محمد ساجت قاطع
الحوار المتمدن-العدد: 8079 - 2024 / 8 / 24 - 22:36
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
خصَ الدكتور علي الوردي ثورة العشرين بجزئين - الجزء الخامس وملحق الجزء الخامس - من كتابه الشهير (لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث) ذو الأجزاء الثمانية (ستة أجزاء وملحقين) اي ما يقارب الثمنمائة صفحة، وفي سرده لواقعة ثورة العشرين قلما يعطي رأيه في شيء، فكان يكتفي بذكر الأحداث وتعليلها ووصف تاثيراتها الاجتماعية (لكونه عالما اجتماعيا) وغير ذلك..
إلا انه في نهاية الملحق الخامس آثر أن يعطي رأيا في ثورة العشرين، وهو رأيه في موقف وشجاعة قبائل بني حجيم، من حيث أن الثورة - ثورة العشرين - بدأت بهم، وبهم انتهت كذلك، ولم يستسلموا للانكليز إنما وافقوا على الصلح ذو الشروط المعقولة على عكس العشائر والمناطق الأخرى، التي استسلمت دون قيد أو شرط، ودفعوا الغرامات وسلموا الأسلحة التي في حوزتهم للانكليز، وهم قد لا يُلامون في ذلك، لأن القوة الإنكليزية كانت جبارة ومدمرة..
كذلك من يقرأ تاريخ ثورة العشرين يرى بعض شيوخ العشائر الذين وقفوا (حجر عثرة أو سيف خاصرة كما يقال) في وجهة الثورة، وقدموا في موقفهم هذا خدمة جليلة للانكليز وصيانة لمصالحهم، من حيث التأثر على رتم الثورة والحد من انتشارها فضلا عن عدم المشاركة، كعلي السليمان رئيس عشيرة الدليم في الانبار و خيون العبيد رئيس عشيرة عبودة في الشطرة..
قد تكون ثورة العشرين محط لاختلاف الآراء ووجهات النظر، ولكن لا أحد يستطيع أن ينفي عظمتها كثورة شعب كان ينشد الاستقلال ويرفض الاحتلال، وإنها مهدت لنشوء الدولة الوطنية العراقية الحديثة، بعد سنتين او اقل من انتهاءها..
#محمد_ساجت_قاطع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