أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله سلمان - من احتلال بغداد الى دمــار غزة















المزيد.....

من احتلال بغداد الى دمــار غزة


عبدالله سلمان
كاتب وباحث

(Abdallah Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 8083 - 2024 / 8 / 28 - 02:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسائل تهديد لحاضر ومستقبل الوطن العربي
في عام 2003 و مع اقتراب غزو العراق تعرضت الدول العربية لضغوط وتهديدات متزايدة من القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية التي فرضت إرادتها على المنطقة. وكانت هذه التهديدات بمثابة تحذير صارخ لكل دولة عربية أو إقليمية لا تتماشى مع الشروط الأمريكية والغربية. نتيجة لهذه الضغوط وقفت العديد من الدول العربية مكتوفة الأيدي بينما كان العراق يُساق نحو مصير مأساوي تمثل في احتلال بغيض.
لقد أسفر هذا الاحتلال عن دمار واسع النطاق وقتل طائفي وتشريد ممنهج وقتل علمائه وخيرة ابنائه واقامة نظام محاصصة عرقي وطائفي زرع الفتنة والانقسام ودمر البنى التحتية واهدر كرامة المواطن واصبح نظام تابعا لايران . هذه الكارثة لم تقتصر آثارها على العراق وحده بل أصبحت رسالة تهديد واضحة لبقية الدول العربية. الرسالة كانت جلية "من لا يمتثل لإملاءات القوى الغربية سيواجه مصيراً مشابهاً من الفوضى والدمار".
بعد احتلال العراق انساقت العديد من الدول العربية خلف المخطط الأمريكي مما مكن واشنطن من تعزيز فرض إرادتها في المنطقة. هذا المخطط لم يقتصر على الهيمنة الأمريكية فقط بل فتح الباب أمام إيران لتوسيع نفوذها على حساب الدول العربية. فبدأت طهران تُمدد نفوذها من العراق إلى سوريا وترسخت أقدامها في لبنان واليمن بينما وجدت الحكومات العربية نفسها عاجزة عن مواجهة هذا التحالف المعقد بين أمريكا وإيران.
وفي ظل هذه السياسة العدائية تجاه العالم العربي، تمهّد الطريق أمام إسرائيل لتعزيز موقفها المتغطرس والمتعالي. فقد استغلت إسرائيل هذا الواقع الإقليمي المضطرب لتزيد من إنكارها لحقوق الفلسطينيين وتواصل قمعها لمحاولات الشعب الفلسطيني في تحقيق حلمه بدولة مستقلة. هذه التطورات جعلت من الصعب على العرب الدفاع عن مصالحهم وامنهم القومي أو الوقوف أمام التحديات الكبرى التي تواجههم مما أدى إلى تفاقم الأوضاع في فلسطين بشكل غير مسبوق.
أحد أهم أسباب التخاذل العربي تجاه قضية غزة هو السلبية والخوف من تكرار ما حدث للعراق في عام 2003. فقد شهد العالم العربي دمار العراق وانهيار نسيجه الاجتماعي والسياسي نتيجة الاحتلال الامريكي الايراني مما ترك أثراً عميقاً من الخوف والحذر لدى الحكومات العربية. أدى ذلك الى تراجع التضامن العربي وارتفاع البراغماتية السياسية إلى تفضيل المصالح الوطنية الانانية على المواقف الجماعية مما أسهم في تقويض الجهود المبذولة لدعم غزة وتقديم المساعدة اللازمة لها.
هذا التراجع في العمل العربي المشترك ليس فقط نتيجة للخوف بل أيضاً نتاج للقطرية المتزايدة التي تفضل بعض الدول مصالحها الفردية على مصالح الأمة العربية جمعاء. فقد أصبحت القضايا الإقليمية مثل غزة موضوعاً ثانوياً يتم التعامل معه ببراغماتية تؤدي إلى التهاون في اتخاذ الإجراءات التضامنية. فقد تحولت أولويات الحكومات إلى الحفاظ على الاستقرار الداخلي ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية كحجة بدلاً من التركيز على القضايا العربية المشتركة التي تستدعي العمل الجماعي. ونتيجة لذلك أصبحت غزة تمثل مثالاً واضحاً على ضعف الوحدة العربية وعدم قدرتها على التصدي للتهديدات الإقليمية مما يعكس تراجعاً خطيراً في مكانة العالم العربي على الساحة الدولية.
في ظل هذه الظروف يتحول الدمار في غزة إلى رسالة اتهديد اخرى للعالم العربي بأسره فالجريمة في غزة ليست مجرد قضية فلسطينية، بل هي انعكاس لضعف الاستراتيجيات العربية في مواجهة القوى الخارجية والداخلية .
مـــاذا بعــد غــزة
الرسالة التي وجهها احتلال العراق عام 2003 للدول العربية كانت واضحة ومرعبة وخوفاً من مواجهة نفس المصير المأساوي. فاليوم ومع التصعيد المستمر في غزة وفق المخطط الأمريكي-البريطاني-الغربي بقيادة نتنياهو يتساءل المواطن العربي ما هو المصير القادم؟ وأي نوع من التهديدات ستواجهها الدول العربية بعد الانتهاء من غزة؟
إذا كانت غزة بتأثيرها الرمزي والسياسي ليس مجرد صراع اسرائيلي فلسطيني بل حسابات اقليمية ودولية و خطة أوسع تهدف إلى إعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة وتحقيق المصالح الغربية والإسرائيلية.
بعد انتهاء الأزمة في غزة ما المتوقع أن تواجه الدول العربية من تهديدات جديدة اكثر خطورة وتنوعاً. يمكن لهذه التهديدات أن تأخذ عدة أشكال:
التحريض على الفتن الداخلية: قد يتم استغلال النزاعات الطائفية والعرقية والسياسية لزرع الفوضى داخل الدول العربية تماماً كما حدث في العراق بعد الاحتلال
العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية: الدول التي تحاول التمرد على التوجهات الغربية قد تجد نفسها معزولة دولياً وتحت وطأة العقوبات الاقتصادية والسياسية. هذا الضغط يمكن أن يكون مدمراً للاقتصادات الوطنية ويزيد من حالة عدم الاستقرار.
التدخلات العسكرية المباشرة أو بالوكالة: كما حدث في العراق وسوريا واليمن قد نشهد تدخلات عسكرية جديدة سواء بشكل مباشر أو من خلال دعم قوى محلية تعمل لتحقيق الأجندات الغربية. هذه التدخلات قد تؤدي إلى تفاقم الصراعات الإقليمية وتدمير بنية الدول المستهدفة.
تعميق الانقسامات الإقليمية: استمرار السياسات التي تفرق بين الدول العربية على أسس سياسية أو إيديولوجية، مما يؤدي إلى تقويض أي محاولات لتوحيد الصف العربي.
تعزيز التطبيع على حساب القضية الفلسطينية: بعد غزة سيتم دفع المزيد من الدول العربية نحو التطبيع الكامل مع إسرائيل تحت ضغوط غربية مما يزيد من عزلة القضية الفلسطينية ويضعف الدعم العربي لها. هذا التطبيع يمكن أن يعمق الخلافات داخل العالم العربي ويزيد من التوترات الداخلية. كل هذه التهديدات تعني ،
التدمير الشامل لمن يتخلف عن ركب امريكا والغرب كما حدث في غزة
إن لم تتخذ الدول العربية خطوات جادة لمواجهة هذه التهديدات المحتملة فإن المصير القادم قد يكون تكراراً لما حدث في العراق ولكن على نطاق أوسع وأعمق. الحل يكمن في تعزيز الوحدة العربية وتبني سياسات جماعية لمواجهة التحديات المشتركة وعدم الاستسلام لضغوط القوى الخارجية التي تسعى لتحقيق مصالحها على حساب استقرار وأمن المنطقة. فالمستقبل الذي ينتظر العالم العربي بعد غزة يعتمد بشكل كبير على مدى قدرته على التعلم من دروس الماضي والاستعداد لمواجهة التهديدات القادمة بوحدة ووعي استراتيجي مشترك.



