محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8077 - 2024 / 8 / 22 - 19:01
المحور:
كتابات ساخرة
حكايا (1)
الخوش بوش
في كل حادثة تمر بي أسأل نفسي : " ألا يطبق عندنا ؟" ولكن سرعان ما تختلط المشاعر وأتوه بينها فلا أهتدي إلى الطريق الصحيح. هذه المرة كانت مدينة هامبورغ وكنت في سيارتي مع السائق ، كانت السماء تمطر ، وعلى الطريق مجموعة من العمال يفرشون الزفت تحت المطر وخلفهم تمر المدخلة تقوم بواجبها . طلبت من السائق أن يقف، ففعل ، وترجلت من سيارتي ، وثم توجهت نحو عامل التزفيت وسألته: لماذا تزفتون تحت المطر؟ حملق بي متمعنا وكأنه يريد أن يقول :ما هذا السؤال الغبي؟ لكنه عدّل النظرات بجواب قائلا : وما المانع أن نزفت تحت المطر؟ من أي منطقة أنت؟ قلت له من سورية . قال لا أعرفها. لم أحصل على جواب فني شاف. سألت مضيفي : لما في بلادي يتوقفون عن التزفيت عند أول قطرت مطر بينما هنا في هامبورغ والرطوبة اضعاف ما هي عليه بلدي يزفتون الشوارع تحت المطر، أجابني مضيفي باسما : السفر في خلطة الإسفلت ، فكلما كانت البحصة صلدة وخالية من الأتربة ولا تتأثر بالرطوبة كانت أقوى.
ير رأيت الكثير من صغار العمال والموظفين الذين يحركون أموال الدولة ويدخلونها الخزينة العامة والتزامهم الدفتري يناقض بله الموظفين الكبار الغارقين حتى آذانهم في التخطيط لسلب أموال الدولة ولا يتعاملون إلا بـ" الخوش بوش" وبـما يسمى " الحكحكة" التي تنز ذهبا على أطرافها. ويحاولون تمكين صناديق الدولة من " الإثراء على حساب الغير" في مطارح جديدة وغريبة عن واقع مجتمعنا.
برأيكم أصدقائي ألا يوجد إثراء عاجل على حساب الأخلاق إلا في التجارة؟
برأيكم ألا تحل " الخوش بوش" و "الحكحكة" كبرى المعضلات في بلاد الفقر المتعمد المدقع؟
مساكين هم التجار ، فقد يخسرون كل شيء : رأس المال الثابت والمتحرك خلا من كانت "يده" هي "رأسماله"، أولئك فقط لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