|
قصة -الروح-!
جواد البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 07:19
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ما هي "الروح"؟ هذا السؤال، الذي يتحدى العقل أن يجيبه مُذْ قال الإنسان بـ "الروح"، ، ظلَّ مُفْتَقِرا إلى الجواب، الذي تنتفي معه الحاجة إليه. الدين لم يُحرِّم، على ما أظن، هذا السؤال؛ ولكنه لم يرَ من موجِب له؛ لأنَّ البشر، ومهما بذلوا من جهد فكري ومعرفي (وعلمي) لن يتوصَّلوا أبدا إلى معرفة ماهية الروح، فـ "خالق الكون"، الذي لا يسمح للبشر بمعرفة غير ما أراد لهم أن يعرفوا، جعل "الروح" من "المعارف المستحيلة" بشريا؛ أمَّا السبب فهو، على ما يقولون، أنَّ العقل (البشري) لم "يُخْلَق" إلا ليُظْهِر ويؤكِّد عجزه عن إجابة كثير من الأسئلة، فـ "استغلاق الجواب" يفضي إلى ترسيخ الشعور بالعَجْز (المعرفي) لدى الإنسان، والذي بفضله، أي بفضل الشعور بالعجز، ينشأ ويترسَّخ الاعتقاد بالمعجزات.
على أنَّ السؤال عن "ماهية الروح" انطوى، دائما، على شيء من الجواب عند القائلين باستحالة الجواب، فـ "الجهل بماهية الروح" لم يكن جهلا خالصا مطلقا؛ فإنَّ شيئاً من المعرفة ظلَّ يشوبه ويخالطه. ومِنْ هذه "المعرفة"، إذا ما نظرنا إليها على أنها "معرفة"، كان اعتقاد المعتقدين بـ "الروح" أنَّ الإنسان (الحي) يتألَّف من "جسد (أو مادة)" و"روح"، وأنَّ "الروح" مُدْخَلةً إدخالا (إلهياً) في الجسد، تقيم فيه إلى حين (لا يعلمه علم اليقين سوى "الخالِق") ثمَّ تغادره، أي تعود إلى "موطنها الأصلي" حيث "الخلود".
"حياة" الإنسان ليست سوى الزمن الذي تستغرقه إقامة الروح في الجسد؛ و"موته" ليس سوى مغادرتها له وخروجها منه. وكل ما يميِّز الإنسان الحي من "الجماد".. من الحجر مثلا، ليس سوى فعل وعمل وتأثير "الروح"، فالإنسان بلا "روح" إنَّما هو شيء يشبه التمثال.
ما كان في حاجة إلى الإثبات والتأكيد اتَّخذوه "مسلَّمة"، اتِّخذوها، من ثمَّ، دليل إثبات أو نفي في قضايا ومسائل أخرى، فـ "الروح" كما قالوا بها ووصفوها (مع زعمهم الجهل بماهيتها!) إنَّما هي الأمر الذي لا ريب فيه، وفي منزلة "المسلَّمة" أو "البديهية" التي لا يجادِل فيها إلا كل أخرق. وإذا كان لا بد من "الاجتهاد" بما يسمح به "الجهل المطبق بماهية الروح" فلْيَكُن في قضايا من قبيل "تمييز الروح من النفس (أو من النفس الحيوانية)"، و"مراتب ودرجات الروح"،.. الخ.
"الروح"، في المُعْتَقَد الديني، حقيقة لا ريب فيها؛ ولكن لا البشر، ولا حتى الأنبياء منهم، يعرفون، أو في مقدورهم أن يعرفوا، "ما هي الروح"، أي "ماهيتها"، فهي من أمر الخالِق وحده، أي أنَّ معرفتها ليست من المعارف التي يَسمح الخالِق للبشر بالوصول إليها.
على أنَّ إدراج "الروح" في عداد "الأسرار الإلهية" لم يَحُلْ بين البشر وبين "السعي المعرفي" لتمييز "الكائن الذي فيه روح" من "الكائن الذي لا روح فيه"، أو الذي كانت فيه، ثمَّ "غادرته"، فـ "الكائن الذي فيه روح" يجب أن يكون "كائناً حيَّاً"؛ ولكنَّهم لم ينتهوا، في سعيهم هذا، إلى "القول الفصل"، الذي فيه يقرِّون بوجود "الروح" في "كلِّ" كائن حي، أكان من "النبات" أم من "الحيوان"، فالقائلون بـ "الروح" في "الإنسان" لم يقولوا بوجودها في سائر الكائنات الحيَّة، وكأنَّ كل "كائن فيه روح" يجب أن يكون "كائناً حيَّاً"؛ ولكن ليس كل "كائنٍ حيٍّ" يجب أن يكون "كائناً فيه روح". حتى "الجنين البشري" لا "تُوْضَع" فيه "الروح"، بحسب بعض وجهات النظر الدينية، إلا بعد استنفاده "مرحلة ما قبل الروح" من تطوره في رحم أُمِّه.
