أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء الدين حسو - صراع الوعي














المزيد.....

صراع الوعي


علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)


الحوار المتمدن-العدد: 8079 - 2024 / 8 / 24 - 14:26
المحور: الادب والفن
    


أمامنا لوحة للفنانة التشكيلية السورية فاتن الشب، التي يمكن تصنيفها كفنانة تشكيلية مبدعة. تخطو بخطوات واثقة نحو إضفاء بصمتها الخاصة على عالم الفن. ربما يمكن تصنيف هذه اللوحات على أنها تجريدية، لكنني أرى أنه لم يعد هناك مدرسة واحدة تسيطر على اللوحات. إنها الحياة، حيث نجد تنوع المدارس الفنية. لذا، فإن النظر إلى اللوحة فقط من خلال تصنيفها كلوحة تجريدية أو انطباعية أو سريالية أو واقعية أو كلاسيكية، لم يعد كافياً.
تظهر اللوحات تنوعاً واختلاطاً، فهذا الهجين والتضاد يشكل صراعاً يكشف لنا خلفية هذه اللوحة ومعانيها. هذه اللوحة تُشعِرنا بالبهجة والفرح، وقد توحي بأجواء رمضان السعيدة. هي لوحة إسلامية بامتياز، تعبر عن جمال الروح. قد تعبر عن شخص يشعر بالفرح بعد حزن، أو عن شخص يستمع إلى موسيقى تعيد له السعادة، لكن هذا الشعور بالفرح ليس كاملاً. الحزن لم ينته، بل توقف للحظة، وبالتالي انقلب الحزن إلى فرح. هذه هي الإحساسات التي نشعر بها في هذه اللوحة التجريدية، والتي يمكن وصفها بالتجريدية الواقعية.
عادةً، تضم اللوحات التجريدية أيقونة واحدة تدور حولها، لكننا هنا نجد عدة عناصر: الجامع، القمر، الفوانيس. هذا التركيب يبرز فكرة الإنارة، حيث يشع القمر من السماء، ويتلقف الجامع نوره وينشره عبر الشارع بواسطة المصابيح. المقارنة هنا جميلة للغاية، وهذا الانطباع يُبرز عند النظر إلى اللوحة إلى أهمية التنوير.
نجد الجامع في المربع الأكثر أهمية. هو البوصلة وهو الجسر لتلقي الانوار من السماء ويرسلها إلى فوانيس الشوارع لتنير الحارات والطرق.
نظام اللون في اللوحة موفق، فشجرة اللون على طريقة نظام مونسيل حيث التدرج في الألوان وتناغمها اعطى بعدا أخر لصراع الوعي والتنوير من خلال تدرجات الألوان، فالأشكال الهندسية التي تزين جدار كل بيت تبرز صراعات وتناقضات وتجاذبات تمنح جمالية خاصة للوحة. فكل بيت له مساحته ولا تجد تداخلا منفرا وانما تجاور ألوان ذات الطبقة، فلا نجد مثلا الأخضر في بيت يسوده المادي ولا الأحمر في بيت يسوده الأخضر بتدرجاته. والجميل هو اللون الأصفر بتدرجاته يمنح المتلقي البهجة والسعادة. اللون الأصفر هنا مفرح، وليس مرضي باهت.
بالنسبة للمنظور، تذكرنا هذه اللوحة - بطريقة مختلفة - بلوحات الانطباعيين والتعبيريين الكبار أمثال فان جوخ، إذ تجسد أسلوبه الانطباعي، خصوصاً في تذكيرنا بلوحاته الشهيرة (لوحة شرفة المقهى ليلًا) لكن المنظور هنا مختلف. إذا اغلب لوحات كوخ منظورها علوي ينظر من اعلى. في هذه اللوحة، تبدو كأنها تُصوِّر شخصاً مسترخياً، يراقب السماء. إن المنظور هنا يوفر إحساسًا بالتواضع، كما يظهر الشخص وكأنه يرفع يديه شاكراً ومناجياً.
الحركة في هذه اللوحة يمكن أن تُرى كحركة أفقية وشاقولية في نفس الوقت. إنها حركة ارتدادية، من الأسفل إلى الأعلى ومن الأعلى إلى الأسفل، مما يخلق حالة تلقي وإرسال. هذه الحركة تضفي بُعداً وجدانيًا خاصًا، فعلى الرغم من أنها ليست دائرية، فإنها تعكس تفاعلاً حيوياً ومؤثراً.
في الختام، تُعتبر هذه اللوحة عملاً فنياً يستحق الكثير من التأمل والدراسة، حيث تجسد رؤية فنية عميقة لجميع العناصر التي تتداخل فيها. هي لوحة تجريدية بعين انطباعية واحساس تعبيري.



#علاء_الدين_حسو (هاشتاغ)       Alaaddin_Husso#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة النص_ انسي الحاج نموذجا
- الباقي من الزمن ساعة، قراءة سياسية للرواية
- النهر الدامي _ بارليف الشمالي
- هل آن أوان سحب الثقة من المنصات السورية ؟
- إذا كان هذا يحدث في البرازيل ، فيمكن أن يحدث هنا ... نحو قرا ...
- المجتمع الخامس
- هذه بضاعتنا، وهذه خبرتنا.. فماذا نفعل ؟
- الائتلاف السوري بين المطرقة الدولية وسندان الشعب
- حول الشعر ١
- الخاسرون ديمقراطيا هم الفائزون
- القادم أصعب .. التوحش يزيح الأخلاق عن مكانه
- ومن الشعراء قادة رأي
- هل يتبع حزب الله سياسة الإنكار ؟
- الرجل رقم 2
- العقلية الشمولية في المؤسسات المدنية
- إعلان عن تأسيس حزب سوري جديد
- جدلية الريف والمدينة سياسيا
- سوريا في قرن، ما بين العهد القطني و المأساوي
- مفهوم الرئاسة وطبيعة الحكم عند المضطربين
- الذي حدث في الخامس من حزيران


المزيد.....




- نتيجة ملاحق الدبلومات الفنية 2024 الدور الثاني ” تجارة – صنا ...
- تردد قناة CN نتورك بالعربية لمتابعة أفضل أفلام الكرتون على ا ...
- لقاء في موسكو مع الموسيقي اللبناني عبد الله المصري: -أنا قاد ...
- الخطاط الليبي الشارف قريرة الزناتي يروي للجزيرة نت قصته في ك ...
- تابع الصياد وبن 10.. تردد قناة سبيستون على قمر النايل سات وا ...
- مهرجان لوكارنو السينمائي:  مُخْرِجات مُبْتدِئات يفزن بالجوائ ...
- موسكو تستضيف المهرجان الكردي السينمائي الرابع
- معبر فيلادلفيا جزء من مسرحية أميركية إسرائيلية + فيديو
- الجغرافيا -الصعبة- والمهمة -المستحيلة-.. ماجد الزير وتجربة ا ...
- الصالون الأدبي.. من ولّادة إلى مي زيادة


المزيد.....

- آليات التجريب في رواية "لو لم أعشقها" عند السيد حافظ / الربيع سعدون - حسان بن الصيد
- رنين المعول رؤى نقدية لافاق متنوعة ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ... / طلال حسن عبد الرحمن
- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء الدين حسو - صراع الوعي