عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8079 - 2024 / 8 / 24 - 18:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذه "الأمانات" الديناريّةِ - الترليونيّة، و الملياريّةِ - الدولاريّة، ليست "قيوداً دفتريّة" قابلةً للتسويةِ "المحاسبيّة" ضمن سقوفٍ زمنيّةٍ مُحدّدة.
إنّها "أمانات" العراق، في العراق "الأمانة".
"الأمانةَ" التي تركها "الأغرابُ" لـ "قِلّةٍ" من العراقيّين (وغير العراقيّين) لينعموا بـ "أميراتها"، و "غِلمانها" و "جواريها"، و"رئاساتها"، و "مولاتها"، و بيوتِ دعاراتها (الشخصيّة والسياسية)، و"بوّاباتها"، وسماواتها السَبع.
أسوأُ أنواع الخذلان.. خذلانُ الأوطان.
و أسوأُ أنواع الأوطان، هي تلك التي يتحكّمُ بها أسوأُ أنواع الأنذال.. الأنذال الذين أصبحوا "أسياداً" و "زعماء" و "قادة"، في كُلّ لونٍ وعِرقٍ وعقيدةٍ وطائفةٍ ومذهب.
وأسوأ أنواع الأنذالِ، هم أولئكَ الأنذال الذين أذَلّوا العراق والعراقيّين، وهَدَروا كرامتهم الشخصيّة والوطنية.. وكانت جدارتهم الوحيدة، و"ميزتهم النسبيّة" علينا جميعاً في ذلك، هي تاريخهم اللصوصي والشخصي، المُلفّق والمُريب، قصير الأجل.
أسوأ أنواع الأنذال، هم أولئكَ الذينَ إذا حاولتَ يوماً أن تقف في وجهِ "ظاهرةٍ" واحدة من مظاهر نذالتهم (ولو بكلماتٍ فقدت جدارتها على الفعل، وباتت رخيصةً ومُبتذلةً و دون معنى).. لطاردوكَ في كُلِّ مكانٍ وكُلّ لحظة، وقاموا بسحقكَ مثل حشرة، ورموك لكلابهم الجرباء التي لا تهزُّ ذيولها إلاّ لهم حصراً.
ويبدو الآن أنّ فصول هذه "المسرحيّة" قد اقتربت من نهايتها.. وأنّ "المُخرِجَ" قد بدأ يشعرُ بالإحراج.. وأنّ "المُنتِجَ" قد باتَ على يقينٍ تامّ بعجزهِ عن تغطية التكاليف.. وأنّ الجمهورَ الجاهِلَ والساذِجَ والمضحوكَ عليه، قد بدأَ يُطالِبُ باستعادةِ ثمن "التذكرة".
وهكذا.. ولهذا.. فإنَّ هذه "الأمانات" ليست مجرّدَ "قيود مُحاسبيّة" قابلةً للتسويةِ السياسيّة في "دائرةِ الموازنةِ" بين المُكوّنات.
إنّها أماناتُ "القانِتين"، وشركاؤهم من الحيتان الحدباء.. وهي مصدرُ رفاههم وبذخهم واستهتارهم، مقابلَ احتياجات "المقنوتينَ" وحرمانهم، وفقرهم مُتعَدِّدِ الأوجهِ والأبعاد.. في هذا العراق شديد الدعارة.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