أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - هواهم يجافي جنيف والجنينة!














المزيد.....

هواهم يجافي جنيف والجنينة!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 8078 - 2024 / 8 / 23 - 01:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اَفة حكم الإسلاميين ان الذين خارج تمكينهم، لا يعبئون بحياتهم او مماتهم! فحين تعلقت افئدة السودانيين بمحادثات جنيف أملاً في اتفاق يحقن الدماء ويحفظ أرواحهم، ويمدهم بالمساعدات الإنسانية من المواد الغذائية والعلاج، نشط سماسرة حرب أبريل ومستثمرو الازمات في تعويق المحادثات، وعلت موجة التهديد للبرهان في امتداد لظاهرة قادة الجيش الذين يهابون الفلول، سماسرة الموت، فهم يجلبون لهم أبناء المساكين لساحات الفداء، في الوقت الذي أمنوا لأبنائهم في الحركة الإسلامية العيش الاَمن واستمرار الحياة خارج البلاد بعيدا عن (البل) و(الجغم)! فشهدنا اثناء تلك المباحثات تباري طرفي الحرب في المزيد من إراقة دماء للمواطنين، كل فريق يعلن انه بصدد دك مناطق تواجد حواضن الطرف الآخر، والمحصلة البائنة أن الطرفين يزهقان أرواح المدنيين بدم بارد. ثم يتبارى اعلام كل طرف ببراعة في تبادل الاتهامات بقصف المستشفيات والمساجد، من سخرية الأقدار أن قيادة المعارك في الجيش والدعم السريع قيادات اخوانية، لها ماض وحاضر مشترك في انتهاكات حقوق الإنسان. بالطبع لابد من اقرار أن قيادات الدعم السريع تخضع في كل جولة حوار للتعاون مع المنظمين لإيجاد حلول للسلام، وفي واقع الحال لا نستطيع انكار انهم متقدمين عسكرياً على الجيش! وهو الشيء الذي دفع بقيادات الجيش لإفشال مباحثات جنيف، اذ أنهم الطرف الأضعف ميدانياً، وهذا مربط تخوفهم من وقف الحرب، وقيام حكومة مدنية تقودهم لمحاكم العدالة عن مجزرة القيادة العامة، ومسؤولية اشعال حرب 15 ابريل التي دمرت البلاد! وشردت جيلاً كاملاً من الشباب كان هو امل نهضة هذه البلاد المنكوبة.
الشاهد قط لم تكن الأوضاع الإنسانية والكوارث شغل شاغل للحركة الإسلامية في دست الحكم، فلقد ظل المواطن يدفع فاتورة سوء سياساتهم، وتحمل كلفتها الباهظة، وجبلت الحكومة علي تطفيف الموت الجماعي بسبب حمي الضنك والكوليرا في زمان الامطار والفيضانات، ولم يحدث قط ان أعلنت عن الكارثة الصحية للمواطنين، بل يزعم اعلامها المضلل انها مجرد (اسهالات مائية) ولو مات جميع من بتلك المناطق المنكوبة. اما ما كان يحدث من مجازر الموت والاغتصابات في مناطق دارفور وجبال النوبة وكردفان والنيل الأزرق تبرر له الحكومة بذرائع صد الاحتراب القبلي والجهوي، متخذين أداة سلطة الاعلام في تغبيش الراي العام حول تطفيف اعداد القتلى وليس نفي القتل، لذلك كان نصيب المواطنين في تلك المناطق المهمشة (الموت لأتفه الأسباب). فما يحدث في الجنينة اليوم من تناثر أشلاء النساء والشيوخ والأطفال بعد قصف طيران الجيش لا يعني شيئا للمتأسلمين، وبالمقابل كانت قضايا تلك المناطق هي هم المعارضين السياسيين الذين قال في حقهم الخبير الاستراتيجي للجيش من منفاه في (بورتكيزان) موتوا في منافيكم!
وشتان ما بين الموت في المنافي من أجل الوطن، وبين الموت في سبيل السلطة، فموت المنافي شرف بسقوف أخلاقية تناهض الظلم وتنشد العدالة لمطلق مواطن سوداني في أي بقعة من أرضه، وهذا ما لم يتيسر للفلول الذين يموتون متخمين في بلدان باعوا لها موارد البلاد احتساباً وإعداداً مستطاعاً للهروب عند سقوط مشروعهم الإسلاموي.. لذلك كان المجدين في إجهاض المفاوضات بجنيف يتلكؤون ويحتمون باتفاق جدة وتنفيذ بنوده كاملة، مع العلم ان منبر جدة لم يسهم ولو في هدنة طويلة الأمد بين الأشقاء المتقاتلين! لكي يتيسر توصيل المساعدات.. ولذلك تجد ان هواهم ليس بجنيف ولا يؤلم ضمائرهم ما يواجهه النازحون الفارون من جحيم الحرب الذين يعيشون في أسوأ حالات العوز واللجوء وانسداد أفق الرجوع لمنازلهم التي صارت ورقة اتجار في المفاوضات لدى مليشيا الدعم السريع والجيش، والموت يحصد من انسدت لديهم سبل الفرار وظلوا حبيسي الموت بل موعودين بمزيد من إراقة الدماء في سبيل تحقيق اماني الجيش في الانتصار!ـ إذ يستقبل الدعم السريع احدث الاسلحة الفتاكة من حليفتها الامارات، ومصر لم تبخل علي الجيش السوداني بما يمكنه من استطالة أمد الحرب لتصير البلاد خرابا وضيعة مفتوحة للدولتين ترعى فيها متى ما شحت المياه والمعادن والثروة الحيوانية والأراضي الخصبة! وعلي التحقيق يظل الواقع ان تلك الدول لم تتمكن من تلابيب الدولة إلا بعد أن مكنها الإخوان المسلمين من ذلك، في خلال معركتهم مع المواطن وحربه الدائمة ضده لأكثر من ثلاث عقود! فلا نعيب زماننا والعيب فينا، فمن الذي فرط في سيادة بلده؟ ولا يزالون؟ انهم هم الذين لا تستهويهم دعوات إيقاف الحرب لا يهمهم ان تطاول امدها او تغيرت ديمغرافيا البلاد وتم تدمير بنيتها الاقتصادية ونهبها من الدول الطامعة في خيراتها، فهواهم يجافي السلام وسعيهم أن يحارب من تبقى من شعب جائع ومذعور ويحلم بالسلام، ان يحمل السلاح ويقاتل الجنجويد الذين فشلت المؤسسة العسكرية المؤهلة من قتالهم، فبعد جنيف سينصرف العالم عن حرب السودان، والبلاد موعودة بمزيد من نزيف الدماء وأرتال من الجوعى والمشردين وتراب بلد تفوح منها رائحة الموتى!



