أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية عن جرائم سجن ابو غريب - 15














المزيد.....

دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية عن جرائم سجن ابو غريب - 15


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8079 - 2024 / 8 / 24 - 18:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تنويه: لن نأتي على كل التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع لكثرتها وتشابكها مما لا يتسع له المجال هنا. إذ ان ثمة الكثير مما كشف منذ عشرين عاما. لذلك سنكتفي بالموضوع الرئيسي ونترك الباقي لوقت آخر.

في ايار العام 2004 كشف الصحفي الامريكي سيمور هيرش في مقالة في صحيفة النيويوركر عن حالات تعذيب تجرى بحق معتقلين في سجن بغداد المركزي الواقع في منطقة ابي غريب غرب العاصمة بغداد. وكان هذا الكشف الصحفي قد ارتقى لاحقا ليصبح فضيحة هائلة لطخت سمعة الحكومة الامريكية. وسجن ابو غريب كان سجنا مدنيا عراقيا حكوميا جرى تحويله في فترة الاحتلال الامريكي الى سجن عسكري امريكي. ولم تكن هذه الاوضاع التي كشف عنها الصحفي الآنف حكرا على هذا السجن فقط بل انها كانت شائعة في كل السجون العسكرية الامريكية ال 15 في العراق. وعلى الرغم من مرور عشرين عاما على هذه الاحداث لم يعلن للآن عن اي تحقيق حكومي عراقي مستقل حولها.

وكان هيرش قد اعتمد في معلوماته حول الانتهاكات في ذلك السجن على تقرير الجنرال الامريكي تاغوبا الذي اوكل اليه التحقيق في الانتهاكات. وجرى هذا بعد تسرب معلومات عنها الى الاعلام الامريكي المرئي ادت الى اطلاق تحقيق تاغوبا. لقد كشف هيرش عن ممارسات مستمرة من التعذيب الجسدي والنفسي لمئات من المدنيين العراقيين ممن اعتقلوا في ظروف غير قانونية وغير انسانية. وكانوا قد منعوا بعد اعتقالهم من الاتصال بذويهم ووضعوا في عزلة تامة. وقد ذكر هيرش بان معظم هؤلاء المعتقلين كانوا من المدنيين من النساء والمراهقين ممن اوقفوا خلال الاعتقالات العشوائية وعند نقاط التفتيش على الطرق. وكانوا ينقسمون بشكل عام الى ثلاثة مجاميع: المجرمين العاديين، والمحتجزين الامنيين المتهمين بما سمي بالجرائم ضد قوات التحالف، وعدد قليل من المشتبه من كونهم من قادة التمرد ضد هذه القوات. وكان عدد المعتقلين في تلك الفترة يناهز العدة الوف.

وقد اشتملت اساليب التعذيب حسب تقرير تاغوبا امورا مثل سكب فوسفور المصابيح الكيميائية على المعتقلين، سكب الماء البارد على العراة من المعتقلين، ضرب المعتقلين بالعصي والكراسي، تهديد المعتقلين بالاغتصاب، الاعتداء على اعراض السجينات من النساء والاعتداء الجنسي على المراهقين، استخدام الكلاب البوليسية لتخويف وارعاب المعتقلين مع التهديد باطلاقها عليهم حيث في احدى المرات قام احد الكلاب بعضّ احد المعتقلين.

وهناك صورا ملتقطة تصور اساليبا اخرى استخدمت للتعذيب حاطة للكرامة الانسانية. احد هذه هي تلك التي كانت تصور اثنين من حراس السجن وهما يقفان باسمين خلف مجموعة من السجناء العراة ممن اجبروا على التكدس فوق معتقلين آخرين لتشكيل ما سمي بالهرم. ولم يجري بالطبع السماح بنشر كل الصور التي التقطت في السجن والتي تصور اشكال التعذيب الممارس ضد المعتقلين هناك. لكن ما سمح بنشره وما زال موجودا على الشبكة مما انتشر في الصحافة الدولية بعد انكشاف الفضيحة، ربما لا يكفي لادانة مرتكبي التعذيب. إذ كانت هناك تأكيدات بان ما نشر من الصور لم يكشف الا جزءا يسيرا مما كان يجري هناك من اعمال منافية لحقوق الانسان.

وقد وجد في رسائل وايميلات احد المشتبه بهم واسمه ايفان فريدريك موجهة الى عائلته تكراره القول بان فرق الاستخبارات العسكرية التي كانت تتضمن مسؤولي المخابرات الامريكية والمترجمين واختصاصيي الاستجواب من شركات الامن الخاصة المتعاقدة مع وزارة الدفاع الامريكية كانوا هم القوة المهيمنة في سجن ابو غريب.

