أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء العشرون)














المزيد.....


جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء العشرون)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8078 - 2024 / 8 / 23 - 02:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إذا تبنى هايدجر مثل هذا النهج، فذلك يعني أن الحقيقة بالنسبة إليه ليست ذات إقامة أصلية في الحكم، ومثل متجول منعزل، تنطلق في طريقها نحو فتح هذه الإقامة الأصلية. ووفقا له، تستعير مطابقة الحكم مظهر إدراك ماهية الحقيقة بالاعتماد على أساس يحاول هايدجر اكتشافه. والٱن، ماذا عن إلغاء التعريف التقليدي للحقيقة وأساس تمكين المطابقة؟. تمهيدا للإجابة على السؤال، طرح بيليدور سؤالا ٱخر: "ماذا يعني تطابق مع عبارة مع شيء؟ طالما أننا نريد احترام البيانات الأكثر بدائية للمعرفة، فالجواب لا يعتريه أدنى شك: العبارة اوافق الشيء، فهي مطابقة أو مناسبة إذا عبرت عن الشيء كما هو. يمكننا أن نتحدث عن التطابق بممعان مختلفة. نقول، مثلا، في حضرة قطعتين نقديتين من فئة خمسة سنتات: هناك تطابق بينهما. إنهما متطابقتان بتماثل مظهرهما. لديهما إذن هذا الجانب المشترك، ومن وجهة النظر هذه، فهما متماثلتان. دائما نتحدث التطابق عندما نقول مثلاً عن إحدى القطع النقدية: هذه القطعة النقدية دائرية. لم تعد العلاقة الآن قائمة بين شيء وشيء، بل بين عبارة وشيء.
يتساءل هايدغر عما يجعل الشيء والعبارة يتلاءمان؟، (هل) عندما يختلف بوضوح حدا العلاقة تختلف في مظهرهما؟ القطعة النقدية مصنوعة من المعدن، العبارة ليست مادية بأي حال من الأحوال. القطعة النقدية مستديرة، بينما العبارة لا خاصية مكانية لها. تتيح لك القطعة النقدية شراء شيء ما، بينما العبارة ليست وسيلة أداء. ولكن رغم كل هذه الاختلافات، يستخلص هايدجر، تتطابق العبارة المعنية، باعتبارها صادقة، مع القطعة النقدية. وهذا الاتفاق، وفق مفهوم الحقيقة المتداول، يجب أن يُنظر إليه على أنه مطابقة. ولكن كيف لما هو مختلف تماما، العبارة، أن تجعل من نفسها متطابقة مع القطعة التقدية؟ يجب أن تصبح هذه العبارة قطعة نقدية وهكذا تتوقف تماما عن أن تكون هي نفسها. هذا ما لا يمكن أن يحدث، يتابع هايدغر. في الوقت الذي يحدث فيه مثل هذا التحويل، فسيكون من المستحيل أن تستطيع العبارة، باعتبارها كذلك، أن تكون متطابقة مع الشيء. نحن نعلم أن أفلاطون كان يتصور الحقيقة على وجه التحديد على أنها تماثل في المظهر (Eidos)، في علاقة بالشكل المعقول الموجود مسبقا. ولتحقيق الملاءمة، يجب أن تبقى العبارة، أو حتى أن تصبح، ما تكون حقا. فيم تتمثب إذن ماهيتها، المختلفة جوهريا عن ماهية كل شيء؟
كيف يمكن أن تكون عبارة، مع الحفاظ على ماهيتها، متطابقة مع الٱخر، مع شيء؟ ولا يمكن أن تعني المطابقة هنا واقعة وجود شيئين من طبيعة مختلفة يصبحان فعلا متماثلين. وينبغي أن نستنتجةمن ذلك أن جوهر المطابقة يتحدد بطبيعة العلاقة القائمة بين العبارة والشيء. يقترح هايدجر ما يلي: طالما تبقى هذه "العلاقة" غير محددة ولا أساس لها في جوهرها، فكل نقاش حول الإمكان أو الاستحالة، حول طبيعة هذه المطابقة ودرجتها، يجري في فراغ. ترتبط العبارة المتعلقة بالقطعة النقدية بهذا الشيء من حيث أنه يستحضر ويقول ما هو مستحضر بحسب المنظور الموجه للنظر. لنفهم أن كلمة "استحضر" بمعناها الاشتقاقي تعني: "جعل [شيئا] حاضرا" أمامه، مع استبعاد أي فكرة عن التمثيل بالمعنى الذي يتلقاه هذا المصطلح عادة في الإبستيمولوحيا أو علم النفس. العبارة المستحضرة (اسم مفعول) لما تقوله عن الشيء المستحضر (اسم فاعل)، تعبر عنه كما هو. ال"كما هو" يهم الاستحضار وما استحضره. "استحضر" يعني أيضا، مع وضع جميع التحيزات "النفسية" و"الإبستيمولوجية" جانبا، واقعة ترك الشيء يظهر أمامنا كشيء.
هذا الذي يواجهنا إذن، في موقف من هذا القبيل، وجب أن يقيس مجالا منفتحا على لقائنا، بل عليه كذلك أن يبقى الشيء كما هو ويظهر ذاته في حال من الاستقرار، أي في موقفه. هذا الظهور للشيء باعتباره يقيس مجال اللقاء، يتم تحقيقه ضمن انفتاح لم تنشأ طبيعة انفتاحه بالاستحضار، ولكن الأخير استثمره وتولاه كمجال علائقي. إن علاقة التلفظ الاستحضاري بالشيء هي بمثابة تحقيق لهذه الإحالة التي يتم تنفيذها في الأصل وفي كل مرة كتنشيط لسلوك ما. كل سلوك، يؤكد هايدجر، إلا ويتميز بكونه، وهو يثبت نفسه ضمن المنفتح، متمسكا دائما بما هو ظاهر كما هو.
هذا الشيء الوحيد الذي يكون، بالمعنى الدقيق للكلمة، ظاهرا اعتبره الفكر الغربي في وقت مبكر "ما هو حاضر" { fi.as Anwesende ) وامتلكه لفترة طويلة تحت اسم "الموجود" ("das Seiende"). السلوك مفتوح على الموجود. كل علاقة {بواسطتها ننفتح على...) هي سلوك. الفاتحية [apérité] (التعبير عن فكرة الانفتاح) تختلف وفق طبيعة الموجود وطريقة السلوك. كل عمل وكل إنجاز، كل فعل وكل توقع إلا وينشأ في انفتاح مجال مفتوح فيه يتموقع الموجود بشكل صحيح ويجعل نفسه قادرا بشكل صحيح على التعبير عن ذاته كما هو وكيف هو. وهذا ما لا يحدث إلا عندما يقترح الموجود نفسه في التلفظ الذي استحضره، بحيث يخضع هذا التلفظ لتعليمة التعبير عن الموجود كما هو. هكذا إذن، بقدر ما يطيع التلفظ هذه التعليمة، بقدر ما يتطابق مع الموجود. التعبير الخاضع لهذه التعليمة مطابق (صحيح). يجب على العبارة أن تستعير مطابقتها من انفتاح السلوك. ذلك لأنه فقط بواسطة هذا الانفتاح يمكن أن يصبح الظاهر، بشكل عام، المعيار التوجيهي للأفهمة المناسبة.
(يتبع)
المرجع: RUBENS BÉLIDOR
A propos de la problématique de l Être: L ESSENCE DE LA VÉRITÉ ET DE LA LIBERTÉ
HUMAINE CHEZ HEIDEGGER



