراطياً بالمفهوم الغربي؛ ولكننا نتكلم عن الديمقراطية لليهود فقط.

المطلب الثاني: التحدي الأمني
التحدي أو المفهوم الثالث هو الأمن؛ وفيه أكثر من دلالة: الدلالة الأولى إن أكثر من نصف الإسرائيليين لن يخدموا في الجيش (العرب والحريديم)، والنصف الآخر لا يخدم كله؛ فتتراجع قوّة الجيش "الحديدية". الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى إمكانيات؛ لكن الحريديم والعرب لا يقدّمون الدعم، فتتراجع القوّة الاقتصادية وتزيد نسبة المتدينين في الجيش الإسرائيلي.
إذاً، إسرائيل أمام تحوّلات ديمغرافية ستكون لها دلالات على مستوى الداخل، وعلى مستوى الصراع العربي - الإسرائيلي وعلى الأمن القومي؛ ونحن لم نتكلم عن التحديات الخارجية أمام الكيان، كتحدي محور المقاومة، وكيف يمكن للكيان والمجتمع الإسرائيلي أن يواجه تحدي محور المقاومة “إن إسرائيل الواحدة الموحّدة قد ماتت منذ وقت طويل, وقامت بدلاً منها فيدراليات من المجتمعات, كلّ واحدة منها لها طابعها الداخلي ووجهة نظرها وأحاسيسها وحبّها وكراهيتها”.(16)
ويمكن لمس حالة عدم اليقين لدى مستجلبي هذا الكيان في إعلان حركة جديدة عن تقسيم كيان الاحتلال إلى مملكتين، بأن كشفت أن "ردود الفعل التي تلقتها الحركة حول برنامجها التقسيمي لافتة، فهناك قفزة مجنونة في عدد المتابعين لصفحاتنا على شبكات التواصل. معظم اليهود الذين سمعوا عن البرنامج داعمون للغاية.. وتقول إتها تلقت مئات الرسائل من يهود يريدون التطوع والتبرع، ويخبرونها حقًا أنهم انتظروا هذا الشيء، فيما اتصل بها عدد من قادة الرأي العام، الدين أعربوا ‘ن اهتمامهم جدًا بالنموذج، بما في ذلك كبار المسؤولين في الاقتصاد. ونقول إنه رغم أنها حركة موجودة منذ عدة أسابيع فقط، لكن إذا نظرت إليها قبل شهر، كنت سترى أقل من ألف يهودي، لكننا بصدد بناء خطة عمل تشمل المؤتمرات، وتجنيد النشطاء، ومناشدات لعامة الناس وصناع القرار".(17)

المبحث الرابع: “إن إسرائيل الواحدة الموحّدة ماتت
المطلب الأول : الفدراليات
هذا الطرح ربما يستبطن أن إسرائيل الواحدة الموحّدة قد ماتت, وقامت بدلاً منها فيدراليات من المجتمعات, كلّ واحدة منها لها طابعها الداخلي ووجهة نظرها وأحاسيسها وحبّها وكراهيتها”. (18)
يأتي الكشف الإسرائيلي عن هذه الحركة السياسية الجديدة، ودولة الاحتلال تظهر أشدّ انقسامًا، وأخفّ التصاقًا بمبادئها التأسيسية التي بدأت تجد طريقها إلى سلة المهملات. وأصبحت توصف بالمزيد من الأوصاف والنعوت التي لا تبتعد في مجموعها عن الأكاذيب التي لا بد من دفنها جميعًا في قبر واحد، لأنها وصلت بالفعل إلى حالة من الموت السريري، وسط فشل الإسرائيليين في إدارة الصراع الإسرائيلي-الإسرائيلي. (19)
المطلب الأول: التصدعات
هناك مقاربة تقول إن تجمع المستجلبين يعاني من عدة تصدعات هي: التصدّع الديني - العلماني، والتصدع بين الشرقيين والغربيين، وتصدع اليمين واليسار، والتصدع الطبقي الموجود في كل المجتمعات، أي بين الأغنياء والفقراء.
