أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رامي الابراهيم - الوعي بالحيز الفراغي في لغات الهلال الخصيب القديمة














المزيد.....

الوعي بالحيز الفراغي في لغات الهلال الخصيب القديمة


رامي الابراهيم
كاتب، صحفي، مترجم، لغوي، سينمائي

(Rami Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 8082 - 2024 / 8 / 27 - 04:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


انظر إلى هذا الرسم الصوري السومري𒄭 ، لست بحاجة إلى أن تتمعن فيه كثيراً، يلفظ "دو" أو " دوغ" بحسب ما يأتي بعده في سياق الجملة و يشير فيما يشير إليه في السومرية إلى ركبة الانسان أو الحيوان.

انظر إلى ركبتك و من دون الحاجة إلى إخراجها أو تشريحها ستكتشف أنها تشبه الرمز أو البكتوغراف السومري 𒄭. في الحقيقة هذا رمز طباعي، أما لو أنك تنظر إليه في الرقم الطيني لوجدت أنه أكثر شبهاً بركبتك. لا يقتصر معنى هذا البكتوغراف ( الرسم الصوري) على الركبة و لكن يعني الحضن أيضاً مما يوحي بأن هذا الرمز يدل على الإنحناء او التقعر سواء أكان نافراً أم غائراً. ربما تلاحظ شبهاً بينه وبين الرمز أو البكتوغراف 𒆸 الذي يلفظ في السومرية "لاغاب" ( جيم مصرية) وربما تفرق بين الاثنين بمصطلحات هندسية من قبيل مربع ومتوازي أضلاع مما هو معروف في الهندسة المستوية.

في الحقيقة المعنى في السومرية هو أقرب للهندسة الفراغية فالرمز𒆸 لاغاب يعني ذلك الامتداد والحيز النافر عن سطح الأرض أو أي سطح ما ولذلك هو يطلق ايضاً على قاعدة جذع شجرة.
أما الرمز 𒄮 و هذا رسم صوري آخر مشابه ولفظه مختلف (سور) فهو ذلك الامتداد والحيز الغائر في جوف الأرض أو تحت سطحها الافقي وربما يكون الرمز المستقيم في 𒀸 داخله هو للإشارة إلى الأفق وأن الامتداد الركبي (إن صحت التسمية) غائر تحت سطح الأرض ليدل بالتالي على أي تجويف غائر تحت سطح الأرض الأفقي كالخندق أو الساقية أو البركة.

بالعودة إلى البكتوفراف أو الرسم الصوري 𒄭 دوغ الذي يبدو أنه الاصل الأساس لرموز كثيرة تختلف فيما بينها بإضافة رمز آخر لهذا الرمز أو في داخله أريد التنويه أن القراءة العكسية لهذا الرمز هو "غود" وهذه بالضبط هي اللفظة العامية المعاصرة التي يطلقها الفلاحون القاطنون على ضفتي نهر الفرات في سوريا والعراق على الساقية.

هذا و من اللافت للانتباه أيضاً أن المقابلات للركبة في الفينيقية والأوغاريتية والعبرية و السريانية و الجعزية تقوم على تتابع الباء و الراء و الكاف ( برك). فهي (ܒ݁ܽܘܪܟ݁ܳܐ) "بركة" في السريانية و بركو في الأكادية و الأوغاريتية (𐎁𐎗𐎋) و (בָּרַךְ) برك في العبرية التوراتية .

لا وجود بالطبع لنقوش قديمة للعربية معاصرة لهذه اللغات السامية القديمة حتى يمكننا مقارنتها بها، ولكن العربية المعاصرة تشذ عن هذا الترتيب بشكل واضح وإن تقاسمت معها الجذر الثلاثي إذ تحوي على تبديل بين الأحرف بالمقارنة مع اللغات السامية القديمة، فبينما تبدأ جميع اللغات السامية القديمة الدالة على الركبة بالباء تنتهي العربية على خلافها جميعها بالباء. و بينما تنتهي الكلمة في جميع اللغات السامية القديمة بالكاف تتوسط الكاف الحروف الصامتة الأساسية الثلاثة في العربية المعاصرة.
هناك خلاف آخر يتجلى في أن البركة في العربية القياسية المعاصرة أي التجويف الغائر تحت سطح الأرض الأفقي المملوء بالماء تتلاقى من حيث الدلالة ( و ليس اللفظ) مع الكلمة السومرية 𒄮 (التي تلفظ سور) بعكس جميع اللغات السامية القديمة التي تتلاقى كمفهوم مع الكلمة السومرية 𒆸 لاغاب والتي تدل على الإنحناء النافر فوق السطح الأفقي. وربما تكون نقطة الالتقاء و الخلاف أن الكلمتين بركة و ركبة تتلاقيان مع مفهوم الإنحناء أو التقعر بشكل عام سواء أكان غائراً ام نافراً كما هو حال الكلمة السومرية 𒄭 "دو" أو "دوغ" .

لنختر رمزاً آخراً يستند إلى الرمز السومري الدال على الركبة أو الحضن وهو الرمز 𒄵المكون من الرمز الدال على التجويف الفراغي 𒄭 دو بالإضافة للرمز الدال على الشعير 𒊺 والذي يلفظ في السومرية "شي". إن معنى هذا الرمز هو آلة الرحى لطحن الحبوب بل إن لفظها في السومرية قريب إلى حدِ ما من لفظه في العربية القياسية المعاصرة ويعبر عنه قاموس بنسلفانيا للغة السومرية بكتابته بالحروف اللاتينية على الشكل التالي: ara.



#رامي_الابراهيم (هاشتاغ)       Rami_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمر و بوابات و ثغور السماء (مقاربة دلالية وسيميائية لمفردا ...


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رامي الابراهيم - الوعي بالحيز الفراغي في لغات الهلال الخصيب القديمة