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرهان وساعتا التوهان!
- دبلوماسية (صرف البركاوي)!
- أم قرون ودواس الساسة الذكوريون!
- قلوب الاَثمين اَسنة من الظلم!
- قول عسكرية.. قول جاهزية!
- صناعة الموت! حرب المسيرات
- يا ضريح الشعب الحزين!
- الهيافة في الحرب المنسية!
- دواعش الجيش والرهان الخاسر!
- محمود جنا طه.. رجل السلام!
- أيها الجنرال هل للثعالب دينا؟
- الروبوبعاتي يهزم الفلول عسكرياً والشعب يريد السلام
- خنادق البرهان ورعونة الدعم السريع
- حاقت عليهم لعنة اللاعنين!
- بروف شيني.. وتشفٍ الاخوان المسلمين
- ورّاق، والمؤتمرون وعصا موسى!
- يا ويل النساء من الجيش والدعم السريع!
- (نزعة) برهانية وغزوة القماير!
- برهان وعقار.. بيانات الخذلان!!
- -حميدة- تاجر التعليم في السلم والحرب


المزيد.....




- ضخمة جدًا.. اكتشاف ماسة مذهلة في بوتسوانا.. إليكم ما نعلمه ع ...
- سقطت من السماء وانفجرت.. روايات مفزعة لتحطم طائرة بغابات تاي ...
- حقيقة افتتاح نهر صناعي في مصر وعلاقته بالمغرب
- هاريس تقبل ترشيحها رسميا وتتعهد بـ-إنجاز- اتفاق بشأن حرب غزة ...
- الإدارة العسكرية المدنية لخاركوف: المنطقة العازلة في المقاطع ...
- الغرب يسلم أوكرانيا نماذج قابلة للنفخ من مقاتلات -إف-16-
- -إسكندر- روسي يدمر -أجت HIMARS- في جنوب أوكرانيا
- طالبة روسية تبتكر جهاز ليزر لمكافحة الطائرات المسيّرة
- بعد بولندا.. رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يصل إلى أوكرا ...
- غالانت: أفعال بن غفير تعرض الأمن القومي للخطر


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - هواهم يجافي جنيف والجنينة!