لذلك، يصبح من غير المنطقي حصر أسباب الانقسام الراهن في الكيان بالتعديلات القضائية الأخيرة التي تدفع باتجاهها حكومة نتنياهو. ولعل الصحيح وصف هذه التعديلات بالوقود الذي صبّ على النار تحت الرماد.
إذاً، ما الأسباب الأخرى التي ربما تكون قد أدت دوراً في تفجير التناقضات الدفينة داخل مجتمع الاحتلال؟ وهل ثمة أسباب خارجية أفضت إلى تأجيج تلك الانقسامات في هذه الحقبة؟
إن الحقيقة التي لا يجب أن تغيب عن الذهن، هي أن الكيان الصهيوني قد تأسس في الأصل على يد غزاة من اليهود البيض الغربيين يسمون يهود "الأشكناز" أو "يهود المسيحية"، إذ تغلب عليهم التوجهات العلمانية والطّباع الغربية عموماً.
وقد سيطرت هذه الفئة على مفاصل سلطة الدولة سياسياً وعسكرياً منذ نشأة الكيان، وذلك في مقابل تهميش الفئات الأخرى من المستوطنين اليهود، لا سيما ذوي الأصول الشرقية أو يهود "السفارديم"، كما يطلق عليهم. وقد أملت فئة اليهود الغربيين أن تسود ثقافة "الأشكناز" في المجتمع الإسرائيلي مع مرور الزمن.
لكن بعد انقضاء 75 عاماً على اغتصاب الأراضي الفلسطينية، وعلى عكس ما توقعه دافيد بن غوريون وخطَّط له، لم تتمكن الثقافة اليهودية "الأشكنازية" من صهر ثقافات الجماعات الاستيطانية الأخرى ودمجها في بوتقتها، ناهيك عن فشلها في طمس هوية فلسطينيي 1948.
كان ذلك ما عبَّر عنه صراحةً رئيس كيان الاحتلال، رؤوفين ريفلين، في خطابه في حزيران/يونيو 2015 أمام مؤتمر "هرتسيليا" السنوي؛ ذاك الخطاب الذي اشتهر باسم خطاب "القبائل"، إذ وصف المجتمع الإسرائيلي بأنَّه يتكون من 4 أسباط: اليهـود المتدينون، واليهـود غيـر المتدينين، واليهود الأرثوذكـس المتشددون "الحريديم"، و"العرب في إسرائيل"، على حد وصفه، وأضاف أنَّ ما سمّاه "المسارات الديمغرافية" يعدّ أقوى تحول في المجتمع الإسرائيل"، وأن هذا ليس "تغييراً بسيطاً"..(20)

المطلب الثاني : القبائل
هذه القائل تتنازع بالحد الأدنى "القبائل" الثلاث الأولى منها، وهم اليهـود المتدينون، واليهـود غيـر المتدينين، واليهود الأرثوذكـس المتشددون "الحريديم"،التي حددها ريفلين في خطابه على هوية الكيان وطبيعته. وهذا الخلاف عميق وقديم، إذ بدأ مع قيام هذا الكيان الاستيطاني، لكن التغير الديموغرافي الذي شهده الكيان يعدّ أحد الأسباب التي أدَّت إلى استعاره مؤخراً.
وهنا لا يمكن تجاهل الأسباب الخارجية التي أدَّت إلى تفجر التناقضات الكامنة داخل مجتمع المستوطنين، التي ربما كان لها أثر حاسم في الانقسام العمودي الذي يشهده الكيان حالياً، فهذا الكيان الوظيفي فقد منذ فترة قدرته على القيام بوظيفته الرئيسة، التي تتمثل بفرض الهيمنة العسكرية على محيطه وعلى الداخل المحتل.
يعود الفضل في ذلك إلى تعاظم قدرات قوى المقاومة في غزة وفي الإقليم على حد سواء، وإلى النجاحات المتراكمة التي حققتها تلك القوى منذ إجبار الاحتلال على الانسحاب من جنوب لبنان مطلع هذا القرن دون قيد أو شرط.
