أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فادي الياس نصار - عن الحب والسنديانة الحمراء














المزيد.....

عن الحب والسنديانة الحمراء


فادي الياس نصار

الحوار المتمدن-العدد: 8082 - 2024 / 8 / 27 - 09:24
المحور: الادب والفن
    


عن الحب والسنديانة الحمراء.

تحية الى روح الرفيق "الياس نصار" في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي السوري.

بصمتٍ تجتاحني القصيدة.
بصمتٍ، بصمت.
فأرمي عليها قميص يوسف
كي تُشفى من الشوق.. ووجع الذكريات.
وأمضي في عباءة الصبر ..وحيداً...متشفعاً باسمكَ.
يا أبي.
*** ***
كان ياما كان
كان القلب طفل
ينام في حضنك ...
وكنت أجدني قديساً يحمل بيديه مفاتيح السماء.
وكانت عيوني بحراً...يمشي الى أزرق عينيك الكحلي..ليكتب مواويل من خبزو ملح
وبعضها من ماء.
*** ***

كنا نّعتق الخمر في السياسة
نشرب نخب الناس، مع الناس.
نُعتق المبادئ... في أواني الإنسانية العميقة.
فنروي من كروم الفكر ظمأ العشاق..للحرية.
وكنت تقول:
هاتو الكؤوس للشعب نُترِعها.
*** ***
كنت وكنا
تحكي لي حكاية (الفادي) أصرخ هذا إسمي.
تنمو الحكاية
فأنام بين الكلمات
باحثاً عن مفاتيح حلمي.
وأبحث ليَّ عن رسلٍ و أنبياء..
تجلب لي من الموت أمي.
وأبكي.
كنت توقظني: (يازلمي)
الرجال لا يبكون.
فأصحو من دمعي.
أصحو على شرحك ألف باء
الشيوعية.
أصحو فوق جذور السنديانة القوية
أصحو.
فيأتي الرفاق
يصدح الشيخ إمام
و شوقية
تُرفع الراية حمراء..تلك كانت القضية.

*** ***
كانت البدايات
لذيذة، مؤلمة..هي البدايات
وأنت فيَّ، بداية الحب...الرجل المثال.
(الدومري) الذي يضيء الشمس للأجيال.
في البلاد الرهينة..الليل كالجبال
وكنت تفلح العقول وتبذرها..فلاحين، طلبة وعمال.
*** ***
وأنت
نجم ليالي الزمن الجميل
فرح الأهل والخلان.
حارس نداء فرج الله الحلو .
أنت الأمل .
رُشِ ملحَ حبكَ على جراحنا...طهرها.
علِمها الأمل...أنتَ البطل.
كنتَ ومازلت وستبقى
تٌحرك القلب كل يوم باتجاه اليسار مرةً،
وباتجاه الخير ألف مرةٍ.
وأنتَ الذي
باسمك كل القلوب بالخير نزرعها.

*** ***
كان ياما كان
في بيتنا العتيق
غرفة كبيرة، مكتبةٌ تحت قبة.
خيمةُ ثقافةٍ
موسيقى وكؤوس وسياسة
مدرسة كرمٍ و محبة.
مكتوب على بابها
أيها الفقراء...
الأصدقاء
الرفاق الأحباء
لكم الصدر ولنا العتبة.

مدهونة شبابيكها..بالأحمر (أشرف الألوان).
في صدرها أيقونة للعذراء مريم.
وتحتها غيفارا والزعيم لينين.
فقط كان ينقصها صورة للكعبة.
كونيةٌ...تلك الغرفة.
*** ***
الغرفة القِبلية ...للحزب
تقول أمي.
دافئة جميلة... تعشق ترابها حبة حبة.
تتنفس من حجارتها رائحة العرق البلدي وطعم الكبة.
فيها اجتمع الرفاق
قرؤا: البلاد تغلي
والشعب تحت النير
كل يوم ألف لعنة ومسبة.
فكتبوا:
أبانا الذي في السماء.
الفقراء لايأكلون سياسة، ونظريات.
لايشربون خطابات، ولايُلبِسون أولادهم تصريحات.
لايرسلون أبنائهم إلى مدارس الأحزاب والتنظيمات .
الفقراء...أعمدة الوطن الذي ماتوا في سبيله،بالمئات.
رحل الرفاق..بصمت .
صارت باردة الغرفة، فقط ذكريات.

*** ***
أيوب مات.
لكن الحزن مُتمرس هناك على مشارف مدينة القلب، فرسه الأيام، وسيفه الوجع.
يشن معارك في ذكراك الخضراء..
هل تعلم يا أبي
أن القلب أصبح بيدراً.. سنابله من فرحٍ وحزن.
يحصدها الشاعر في قصائد الرثاء.
أبجد هوز...حبي كله لك يا أبي.
أيها القصيد التي كبرّنا
وعلمنا
كيف بالحب على جدارن الوطن نكتبك.
*** ***
كان ياما كان
وكنت عن الحب أكتب
أعيشه
أقع فيه ألف وقعةٍ..و أنهض. كتبت للصبايا، للورد
عن الموسيقى،
الأشخاص و الأفكار.
عن الضائعين بين الوهم والحقيقة.
عن كل شيء...إلا الحزن.
وكانت اسمك في كل مرة
يهزم القلب.
بطوفان الذكريات، يهزمه.
باسماء الرفاق يهزمه.
بصوت الأصدقاء يهزمه.
بدموع أمك(جدتي) وأمي يهزمه.
يهزمه مرة مرتين
فأستسلم وأعود لأستظل بروحك وذكرياتي.
أضع يدي الصغيرة في يدك
أشعر أني ملك العالم.
يختنق صوتي بالدمع.
ترضيني بقُبلة وتقول:
أنت عيوني التي بالحب أملأها.
*** ***
يا رفيق الياس
مئة عام أصبح عمر حزبك.
تقول: العمر ليس حقلاً يُقاس بالقصبات.
ولا هو بحراً يُقاس بالأميال.
إنه نبض القلب الحي!!.
نعم يا رفيق..إنه القلب.
وأنت كل قلبي.
أيها النبيل.

فطوبى لك و لإسمك وعمرك ياشمس تُنير قلوبنا.
السلام لك، وعليك السلام ...اليوم والى ابد الآبدين.

...



#فادي_الياس_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيزيديون أولى الديانات وأخر الشعوب.
- لبنان حلم الرب


المزيد.....




- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...
- -مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية ...
- NOOR PLAY .. المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقه 171 مترجمة HD ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- حالا استقبل تردد قناة روتانا سينما Rotana Cinema الجديد 2024 ...
- ممثل أميركي يرفض كوب -ستاربكس- على المسرح ويدعو إلى المقاطعة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فادي الياس نصار - عن الحب والسنديانة الحمراء