أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أيوب بن حكيم - من مفهوم الفينو إلى مفهوم الإقامة المسورة














المزيد.....

من مفهوم الفينو إلى مفهوم الإقامة المسورة


أيوب بن حكيم

الحوار المتمدن-العدد: 8081 - 2024 / 8 / 26 - 22:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


من مفهوم الگيتو إلى الإقامات المسورة
السجون إقامات ندفع الضرائب لكي يبقى السجناء فيها بعيدا من إجرامهم.. لكن تبين أن من يعيش معنا أخطر علينا وعلى أولادنا وعائلاتنا فما العمل لدى الطبقة المتوسطة والثرية ؟

الحل هو نقل السجن بطريقة عكسية بحيث يصبح المجرم والهمجي حرا يجوب الأزقة والشوارع ويعيث فسادا لكن بعيدا عن مفهوم الإقامة المغلقة المسورة التي يحرسها حراس ذوو بأس شديد وفي وسطها حديقة ومرآب أو مسبح.. فما الفرق بين السجن بوصفه عزلا اجتماعيا والطاعون بوصفه عزلا صحيا وبين الإقامة المغلقة ؟ فقد تحولت الإقامات المغلقة من مجرد احتيال للبنوك بفائض القيمة إلى سجون حقيقية تفصل المجتمع عن نفسه...
تاريخ الكومباوند:
يمكن اعتبار التيه العظيم لليهود لأربعين سنة أول غيتو رمزي لهم نقلهم من مجرد مطاردين إلى تبلور فكرة القومية العرقية والدينية وكذلك تفعل الإقامات المغلفة اليوم..ويمكن اعتبار سبي اليهود على يد نبوخنذ نصر ثاني غيتو في التاريخ ..
ثم تأكد المفهوم في أوروبا خلال عصر النهضة الذي اصطدم بربا اليهود أصحاب المصارف ...فالإقامة المغلقة مفهوم يهودي / صليبي يسمى تاريخيا الغيتو getto أو المعزل وجاء المصطلح من حي اليهود بالبندقية سنة 1516 ولا تنس أيها القارئ أن شكسبير كتب مسرحية (تاجر البندقية) وكتب مارتن لوثر عن ( حقارة اليهود ) في كتابه التحريضي ( اليهود وأكاذيبهم ) وكلا الكتابين انعكاس ديني لكره شديد لليهود المرابين ومن ثمة التحريض عليهم لطردهم من أوروبا في غيتو كبير سيسمى لاحقا اسرائيل ...
لكنه ظهر قبل ذلك بقرون حيث أنشئ في روما بوضوح لأول مرة ثم ظهر في الدول الإسلامية ( حارة اليهود أو الملاح ) فكان خاصا باليهود الذين آمنوا أن دينهم ليس تبشيريا ولا يتزوجون إلا من بعضهم البعض لصفاء العرق أما الآخر الذي خارج الغيتو فهو العدو الديني والعرقي الذي ينتظر اليهود فرصة التمكين الإلهي للانقضاض عليه.. ورد الفعل الصليبي كان عاتيا ومدمرا فقد تم إجبار اليهود على العزل سنة 1939 مع صعود النازية أو هم أنفسهم انعزلوا لكونهم ليسوا مبشرين بطبيعة ديانتهم !
نرى في الأفلام والمسلسلات مفهوم الكومباوند الخاص بالطبقة المتوسطة العليا والطبقة العليا حيث تدور أحداث معينة مقابلها الاحياء الشعبية المفتوحة التي تخدم الإقامات المغلقة هاهنا تحضر حضرنة المدينة الليبرالية بالكومباندات بوصفها ضربا في حقوق دستورية وعالمية للإنسان وعلى رأسها مفهوم ( الحق في المدينة )
وهو المشهد الذي يُمكننا أن نراه مثلا في فيلم “Gangs of New York” 2002،  من اخراج مارتن سكورسيزي، والذي ينتهي الصراع فيه داخل احياء نيويورك القديمة بقدوم الأسطول الأميركي، الذي قصف المدينة القديمة، مُدمرا إياها، تمهيدا لإنشاء أخرى، تكون مُناسبة للعصر الجديد، لتتابع علميات الهدم والبناء مرارا وتكرارا، حتى نصل للصورة الحالية من المدينة. ويرى هنا الفيلسوف جيجيك أن المعزل العمراني ليس قضية تهيئة عمرانية بقدر ما هو تحكم في الثورة والثروة وفائض المال وإعادة تربية الإنسان وتقليص الثورات منذ قانون المعماري الفرنسي هوسمان الحضري في باريس 1851 بعد أحداث 1848 وفشل المشروع الثلاثي ( التطوير الدولة فائض القيمة ) وتبين أن فكرة المركز الحضري للأثرياء والهوامش للفقراء فكرة انتحارية فتحول الأمر إلى ترك المركز للرعاع ونقل الفكرة للهوامش التي تسمى الضواحي مع نقل المؤسسات الكبرى خارج المركز في أكبر مدن العالم مع ترك مناطق داخل المركز رموزا مالية واقتصادية وتاريخية ... يشاهدها السياح ويستفيد منها الجميع ويمكن أن نسمي هذا العصر عصر ما بعد 2008 أو عصر تمزيق المدينة
فـ(التغيرات الهيكلية في السوق الرأسمالي فرضت شكلا جديدا للسوق العقاري. الآن أصبح قلب المدينة فاسدا وملوّثا وعنيفا للغاية، لذلك وجب الخروج منه، وإنشاء ضواحٍ مُسوَّرة ومحمية جيدا من العنف الاجتماعي)
هاهنا تحولت فكرة الملكية الفردية إلى ملكية فردية جماعية في الكومباوندات... أنت تمتلك ضمن عائلة من الملاك الذين لديهم الهدف نفسه وهو البعد عن الطبقة العنيفة الفقيرة الحقيرة التي لولا احتياجنا لها لضربناها بنيزك ذكي....
وجود الإقامات المغلقة تحتم معه وجود مدارس خاصة مغلقة أيضا... حلقة لا نهائية من إنتاج النخب وانفصال حاد في المجتمعات حيث تنتج الكومباوندات الأطر التي ستعيد حكم البلاد وتنتج الطبقة الكادحة عمالا وفلاحين ... واذا تطور أحد من هؤلاء الفلاحين والعمال سيهرب من طبقته إلى الكومباوندات أيضا وذلك أشبه باللجوء الاجتماعي
تناقش الأنثروبولوجية الأمريكية العظيمة سيثا لو setha low في كتابها “مجتمعات ذات بوابات منخفضة” بأن “المُدن المُسوّرة”، التي كانت حاضرة لدى المُستوطنين الأميركيين الأوائل، للدفاع عن أنفسهم ضد عنف السكّان الأصليين هي نفسها موجودة الآن بطرائق فكرية ومعمارية جديدة لكن المبدأ هو هو.... العزل الاجتماعي
هل الإقامة المغلقة اختيار انساني ام اختيار البنوك والدولة لتحريك فائض الإنتاج
تتحالف البنوك مع الدولة... الدولة تسمح بالهجرة إلى المدن الكبيرة والمنتجة .... مع ترك المهاجرين القرويين ومن دول اخرى دون تربية أو تكوين أو صحة فينتشر العنف والسرقة بالإكراه والكلام الساقط والملابس الغريبة والأغاني الهابطة في مركز المدينة وما إن تمر سنوات حتى يضيق سكان المدن من الطبقة المتوسطة بهذا كله فسرعان ما يحولون فائض القيمة إلى الشراء أو إلى الاقتراض