إنَّ القائلين بوجود "الروح"، وجوداً منفصلا ومستقلا في الجسد البشري، لا يجرؤون على القول بوجودها في الكائنات الحيَّة الأقل تطوراً من البشر، فـ "الخالِق" بدأ خَلْقِه لـ "البشر"، أي للنوع البشري، بخَلْق "الرجُل الأوَّل" من "طين"، ثمَّ "نَفَخَ فيه من روحه"، فتحوَّل من "جماد" إلى "كائن حي". أمَّا "المرأة الأولى" فلم تُخْلَق كما خُلِق "الرجل الأوَّل". وبعد خَلْق "الرجل الأوَّل" و"المرأة الأولى"، بدأ التكاثر البشري؛ ولكنَّ "الروح" لا "يضعها" الخالِق في الجنين البشري إلا بعد انقضاء "المرحلة اللا روحية" من تطوره في رحم أُمِّه.
إنَّ "الإنسان"، بحسب وجهات نظر دينية، يتألَّف من عنصرين: عنصر مادي (طيني) وعنصر روحي. وهذا "العنصر الروحي" إنَّما أدْخَلَهُ "الخالِق" في "التمثال الطيني" إذ "نَفَخَ فيه من روحه"، أي من روح الخالِق ذاته، فشيء من "معدن" الخالِق دَخَلَ في "تكوين الإنسان"، فدبَّت "الحياة" في "الكائن الطيني"؛ ولكن، هل في الطريقة ذاتها دبَّت الحياة في سائر الكائنات الحيَّة.. في "البعوضة"، و"النملة"، و"السمكة"، و"شجرة التفاح"، مثلاً؟!
من قال بوجود "الروح" في الإنسان إنَّما قال بذلك لاعتقاده بأنَّ الإنسان لا يمتُّ بصلة إلى غيره من الكائنات الحيَّة. وغنيٌّ عن البيان أنَّ "المنطق الديني" في "خَلْق الإنسان" لا يسمح بالقول بخَلْق "البعوضة"، مثلاً، بطريقة "خَلْق الإنسان"، فـ "الخالِق" لم ينفخ من روحه إلا في ذاك "الكائن الطيني".
في "حواره مع صديقه المُلْحِد"، يُميِّز مصطفى محمود "الروح" في الإنسان ممَّا يسمِّيه "النفس الحيوانية"، فيقول: "الإنسان له طبيعتان، الأولى مادية، تشمل الجسد، وطائفة من الانفعالات والعواطف والغرائز، وغير ذلك من مكوِّنات نفسه الحيوانية. أمَّا الثانية فروحيَّة. إنَّها الروح التي تشمل العقل، والضمير، والحسِّ الجمالي، والحسِّ الأخلاقي، وغير ذلك من الأنا أو الذات. والجسد، في علاقته بالروح، تابع وليس متبوعاً، مأمور وليس آمراً. الجسد هو الوجود الثانوي، والدليل على ذلك هو أنَّ شخصية الإنسان لا تتغيَّر إذا ما بُتِرت يده أو ساقه، أو إذا ما زُرِعت فيه كِلْية، فالإنسان ليس هذه الأعضاء، وإنَّما هو الروح التي تُدير الجسد بأعضائه كافة. والمخ ليس أكثر من قفاز تلبسه هذه اليد الخفية التي اسمها الروح. الموت إنَّما يُدْرِكُ الطبيعة الثانوية الزائلة، أي الجسد. أمَّا الطبيعة الجوهرية الحاكمة، أي الروح، فتخلد خلود عالمها الذي إليه تنتقل من الجسد عند الموت". وفي "تحضير الأرواح" يقول: "تحضيرها أمرٌ مشكوك فيه، فالذي يحضر في جلسات تحضير الأرواح ليس الروح وإنَّما القرين، الذي هو الجن الذي كان في صحبة الإنسان قبل موته. وهو بفضل هذه الصحبة يعرف أسراره. وهذا الجن يبقى بعد موت صاحبه، ويقلِّد صوته وسلوكه ليسخر من الموجودين، على عادة الجن في عدائهم للإنسان. أمَّا الأرواح البشرية فهي في عالم آخر هو عالم البرزخ، ولا يمكن استحضارها. ولكنَّها قد تتصل بمن تحب في الحلم أو في اليقظة". وبعد كل هذا الشرح للروح وماهيتها وخواصها، يقول إنَّها لغز، وإنَّ أحداً لا يعلم عنها شيئاً، فهي من أمر الخالِق!
في "الروح" يكمن، في رأي مصطفى محمود، سرُّ بقاء شخصية الإنسان على ما هي عليه على الرغم من بتر عضو من أعضائه، أو زرع عضو في جسده. لو قُطِع لسانه لقال لنا كتابةً: "ألمْ أقُلْ لكم إنَّ شخصيتي لن تتغيَّر بقطع لساني، فهي من صُنْع الروح، والروح ليست لساني ولا أي عضو آخر من أعضاء جسدي؟!". أمَّا لو قُطِع رأسه فلن يقول شيئاً، ولن يسمعنا ونحن نقول له: "لقد فَنِيَت روحكَ إذ قُطِع رأسكَ!".
