أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم عبد الرحمن تكروري - ماذا لو حدث الطوفان العظيم؟














المزيد.....

ماذا لو حدث الطوفان العظيم؟


هاشم عبد الرحمن تكروري

الحوار المتمدن-العدد: 8082 - 2024 / 8 / 27 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أحداث 7 أكتوبر العظيم بشهر كنت قد غادرت مدينتي نابلس صوب الولايات المتحدة الامريكية، كنت ذاهبًا لا ألوي على شيء، خرجت مقهوراً تعبًا، باحثًا عن مأوى لم يوفره وطني لي، ومع ذلك لحقتني أذية خصيان بلدي إلى عقر غربتي، ولهذا الحديث مكان آخر.
فقد فاجأ طوفان الأقصى القريب قبل البعيد، الصديق قبل العدو، وكنّا نتابع ما يحدث مع عدم استيعاب ما حصل فعلًا في تلك الساعات التاريخية، وهذه الأحداث التي جرّت بعدها أحداث جِسام، وأمست غزة كيوم القيامة، فهي الكاشفة والفاضحة والجامعة والمفرقة، لقد لعبت غزة بلحظات دور القيامة وأهوالها، ومحاكمة هذه الاحداث وتحليلها ما زال من الباكر التفكير به أو استعراضه، فما زالت غزة تحدّث أخبارها وبأن وحي تلك الأخبار قد يستدعي بالفعل حرب عالمية ثالثة تتبلور صورتها وتتضح يومًا بعد يوم.
ولو عدنا القهقرى للخلف قليلًا وتسألنا، هل لو علم من خطط لطوفان الأقصى أن الجيش الصهيوني ومن خلفه كيان الاحتلال بهذا الضعف والوهن هل توقف عند حدود غلاف غزة أو أكمل المشوار حتى عُمق الاحتلال وكسر شوكته وأنهى وجوده؟
هذا التساؤل مشروع ومحل نظر وله من الارهاصات ما له وقد يترتب عليه مشهد آخر غير الذي نراه.
في بداية الحدث توقفت قليلًا مع نفسي وافترضت سيناريو آخر للأحداث، لكن ضيق الحال في بداية وصولي للولايات المتحدة وانشغالي بلملمة شتات روحي وعقلي منعني من الابحار به وطرحه كتصور يمكن اللجوء إليه في مرحلة كسر العظم أو تجاوز الخطوط الحمراء وحدود الفعل إلى ما وراء الفعل لرسم خارطة العالم من جديد.
فما هو هذه التصور؟
التصور قائم على حدوث طوفان أعمق وأكثر تأثيرًا وزلزلة للأرض وما عليها، طوفان قد يحمل اسمًا وفعلًا قد لا يتخيله القريب قبل البعيد، طوفان قد يتمدد ويصبح تسونامي يغير الجغرافيا والديموغرافيا ويكتب التاريخ من جديد، فما هو هذا التصور؟؟؟
قد يكون هذا التصور بمثابة يوم القيامة التي تقوم على رأس الاحتلال، فبعد الحصار الظالم الذي امتد من أواسط العام 2006م لهذه اللحظة، هذا الحصار كفيلًا بأن يلعب دور الصاعق لقنبلة نووية متحفزة للانشطار والتلظي وتجاوز عتبة انشطارها المتسلسل لتحول ما تصيبه إلى رماد تذروه الرياح في يوم عاصف لا يبقي على شيء، فالانتقال إلى هذه المرحلة يعني أن الحلول التقليدية والمعتادة لم تعد تكفي لرفع هذا الظلم والمعاناة عن قطاع غزة المخاصر من مصر السيسي العميل إلى نظام مقاطعة الخصيان وكلاب الأثر في رام الله إلى ملك القلايات السكير عبد الشيطان بن الحسين ورعاع الخليج وأسيادهم من بني صهيون.
هذا الحصار والاغلاق للحدود لم يسبقه حصار في التاريخ بهذه القوة والاحكام، هنا كان الاندفاع إلى الأمام وقلب الطاولة على رأس الاحتلال وأذنابه من أبناء جلدتنا بقفزة في الهواء تتمثل باقتحام الحدود مع دولة الكيان الصهيوني، من كل سكان قطاع غزة بعد تسليح السكان بالأسلحة الخفيفة وقوات النخبة من التنظيمات تكون مهمتها مداهمة القواعد والتشكيلات العسكرية في دولة الاحتلال والسيطرة عليها واحراقها إلم يستطيعوا الحفاظ عليها، والانتقال من بلدة إلى بلدة ومن قرية إلى قرية ومن حي إلى حي ومن شارع إلى شارع ومن بيت إلى بيت والاجهاز على كل من يتم الوصول إليه، فالمجتمع الصهيوني كله مجتمع مجيش ولا يوجد فيه أي مواطن مدني.
هذا الهجوم المباغت لن يسمح لقيادة الكيان الصهيوني بالتحرك أو فعل شيء، فقد رأينا خلال أحداث 7 اكتوبر العظيم أن المقاومة قد دخلت ونفذت ما تريد في غلاف غزة وعادت بمئات الأسرى ودولة الاحتلال لم تكن قد استوعبت الأمر، ولو كان الحدث هذا أكبر أي ما أسميه الطوفان العظيم لاندفع مئات ألوف الصهاينة للهرب من خلال المنافذ الحدودية للأردن ومصر ومن البحر ولأمست دولة الاحتلال بلا دفة ولا شراع، فالمجتمع الصهيوني عند حضور الموت يصاب بالهلع ولا يكون متنمرا إلا إذا أحس بقوة تسمح له بالاعتداء على الآخرين، وهذه الصفات كنت قد أسميتها بموضع سابق من كتاباتي بأخلاق الفئران، ولا ضير من الحديث عنها لتوضيح هذا السلوك لديهم، فالفئران تمتاز بصفتين متناقضتين تماما هما: الجبن والشراسة، وهذه نفس صفات الصهاينة وكثير من أذنابهم من أبناء جلدتنا، فهو جبان طالما يشعر بالخطر، فيحاول الحفاظ على نفسه وهو يحيى وسط المجارير والقاذورات، وهو شرس عندما يشعر بأنه قد تمكن من فريسته فهو يهاجم بضراوة منقطعة النظير وهذا هو الصهيوني، فهو فأر بهيئة بشر,
هذه الصفات تجعل من تنفيذ المهمة أسهل وأكثر حيوية، فهو بعد اصابته بالذعر يبحث فقط عن تأمين حياته بالهروب إلى أي مكان، وهنا تكون الفرصة للسيطرة على الكيان وانهاء وجوده.
قد يرى البعض أن هذا السيناريو نسج خيال وبعيد عن الواقع ولكن أحداث 7 أكتوبر أظهرت مدى هشاشة هذا الكيان وضعفه ولولا حبل من الناس قد امتد له لأنتهي وأفل نجمه. وقد رأينا دولاً عظمى انهارت بلحظات عندما ضعضع بنيانها من الداخل مثل الاتحاد السوفييتي وألمانيا الشرقية وغيرها الكثير من الدول، فاجتياح الكيان بطوفان بشري سيجعل توازنه يختل ويسقط وكأنه انقلاب داخلي حلَّ به.
يرونه بعيدًا ونراه قريبًا



#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدد سكان قطاع غزة قد انخفض بنسبة 5%
- إسرائيل -الأردن وجهان لعملة واحدة.
- كيف أكتبُ كتابًا؟
- غرور معرفي؛ ضئيل وقاتل.
- العباسية
- الديمفراطية
- قراءة تعريفية لدور المفوضية السامية لحقوق الإنسان
- يوميات الحجر الصحي في العصر الكوروني
- جرائم حرب تُرتكب في غزة
- المصالحة الفلسطينية على أُسس منهارة
- فيروس كورونا؛ كوفيد-19 ومناعة القطيع بين المنطق الطبي والاقت ...
- مشروع مقترح لمقاضاة المملكة المتحدة لجرائمها ضد الشعب الفلسط ...
- القهوة؛ الخمر الحلال
- مَيَا خليفة والخليفة البغدادي
- المغربي الذي خدع اسرائيل
- هل سيمسي الكون في جوف ثقب أسود عملاق؟
- نشأة اﻹله، فرضية منطقية للتطور
- الأسس الفلسفية للرب
- قوم مدين؛ أول من فرض الضرائب في التاريخ
- المتلازمات وأنواعها وإمكانية التوظيف السياسي والاجتماعي والث ...


المزيد.....




- حزب الله وإسرائيل.. هل بمقدور لبنان تحمل -حرب كبرى-؟
- بعد هجوم زولينغن القاتل احتدام نقاش ألمانيا حول سياسة الهجرة ...
- فولودين: بايدن يريد السيطرة على -تلغرام- قبل انتخابات الرئاس ...
- جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يفتح قضايا جنائية ضد صحفيين تسلل ...
- أسير أوكراني يفضح خداع نظام كييف لقواته في كورسك
- 6 كواكب تصطف في موكب مذهل يمكن رصده بدءا من مساء اليوم
- لماذا يرفض ترامب أن يناظر هاريس على إيه بي سي نيوز؟
- -كاسبيرسكي- يقدم نصيحة للحفاظ على سرية البيانات في Telegram ...
- -هجوم من مصر بآلاف المسيرات والصواريخ؟!-.. خبراء يردون على م ...
- الصحة الإسرائيلية تحدد بؤرا لبعوض يحمل فيروس غرب النيل


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم عبد الرحمن تكروري - ماذا لو حدث الطوفان العظيم؟