ويمر الكيان في هذه الحقبة بأزمة خيارات حقيقية في كيفية التعامل مع التحديات التي تواجهه، ويعترف بأنَّها مخاطر وجودية. يظهر الانقسام حول الخيارات على سبيل المثال في أطروحات بتسلايل سموتريش، وزير مالية حكومة الاحتلال الحالية، إذ يعتقد أن مجمل الفكر السياسي الذي حكم الكيان لعقود وطريقة تعامل الاحتلال مع الفلسطينيين والجوار أوصلا الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم. وقد كان ذلك واضحاً في ثنايا كلمته التي ألقاها في الآونة الأخيرة في فرنسا، وفي الخريطة التي عرضها، والتي يدعي أنَّها خريطة "إسرائيل" الحقيقية.(21)
المطلب الثالث:الانقسام بين المتدينين والعلمانيين
وهو الصورة الظاهرة لانقسام عميق، له بعد أيديولوجي- عقدي، مرتبط بنصوص توراتية، والجدير بالذكر أن لهذا الانقسام جذوراً تمتد إلى ما قبل قيام دولة الاحتلال، وقد ظهر مع ظهور الحركة الصهيونية. فكثير من اليهود المتدينين رفضوا الفكر الصهيوني منذ بدايته، بوصفه حركة علمانية، تخالف اعتقادهم في مملكة إسرائيل التي سيُقيمها لهم «الماشيح» المنتظر. وأن كل محاولة بشرية لإقامة دولة يهودية، إنما هي كفر وشذوذ عن الطريقة التقليدية اليهودية المعروفة، وخيانة لمعنى الوعد. والمتأمل في واقع الانقسام تظهر له حقائق مذهلة لجهة عمق الخلاف في الرؤية إلى الدولة اليهودية ارتكازاً إلى مستندات توراتية، ويتعزز هذا الانقسام يوماً بعد يوم، وهم يرون أن الصهيونية عبارة عن حركة علمانية تضم كفاراً بالدين، يهدفون إلى إقامة دولة علمانية تتعارض مع أسس اليهودية التي تعتقد أن المسيح المنتظر والمنقذ (المخلص) لم يأت بعد، وهو من سيجمع الشتات اليهودي، وأن إقامة الدولة هي تقريب موعد الخلاص، وهذا مخالف للأصول، وهو خطيئة مطلقة. ويرتكزون إلى نصوص ونبوءات منها ما أورده الحاخام شمعون بن يوحاي في كتابه «الزوهار» (عاش في القرن الثاني الميلادي): «يأتون من أرضٍ بعيدة إلى جبل إسرائيل العالي، ينقضون على الهيكل ويطفئون الأنوار، يعبرون فلسطين ناشرين الدمار الكامل ولا تخلص إسرائيل، وكل من صودف طعن، وكل من وقع أخذ بالسيف، وكل من يتلو اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا يقتل، وسيهرب بنو إسرائيل حتى سهل أريحا ثم يأتي أبناء أشور. فيدمرون إسرائيل». ومنها قصيدة «كسرات الغنيزا» التي تشكل نبوءة يهودية قديمة، «سوف يتحارب الآدوميون (الروم) والإسماعيليون (المسلمون) في عكا حتى تغوص الخيل في الدم، سوف ترجم غزة وبناتها، وتضرب عسقلون وأشدود بالرعب».