#أيوب_بن_حكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو تمام آخر شعراء العربية
- البيبليومانيا ( الشغف أو الهوس بالكتب )
- مفهوم المشبالي في البلاغة الرحبة
- تحريف مفهوم التحريف، التوراة والتاريخ: الترجمة السبعينية وأس ...
- دعبل الخزاعي والهجاء.. إطلالة نقدية خفيفة
- علم البلاغة بوصفه علمَ كلام
- الرحْلات الحجازية الصوفية وبؤر التقديس: فاس والقاهرة والقدس ...
- يائيّاتُ الشعرِ العربي ( الحلقة الأولى )
- قصة قصيرة بعنوان ( كأس على الكونطوار)
- موجز: آليات انوجاد المعنى عند الإسلام السياسي
- الدين الإسلامي مضاد للدولة الدينية ! كيف ؟
- قصة قصيرة عن طالبة جامعية
- استراتيجية التفكيك في النقد العربي : كتاب (فتنة المتخيل) لمح ...
- قراءة وصفية في كتاب إيثار الحق على الخلق
- راهنيَّةُ أفهومِ الأندلسِ في الأنْطُولوجيا الجمعيَّةِ العربي ...
- مفهوما الأفهوم والمفهوم
- اللغة واللاتواصل عند التفكيكيين
- في نقض أغلوطة عدم وجود مخطوطات البخاري بخط يده
- عرض لكتاب: مابعد الاستشراق لفاضل الربيعي
- نظرات في كتاب محوري: شفاء السائل لتهذيب المسائل لابن خلدون


المزيد.....




- حزب الله وإسرائيل.. هل بمقدور لبنان تحمل -حرب كبرى-؟
- بعد هجوم زولينغن القاتل احتدام نقاش ألمانيا حول سياسة الهجرة ...
- فولودين: بايدن يريد السيطرة على -تلغرام- قبل انتخابات الرئاس ...
- جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يفتح قضايا جنائية ضد صحفيين تسلل ...
- أسير أوكراني يفضح خداع نظام كييف لقواته في كورسك
- 6 كواكب تصطف في موكب مذهل يمكن رصده بدءا من مساء اليوم
- لماذا يرفض ترامب أن يناظر هاريس على إيه بي سي نيوز؟
- -كاسبيرسكي- يقدم نصيحة للحفاظ على سرية البيانات في Telegram ...
- -هجوم من مصر بآلاف المسيرات والصواريخ؟!-.. خبراء يردون على م ...
- الصحة الإسرائيلية تحدد بؤرا لبعوض يحمل فيروس غرب النيل


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أيوب بن حكيم - من مفهوم الفينو إلى مفهوم الإقامة المسورة