"الروح" لن نفهم منشأها في ثقافة ومعتقدات البشر إلا في سياق مقارنتها بـ "الريح". و"النَفْسُ"، أيضا، لن نفهم منشأها في ثقافة ومعتقدات البشر إلا في سياق مقارنتها بـ "النَفَس". إنَّ "النَفَسَ" هو الريح تَدْخُل في الحيِّ ذي الرئة، وتَخْرُج منه.
عند الموت، كان البشر يحاولون تمييز خواص الحيِّ من خواص الميِّت، فرأوا أنَّ "الحيَّ" يتنفس، أي تَدْخُل فيه الريح (الهواء) وتَخْرُج، من أنفه وفمه. أمَّا الموت فكان "التوقُّف عن التنفُّس" من أهم علاماته. من هذه الظاهرة، ومن حقيقة أنَّ "الريح (أو الهواء)" ليست بالشيء المرئي، أنشأوا مفهوم "الروح"، أو "النَفْس".
"الميِّت" قد نراه في المنام، نُحدِّثه ويُحدِّثنا. ومن ذلك، أنشأوا مفهوم "الروح التي تبقى خالدة بعد موت صاحبها"، ومفهوم "ثنائية الجسد والروح"، فإذا كانت "الروح" لا تموت بموت صاحبها فإنَّ الجسد يفنى ويتحوَّل إلى "تراب". وكان يكفي أن يروا الجسد يتحوَّل، بعد الموت، إلى "تراب" حتى يقولوا بـ "خَلْق الإنسان من طين". وهكذا نظروا إلى الجسد على أنَّه "آلة" تقوم "الروح" بتحريكها وإدارتها كيفما تشاء.
الإنسان، بحسب قصَّة الخَلْق الديني، ليس بالكائن الحي الذي له ماضٍ أو أُصول في أي كائن حي آخر، أي أنَّه لم يكن ثمرة تطوُّرٍ للمادة الحيَّة في عالمها الحيواني. وهو، أيضاً، ليس بالكائن المُتَّحِد في ماهيته؛ ذلكَ لأنَّه يتألَّف من شيئين منفصلين تماماً، ومختلفين ومتضادين في الماهية والنوع تماماً، فبعضه من "مادة"، وبعضه من "روح"، أدْخَلَها "الخالِق" في تلك "المادة".
وهذه "المادة" التي منها خُلِقَ "الإنسان"، إنَّما هي "الصلصال"، الذي هو طين مُركَّب من سيليكات الألومينيوم، يتميَّز بشدَّة لزوجته عند البلل وتماسكه، فإذا شُويَ بالنار فهو الفخَّار. ومن هذا "الطين" في معناه الحقيقي وليس في أي معنى مجازي، صَنَعَ "الخالِق" الإنسان الأوَّل الذَكَر. وعندما أتمَّ صنعه، أي عندما أتمَّ صُنْعَ هذا "التمثال"، أو "الصنم"، نَفَخَ فيه من روحه، فصار حيَّاً. و"نَفْخُ" الشيء هو أن تُدْخِلَ فيه ريحاً تُخْرِجُها من فَمِكَ. وهذا ما نراه في وضوح عند نَفْخِ البالون مثلاً.
وأحسبُ أنَّ الفهم الحقيقي للنص الديني هو الذي يقوم على فهم كلماته وعباراته في معانيها الحقيقية، ففهمها في معانيها المجازية، أو التطرُّف في مثل هذا الفهم، يَجْعَل "النص" ضدَّ "منطق اللغة"، ويُدْخِله في متاهة "التدليس اللغوي"، الذي به تتحوَّل "لغة النص" إلى ما يشبه "عجيناً" يتَّخِذُ على يديَّ المؤوِّل الشكل الذي يشاء، فتتقوَّض، في اللغة، العلاقة بين "الدال" و"المدلول".
ومع هذا التقويم للاعوجاج في تلك العلاقة، والذي لا بدَّ منه حتى يستقيم الفهم، نقول إنَّ خَلْقَ الرجل الأول، بحسب النص الديني، قد تضمَّن، في مرحلته الأخيرة، أي بعد إتمام صُنْعِه من الصلصال، إدْخال بعضٍ من "الروح الإلهية" فيه. وهذا يعني أنَّ الرجل الأول هو "الطين إذ تألَّهَ"، أي الطين إذ نفخ فيه الخالِقَ، أو الإله، من روحه. ومن ذلك جاء القول بموتٍ يفنى فيه جسد الإنسان، أو كيانه الطيني، وتخلدُ بَعْدَهُ الروح، أي روح الإنسان التي هي من الخالِق جاءت، وإليه تعود. ولولا هذا "النفخ الإلهي" لما دبَّت "الحياة" في "الرجل الصلصالي".
