أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - الحزب الشيوعي السوداني - الصومال: أمة يأكلها بنوها














المزيد.....

الصومال: أمة يأكلها بنوها


الحزب الشيوعي السوداني
(Sudanese Communist Party)


الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 11:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


مع شعوب العالم
الصومال: أمة يأكلها بنوها

تطورات الأوضاع السياسية في الصومال دفعت بمصطلح بالغ الأهمية إلى قواميس اللغة السياسية في العالم وهو "الصوملة"؛ فإن كانت "اللبننة" قد ظهرت تاريخياً قبل الصوملة إلا أنهما برغم دلالتهما على انهيار الدولة تحت وطأة الحروب الأهلية بين مكونات الدولة المختلفة يختلفان اختلافاً أساسياً في أنه – ورغم لا منطقية ولا عقلية حجم الدمار في الحالتين معاً – يمكن تفهم إرجاع بعض أسباب اللبننة إلى التعددية الدينية والطائفية والعرقية والولاءات الإقليمية والتأثيرات الدولية، وهو ما ينطبق على لبنان، أما الحال في الصومال فيرجع بالإنسان قروناً عدة في سلم الحضارة والتطور البشري، فالحروب الأهلية هناك تدور في دولة متجانسة تماماً يدين شعبها بدين واحد ويتحدث لغة واحدة ويعيشون في ظروف متشابهة وأصولهم العرقية متقاربة، ورغم ذلك ظل الصوماليون يقتل بعضهم بعضاً بدم بارد يحركهم في ذلك انتماءاتهم القبلية وبطونهم العشائرية وأفخاذهم...الخ، في ظل انعدام الدولة والحكومة حتى صار الانتماء والولاء يتقلص من الدولة ثم القبيلة ثم العشيرة وربما حتى أبناء العمومة أوالخؤولة.

شهدت الصومال التي استقلت في عام 1960 من بريطانيا وإيطاليا انهياراً كاملاً للدولة في أعقاب إسقاط قوات المعارضة العشائرية بقيادة أشخاص كمحمد فارح عيديد رئيس الاستخبارات السابق لحكم محمد سياد بري الذي استمر منذ قيادته لانقلاب عسكري عام 1969 وحتى 1991، لتتحول البلاد إلى ساحات متعددة للصراعات بين زعماء العشائر والقادة السياسيين والعسكريين، ويتضور شعبها جوعاً ويفر بالملايين منها إلى أصقاع الأرض المختلفة. في عام 1992 قررت الأمم المتحدة نشر قوات دولية ذات مهام إنسانية لتوزيع المساعدات واستعادة الاستقرار للصومال، وكانت القوات الأمريكية على رأس هذه القوات التي أجبرت على الانسحاب بعد مواجهات شرسة مع الفصائل الصومالية المتعددة في شوارع مقديشو وغيرها من مناطق الصومال في عام 1995، لتغرق الصومال مرة أخرى في بحار دماء شعبها.

تواصلت المحاولات لتشكيل حكومة تعيد شكل الدولة للصومال التي أعلن جزء منها الاستقلال (أرض الصومال) وجزء آخر الحكم الذاتي (بنت لاند)، وتواصلت المعارك بلا نهاية، ودون نجاح لهذه المعارك أو تلك المحاولات. تشكلت أخيراً حكومة وبرلمان انتقاليان في كينيا بمجهود كبير من الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيجاد ودول الجوار في 2004، ولكن الإدارة الجديدة ظلت اسمية لحد كبير لا تسيطر فعلياً إلا على أجزاء صغيرة ومتفرقة من الصومال بينما فرض زعماء العشائر و"أمراء الحرب" سيطرتهم على بقية المناطق، يفرضون الإتاوات ويوزعون الحماية وينزعونها عمن يريدون، محيلين حياة من بقى من الشعب الصومالي إلى كوابيس مستمرة. الجدير بالذكر أن من محركات الصراع الدائر في الصومال رغبة شركات غربية للحصول على حقوق امتياز التنقيب عن النفط هناك، خصوصاً في منطقة بنت لاند ذات الحكم الذاتي الممنوحة الآن لشركةResources Range الأسترالية.

