حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 10:51
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
أذاع برنامج القاهرة اليوم علي الفضائيات شريطاً لعرضٍ قتالي أقامَه بعض طلاب جامعة الأزهر احتجاجاً علي اعتقال زملاءٍ لهم، عرضٌ مستفزٌ، سئ الدلالةِ، يثيرُ الخوف من مستقبلٍ مآله دمار وفناء مصر الدولة. لولا البرنامج ما استيقظت مصرُ علي ثبات أجهزة أمنها عن هذا الكابوس وما صُدمت في تبريراتٍ مخادعةٍ مستخفةٍ من قياداتِ محرضي الطلبة.
إلقاء أجهزة الأمن القبض علي العديد من المتورطين في العرض، قادة وطلاباً يستحيل أن يوقف العشرات من علامات الاستفهام والتعجب، لولا مراسلو هذا البرنامج ما استيقظت مصر علي ما ظهر، لكن ماذا عما لم يرصده؟ وأين أجهزة الأمن من مخابرات وأجهزة بحث جنائي؟ وهل كانت تعلم وآثرت الراحة أم أنها آخر من يعلم، مثلنا؟ وهل يفترض أن تكون المهارة الإعلامية سابقةً للحرفية الأمنية؟
الواقع الذي يستحيل إنكارُه أن هناك الكثير مما يثيرُ القلقُ والمفزعُ السكوت عنه وكأنه أمرٌ عابرٌ، وعلي سبيل المثال خارج حصرِ لا أملكه، ما يجري الآن في الإسكندرية. العديد من محطات ترام الإسكندرية احتلها مروجو شرائط كاسيت وكتبٍ محرضةِ ما أنزل الله بها من سلطان، ناهيك عن طرحٍ وجلاليب تخرج عن مقدرة وفهم بائعيها. فتح ميكروفوناتٍ بأعلي صوتٍ بما اِعتُبِرَ وعظٌ بكل تحدٍ مستفزٍ من عشرات المساجد والزوايا ولو كانت في منتصف شارع تجاري مثل سعد زغلول، أضف إلي ذلك التعدي علي معتقدات الديانات السماوية الأخرى حتى في مساجد الأندية الكبرى.
الحالُ إذن ليس سراً، لقد وصل لحدِ إظهارِ قوةٍ متحديةٍ، إنه تدبيرٌ يري ضعفاً أتت فرصةُ استغلالِه، ليست وظيفةُ الإعلامِ كشفِه، ولا هي مهمةُ عابري السبيل ،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