على أنَّ النص الديني لم يُجِبْ عن أسئلة من قبيل: هل الكائنات الحيَّة الأُخرى، من حيوانية ونباتية، قد خُلِقَت في الطريقة ذاتها، أي من صلصال نَفَخَ فيه الخالِق من روحه؟ وهل "الحياة" في غير الإنسان من الكائنات الحيَّة لا تقوم لها قائمة إلا إذا نَفَخَ الخالِق في تلك الكائنات من روحه؟ وإذا كان الأمر كذلك فكيف لهذه الروح التي جاءت من روح الخالِق ذاته أن تختلف درجة ومرتبة بين الكائنات الحيَّة؟ ليس من إجابات واضحة، في "النص الديني"، عن تلك الأسئلة وأمثالها.
حتى في "خَلْق الإنسان" اختلف، أو تضارَبَ النص ذاته، ففي "خَلْق الرجل الأول"، جاء "الخالِق" بذلك "الصلصال"، الذي أتمَّ صنعه، فنَفَخَ فيه من روحه. ثمَّ اختلف خَلْق "المرأة الأولى". ثمَّ اختلف "خَلْق ذريَّة الرجل الأول"، فـ "الجنين البشري"، وبَعْدَ مُدَّة من تَكوُّنه، في رحم أُمِّه، يَبْعَثُ "الخالِق" إليه مَلَكاً ليَنْفُخَ فيه "الروح".
كل علوم البشر إنَّما تعدل غيضاً من فيض "العِلْم الإلهي"، وما كان للبشر أن يبلغوا من العِلْم إلا ما سمح "الخالِق" لهم ببلوغه. ومهما بلغوا من العِلْم فلن يبلغوا أبداً إلا غيضاً من فيض علمه. و"الروح"، التي بها يحيا البدن، أو بدن الإنسان، هي من الأمور التي قرَّر "الخالِق" أن يبقيها من عِلْمِهِ الذي لا يسمح للبشر أبداً ببلوغه.
والقائلون بـ "الروح" اختلفوا في أمر علاقتها بـ "النَفْس"، فبعضهم قال بأن لا فَرْق بينها وبين "النَفْس"، وبعضهم ميَّز كلتاهما من الأُخرى. ومع أنَّ معرفة ماهيَّة "الروح" ليست في متناول عقول البشر، بحسب القول الإلهي، فقد نقل ابن كثير عن السهيلي قوله إنَّ الروح "ذاتٌ لطيفة كالهواء سارية في الجسد كسريان الماء في عروق الشجر.. والروح عند نفخها في الجنين هي النَفْس بشرط اتِّصالها بالبدن". وشبَّه السهيلي علاقة "الروح" بـ "النَفْس" بعلاقة "الماء"، الذي يسري في عروق شجرة التفاح، مثلاً، بـ "السائل المتأتي من عَصْر التفاح". هذا السائل بعضه ماء، وبعضه من مواد من الشجرة اختلطت بالماء. وبـ "الاتِّصال" بين "الروح"، التي نُفِخَت في الجنين والتي تشبه الماء الذي يسري في عروق الشجر، وبين "البدن"، الذي يشبه الشجرة وموادها المختلطة بالماء، "تتحوَّل" الروح إلى نَفْس. وبـ "الموت" تعود الروح إلى نقائها، كمثل الماء في عصير التفاح عند تبخُّر هذا العصير.
"الروح"، بحسب التصوُّر الديني، هي ما جعل الحياة تدب في الصلصال بَعْدَ إتمام "الخالِق" صُنْعه على هيئة إنسان. وهذا الذي به يحيا البدن إنَّما جاء من "الخالِق" إذ نَفَخَ من روحه في ذلك الصلصال. وأحسب أنَّ هذا يكفي للقول بانتفاء الفَرْق في الماهيَّة بين "الروحين": روح الخالِق والروح في الإنسان، أي في "الرجل الأول" و"ذريَّته".
على أنَّ هذا "المنقول" من روح الخالِق، مباشَرةً، إلى "الرجل الصلصالي"، أو إلى "الجنين (البشري)" عَبْرَ "مَلَك"، "تَحوَّل" إلى ما يسمَّى "النَفْس" إذ اختلطت به "أشياء من غير جنسه"، بَعْد، وبسبب، "اتِّصاله" بـ "المادة" في "الرجل الصلصالي"، أو في "بدن الجنين". وبـ "الموت" يزول هذا "الاختلاط"، وتعود الروح إلى نقائها، وتُغادِر "الجسد".
إنَّ "الهواء"، و"الريح"، و"عملية التنفس" في الإنسان (أو الكائن) الحي، ثمَّ توقُّف هذه العملية عند الموت، و"رؤية ميِّت في المنام"، هي الأشياء والظواهر التي منها أنشأ البشر وطوَّروا مفهوم "الروح". ولا شكَّ في أنَّ صُنْع تماثيل من طين على هيئة بشر مع مقارنتها بالبشر الأحياء قد أدخل مزيداً من التفاصيل في هذا المفهوم.
