خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8082 - 2024 / 8 / 27 - 15:27
المحور:
الادب والفن
الصبر هو تلك القوة الخفية التي تستقر في أعماق النفس، ترفعها في وجه العواصف وتحميها من الانكسار. هو النور الذي ينبعث من داخل القلب حين تخبو كل الأنوار الخارجية، هو الإيمان الذي يبقى راسخًا في زوايا الروح، مهما اشتدت الظلمة أو ضاقت المسافات.
في الصبر، تجد الأرواح ملاذًا آمنًا. هو لحظة السكون في خضم الفوضى، والمساحة الهادئة التي تعيد فيها ترتيب أفكارك، لتكتشف فيها أن الألم ليس نهاية المطاف، بل جسرٌ يعبر بك نحو أفق جديد. الصبر هو الإيمان بأن الأيام تتبدل، وأن ما نعيشه اليوم قد يكون مجرد خطوة نحو غدٍ أفضل، وأن الحزن ليس إلا محطة عابرة في طريق طويل.
الصبر هو أن تحمل قلبك بين يديك كطفلٍ صغير، تحميه من الجروح وتضمده بالحب والأمل. هو أن تتعلم كيف تصنع من الألم طاقةً للشفاء، ومن الفشل دافعًا للنجاح. هو أن تتعلم كيف تحب نفسك رغم كل العيوب، وكيف تؤمن بقدرتك على النهوض، مهما تعثرت أو سقطت.
في الصبر، يكمن الجمال. هو أن تظل ترى الجمال في أبسط الأشياء، في نسمة هواء باردة في يومٍ حار، في ابتسامة عابرة من شخصٍ غريب، في كلمة طيبة تأتيك في وقت تحتاج فيه لكل دعم. الصبر هو أن تعيش كل لحظة بوعيٍ تام، وأن تدرك أن كل تجربة تحمل في طياتها درسًا، وأن كل تحدٍ هو فرصة للنمو.
الصبر ليس مجرد انتظار، بل هو فن التعايش مع ما هو الآن، والعمل لما سيكون. هو الثقة بأن الغيم لن يظل حبيس السماء إلى الأبد، وأن الشمس ستشرق حتمًا، حاملةً معها وعودًا جديدة وحياةً مليئة بالفرص. الصبر هو أن تظل تؤمن، رغم كل شيء، أن الحياة تحمل في جعبتها ما يستحق الانتظار.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