أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هادي معزوز - هايدغر: ضد النظرة الأحادية للإنسان. تقديم وترجمة: هادي معزوز














المزيد.....


هايدغر: ضد النظرة الأحادية للإنسان. تقديم وترجمة: هادي معزوز


هادي معزوز

الحوار المتمدن-العدد: 8078 - 2024 / 8 / 23 - 22:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تقديم:
حينما نقرأ هذا النص الصغير المقتطف من كتاب هايدغر الموسوم بعنوان "ما هذا الذي نسميه فكرا" سنجد أنه يلخص مصير الإنسان من جهة، ونظرة العلوم إليه من جهة أخرى، سنجد أن هايدغر يحاكم مصيره انطلاقا من ذوبانه داخل المناهج العلمية الحديثة، والتي تلخصه إما بكونه نفسا أو موضوعا للدراسة أو كائنا حيا أو حيوانا سياسيا أو كائنا عاقلا وما إلى غير ذلك من التصنيفات، والتي كلما غرقنا بين براثنها كلما ابتعدنا عن حقيقة الإنسان المتحجبة. يدعونا هايدغر إذن ـ ليس في هذا النص وإنما في مجمل فلسفته ـ إلى ضرورة وقوف هذا الكائن أمام ما يخزنه الوجود في جعبته. أي ضرورة الوقوف أمام نفسه وقراءة مصيره باعتباره موجودا هنا، لكن ليس بناء على ما هو موجود وإنما بناء على خاصية الوجود التي تتنطع عبر الحقب التاريخية فتتبدى ميتافيزيقا تارة ودينا تارة أخرى وعلما أحيانا وتقنية أحيانا أخرى... لا ننكر أن الإنسان بات بعيدا كل البعد عن كينونته الحقيقية حينما أصبح مجرد رقم فقط، وموضوعا مبتذلا للموضة وثقافة الاستهلاك ووسائل التواصل الاجتماعي... وهو بذلك كلما تحقق وهم التفوق التقني لديه، كلما ابتعد عن حقيقة وجوده، علما أن هذا الابتعاد من صميم الوجود نفسه وهذه هي المشكلة.. نُشر الكتاب الذي اقتطفنا منه هذا النص إبان العقد الخامس من القرن العشرين، إلا أنه كلما تقدم في العمر كلما وجدناه ابنا بارا لما يحدث اليوم بالرغم من الفرق بين ما كان وبين ما يقع..
تدل الذاكرة فيما تدل بخصوص شكلها المبدئي على الروح من جهة، وعلى كونها تمثل "الجمع مع"... بيد أن هذين العبارتين تتحدثان في هذا السياق على معنى بقدر ما يبدو واسعا، بقدر ما يبدو ضروريا بدل أن يكون ممكنا. ومن الجلي أن كلمة روح لا تدل ـ إذا
أردنا التعبير وفق اللغة الحديثة ـ على الجانب الوجداني للوعي الإنساني فقط، ولكن على كل ما يمارسه الكائن البشري. والحال أنه يُعَبَّرُ عن هذا الأمر في اللاتينية بواسطة الاختلاف القائم بين عبارتي Animus و Anima
وأما فيما يتعلق بعبارة Anima وذلك في إطار سياق تمييزها عن غيرها، فإنها تدل على التحديد الأساسي الخاص بكل كائن حي، وبين هذا وذاك سنجد أن هذا الأمر يتعلق بالإنسان أولا وأخيرا. ومن ثمة يمكننا تقديم الإنسان وتعريفه بكونه كائنا حيا. علما أننا كنا كذلك منذ عهد طويل. صحيح أننا نصنفه تبعا لما قيل سلفا ضمن سلسلة النباتات والحيوانات، إلا أننا نفترض ضمن هذه السلسلة أنه ثمة تطورا، أمكننا التمييز من خلاله بين الأنواع الحية.
هذا وبالرغم من أننا حينما نمنح الامتياز للإنسان باعتباره كائنا حيا عاقلا، فإنه يستمر دوما في الظهور وفق طريقة تبقى من خلالها خاصيته "ككائن حي" هي السائدة، حتى وإن ظل البيولوجي في معناه الحيواني والنباتي تابعا للخاصية التي ترى في الإنسان كائنا يجمع بين وجوده كعقل وكشخص، وإنها لعمري هي الخاصية التي تحدد حياته الواعية. ومن ثمة فإن كل أنثروبولوجيا تظل مُوَجَّهَةَ بواسطة التمثل القائم على اعتبار الإنسان ككائن حي.
إن الأنثروبولوجيا سواء كانت فلسفية أو علمية، فإنها لا تسير بالتأكيد نحو تحديدها للإنسان، ونحو وجوده.
والحال أنه من أجل التفكير في الإنسان بوصفه كائنا بشريا وليس باعتباره كائنا حيا وقط، فقد توجب علينا وقبل كل شيء أن نأخذ الحِذْر من هذا الأمر، أي بالنظر للإنسان كموجود يسعى إلى أن يظهر على نحو ما هو موجود ـ ووفق ذلك يظهر الموجود وفق ما هو موجود. إلا أنه لا يستنفذ نفسه ضمن زيف ما هو واقعي دوما. إن هذا الموجود الذي يبقى محددا انطلاقا من الوجود، ينتمي ـ وإن لم يكن هذا هو السائد ـ إلى هذا الذي يمكن أن يوجد وقد "كان سلفا" (gewesen-ist) ومن ثمة فالإنسان هو هذا الوجود الذي يتبدى نحو الوجود، وتبعا لهذا الشأن، فإنه لا يمكن أن يوجد إلا من خلال علاقته مع الموجود وهو الأمر الذي جُبل عليه سلفا.



#هادي_معزوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية إنسان الأزمنة الحديثة
- أخبار الحمقى والمغفلين ومن صاحبهم من المهرجين
- أسئلة الشرطي وأسئلة الفيلسوف
- عصا الفقيه وعصا رئيس الأوركسترا
- تأملات في جسدي الذي لا أملكه.
- نحو عيش اللحظة بتفاصيلها
- ميتافيزيقا الانترنيت المكتملة


المزيد.....




- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...
- إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي ...
- ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد ...
- إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
- شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
- السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل ...
- الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين ...
- الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
- -حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هادي معزوز - هايدغر: ضد النظرة الأحادية للإنسان. تقديم وترجمة: هادي معزوز