أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديار الهرمزي - الإنسان.. المادة والروح














المزيد.....

الإنسان.. المادة والروح


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8080 - 2024 / 8 / 25 - 10:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الإنسان هو كائن مركب يتكون من جانبين أساسيين: المادة والروح. هذه الثنائية كانت موضوعًا للكثير من النقاش الفلسفي عبر العصور. المدارس الفلسفية قد انقسمت في آرائها، حيث ركزت بعض المدارس على الجانب المادي للإنسان فقط، معتبرة أن الإنسان ليس سوى جسم مادي تحركه حاجات ورغبات، بينما ذهبت مدارس أخرى إلى التركيز على الجانب الروحي، مغفلة الجوانب المادية للإنسان.

المسألة بين المادة والروح
هناك اعتقاد خاطئ بأن المادة والروح متناقضان أو أن التركيز على أحدهما يأتي على حساب الآخر. ولكن الإسلام يقدم رؤية متوازنة وشاملة لطبيعة الإنسان، حيث يرى أن الإنسان مكون من عنصرين مترابطين: المادة والروح. هذا الترابط ليس صراعًا بل هو تكامل يعزز وجود الإنسان وغايته.

المادة في حياة الإنسان
المادة تشمل كل ما هو ملموس ومادي في حياة الإنسان، مثل الاحتياجات الجسدية والمادية كالغذاء، المال، العلاقات الاجتماعية، وغيرها. الإسلام يعترف بأهمية هذه المتطلبات ولا يرفضها، بل يضعها في إطارها الصحيح، حيث يُشير إلى أن هذه الأمور ضرورية للحياة، لكن لا يجب أن تتحول إلى غاية بحد ذاتها. فقد قال الله تعالى:
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (آل عمران: 14).
الآية تُظهر كيف أن حب هذه المتع الدنيوية طبيعي، لكنها أيضًا تُحذر من الانغماس فيها على حساب الغاية الأسمى للإنسان، وهي السعي نحو الآخرة.

الروح في حياة الإنسان

الروح في الإسلام تمثل الجانب المعنوي والأخلاقي في الإنسان. فهي الجزء الذي يمنح الإنسان القدرة على التفكير، التأمل، والإحساس بمعنى أعمق للحياة. الله نفخ في الإنسان من روحه ليعطيه تلك الخصائص الروحية التي تجعله مختلفًا عن باقي الكائنات.

قال الله تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (الحجر: 28-29).
الروح هي التي تضفي على الإنسان القدرة على الوعي والإدراك والقرب من الله.

التوازن بين المادة والروح في الإسلام
الإسلام يدعو إلى التوازن بين الجانبين المادي والروحي في حياة الإنسان. فهو لا يدعو إلى الزهد المطلق الذي يُهمل الحاجات المادية، كما لا يُشجع على الانغماس في المادية وإهمال الروح. بل يدعو الإنسان إلى أن يأخذ نصيبه من الدنيا دون أن ينسى هدفه الأسمى وهو الآخرة. وهذا ما تجسده الآية الكريمة:
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (القصص: 77).

الإنسان في الإسلام هو كائن يجمع بين المادة والروح في تناغم وتكامل. هذا التوازن هو ما يجعل الإنسان قادرًا على تحقيق الغاية من وجوده: عبادة الله والسعي نحو الكمال الأخلاقي والروحي، مع الحفاظ على حاجاته المادية بشكل معتدل ومنظم. الإسلام هو المنهج الذي يضع لكل جانب من جوانب الإنسان مكانته المناسبة ويحث على تحقيق الانسجام بينهما.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملا عثمان ااموصلي التوركماني الذي خدم الثقافة العربية والإسل ...
- العقل والوعي هما نتاج الفهم والتجارب.
- الحضارة التراقية (Thracian Civilization)
- أقدم هجرة في تاريخ من آسيا إلى أمريكا
- الحضارة البطلمية هي الحضارة التغيير الثقافي
- حضارة زاكروس هي الحضارة المينوسية
- العلم والمعرفة والثقافة كنز الإنسان
- نحن والأحزاب القومية المتشددة
- حضارة نورتي شيكو في أمريكا اللاتينية
- هندوايرانيين هم من هضبة پامیر pamir
- هل يوجد الحق في العراق؟
- جرائم الاستعمار الالماني في ناميبيا.
- فلسفة مهاتير محمد في الحكم والإدارة
- إذا انهارت الأخلاق انهارت الوطن
- لا تُكتَب الأعمال الفلسفيَّة إلّا للفلاسفة
- الشعب التوركماني يمثله النخبة المثففة الذين ليس لديهم النزعة ...
- لو لا الجهل لجاع الكهنة وسقط الطغاة
- كنيتي الهرمزي تكريمًا لمملكة هرمز التاريخية.
- الحضارة المعاصرة تفتقد إلى روح الرفقة والإنسانية
- التيار الوجودي المؤمن


المزيد.....




- اضطرابات جوية مفاجئة تؤدي إلى إصابة شخصين على متن طائرة متجه ...
- شاب سوري يسلّم نفسه معترفا بارتكاب هجوم الطعن بألمانيا.. الش ...
- فيديو بآيات قرآنية من سورة الفيل.. إسرائيل تعلق على استهداف ...
- شاب سوري يسلّم نفسه ويعترف بتنفيذ الهجوم بالسكين في زولينغن ...
- -يديعوت أحرونوت-: إسرائيل ألمحت إلى انتهاء العملية العسكرية ...
- إعلام عبري: -حزب الله- خطط لاستهدف مقرات الموساد والشاباك وا ...
- تل أبيب وحيفا تفتحان جميع الملاجئ وتلغيان جميع الأنشطة
- ستيباشين: أحداث كورسك تشير إلى حرب شاملة من جانب الناتو ضد ر ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل هجوم -حزب الله- والإعلام الإسرا ...
- الشرطة الألمانية تعتقل مشتبها به في هجوم زولينغن


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديار الهرمزي - الإنسان.. المادة والروح