أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الفيلم الهندي -حياة الماعز- جحيم العمالة الآسيوية في السعودية!














المزيد.....

الفيلم الهندي -حياة الماعز- جحيم العمالة الآسيوية في السعودية!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8078 - 2024 / 8 / 23 - 12:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر فيلم حياة الماعز (Goat Life) من جهة المضمون وثيقة مهمة تفضح الظروف القاسية واللاإنسانية التي يعيشها العمال الآسيويون في جميع دول الجزيرة العربية ومنها السعودية وقطر والإمارات وقد أصبح هذا الموضوع حديث الصحافة العالمية والمنظمات الإنسانية وخصوصا قبل وبعد بطولة كأس العالم بقطر سنة 2022.
في الواقع فإن مأساة العمال الآسيويين في دول الجزيرة العربية ليست مشكلة عربية تماما بمعنى أنها ليست مشكلة صنعتها الأنظمة العربية في هذه المنطقة فقط، بل هي أيضا مشكلة حكومات بلدانهم الأصلية، وهي بالدرجة الأولى مشكلة الفقر والعوز في دول الفساد والتبعية التي جعلت الملايين تفر من بلدانها وتفضل المخاطرة والظروف الحياتية القريبة من العبودية في دول النفط والقمع الخليجية. غير أن هذا التحليل لا يخلي طرف الدول المستضيفة للعمالة الأجنبية من المسؤولية وهي مسؤولية ثقيلة وواضحة ولكنه يريد أن يكون عادلا في توزيع الضوء على المأساة.
من الناحية الفنية يمكن اعتبار هذا الفيلم متوسط القيمة، إنْ لم يكن عاديا، ربما باستثناء الموسيقي التصورية التي كانت موحية ورائعة حقا، وكانت للموسيقار والمغني الهندي المعروف الله ركها رحمن.
ولكن ليس هناك أي تميز أو فرادة في كتابة السيناريو من قصة حقيقة جرت لعامل هندي في السعودية. ولا في إخراجه. ومخرجه هو بليسي إيبي توماس، وهو هندي مسيحي من أصول سورية أو "ولد لأسرة سورية" كما تقول سيرته الذاتية. عُرف بأنه صاحب أطول فيلم وثائقي يستمر عرضه 48 ساعة و10 دقائق متواصلة واسمه "100 عام من كريسوستوم" وحاز عددا من الجوائز المحلية ولكن فيلمه هذا كان تقليديا من ناحية خطوطه الإخراجية.
ولعل أسوأ ما في هذا الفيلم هو أداء بطله بريثفيراج سوكوماران الذي قام بدور العامل "نجيب"، وجاء الأداء قريباً من الأداء المسرحي الجاف ذي الإيقاع البطيء والخالي من التعبير حينا، والمبالغ فيه حيناً آخر. أما أداء الممثل العماني طالب البلوشي الذي أدى دور الكفيل السعودي الذي اختطف العاملَين الهنديين من المطار إلى مزرعته لتربية الماشية فقد كان جيدا ينبئ عن ممثل قدير ومبدع، وقد نال البلوشي الكثير من تهجمات الذباب الإلكتروني السعودي على مواقع التواصل الاجتماعي لا لشيء إلا لأنه وافق على التمثيل في هذا الفيلم!
من الرسائل التي حاول الفيلم بثها وترويجها تلك التي طاولت شخصية الإنسان العربي البدوي العام، حيث وصف بالقذارة والجشع والبخل القسوة فهو "شخص يستحم ببوله وعرقه ولم يلمس الماءُ بدنه لسنوات طويلة"، كما جاء على لسان بطل الفيلم. وهذه هي الصورة النمطية السلبية العنصرية للإنسان العربي في السينما الهوليودية ولم يفعل المخرج الهندي سوى انه "هنَّدها". إن المحمول العنصري الكاره للعرب واضح في هذه المضامين ولا يشفع له أو يخفف منه أن المخرج جعل الشخص الذي ينقذ العامل الهندي من الموت في الصحراء رجلا عربيا أيضا في لقطة لا تستغرق أكثر من دقيقتين.
