أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - الاسترولوجيا وراديكالية اليمين – الصافات صفا















المزيد.....

الاسترولوجيا وراديكالية اليمين – الصافات صفا


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 8081 - 2024 / 8 / 26 - 10:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استحوذت استرولوجيا الكواكب على فكر وثقافة المجتمع المكي،مبلورة انطبعا وجوديا انطولوجياَ،رافضا الإيمان بالله ومخلفا كريبكائية مظلمة منطوية على معتقداتها ،غير قادرة على استلهام التغير العقائدي، بقبول فكرة الإله الواحد والبعث والنشور، عندما يتعرض المجتمع الغارق بالأهواء والملذات،والحريات الشخصية الرغبوية الى تغير فكري عقائدي جديد، يبرز على ساحة الصراع الفكري،مسئولين من كافة فئات المجتمع،يتولون مهمة طرح الأفكار المضادة للتغير،للحفاظ على ديموغرافيا المصالح السياسية،فلا تستغرب يا محمد من حالة الإعراض عن الحق، بل عجبت ويسخرون،وإذا ذكروا لا يذكرون،وإذا رأوا أية يستسخرون

بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ{12} وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ{13} وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ{14}

يصر مسئولو فئات المجتمع منظري الاعتقادات السياسية،الاسترولوجية والكسمولوجية على طمس الإيمان بالله واليوم الأخر،من خلال طرح تساؤلات مضادة للتغير العقائدي،لتغيب العقل والوعي عن إدراك يوم الدين، فتبرز على الساحة الفكرية،تساؤلات كثيرة منها سياسية،ومنها جدية،سياسية للطعن بالله واليوم الأخر،وقالوا ان هذا إلا سحر مبين، وجدية،أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون،وآباؤنا الأولون،قل لهم يا محمد نعم،وانتم داخرون، داخرون جاءت من الادخار،أي ما يدخره الفرد من أعمال

وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ{15} أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ{16} أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ{17} قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ{18}

قلنا في المقالة السابقة لا يظهر اصطفاف المجموعة الشمسية بشكل واضح ، إلا قبل شروق الشمس بساعة واحدة تقريبا ، فهذا الوقت القريب من الشروق يخفي كافة النجوم من جهة الشرق، تطلق عليه الديانة الكوكبية اسم الزجر، بمعنى ان آلهة الكواكب زجرت النجوم ، أي نهرتها أو أرغمتها على الاختفاء ليظهر اصطفافها بشكل واضح ، فالزجر بات مفهوم ثقافي لدى الديانة الكوكبية،يشير الى اختفاء شيء ليظهر شيء جديد مكانه،يرى بالعين المجردة ،استعان به التنزيل للدعوة الى البعث والنشور، فقال فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون، ينظرون الى يوم الحشر فما قاله،منكري البعث والنشور الأخروي في يوم الحشر،يؤكد على استيعابهم للنصوص الاخروية التي جاءت به الرسل والكتب المنزلة،وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين،رد الله عليهم،هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون

فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ{19} وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ{20} هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ{21}

ما لا يقبل الشك ان للاعتقادات الاسترولوجية والكوسمولوجية ، فئات مجتمعية ترتبط مصالحها السياسية والاقتصادية والثقافية بالاعتقاد، كما ان لكل فئة قاعدة جماهيرية يتزعمها مسئول، ولكل مسئول مناصرين من نقس الفئة،مشكلين تكتلا جيوثقافيا موحدة،ولكي يفكك التنزيل دنيويا، الكتل بكل توجهاتها،عرض على الديانة الكوكبية المصير الأخروي لمنكري البعث والنشور، للاطلاع على آلية الحشر الأخروي الذي ستقوم به الملائكة، قائلا احشروا الذين ظلموا وأزواجهم أصنافهم من الذكور والإناث وما كانوا يعبدون، فأهدوهم الى صراط الجحيم،أطلعوهم على طريق الجحيم، قبل ان تبدأ الملائكة سوق الكتل ومناصريها ومسئوليها باتجاه الجحيم، يأمر الله بإيقافهم،وأوقفوهم أنهم مسئولون،بمعنى يتحملون المسئولية المستقبلية وما سيحل بهم من تشرذم واستسلام أخروي، قائلا ما لكم لا تناصرون، لماذا لا ينصر بعضكم بعض،كما كنتم في الدنيا،بل هم اليوم مستسلمون

احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ{22} مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ{23} وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ{24} مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ{25} بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ{26}

ولكي يوقف التنزيل دنيويا الدعم السياسي الجماهيري لمسئولي الكتل، سمح الله لفئات المجتمع،بإخضاع مسئوليها للمسائلة، فبرز على الساحة الاخروية، أفراد كانوا خاضعين تحت إغواء مسئولي الكتل،واقبل بعضهم على بعض يتساءلون

وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ{27}

ولكي يبعد التنزيل دنيويا فئات المجتمع الاسترولوجي والكوسمولوجي عن الكتل السياسية،والولاء السياسي للمسئولين ، أطلعها أخرويا على حالة الخداع الذي تعرض له مناصري الكتل على يد مسئوليهم، فأمر الله أفراد من مناصري الكتل، باستجواب مسئوليهم، قالوا أي الأفراد، أنكم كنتم تأتوننا عن اليمين، واليمين هو الاعتقاد الجيوثقافي الذي يحكم القاعدة الجماهيرية فكريا ، محرما عليها التخلي عن معتقداتها، فالمسئولين كانوا يتبعون راديكالية اليمين، لمنع فئات المجتمع من الانجرار وراء التغير العقائدي الجديد، رد المسئولون على مناصري الكتل، قالوا بل لم تكنوا مؤمنين،أي مؤمنين بالله واليوم الأخر، إذن اليمين خدعة عقائدية فرضها المسئولين على مناصري الكتل، للحفاظ على مصالحهم السياسية، والدليل على كذب اليمين، رد المسئولون على مناصري الكتل، وما كان لنا عليكم من سلطان،من دليل على صدق اليمين، بل كنتم قوما طاغين، فطغياننا السياسي كان يتلاءم مع طغيانكم، فحق علينا قول ربنا أنا لذائقون

قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ{28} قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ{29} وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ{30} فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ{31}

أخضعت الاعتقادات الكونية الكوسمولوجية والاسترولوجية، فئات المجتمع للإغواء الرغبوي،ليكون الفرد مهيأ فكريا وعقليا ونفسيا وسياسيا واقتصاديا، للتجاوب مع مسئولي الاعتقادات السياسية ،طامسة أمامه الإيمان بالله،والبعث والنشور، وهنا يكشف الله للديانة الكوكبية الإغواء السياسي الذي سيفصح عنه مسئولي الكتل علانية أمام مناصريهم يوم القيامة ، قالوا فأغويناكم أنا كنا غاوين،ففي يوم الحشر لا عذر للكريبكائية ولا للاوعي، فأنهم يومئذ في العذاب مشتركون،أنا كذلك نفعل بالمجرمين،ان العذاب المشترك الذي سيطول المسئولين والمناصرين والفئات أخرويا، سيلعب دورا دنيويا في تفكيك راديكالية اليمين ،بضرب صميم الادعاءات السياسية التي سيطرحها المسئولون على مناصري الكتل وفئات المجتمع، بخصوص الإيمان بالله واليوم الأخر ، أنهم إذا يقيل لهم لا اله إلا الله يستكبرون،ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون، بل جاء بالحق وصدق المرسلين، أنكم لذائقو العذاب الأليم ، وما تجزون إلا ما كنتم تعملون

فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ{32} فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ{33} إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ{34} إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ{35} وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ{36} بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ{37} إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ{38} وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{39}

استثنى الله من المسائلة والاستجواب الأخروي،عباده المخلصين،مطلعا فئات الديانة الكوكبية على الامتيازات التي سيحصل عليها المؤمنين في يوم الدين،لو أمعنا النظر فيها،لوجدنها مشابهة للملذات الدنيوية، ولكن لمن تركها في الدنيا أرضاَ لخالقة في الآخرة

إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ{40} أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ{41} فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ{42} فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ{43} عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ{44} يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ{45} بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ{46} لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ{47} وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ{48} كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ{49}



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استرولوجيا الكوكب الشمسية – الصافات صفا
- الكريبكائية المكية بين البراغماتية والإلحاد السياسي
- الكريبكائية المكية والشيطنة العالمية
- الكريبكائية المكية والبعث والنشور الأخروي
- الكريبكائية المكية والمسخرات الكونية
- الكريبكائية المكية وأصحاب القرية
- الكريبكائية المكية بين الميثولوجيا والدين السياسي
- الغيب مسرح أفكار العقائد السياسية
- الميثولوجيا الطائفية والكتب المنزلة
- لله في خلقه شؤون
- الميثولوجيا وبيولوجيا الحمل والإنجاب
- الميثولوجيا وسيكولوجية عدم الرغبة في التغير الفكري
- العقيدة السياسية بين الميثولوجيا والدين السياسي
- الاقتصاد السياسي للرأسمالية الوثنية
- ميثولوجيا مادية الجن والملائكة
- الدين السياسي تاريخ مخزي للشعوب
- الريح والجن وسليمان بين الدين السياسي والتنزيل
- الدين السياسي وميثولوجيا عالمي الجن والإنس
- العذاب الأدنى
- لقاء الله بين الميثولوجيا والدين السياسي


المزيد.....




- “خليهم يفرحوا مع الاناشيد” حدثها بضغطة واحدة واستقبل قناة طي ...
- عوتسما يهوديت.. حزب بن غفير وريث منظمة كاخ
- بحماية الشرطة الإسرائيلية.. مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- الإمارة الإسلامية نالت اعتراف أبوظبي
- الاحتلال يقتل شابين بسلفيت ويقتحم نابلس وقلقيلية
- الداخلية المصرية ترد على ما أثير حول إعلان سجناء من الإخوان ...
- -هسبريس-: مسيحيون مغاربة يطالبون باستثمار معطيات الإحصاء في ...
- إستشهاد فلسطينيين بنيران الاحتلال قرب سلفيت بحجة تنفيذ عملية ...
- إستشهاد فلسطينيين اثنين بنيران الاحتلال قرب سلفيت بحجة تنفيذ ...
- سيكولوجيا الجماهير بين الأسطورة الدينية والأسطورة السياسية


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - الاسترولوجيا وراديكالية اليمين – الصافات صفا