والمتدينون، بدورهم، ينقسمون إلى أقسام: الحراديين أو غلاة الأرثوذكسية، أو اليهودية الحريدية، «مجتمع الدارسين»، «الحَسيديم»، وغيرهم من الفرق والمذاهب والطرق التي تدل بشكل مذهل على حجم التوزعات والاصطفافات والانقسامات على مبادئ وأصول، وليس انقساماً صورياً فحسب، ووفاق تعريف المحكمة العليا «هم يهود يحافظون على تنفيذ الفرائض الدينية، ويتميزون بتشددهم في أساليب التعليم وطبيعة مجتمعهم ونمط حياتهم، الذي يميزهم عن بقية اليهود المتدينين. وهم الذين انتهجوا استراتيجية العزلة للحفاظ على التراث اليهودي»، حتى أنهم لا يتحدثون بالعبرية لأنه بحسب اعتقادهم أن الوقت لم يحن، ما دام المسيح المنتظر لم يأت بعد. يقول الناطق الرسمي باسم حركة «ناطوري كارتا» ديفد وايز: «التوراة تقول إن من يقف ضد إرادة الله لن ينجح، وهذه (الدولة) سوف تنتهي لأنها عبارة عن عمل تمرد ضد ما حرمه الله وحظره». وهذا ما عزز النظر إليهم بوصفهم عبئاً، وأنّ منهم من باتوا منتشرين في الاتجاهات المعادية للصهيونيّة، وبالنسبة لهم فإنّ إسرائيل في طريقها للخسارة، وإنّ «إسرائيل لن تبقى للجيل المقبل»، بحسب ما يذهب إليه كثير من الحاخامات والنخب من سياسيين ومفكرين ومؤرخين وإعلاميين، منهم المؤرّخ الصهيوني المتطرّف بيني موريس، منظّر المؤرخين الجدد، والسياسي أبراهام بورغ، والكاتب إبراهام تيروش، وغيرهم. ويمثّل الفئة الثانية المتدينون الصهاينة، الأكثر انخراطاً في المجتمع اليهودي، وهم يؤيدون النشاط الصهيوني للدولة. ومنهم حركة «غوش أمونيم»، أمّا العلمانيون الذين كانوا يمثلون المشروع الصهيوني وهو ركيزة الكيان، فإن الإحصاءات تشير إلى أن نسبتهم انخفضت من 82% عشية قيام الكيان، إلى 42% بعد أكثر من ستة عقود. بينما زادت نسبة الحريديم والمتدينين والمحافظين من 18% إلى 58% في الفترة نفسها. يقول أوري أفنيري: «يعيش هنا شعبان، لا يفصل بينهما فقط اللباس وطريقة الحديث، وإنما كل شيء تقريباً: الإحساس بالانتماء، منظومة القيم، والخلفية الاجتماعية، يجب الاعتراف بحقيقة وجود شعبين هنا». والمتأمّل في هذا الواقع يقوده تأمّله إلى مجموعة من البنى المؤسسة لخلاصة مفادها الانقسام العميق الذي يطاول كل المرتكزات، ومرجعيته الانقسام في الرؤيا والجوهر، لا الأعراض.(22)



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (7)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (6)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (5)
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (4)
- زيارة عباس.. نحو تطويق تعنت نتنياهو وفشل بايدن
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية.. (3)
- مفاوضات الفرصة الأخيرة..على وقع رفض حماس وقبول الكيان المقتر ...
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية ..(2)
- طوفان حماس.. مقاربة مختلفة
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (1)
- المقاومة محاولة للفهم بعيدا عن التصنيم
- هتاف.. هتاف
- أمريكا وأوروبا.. هل تجدي سياسة العصا والجزرة مع خامنئي؟
- طهران.. الرد على اغتيال هنية بين حسابات الربح والخسارة..!
- عرب التطبيع يدافعون عن مرتكبي محرقة غزة..!
- في انتظار رد طهران..واشنطن تحرك قواتها وشويجو بطهران
- رد إيران والحزب.. وكأن الولايات المتحدة هي المستهدفة..!
- -إسرائيل -.. وحديث التغكك
- اغتيال هنية ورسائل نتنياهو للداخل والخارج
- جريمة معتقل سدية تيمان..تقول لنتنياهو..من هم الهمج..؟!


المزيد.....




- شاهد ما قالته نانسي بيلوسي في فيديو نُشر مؤخرًا عن دونالد تر ...
- أبو الغيط: الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة في كل مكان
- سوليفان لبكين: تدابير الأمن القومي الأميركي لن تحد التجارة ...
- طبيب يحذر من عواقب استخدام -معجون الأسنان المبيض-
- تعليق مصري حول فيديو للسادات عن -رمي إسرائيل في البحر- نشره ...
- خبير أمريكي: استخدام الأسلحة الغربية بضرب العمق الروسي لن يح ...
- مصر تصدر بيانا عن إطلاق إسرائيل عملية واسعة النطاق في الضفة ...
- زاخاروفا: الدبلوماسيون الروس يؤدون عملهم فيما يتعلق بقضية دو ...
- -الجهاد الإسلامي- تنعى 3 من عناصرها قتلوا في غارة إسرائيلية ...
- العلاقات الجزائرية المغربية... ماذا بعد ثلاثين عاما على غلق ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (8)