أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء المياح - من يبيع أخلاقه الحميدة؟ من يشتري أخلاقا حميدة؟














المزيد.....

من يبيع أخلاقه الحميدة؟ من يشتري أخلاقا حميدة؟


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 8080 - 2024 / 8 / 25 - 18:40
المحور: كتابات ساخرة
    


أخلاق الإنسان لا تُباع إن كانت حميدة، ولكن يمكن لمن لا يملكها أن يُشتري منها أو يستبدل السيئ بما حُسن منها. هل يمكن لإنسان ما أن يبيع شرفه وصدقه وستره وعفته وعدالته وحيائه ورحمته وكرمه وجهده وشجاعته ووطنيته وإنسانيته وشهادته؟ هل نحن نعيش في زمن تُباع فيها الأخلاق وتُشترى لغايات المشترين والبائعين؟ فإن بِيعت، فكيف يمكن لفاقدها أن يعيش مع الأخرين؟ وكيف يمكن لمن أشتراها أن يدعي تملك ما لا يملك.
كان في المدينة الكبيرة بمساحتها وسكانها، محل واحد يشتري من الناس ما يودون بيعه من أخلاقهم، ويبيع لغيرهم ما أشتراه من أخلاق البائعين. في هذا المحل يدخل ويخرج الافراد من جميع فئات المجتمع ليعقدوا صفقاتهم بحسب حاجة المشتري وطلب البائع. يخرج الجميع راضين بغض النظر عما اذا كانت صفقاتهم خاسرة او رابحة.
نعم تغير الزمان ولم تعد الأخلاق الحميدة مطلوبة. عند البعض لم تعد قليل من الأخلاق الحميدة مطلوبة. الفقراء والبسطاء واصحاب المبادئ والشهادات ضاقوا ذرعا بأخلاقهم التي جلبت لهم فقرا أكبر وصعوبات ومعوقات لا حصر لها في حياتهم وأعمالهم. لهذا قرروا أن يتخلصوا منها. كان ذلك المحل فرصتهم الذهبية، لهذا تقاطروا على المحل وباعوا كل ما لديهم.
لتقليل الأضرار والحاجة إلى المال لتغطية متطلبات المعيشة، تقاطر الفقراء والبسطاء واصحاب المبادئ والشهادات وكل من لديه أخلاق حميدة في المدينة على المحل وباعوا كل ما لديهم. باع الشرفاء شرفهم والمستورون سترهم والصادقون صدقهم والعفيفون عفتهم والنزيهون نزاهتهم والعادلون عدلهم والراحمون رحمتهم والمجتهدون حماسهم والشجعان شجاعتهم وحملة الشهادات الحقيقيين شهاداتهم. دخلوا هذا المحل وباعوا ما يملكون، وخرجوا بدونها ومعهم ما يعوضها مالا.
في نفس المدينة وخارجها، هناك أفراد لا يملكون من الأخلاق إلا أدناها ومن التاريخ إلا عدمه، يتحينون الفرص لتغيير صفاتهم والدخول إلى المدينة بوجوه جديدة غير ما يعرفها الناس عنهم ولو لسنوات قليلة قادمة. هم لم يكتفوا بما لديهم من مال وما تحقق لهم من مكاسب على حساب البسطاء والفقراء. كان عديمو الأخلاق هؤلاء مجموعات من اللصوص والحرامية والغادرين وقطاع الطرق والغشاشين والماكرين والكاذبين والخائنين والعاهرين والعملاء والجهلة.
دخل عديمو الأخلاق هذا المحل ليشتروا ما يفتقدونه. وبين ليلة وضحاها أصبحوا كلهم شرفاء بعد فسادهم وصادقون بعد كذبهم وشجعان بعد جُبنهم ومناضلون بعد مساندة الدول لهم واصحاب شهادات عليا بعد جهلهم، وحصلوا على مال أكثر وبنوا أملاكهم وغصبوا حقوق العباد وخربوا البلاد وتبوؤا أعلى المناصب وصاروا وجه المجتمع وواجهته يُشار إليهم بالبنان ويُقتدى بهم ويٌتملق إليهم ويٌطلب رضاهم.
بعد سنوات قليلة، أصبح المالكون الجدد للأخلاق الحميدة يتعالون على الناس بما عندهم ويتفاخر أولادهم بما لدى أباءهم ويطالبون الأخرين بالاقتداء بهم. صارت الأخلاق الحميدة نادرة الوجود عند الفقراء والبسطاء وأبنائهم وبارت هذه السلعة. و لهذا قرر صاحب محل بيع وشراء الأخلاق إغلاق محله لتوقف تجارته بعد أن باع كل صاحب أخلاق حميدة أخلاقه وأشترى كل عديم أخلاق حاجته من الأخلاق وقرر الانتقال إلى مدينة جديدة ليبدا مشروعه فيها.



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجاعة العراقيين خارج بيوتهم
- الرشوة في المؤسسات الحكومية الأفغانية
- غش الطلاب في جامعات بنغلاديش
- تفسير القانون المختلف هو التطبيق المختلف للقانون
- الاختلاف في وجهات النظر
- مشكلتي أكبر من مشكلتك
- من زوايا القطاع الصحي في العراق
- ماذا لو تحررت عقولنا؟
- قوة إقتصاد الدولة بقوة قطاعها الخاص
- كنا وأصبحنا
- مشاكل العراق القادمة الشهادات (2-5): الجامعة -الأهلية- ليست ...
- مشاكل العراق القادمة السيارات والشهادات (1-2): الشوارع قليلة ...
- استهتار أفراد ام ثقافة مجتمع!!
- متى يمكننا أن نقف بوجه أمريكا وغيرها؟
- المشكلة ليست في أمريكا .. المشكلة فينا!!
- حدث من وزارة التعليم العالي الهندية
- لا تعترض .. لن يتغير من الأمر شيء
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) هل وزارة التعليم العالي ...
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-4) هل وزارة التعليم العالي ...
- عامل سيارة القمامة


المزيد.....




- من هو الممثل العماني طالب البلوشي ويكيبيديا بطل فيلم ” حياة ...
- الفيلم الهندي the goat life.. رحلة نجيب في “حياة الماعز” تحف ...
- الموسيقى والغناء الحساني.. مزيج أفريقي عربي أمازيغي وعنوان ل ...
- “the goat life“ قصة حياه الماعز الفيلم الهندي الأكثر شهرة وم ...
- “Download إيجي بست” فيلم حياة الماعز The Goat Life 2024 مترج ...
- تعرف الأن.. من هو الممثل العماني بطل فيلم حياة الماعز ويكيبي ...
- السعودية.. هيئة المسرح والفنون الأدائية تكشف عن تفاصيل مهرجا ...
- بجودة hd استقبل تردد قناة سبيستون الجديد 2024 وعيش المغامرة ...
- فيلم حياة الماعز نتفليکس كامل .. فيلم حياة الماعز The Goat L ...
- أول تعليق من مصفف شعر مصري تعرض للشتم والبصق من قبل الفنان ح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء المياح - من يبيع أخلاقه الحميدة؟ من يشتري أخلاقا حميدة؟