وقد اشار تقرير تاغوبا بانه كان يجري باستمرار خرق اتفاقيات جنيف. تلزم هذه الاتفاقيات دولة الاحتلال على الحفاظ على امن السكان المدنيين وحمايتهم. لكن مما لم يشر اليه التقرير مما وجدناه من خلال البحث هو ان هذه الاتفاقيات لا تذكر اية عقوبات في حال الاخلال بها. بيد انها يمكن ان تدفع مجلس الامن الى اتخاذ قرارات، وهو ما كان يجب ان يحدث، لكنه لم يحدث مما يثلم مصداقية هذا المجلس. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد اشتكت الى وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد بانه كان يجري الابقاء على المدنيين في العراق رهن الاعتقال شهرا بعد آخر دون اية اتهامات لهم. وإن سجن ابو غريب قد اصبح فعليا غوانتانامو آخر. وهو السجن الذي اصبح معروفا وقتها باساليبه الوحشية مع معتقليه. وامر الاعتقال الكيفي من دون اتهامات هو مما اعاد ذكره هيرش بقوله بان المعتقلين كانوا في معظمهم ابرياء وان اعتقالهم كان بالتالي غير مبرر.

سنتجاوز امر التفاصيل المتعلقة بالعقوبات البسيطة التي طالت فقط صغار العاملين والحراس من الجنود ومسؤولي السجن. فهي ليست مما يهم هنا. إذ ان الاخبار التي خرجت واطّرت الفضيحة تشير الى ان العملية كانت في حقيقتها تصرفات ممنهجة صدرت اوامرها من اعلى التسلسل القيادي في الادارة الامريكية. وهو مما يفهم بشكل واضح من تقرير الصحفي هيرش.

استنادا إلى ما تقدم وإلى ما افضى اليه الكشف عن هذه الفضيحة لابد من اطلاق دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية لقيامها بالتجاوز على امن وسلامة العراقيين اثناء احتلالها لبلدهم ولممارستها بعد ايداعها للكثيرين منهم السجون اعمالا ممنهجة حاطة بالكرامة الانسانية متجاهلة اتفاقية جنيف وبانتهاك واضح لاتفاقيات حقوق الانسان. ولابد من مطالبة الامريكيين في الدعوى بدفع التعويضات المالية للضحايا العراقيين عن المعاملة المهينة والتجاوزات الواضحة.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرياضة في العراق.. والطريقة الوحيدة لوضع حد لمسلسل الفشل ال ...
- دعوى قضائية دولية ضد هولندا لتوفيرها المشروعية لحرب العراق غ ...
- ما اسباب التساهل مع حلف الناتو في احتلاله لبلدنا ودعمه لاعدا ...
- دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية لتعمدها ارتكاب جريمة ...
- بالتجاوز على القانون العتبة العلوية تستغفل الناس لازالة مبنى ...
- نطالب امانة بغداد الفاشلة بالاهتمام بمجرى نهر دجلة
- لاجل مصالح آنية السوداني يفضل دعم الكيان الصهيوني في جرائمه ...
- قانون المحكمة الاتحادية الذي يصر السياسيون على تضليل العراقي ...
- بالمطلق لا يجوز للمحكمة الاتحادية من اصدار القرارات السياسية
- لدعمه الكيان الصهيوني وجرائمه نطالب بايقاف تزويد الاردن بالن ...
- السوداني شخص فاسد لا يهمه حل ازمة الكهرباء
- ضرورة اسناد الشعب لممثليه النيابيين لصالح تأمين مصالح البلد
- اسئلة لابد منها حول الشعائر الدينية
- تساؤلات حول حقيقة علاقة تركيا بحزب العمال الكردستاني
- السوداني يجير مصالح البلد للامريكيين ولحسابه الشخصي
- وسائل الحكم من الإفقار الى محاربة الثقافة
- اسئلة للسيستاني حول تدخل ممثله في كتابة الدستور
- الموازنة العوجاء: نفقاتها وايراداتها وامور اخرى
- اغلاق قضية الكناني قاتل الهاشمي سببها التقاعس الشعبي
- اسباب ما يبدو من استقرار النظام العراقي


المزيد.....




- تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد ...
- قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
- وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا ...
- مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو ...
- الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
- شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها ...
- -نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام ...
- ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
- الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية عن جرائم سجن ابو غريب - 15