مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
(Mehdioghbai)
الحوار المتمدن-العدد: 8080 - 2024 / 8 / 25 - 10:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شهدت جلسة مجلس الملالي الأخيرة أحداثاً أثارت جدلاً واسعاً في النظام الحاكم، حيث كشف الرئيس الجديد مسعود بزشكيان عن تدخل مباشر للمرشد الأعلى علي خامنئي في تعيين الوزراء. هذا الاعتراف أثار ضجة كبيرة داخل النظام، وأدى إلى اعتراضات من قِبَل بعض الأعضاء الذين انتقدوا بزشكيان لاستخدامه "مقام المرشد" لتبرير اختيارات الحكومة الجديدة.
أحد أعضاء المجلس، منان رئيسي، انتقد بشدة تصريحات بزشكيان، مؤكداً أن ما قاله أدى إلى تضليل بعض الأعضاء ودفعهم إلى التصويت لصالح الحكومة بأكملها، مشيراً إلى أن هذه الحكومة ليست حكومة المرشد، وأنه لا يجب تحميل خامنئي مسؤولية أي فشل مستقبلي للحكومة.
كما انتقد محمودي، عضو آخر في المجلس، هذا التوجه، مؤكداً أن الحكومة التي نالت ثقة المجلس لا تعبر عن رأي المرشد، وأنه لا يجوز ربط أي ضعف أو تقصير بأوامر المرشد.
من جانبه، حذر قائد سابق في البسيج الطلابي من أن تأييد مجلس الملالي لبعض المرشحين للوزارات سيظل وصمة عار على المجلس لن تُمحى
وتعالت الأصوات داخل النظام، معبرة عن استيائها من تصرفات المجلس، حيث دعت بعض الجهات إلى حل المجلس أو تسليمه لجهات أخرى أكثر كفاءة.
وعلى الرغم من أن بزشكيان وصف الحكومة بأنها "حكومة توافق وطني"، إلا أن الصراعات الداخلية بدأت تتصاعد منذ البداية، ما يضع المرشد الأعلى في موقف محوري داخل هذه المعركة السياسية.
في خضم هذا الجدل، حاول بعض الإعلاميين المقربين من النظام الترويج لفكرة أن ما حدث كان "شفافية" تعبر عن استقلالية المجلس، ولكن الحقيقة تبدو بعيدة عن ذلك کل البعد. فقد أشار البعض إلى أن هذا النوع من "الشفافية" ليس سوى محاولة لتغطية على الصراع الداخلي، وأن المجلس والحكومة المفروضة عليهما من قبل المرشد، هما مجرد واجهة لسياسات السلطة المطلقة التي تحكم البلاد.
وفي نهاية المطاف، يمكن القول إن ما حدث في مجلس الملالي لم يكن سوى عرض آخر لمدى تدهور النظام السياسي في إيران، حيث تتحكم الولاية المطلقة في كل جوانب الحكم، وتُستغل "الشفافية" لتبرير القرارات المفروضة من الأعلى.
#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)
Mehdioghbai#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