بـ "الروح" يحيا البدن، بدءاً بـ "بدن الجنين". على أنَّ الجنين (البشري) لا تُنْفَخُ فيه الروح إلا بعد مدَّة يقضيها بلا روح في رحم أُمِّه. وهذا يعني، بحسب بعض التصوُّرات الدينية، أنَّ الجنين، قَبْلَ ذلك، لا يُعدُّ "كائناً حيَّاً". لقد خُلِقَ "الإنسان الأوَّل الذَكَر"، من "تراب". أمَّا نسله فلم يُخْلَق من "تراب" وإنَّما من "نطفة". و"النطفة" هي "المني". و"المني"، أو "السائل المنوي"، هو سائل ثخين مُبْيَض، تفرزه الغدد التناسلية عند الذكر في نهاية الجماع. من ذلك يتضح أنَّ الجنين قد خُلِقَ من ذلك السائل الذي تفرزه الغدد التناسلية عند الذكر. وهذا السائل هو "النطفة"، التي لا معنى لها سوى هذا المعنى. ويتضح، أيضاً، أنَّ "البويضة" لم تُذْكَر؛ لأنَّها ما كانت تُرى، فهي لا تُرى بالعين المجرَّدة. "المني" وحده هو الذي كان مرئياً ومعروفاً. والآن، لا نحتاج إلى إثبات أنَّ الجنين يتكوَّن في الرحم عند "تلقيح البويضة"، أي عند اتِّحادها مع الحيوان المنوي.
الجنين إنَّما هو ثمرة اندماج الحيوان المنوي في البويضة. وإذا كان ممكناً النظر إلى "المني" على أنه "سائل كالماء" فليس ممكناً النظر إلى "البويضة" على أنها هي أيضا "سائل كالماء". وفَهْم "النطفة" على أنها "المني" الذي هو "سائل كالماء" لا يُجيز القول بـ "نطفة أُنْثوية"، تتَّحِد مع "نطفة ذكرية"، فيتكوَّن الجنين البشري.
إنَّ "النطفة"، كما أوضحنا، ليست "البويضة"، ولا يمكنها أنْ تكون "البويضة". ومع ذلك قال بعضهم بـ "نطفة المرأة"، أي أنَّ الإنسان يُخْلَق من نطفتين: "نطفة الرجل" و"نطفة المرأة". وفي الفَرْق بين النطفتين، قالوا إنَّ "نطفة الرجل" غليظة، منها يتكوَّن "العظم" و"العصب" في الجنين، وإنَّ "نطفة المرأة" رقيقة، منها يتكوَّن "اللحم" و"الدم" فيه.
وغني عن البيان أنَّ العِلْم لا يرى شيئاً من الصواب في النظر إلى "الحيوان المنوي" على أنَّه هو الذي يُكوِّن "العظم" و"العصب" في الجنين، وفي النظر إلى "البويضة" على أنَّها هي التي تُكوِّن "اللحم" و"الدم" فيه، فالجنين لا يتكوَّن في هذه الطريقة الميكانيكية. إنَّه يتكوَّن بـ "اتِّحاد (اندماج، اندغام) الخليتين الذكرية والأُنثوية". وعندما تتَّحِدان تنشأ "الخلية البشرية الأُولى". أمَّا تكاثُر هذه الخلية بـ "الانقسام" فيعني أنَّ الخلايا جميعاً، أكانت في عظم الجنين أم في عصبه أم في لحمه أم في دمه، متماثلة في "المادة الوراثية".
كيف بدأت "قصَّة الخَلْق للبشر"؟ بدأت إذ اعتقد البشر القدماء أنَّ "الأنواع" في "عالم الحيوان" تتجاوَر ولا تتعاقب، فليس من "نوع حيواني" يمكن أن يتحوَّل إلى "نوع حيواني آخر"، كما ليس من "أنواع حيوانية" ذات "أصل حيواني مشتَرك". فـ "القط" الذي نَعْرِف هو القط ذاته الذي عَرَفَهُ الماضي، والذي سيَعْرِفُهُ المستقبل، فـ "النوع الحيواني" لا يتغيَّر، أي لا يتحوَّل إلى نوع حيواني آخر، ولو عَبْرَ ملايين السنين من التطوَّر.
وقدماء البشر كانوا يعتقدون أنَّ عُمْر "الأرض" مع بشرها وحيوانها ونباتها، لا يزيد عن بضعة آلاف من السنين. "التطوُّر" في "عالم الحيوان" لم يكن في متناوَل عقولهم، فـ "النوع الإنساني"، في معتقدهم البدائي، لا يمكن أن يجيء إلا من ذاته، أي من النوع الإنساني ذاته.
وبدأت "القصَّة" إذ تأمَّلوا "التكاثُر البشري"، فـ "عدد البشر" يزداد، فلو كان الأحياء من البشر، الآن، 1000 إنسان، ولو ماتوا، جميعاً، بَعْدَ 100 عام، فإنَّ عدد البشر لن يظل 1000 إنسان، فهو سيزيد، وسيبلغ، مثلاً، 1200 إنسان. وهذا العدد يزداد سنة بَعْدَ سنة. وهذا يعني، أيضاً، أنَّ عدد البشر في الماضي كان أقل، فَقَبْلَ 100 عام كان، مثلاً، 700 إنسان، وقَبْلَ 200 عام كان، مثلاً، 300 إنسان، وقَبْلَ 500 عام كان، مثلاً، 50 إنسان. وهذا التأمُّل لـ "التكاثر البشري"، في ماضيه، قادهم إلى الإستناج الآتي: لقد بدأ الجنس البشري بـ "فردين"، هما الرجل الأول والمراة الأولى.
لا شكَّ في أنَّ عدد أفراد الجنس البشري، الذي ينتمي إليه "بَشَرُنا"، كان قَبْلَ آلاف (أو عشرات آلاف) السنين، أقل كثيراً من عدد أفراده اليوم. وكلَّما توغَّلْنا في ماضي الجنس أو النوع البشري رأيْنا مزيداً من الفروق والاختلافات في الصفات والسمات والملامح الطبيعية أو البيولوجية. والجنس البشري، في أصله ونشأته وبدايته، لم يكن "فرداً"، ولا "فردين"، وإنَّما "جماعة"، أنْتَجها التطوُّر الحيواني الطبيعي، ومنها ظَهَر أسلاف الجنس البشري.
وفي العلاقة بين الكائن الحي وبيئته نرى، أوَّلا، أنَّ الكائن الحي، كل كائن حي، لا بدَّ له من أن يتكاثر ويتناسل، ثمَّ نرى أنَّ بعضا من نسله يبقى على قيد الحياة. الكائن الحي يلِد العشرات، أو المئات، أو الآلاف، من أمثاله، أي من أفراد نوعه. وكل مولود لديه من الصفات ما يجعله مختلفاً عن "أشقَّائه". وفي هذا الاختلاف يكمن بعضٌ من أسرار التطور، فالمولود الذي يبقى على قيد الحياة، ويتكاثر ويتناسل، إنَّما هو الذي لديه من الصفات ما يمكِّنه من العيش في البيئة التي وُلِدَ فيها. أمَّا غيره من المواليد الأشقَّاء فلا مفرَّ له من الهلاك؛ ذلك لأنَّ البيئة التي وُلِدَ فيها، والتي هي تؤدِّي دور "الناخب" في المجتمعات الديمقراطية، لم تَجِد فيه (أي في هذا "المرشَّح" من بين عشرات ومئات وآلاف "المرشَّحين" من أشقَّائه) من الصفات ما يؤهِّله لأن يكون ابناً لها، فلم تُدْلِ بصوتها لمصلحته، أي لم تنتخبه وتصطفيه وتختاره. الذي لديه، في صفاته، أي في فطرته، ذلك "التفوُّق" هو الذي تنتخبه الطبيعة، أو البيئة، التي وُلِدَ فيها، وهو الذي، في تكاثره وتناسله، يُورِّث نسله صفاته "الجيِّدة"، فيستمر ويعظم التطور والارتقاء جيلا بعد جيل حتى يتحوَّل "النوع القديم" إلى نوع جديد أكثر تطوُّرا ورقيَّا. وقد أوشك العلم أن يَعْتَرِف بـ "التفاعل"، أو "التأثير المتبادل"، بين "البيئة" و"التركيب الجيني (الوراثي)" على أنه مَصْدَر التطور في الكائنات الحيَّة.
لقد جانبوا "التاريخية"، أي فَهْم الشيء، الذي يرونه الآن، على أنَّه مختلف حتماً في خواصِّه وصفاته عمَّا كان في ماضيه وأُصوله، فقادهم تأمُّل "التكاثُر البشري" إلى القول بـ "فردين اثنين" نشأ عنهما "الجنس البشري"، هما "الرجل الأوَّل"، و"المرأة الأولى". وبعدما بلغوا هذه "الحلقة الأولى" من "السلسلة"، وأمسكوا بها، تساءلوا عن "أصل" هذه "الحلقة"، فَمِنْ أين، وكيف، جاء الرجل الأول والمرأة الأولى؟!
تساؤلهم هذا تأثَّر بـ "واقعهم الاجتماعي ـ التاريخي"، أي بـ "السيادة الاجتماعية للرجل"، ففهموا "المرأة الأولى" على أنَّها "مخلوق من الضلع اليسرى للرجل الأول"، فهذا الرجل كان نائماً عندما خُلِقَت المرأة الأولى من ضلعه اليسرى، فاستيقظ، فرآها، فأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه، فضاجعها، فأنجبت له أولاداً، تناكحوا وتناسلوا، وانتشروا في الأرض. ولكنْ، من أين جاء الرجل الأول ذاته؟!
كان يكفي أن يجانب البشر القدماء "التاريخية" في النظر إلى النوع البشري حتى تسيطر "الميتافيزيقيا" على "جوابهم"، و"طريقتهم في التفكير". وقد إنتهى بهم التفكير إلى القول بـ "الأصل الطيني (أو الصلصالي)" للرجل الأول، فهُم رأوا، أوَّلاً، كيف أنَّ الميِّت من البشر يتحوَّل إلى "تراب". ورأوا، من ثمَّ، أوجه التشابه والاختلاف بين الإنسان والتمثال الذي كانوا يصنعونه من الطين. و"الفَرْق الجوهري" بين هذا التمثال والإنسان الحي، وهو "الحياة" بكل معانيها، حَمَلَهُم على القول بـ "الروح"، التي تَجْعَل "الحياة" تدب في "التمثال الطيني".
ومن مقارنتهم بين "الحي" و"الميِّت"، أنشأوا وطوَّروا مفهوم "الروح"، التي رأوها شيئاً يشبه "الريح"، أو "الهواء". في هذه المقارَنة رأوا أنَّ "الحي" يتنفس، فالهواء يَدْخُل إليه ويَخْرُج منه، عَبْرَ "الفم" و"الأنف"، بينما "الميِّت"، في صفته الأولى الظاهرة، يتوقَّف عن التنفُّس. وفهموا "الروح" على أنَّها شيء مُدْخَل ادخالاً في "البدن"، أو "الجسد"، ويمكنه العيش في خارجه، وفي استقلال تام عنه. وهذا الاعتقاد إنَّما وَلَّدَتْهُ في عقولهم ظاهرة "الحُلْم"، أو "المنام"، فالإنسان يرى في منامه إنساناً آخر، حيَّاً أو ميِّتاً. وهذا الإنسان الذي نراه في المنام إنَّما هو "الروح الزائرة".
هذا "الفصل الأوَّل" من "القصَّة". أمَّا "الفصل الثاني" فكان خَلْقُ المرأة الأولى من "الضلع اليسرى" لـ "الرجل الأول". وفي "الفصل الثالث (والأخير)"، كانت "نهاية القصَّة". وهذا الفصل هو "فصل التناسل"، فـ "المرأة الأولى" إذ ضاجعها "الرجل الأول" أنجبت له أولاداً، تناكحوا وتناسلوا وانتشروا في الأرض.
"المجهول الأعظم" في هذا الفصل كان "علاقة المرأة بالانجاب"، فـ "البويضة"، التي لا تُرى بالعين المجرَّدة، لم تُذْكَر، لا تصريحاً ولا تلميحاً، فكل ما كانوا يعرفونه في أمر علاقة المرأة بالانجاب لم يتعدَّ الآتي: المرأة لا تستطيع الحَمْل والولادة إلا في مرحلة واحدة من عمرها. ثمَّة علاقة بين "الحيض" و"الانجاب". "رَحْم المرأة" هو المكان الذي فيه يتكوَّن وينمو "الجنين"، الذي لا يُعْرَفُ جنسه (ذكر أو أُنثى) إلا بَعْدَ خروجه من رَحْم أُمِّه. ليس من "سائل" تُفْرزه المرأة يشبه، لجهة علاقته بالانجاب، "السائل المنوي" عند الرجل. المرأة عندها فحسب "الدم" الذي يَخْرُج من رَحْمِها كل شهر ما دامت قادرة على الانجاب، و"الإفراز المهبلي". وكلا "السائلين" لا يُماثِل "السائل المنوي" لجهة علاقته بـ "الانجاب". وإذا كانت "البويضة" لا تُرى بالعين المجرَّدة فـ "السائل المنوي"، وليس "الحيوان المنوي"، يُرى. وبناءً على ذلك، فهموا "الجنين" على أنَّه "المني إذ دخل الرحم"، فـ "البويضة" كانت "المجهول الأكبر" في معرفتهم تلك.
في تَكوُّن "الجنين (البشري)" ونموِّه في رحم أُمِّه، "حَيَّرَت" الكاتب مدحت حافظ إبراهيم و"أدْهَشَتْهُ" ظاهرة "انبثاق الأجهزة والأعضاء البشرية المعَقَّدة من الخلايا المضغية المتماثلة"، فتساءل مستغرِباً: "كيف للخلايا المضغية المتماثلة تماماً في بنائها أن تُعْطي هذه الأجهزة البشرية المعَقَّدة، فهذا لُغْزٌ حيَّر، وما زال يُحَيِّر، كل علماء الدنيا؟!". ليس في هذه الظاهرة ما يدعو الكاتب إلى مثل هذه الحيرة والدهشة، فـ "التطوُّر" إنَّما هو "تحوُّل الشيء إلى نقيضه في الخواص والسمات..". وهذا "التحوُّل" إنَّما هو "الحتميَّة" بعينها. وبين "الشيء" و"نقيضه" ما يمكن تسميته "الهوَّة النوعية السحيقة" التي كمثل كل "هوَّة" لا يمكن عبورها واجتازها إلا بـ "قفزة (أو طفرة) واحدة لا غير".
ألا يَعْلَم الكاتب أنَّ كل "العناصر الثقيلة" قد صنعتها النجوم، في بواطنها أو مفاعلاتها النووية، من "عنصر بسيط" هو "الهيدروجين"؟! ألا يَعْلَم أنَّ من "البروتون ذاته" تتكوَّن "نوى الذرَّات" جميعاً؟! ألا يَعْلَم أنَّ من "منطق التطوُّر" أن يَخْرُجَ "المُعَقَّد" من "البسيط"؟! ألا يَعْلَم أنَّ من "حروف قليلة" نبني آلافاً من "الكلمات"؟! إذا "النور" لا يتحوَّلَ إلى "ظلام"، و"الثقيل" إلى "خفيف"، و"الحركة" إلى "سكون"، و"الحار" إلى "بارد"، و"التكاثف" إلى "تَشَتُّت"، و"البسيط" إلى "معقَّد"، فإلى أي شيء يتحوَّل كلٌّ منها؟!
الكاتب إنَّما يتَّخِذ ما هو في حاجة إلى الإثبات "دليل إثبات"، فهو يقول: "إنَّ الحقيقة الوحيدة هي الحقيقة غير المادِّيَّة. هي العقل، فالعقل هو الشيء الذي وُجِدَ دائماً". وإذا كان العقل هو الشيء الذي وُجِدَ دائماً، وهو كذلك في زعمه، فلا بدَّ من أن تكون المادة من خَلْق عقل أزلي الوجود". لقد اتَّخَذَ الوجود الأزلي للعقل "مسلَّمَةً"، مع أنَّ "المنطق" يدعوه إلى أن يقيم الدليل أوَّلاً على "الوجود الأزلي للعقل"، فالأدلَّة التي لدينا، ولدى العِلْم، تُثْبِت أنَّ "العقل" لا وجود له إلا إذا وُجِدَ "الدماغ" في الكائن البشري الحي، وضِمْنَ "المجتمع البشري"، فلا "عقل" لـ "الحمار"، أو "شجرة التفاح"، أو "القمر"، أو "الشمس"، أو "الجزيء"، أو "الذرَّة"، أو "البروتون". "العقل" ليس "مادِّيَّاً" في "ماهيَّته"، فهو "المُنْتَج اللا مادي" لـ "مُنْتَج مادي" هو "دماغ الكائن البشري في تفاعُلِهِ مع العالَم المادي الخارجي"، فـ "المادة المُفَكِّرة"، ومنها دماغ مدحت حافظ إبراهيم نفسه، لم تأتِ إلا من "المادة غير المُفَكِّرة"، في دليلٍ آخر على أنَّ الشيء لا يتحوَّل إلا إلى نقيضه. على أنَّ هذه "المادة غير المُفكِّرة والتي تحوَّلت إلى مادة مُفكِّرة" ليست "حجراً"، مثلاً، حتى يتحدَّانا الكاتب أن نُحوِّله إلى "مادة مُفكِّرة". إنَّها مادة استوفت شروط التحوُّل إلى "مادة مُفكِّرة".
الكاتب يرى (ونحن أيضا نرى) أنَّ "النخلة" موجودة في "النواة" بـ "القوَّة"، وكأنَّه يريد أن يقول لنا: "لا تدهشوا إذا رأيتم النخلة تَخْرُج من نواتها، فهي ما كان لها أن تَظْهر إلا لأنَّها موجودة في نواتها بالقوَّة". ونحن نقول له: "المادة المُفَكِّرة كانت موجودة، بالقوَّة، في المادة غير المُفَكِّرة، فلا تدهش".
#جواد_البشيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما ينبغي ل -حماس- قوله وفعله!
-
-المقارَنة- و-التعريف-
-
بعد خطاب عباس!
-
قبل خطاب عباس!
-
الفيزياء تنضم إلى الفلسفة في تعريف -المادة-
-
وللعرب سياسة -الوضوح اللانووي-!
-
ما قبل -الخيار الشمشوني-!
-
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. حديث خرافة وكذب!
-
-تقرير- اختصر الطريق إلى جهنم!
-
اقتراح هوكينج لتدارُك خطر زوال البشر!
-
-حماس- و-فتح-.. لِمَ لا تسيران في خطين متوازيين؟!
-
هذا الانقسام خير من تلك الوحدة!
-
عنقاء جديدة تسمى -المواطَنة-!
-
قبل أن يغدو المُدخِّن مارقا من الدين!
-
الأزمات والحلول تتشابك خيوطا!
-
هذا العمى السياسي!
-
-التسارع- و-التباطؤ- في -التطوُّر الكوني-
-
هل يجرؤ بوش على أن يكون برغماتيا؟!
-
الفلسطينيون يصنعون نجاحا جديدا!
-
هذا -التسييس- ل -الحجاب-!
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|