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- عزيز غالي يعتلي الواجهة الإعلامية وسط زوبعة من الجدل - أحمد ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- الانتخابات الرئاسية في أمريكا: هل ستكون كامالا هاريس بديلا ع ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- رحلة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- الصحافيون الثلاثة المفرج عنهم يطالبون بـ”إطلاق سراح جميع معت ...
- المغاربة المناصرون لفلسطين غاضبون من صمت المخزن عن إغتيال هن ...
- حماس ترحب بهدنة وفق رؤية بايدن وأبو مازن في رحلة إلى روسيا ل ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- مكناس: عاملات وعمال سيكوميك بين مطرقة التسريح التعسفي والمتا ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- على هامش اعتقال مصالح الأمن ل-خولة الفايد- و-ولد الشينوية- - ...
- برشيد: الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر منبهة ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...


المزيد.....




- 450 عامًا.. عمر صناعة الحبر الياباني بالأقدام.. ماذا نعرف عن ...
- ضبط عشرات الألعاب النارية في حقيبة محمولة بمطار في أمريكا
- بتصاميم مبهرة.. أنفاق مائية تربط جزرًا نائية بين أيسلندا واس ...
- أذربيجان: -عوامل خارجية مادية وفنية- وراء تحطم طائرة الركاب ...
- مدفيديف: لا يمكن التسامح مع ما فعلته السفينة النرويجية
- عشرات القتلى والمفقودين.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلا على رؤ ...
- عراقجي يكشف عن أهم أهداف زيارته للصين
- ألمانيا ـ دعوات لتكثيف المراقبة لمكافحة جرائم السكاكين
- أوكرانيا تخسر 600 جندي في محور كورسك خلال آخر يوم وإجمالي خس ...
- الرئاسة الفلسطينية تدين إحراق الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال ع ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء العشرون)