نشأت المحاكم الإسلامية بمبادرات من رجال أعمال وزعماء عشائر يرغبون في فرض النظام ومعاقبة المجرمين وإعادة الاستقرار لمدنهم ومناطقهم، وقد أقيمت المحكمة الإسلامية الأولى في عام 1994، ثم زادت أعدادها وقوتها وأصبحت تتمتع باستقلالية وتأييد شعبي سمح لما صار يعرف باتحاد المحاكم الإسلامية بالتقدم وفرض سيطرتها على مناطق كثيرة في الصومال، حتى نجحت في إحكام سيطرتها على العاصمة مقديشو في يونيو 2006 بعد هزيمتها للمسلحين وأمراء الحرب المدعومين سراً من الولايات المتحدة تحت اسم تحالف استرداد السلام ومكافحة الإرهاب. وواصلت قوات المحاكم تقدمها في الصومال ودخلت في مفاوضات متعددة مع الحكومة الانتقالية.

يسود اعتقاد عام بأن وجود هذه القوات أدى لشعور بعض الصوماليين بالأمان والاستقرار وخفض الأسعار (بسبب القضاء على الإتاوات التي كانت تدفع للمسلحين نظير توفيرهم الحماية) للمرة الأولى منذ 15 سنة، إلا أن الكثيرين أيضاً يخشون من أن تطبق المحاكم نموذج دولة طالبان، لا سيما وأن اتحاد المحاكم الإسلامية مكون من خليط متباين في تطرف أو اعتدال رؤيته للحكم الإسلامي أو الشريعة التي يدعو لها. وما زاد من تعقيد الأوضاع التدخلات الإقليمية من دول الجوار – أثيوبيا وإريتريا وكينيا واليمن والسعودية – ودول أخرى كليبيا والولايات المتحدة لمصلحة هذا الطرف أو ذاك، وإمدادهم بكل شئ حتى السلاح والمقاتلين.

لا بد لحل الكارثة التي تجري في الصومال من اتفاق أبنائها – بمساعدة مخلصة من المجتمع الإقليمي والدولي – على حد أدنى يسمح باستعادة الدولة والأمن والاستقرار، والاتفاق بشكل تفاوضي ديمقراطي على أسس مستقبل جديد للصومال، وإلا استمرار الدمار لأجيال قادمة ومخاوف امتداد النيران لدول الجوار والمنطقة.

الميدان



#الحزب_الشيوعي_السوداني (هاشتاغ)       Sudanese_Communist_Party#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات قادمة فهل انتم مستعدون؟ حوار مع الاستاذ محمد ابرا ...
- رأي الحزب الشيوعي في زيادات الأسعار
- قانون الاحزاب
- زعيم الحزب الشيوعي السوداني: الحكومة أضاعت فرصة مبكرة لمعالج ...
- مسألة الدين والدولة: دراسة فى اطار التحضير للمؤتمر الخامس ال ...
- الحزب الشيوعي وقضية الديمقراطية (حول البرنامج) دراسة فى اطار ...
- المؤتمر الخامس 2 نشرة غير دورية تعنى بأخبار سير التحضير للمؤ ...
- المؤتمر الخامس - نشرة غير دورية تعنى بأخبار سير التحضير للمؤ ...
- رأي الحزب الشيوعي السوداني في الزيادات في اسعار البترول والج ...
- مساهمة الحزب الشيوعي السوداني في الاجتماع الاستثنائي للأحزاب ...
- موقف الحزب الشيوعي السوداني من نشر قوات الأمم المتحدة في دار ...
- في الدولة الإرهابية - فلنواجه عنف الشرطة وحملات التكفير وتجم ...
- بيان من الحزب الشيوعي السوداني عن اتفاق ابوجا
- قمة الخرطوم العربية ومهام الإصلاح السياسي !
- خطر التقسيم والشرذمة والتدخل الأجنبي
- رأي الحزب الشيوعي السوداني في احداث القاهرة الماساوية
- بيان إلي جماهير الشعب السوداني
- الشيوعي السوداني يستنكر جريمة الاغتيال الغادرة للرفيق الشهيد ...
- سكرتير الحزب الشيوعي السوداني: الخطاب الديني يمثل غطاءً لفسا ...
- سكرتير الحزب الشيوعي السوداني محمد ابراهيم نقد في حوار شامل ...


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - الحزب الشيوعي السوداني - الصومال: أمة يأكلها بنوها