|
نظرياتنا ونظرياتهم
خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)
الحوار المتمدن-العدد: 8078 - 2024 / 8 / 23 - 18:21
المحور:
كتابات ساخرة
كما نعرف، خرجت نظريات كثيرة في القرن الماضي في العلوم والمعرفة، ومازالت تتسابق في قرننا الحالي. فقد وضع الغرب نظريات هامة وأعطوها صفة (نظريات علمية) مثل نظرية التطور التي لانشتريها نحن العرب بفلس، ونظرية التحليل النفسي التي لاتساوي عندنا فرنك، ونظرية الكوانتم في الفيزياء التي أيضاً لاتساوي عندنا ثمن ورقها، أما الإنفجار العظيم فهي لاتضر ولاتنفع ونستغرب من هؤلاء الناس الذين يضيّعون وقتهم في مسآئل كهذه. أما نحن العرب فقد تركزت نظرياتنا على مسائل بشرية ملحّة وتعالج قضايانا وحياتنا اليومية. فغاليبة نظرياتنا انصبت على مقارعة الإستعمار والإمبريالية والصهيونية والصليبين الأوغاد، وتمددت هذه النظريات التي شملت كيفية الحرب الخاطفة على الكيان الصهيوني وطرده ثم رميه في البحر. ووجدت هذه النظريات، خاصة عن الصهاينة رواجاً على المستوى الشعبي وعلى المستوى السياسي. إضافة لذلك، ساهمت نظريات الإنقلابات العسكرية في تسيير أمور البلاد والعباد والعمل على نهضة الأمة من رقادها. من جملة هذه النظريات، نستعرض بعضها ليكون القارئ على بيّنة منها ويدرك أبعادها. أهم هذه النظريات: - نظرية النصر الخاطف بسبع ساعات: هذه النظرية راجت في القرن الماضي، وقد أقترحها شخص مات وندعوا له بالرحمة. تقول هذه النظرية، أننا نحن العرب من المفروض أن لا نخاف من عدونا الصهيوني وأن نستبسل جميعاً في حرب شعبية وبهجوم ملايني على إسرائيل دفعة واحدة – وهنا يقترح القائل- أن يستشهد منا مليون أو حتى عشر ملايين، لكن في النهاية سنلعن أبو العدو ونرميه في البحر. - نظرية القتال من بعيد لبعيد: هذه النظرية تقول أن على أصحاب الأرض أن يقاتلوا وبقية العرب والمسلمين شعوباً وأنظمة تدعم بالخطابات الرنانة والأغاني الحماسية، ويتبع ذلك عرضاً تفصيلياً على القنوات العربية – وخاصة الجزيرة - لأي نشاط قتالي أو حربي ضد العدو، والتشجيع كما قلنا من بعيد لبعيد. - نظرية القتال من تحت الأرض: وهذه النظرية لاقت رواجاً في القرن الحالي، وهي تقول أن علينا قتال الصهاينة من تحت الأرض ولعن أبوهم والإثخان بهم جنوداً ومواطنين وطردهم أفراداً ومجموعات، لأنهم في النهاية كلهم محتليين ومجرمين. وهذه النظرية لاتعطي أجوبة كاملة عن حماية الشعب أو الأرض لأنها تضع الأهمية القصوى على الإثخان بالعدو أولاً واخيراً. - نظرية القتال من تحت الأرض ومن فوق الأرض: وهذه النظرية بنت عم النظرية السابقة، أي أنها ترى أنها تتحايل على العدو من خلال إختباء أصحابها تحت الأرض ومن ثم الظهور فجأة فوق الأرض والإثخان في العدو. لكن كما قلنا سابقاً، هذه النظرية تخلو من الرؤية والأجوبة عن ماذا يفعله العدو فوق الأرض من مباني وقتل للبشر لأن النظرية غير مهتمة بحياة البشر أو الوطن أصلاً. - نظرية يلعن أبو الوطن: - أصحاب هذه النظرية يرون أن حدود الوطن هي حدود مصطنعة من قبل العدو الصليبي، ولذلك يرون أن الأمة هي أهم من الوطن والمواطن. وأصحاب هذه النظرية لايهتمون في حالة القتال والإقتتال مع العدو بأرواح ناسهم وشعبهم مثل النظريات السابقة - نظرية التمكين والضرب بالصرامي: هذه نظرية حديثة نشأت بعد الإستقلال في الدول العربية في منتصف القرن الماضي، ويرى أصحابها أن الطريقة المثلى للحكم في البلاد هي الجيش والعسكر، لأن معظم الحكومات العربية السابقة عميلة وفاشلة وقد انهزمت أمام حفنة من الصهاينة في عام 1948 ولذلك أستلمت السلطة كي تعيد الهيبة والنصر للعرب على الغرب والصهيونية المحلية والعالمية. ومن أساسياتها أن للحاكم كلمة الفصل وله هيبة ورهبة وقداسة، لأن العدو يترصد بنا، ولذلك سيضرب (أي الحاكم) بالصرامي أو الكنادر أو الجزم كل من يرفع رأسه ويعترض، لأنه كما قلنا سابقاً لاصوت يعلو فوق صوت المعركة. وقد تطورت هذه النظرية على أيدي مفكرين كبار. تطورت هذه النظرية ليحق للحاكم، ليس فقط الضرب بالصرامي للمعارضين والشعب، بل رصاصة في الرأس لكل من يريد أن يوهن العزيمة على الصهاينة والغرب الإمبريالية والشيطان الأكبر. نهاية القول أن الغرب والصهاينة أو إسرائيل يطورون قدراتهم القتالية والاقتصادية والسياسية ودائمي التغلب علينا ونحن غرقا في بحر اكتشاف نظريات المؤامرة والإقتتال الداخلي والعمل الحثيث على تحويل دولنا إلى دول فاشلة على كل الأصعدة. كنت ومازلت أتفكر في وضعنا المزري، هل هو شيء من طبيعتنا التاريخية أم هو مكتسب من خلال الهزائم المستمرة التي منينا بها منذ عشرة قرون وحتى عصرنا الحالي.
#خليل_الشيخة (هاشتاغ)
Kalil_Chikha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أهزوجة وشتيمة وطوشة
-
مكسيم غوركي: سيرة ذاتية كاملة
-
جامعات غوركي
-
الإستعمار سبب تخلفنا
-
غوركي: بين الناس
-
من غشنا ليس منا
-
غوركي وطفولة النكد
-
رمزية بلد العميان
-
جرة الماء والسقا مات
-
ذكريات المعرجلانة
-
زيارة إلى مصر
-
الجبنة المدوّدة ومحاكم التفتيش
-
الشيوعية إلحاد وزندقة
-
المعذبون في الأرض
-
فنون التسوّل
-
صندوق العجائب
-
في التشحير والتجريس
-
معرض القرد والضبع
-
علي الخليلي والفجر الأدبي
-
قمة عربية اسلامية مباركة
المزيد.....
-
-الناقد الأكثر عدوانية للإسلام في التاريخ-.. من هو السعودي ا
...
-
الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا
...
-
الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي
...
-
-تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار
...
-
مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني
...
-
تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة
...
-
“Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة
...
-
اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|