بل إن الفيلم لا يخلو من غمزات مغازلة الصهيونية بشكل ملغز وذلك حين أطلق على العامل الأفريقي الذي يأتي لإنقاذ العاملين الهنديين من جحيم الرعي في الصحراء العربية اسمه "إبراهيم"، ليس هذا فحسب بل إن العامل الهندي يصف إبراهيم الأفريقي بأنه "كالنبي موسى الذي أرسله الله لإنقاذنا"!
لقد ضُخِمَ هذا الفيلم ومُنح وزناً أكبر من وزنه رغم أن موضوع مأساة العمالة الأجنبية في دول الجزيرة العربية يستحق المعالجة في أكثر من فيلم يقوم على الموضوعية والصدق ومحايثة جوهر مأساتهم التي بدأت في بلدانهم ثم قذفت بهم إلى الجحيم بمقلاع الصراع الطبقي والفقر، وفي البلدان المستضيفة لهم بعد ذلك والتي استقبلتهم بأحضان الاستغلال والقسوة وعدم الانصاف.
*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة الإعلامية اليوم: زلات لسان أم نمط ثقافي رث؟
- حقائق مذهلة: سن البلوغ وتزويج الفتاة بين المرجعين السيستاني ...
- زواج القاصرات في المذاهب السنية والنجيفي يصطف مع دعاة التعدي ...
- شهادة لباحث غربي حول الإلحاد الجديد المعادي للإسلام حصرا
- تغريدتان للعلماني أمين معلوف وإسلامي الشنقيطي والدلالات
- ج2/الشنقيطي نموذج نقدي مختلف لباحث غير طائفي في المسألة الطا ...
- ج1/الشنقيطي نموذج نقدي مختلف لباحث غير طائفي في المسألة الطا ...
- سن تزويج القاصرات ليس 9 سنوات بل 8 سنوات و8 أشهر!
- حرب جابوتنسكي: -إسرائيل- من دويلة مليشيات إلى عصابة اغتيالات
- صفقة بين دواعش البرلمان ودواعش السجون لتعديل قانون الأحوال ا ...
- موفد أميركي خدع المقاومة اللبنانية بكذبة!
- ج2/ الحجاب الديني للنساء بين علمانية العشماوي وسلفية طنطاوي ...
- ما علاقة اليسار بالفضائح -الأولمبية- للسلطات الفرنسية اليمين ...
- ج1/ الحجاب الديني للنساء: خلاف بين جناحي الحكم العلماني والد ...
- ج2/ حرب الـ (هههه): الدراسات العلمية في مواجهة الهُراء التوا ...
- ج1/ حرب ال (هههه): الدراسات العلمية في مواجهة الهراء التواصل ...
- الجبهة الشعبية الجديدة في فرنسا: نظرة من الداخل
- ج4/ إشكاليات أركون المنهجية بمنظار العلوي... العقل كمفهوم وم ...
- ج3/ إشكاليات أركون المنهجية بمنظار العلوي...3-خرافة الصراع ا ...
- أين أخطأ تشومسكي في الموضوع الفلسطيني؟


المزيد.....




- شاهد.. فيضانات مميتة تضرب بنغلاديش واتهامات للهند بالتسبب في ...
- ما هي وجهات العرب السياحية الجديدة في آسيا الوسطى؟
- صواريخ حزب الله الدقيقة يمكنها الوصول إلى أي مكان في إسرائيل ...
- دراسة: كلما زاد المجهود العقلي زادت مشاعر القلق الإحباط
- بوساطة إماراتية.. روسيا وأوكرانيا تتبادلان 230 أسير حرب
- بوتين يجتمع بقيادة القوات المشتركة ويتلقى تقريرا حول الوضع ف ...
- -لن نقع في الفخ -.. عراقجي: انتقامنا سيؤخذ بالوقت المناسب وا ...
- الدفاع الروسية: خسائر الجيش الأوكراني على محور كورسك بلغت 36 ...
- سلطنة عمان.. رحلة جبلية تنتهي بوفاة مواطن و3 أشخاص من جنسيات ...
- سفير الصين في موسكو: شي جين بينغ سيحضر قمة بريكس في قازان


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الفيلم الهندي -حياة الماعز- جحيم العمالة الآسيوية في السعودية!