استراتيجية حزب الله بعد رد -يوم الأربعين-ً: التوازن بين التزخيم والحسابات المدروسة

خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8081 - 2024 / 8 / 26 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد الرد على اغتيال السيد فؤاد شكر، أحد كبار القادة العسكريين في حزب الله، في يوم الأربعين، يبدو ان حزب الله وفقا لدلالات هذا الرد المحسوب سوف يتبع استراتيجية متوازنة بين التزخيم العسكري والحسابات المدروسة لتفادي تصعيد واسع مع إسرائيل، وتحقيق أهدافه الاستراتيجية دون الانجرار إلى مواجهة شاملة.

1. التزخيم العسكري: إظهار القوة والاستعداد للردع

التزخيم العسكري في هذه المرحلة يعد ضرورة لحزب الله لضمان استعداده لأي رد فعل من قبل إسرائيل. ويشمل التزخيم تعزيز الوجود العسكري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وزيادة حالة التأهب بين صفوف مقاتليه، وتجهيز القدرات الصاروخية وتوجيه تحذيرات واضحة للعدو. هذا النهج يهدف إلى إرسال رسالة قوية مفادها أن حزب الله مستعد للرد بقوة على أي هجوم محتمل، مما يسهم في تعزيز موقفه الدفاعي وردع أي تصعيد إسرائيلي.

تعزيز التحصينات: سيقوم حزب الله بتحصين مواقعه وزيادة نقاط المراقبة والاستطلاع على طول الحدود، مما يوفر له قدرة على كشف أي تحركات عسكرية إسرائيلية استباقية.

الاستعدادات اللوجستية: ستشمل الإجراءات تحسين خطوط الإمداد والتموين، وتوفير تجهيزات إضافية للمقاتلين، وتأمين مواقع القيادة والسيطرة لضمان التواصل الفعال.

2. الحسابات المدروسة: تجنب التصعيد الشامل

رغم أهمية التزخيم، فإن حزب الله يدرك أن التصعيد الشامل قد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق، ما يمكن أن يترتب عليه خسائر فادحة وتأثيرات سلبية على الوضع الداخلي والإقليمي. لذا، فإن الحسابات المدروسة تلعب دوراً محورياً في استراتيجية الحزب.

استراتيجيات الرد المحدود: بدلاً من الانخراط في عمليات عسكرية واسعة، قد يعتمد حزب الله على هجمات دقيقة ومحدودة تستهدف أهدافًا نوعية لتعزيز الردع دون تجاوز الخطوط الحمراء. هذه الاستراتيجية تهدف إلى تحقيق الردع وإيصال الرسائل دون إشعال نار الحرب.

التواصل الدبلوماسي: سيستمر الحزب في استخدام القنوات الدبلوماسية للتواصل مع الحلفاء الدوليين والإقليميين، من أجل حشد الدعم وضمان تقديم رسائل واضحة حول نواياه وأهدافه.

3. المناورة بين التزخيم والحسابات المدروسة

النجاح في التوازن بين التزخيم والحسابات المدروسة يعتمد على تقدير موقف دقيق من الناحيتين العسكرية والسياسية. حزب الله يدرك أن أي تصعيد غير محسوب قد يعزز الدعوات داخل إسرائيل للقيام بعمليات عسكرية واسعة. لذلك، سيكون الحزب حريصاً على توجيه رسائل قوية ومؤثرة دون تجاوز حدود التصعيد المقبولة.

التكيف مع التطورات الميدانية: في حال حدوث أي استفزازات أو تصعيد من قبل إسرائيل، سيكون حزب الله مستعداً لتصعيد رده، لكنه سيحاول تجنب الصدام المباشر الشامل ما لم يكن ذلك ضرورياً.

استراتيجية الانتظار: قد يعتمد الحزب على استراتيجيات الانتظار والمراقبة، حيث يظل في حالة تأهب ويستعد لردود محسوبة تعتمد على تقييم الموقف من الناحيتين الميدانية والدبلوماسية.

في نهاية المطاف، تظل استراتيجية حزب الله بعد رد يوم الأربعين محكومة بالتوازن الدقيق بين إظهار القوة العسكرية والحسابات المدروسة. يسعى الحزب إلى الحفاظ على قدرة الردع والجاهزية مع تجنب الانجرار إلى حرب شاملة يمكن أن تكون لها تداعيات خطيرة على لبنان والمنطقة. هذا التوازن المعقد يتطلب مهارة في إدارة الأزمة وتقدير صحيح للتطورات على الأرض، مما يساعد في الحفاظ على الوضع الراهن ومنع التصعيد إلى مستويات غير محسوبة.

#خالد_خليل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات