أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - عبد الرزاق عبد الواحد..شاعر بين رؤيتين















المزيد.....

عبد الرزاق عبد الواحد..شاعر بين رؤيتين


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 8078 - 2024 / 8 / 23 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبد الرزاق عبد الواحد.. شاعر بين رؤيتين ..
قد يتساءل من يهمه الامر ويعنيه ما الداعي لاثارة مثل هذه المواضع وماالغاية من طرحها الان، وهي لم تعد ذات قيمة اوتأثير. يؤسفني القول ان ثقافتنا وقيمنا على الاغلب مازالت تعيش وتتواصل في رداء الماضي واشكالياته السقيمة وتستحضره دون نقد اومراجعة، وتستفز حين يلامس النور صفحاته المعتمة والكالحة فمازالت قطاعات مختلفة تدافع عن الشاعر الراحل عبد الرزاق عبد الواحد تثوروتتحامق عندما يجرى تقويما لمسيرته لاينال رضاها.. في بلد مثل العراق من العسير ان تستلهم رؤية منصفة، او تحضى بمقاربة موضوعية نحو قضية او حدث ما دون ان تواجه التصادم والتعصب في تناولها اوالموقف الحاد في فهمها وفلسفتها. ولايبدو الامر هنا خارجاً عن المألوف او النمطي في مجتمع يعاني من انقسامات افقية وعمودية, في افكاره ورؤاه وثقافته وسايكلوجيته الشاعر عبد الرزا ق عبد الواحد هو ضمن النماذج المعتادة في بيئة عراقية كانت تفتقد الى فسحة الفضاء الحر واستقلالية الراي والموقف ،ومن الممكن فيها شراء الولاءات وتوجيهها وتغريبها، وبخاصة ايام حكم صدام والبعث ، لكنه كان النموذج الابرز الذي انخرط وتماهى موقفا وشعورا في سوق الطلب هذا وغيره طبعا الكثير من فنانين. ادباء. شعراء. صحفيين وو. أمتلكوا مايميزهم من موهبة وحضورلافت ، بيد ان عبد الرزاق عبد الواحد سجل حضورا مختلفا عنهم، وهو يعرض موهبته الشعرية ويصدح بها عاليا، لغة, بلاغة.. صورا ملفتة.... ليجري تكريسها وتوظيفها ضمن سياق دعائي ديماغوجي لخدمة نظام شمولي استبدادي مما افقده اشراقة الرضا من قطاعات عراقية واسعة، التي وجدت فيه تشفيا واستهانة بعذاباتها ودمائها’ واعرضت عن شعره ساخطة غاضبة ومنددة به وبما يقوله. انها مأساة مرهقة ووجع ممض عندما يرى المضطهدون العراقيون ان شاعرا اواديبا او اية قامة مؤثرة تسوق الجلاد وتطبل له ولنظامه خارج معيار الانصاف والعدالة بلا وخزة من ضمير او حتى استفاقة متأخرة. كان عبد الرزاق في مدحه لصدام الدكتاتور الجلف القاسي، متماديا، هازئأ بمحنة وطنه وشعبه وهو يكابد الوانا من الدمار فرضت عليه ومزقته ملتمسا لنفسه اعذارا متهاوية لتبريرموقفه هذا، متذرعا بصداقته لصدام وثقته به وو،وهذا طبيعي لشاعر استمرأ هذا الطريق واستعذبه، كان مداحا رخيصا ومبتذلا وهو ينثر قوافي شعره الممجوج في حضرة صدام النرجسي المريض وهو يرى في رضاه ورعايته تعويضا لسنين الحرمان والاهمال التي عانى منها عندما كان (يساريا متطفلا) وهي عقدة متأصلة في نفسية الشاعر وتاريخه، جعلته يجثو وبأنفاس ضارعة متوسلاُ وباحثا عن مكانة وانتباه توازيان ما كان في نفسه وهواه مهما كان الثمن وشروط دفعه. في شعره المتموج يصرمتزلفا على دغدغة وتأجيج مشاعرالعراقيين حاشرا اسم العراق في قصائده كثيمة لوطن ممتحن لكنه شامخ رفيع يتحدى الازمان متألقا ..كصبي.. يتدفق عنفوانا وبهاءً دون ان يلتفت ان هذا ( الصبي) ماهو الا جائعا متشردا مهانا لايقوى الوقوف على رجلية في ظل حكم سيده وطيشه. كان عبد الرزاق يرى في عذابات العراق وتهاوية من صنع الظروف واعدائه وان بطله صدام كان الفارس الذي يذود عن حياضه ويحميه... ياترى هل كان جادا وصادقا فيما يراه قطعا لا ، فادمانه على الرياء والاستخذاء الهماه تجاهل فاجعة وطنه وعبورها بكل اريحية مستسلما لموقف اصطفاه وتمسك به واعيا. في الجانب الاخر من المشهد نتواجه والصورة النمطية التبريرية التي يحملها ذهن جمهور منحازمتعصب متعالي على الحقيقة غير مكترث يرى في عبد الرزاق شاعرا مبدعا وطنيا يستخرجون أسبابا ودواعي للدفاع عن موقفه وسلوكه في مواجهة اي نقد أوتشكيك ،وهذا في المحصلة الشائكة تعبيرعن (ثقافة عراقية مثلومة) مأزومة تستوطن ثنايا (وطن هائم بلا ضفاف). وسط هذه التحديات ألمركبة من العسير النفاذ من تداعياتها دون ثمن مؤلم كما هوجاري الان.. من المفيد التذكير هنا ان بواكير هذه الثقافة وتطبيقاتها ظهرت مع بداية تبلور ملامح تأسيس العراق الجديد بحكومته وشعبه عام 1920. 1921،واكتسبت بعدا نوعيا وكميا ممنهجا بعد عام 2003,1968.. ابان حكم البعث صدام،واستعاد هذا النهج الثقافي السياسي التعبوي الشيئ الكثير من زخمه بعد 2003 بتجليات واساليب أخرى، أذ تكاثر فيه الافاقون والتافهون والمرتزقة من كل صنف واتجاه. قد لاتحظى بشاعر بمواصفات عبد الرزاق عبد الواحد (وربيبه صدام) لكن قطعا ستجد الكثير من رثاثته وتهافته متناثرة بين من ذكرتهم، فالعراق الان لايحكمه القائد الضرورة أوحزب شمولي أوحد ، فمركزية الاستبداد وسطوته غادرت المسرح العراقي مرغمة بعد 2003، ليجري استبداله بأستبداد من نمط اخر انه (الاستبداد التوافقي)، صنعته المحاصصة الطائفية عبر كيانات سياسية طائفية واثنية مدعوم بميليشيات. وعوائل دينية وعشائرية حاكمة مرجعيات طائفية متنفذة، رموز دينية .قادة مختلفون. والكل بحاجة لخدمات وبروبغندا من لون ومضمون اخر لتسويق خطابها ونفوذها، عبر شبكات تتوزع بين مهوال رقيع ، وشاعر مداح. وصحفي رخيص .ونائب فاسد.. ناهيك.. عن وسائل التواصل الاجتماعي والمؤسسات الاعلامية التافهة التي يغذيها ويمولها المال الريعي المنهوب. أن جذورالانتهازية والقيم الهابطة في ثقافتنا ، هي صناعة بيئة عراقية قلقة هشة مستفزة صنعتها تاريخيا انماطا انتاجية مختلفة افرزت مجتمعا فقيرا ،بظلال طبقية وتبعية طائفية واثنية مؤثرة، هذه البيئة جعلت الولاء لقيم الحرية والعدالة محفوفا بالمخاطر والحذر ، لاسيما في كنف ورعاية دويلة ريعية بيدها السيف والذهب وهي اكبر رب عمل تتحكم اقتصاديا في رقاب الناس ومصائرهم وتصنع وعاظها وابواقها بما يخدمها.. المجتمع العراقي حاليا بلا ملامح، لاطبقة وسطى ولانخبة معرفية ملموسة الموقع والتاثيرغير منتج، استهلاكي لايقدر قيمة الوقت والزمن والمستقبل يدور في حلقة مفرغة.. متخما بتقاليد واعراف ومعتقدات بالية ورثة، اضفت عليه الطائفية السياسية والاثنية بعدا جارفا مدمرا وهذا الوسط كفيل بضخ المزيد من الانتهازية والانتهازيين ومواطنيين ذاتويين غير مكترثين، بالمقابل هنالك فرسان الكلمة الحرة واحرار الموقف النبيل وهم ذخر العراق وامله المشرق.في الختام أتساءل هل كان عبد الرزاق عبد الواحد وغيره ضحية بيئة غير حرة وظروف استبدادية قاهرة كان لها دوراً في صنع موقفه وتفكيره.. وهنا لااصطنع له ولغيره الاعذار ، لكن ربما سيكون موقفه وموقف غيره مختلفا اذا تربوا في اجواء الحرية والديمقراطية ودولة ألمؤسسات ،مجتمع منتج يسوده التحضر والمدنية ينعم بفيض الاخلاق والسمو.. ياترى من ينشئ هذه البيئة السامية النظيفة... متى وكيف...؟؟



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن النظام الملكي العراقي بأيجاز...
- رغد صدام
- أنتفاضة تشرين.. مرتجى..وطن مستباح...
- الحشد الشعبي.. بين تلاطم الصخب.. وزيف المروجين له ..
- سعدي يوسف...زفرات حَرىَ في اخر الطريق...؟
- وهم القضاء على انتفاضة تشرين النبيلة...
- رسالة مفتوحة الى المرتابين بانتفاضة تشرين الوطنية...
- رسالة مفتوحة الى الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء عبدالكريم خ ...
- رساة مفتوحة الى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي...
- رسالة مفتوحة الى المستشار فالح الفياض
- البارزاني والمالكي.. نموذجان.. للتعصب والتخلف...؟
- أنقسام العراق .. واقعاً.. صنعه العراقيون...؟
- العراقيون وثقافة المؤامرة حكاية طويلة..؟
- البعث... مشروع عقيم تقيئهُ التاريخ.
- الاسلام العراقي ومستقبل الدولة المدنية الموعودة..؟
- الاستعانة بقوات امريكية.. لدحر داعش ضرورة وطنية...
- عامر عبدالله ..كما عرفته ليس شيوعياً..؟
- عشر سنوات على انقاذ العراق من الدكتاتورية..
- تحت.. راية الطائفة.. والعشيرة..السنة.. هيأوا مرجعيتهم ..؟
- حين يتهاوى الموقف الى حضيض العار...؟


المزيد.....




- البرهان بعد محادثات جنيف: سنحارب مئة عام
- أندرو تيت يواجه تهماً جديدة في بريطانيا، فماذا نعرف عنه؟
- استئناف محادثات غزة بالقاهرة مع تزايد المعاناة تحت وطأة الحم ...
- خبير أمريكي يتحدث عن عجز المجمع العسكري الغربي في دعم الأزما ...
- شولتس وزيلينسكي يبحثان مواصلة المفاوضات على أساس القمة في سو ...
- سعيّد: هناك جهات تتآمر ضد الدولة
- الرئيس البولندي: لا يزال -الناتو- يناقش إسقاط الصواريخ فوق أ ...
- بن غفير يصدر أمرا غير عادي ويمنح صلاحيات واسعة لقوات الأمن ف ...
- خبير موارد مائية: الماء يضغط على -سد النهضة- وإثيوبيا ستضطر ...
- محامي إحدى ضحايا -سفاح التجمع- يعلق على القضية ويوضح جزئية م ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - عبد الرزاق عبد الواحد..شاعر بين رؤيتين