#عبدالله_سلمان (هاشتاغ)       Abdallah_Salman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السطو الاعظم
- المقترح الامريكي لانهاء العدوان على غزة لماذا الان ؟
- تعريف كتاب العلمانية منهج فكري ام عقيدة دينية (رؤية تحليلية ...
- تحت وطأة التحديات فشل استراتيجية الردع في الشرق الأوسط
- تجاوزات الاعلام الغربي ، استخفاف واستغفال مواطنيهم
- اشكالية الانسان في الاعلان العالمي لحقوق الانسان
- للانتصار وثبة وفرح
- مسرحية التبادل تمثيل امريكي هابط
- بلينكن واكاذيب امريكا المتجولة
- قراءة في المشروع الامريكي – البريطاني في تكوين شرق اوسط جديد ...
- محمد شياع السوداني وبناء عالم افتراضي
- مهرجان البصرة الرياضي والهوية الوطنية العراقية
- كم انت طيب يا صديقي
- التوافقية في العراق مشروع استعماري
- فوضى المفاهيم لدى السياسي العراقي
- اضاءة في مسار الثورة العراقية التمثيل السياسي بين العام والخ ...
- عصيان المدني من أجل انهاء المعاناة وليفهم العالم قضيتنا
- إتفاق سجنار خطوة لتقسيم العراق
- الانتخابات العامة ومقومات نجاحها
- رؤية نقدية في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية عام 73 الجزء ...


المزيد.....




- شاهد ما قالته نانسي بيلوسي في فيديو نُشر مؤخرًا عن دونالد تر ...
- أبو الغيط: الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة في كل مكان
- سوليفان لبكين: تدابير الأمن القومي الأميركي لن تحد التجارة ...
- طبيب يحذر من عواقب استخدام -معجون الأسنان المبيض-
- تعليق مصري حول فيديو للسادات عن -رمي إسرائيل في البحر- نشره ...
- خبير أمريكي: استخدام الأسلحة الغربية بضرب العمق الروسي لن يح ...
- مصر تصدر بيانا عن إطلاق إسرائيل عملية واسعة النطاق في الضفة ...
- زاخاروفا: الدبلوماسيون الروس يؤدون عملهم فيما يتعلق بقضية دو ...
- -الجهاد الإسلامي- تنعى 3 من عناصرها قتلوا في غارة إسرائيلية ...
- العلاقات الجزائرية المغربية... ماذا بعد ثلاثين عاما على غلق ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله سلمان - من احتلال بغداد الى دمــار غزة