|
بعض النقاط لفهم الوضع في فنيزويلا
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 8077 - 2024 / 8 / 22 - 16:14
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
، موقع أنترنت المجموعة الشيوعيّة الثوريّة ، كولمبيا Alborata Comunista من https://revcom.us/
ملاحظة ناشر موقع revcom.us، هذا المقال صدر باللغة الإسبانيّة على AlborataComunista، موقع أنترنت المجموعة الشيوعيّة الثوريّة ، كولمبيا . و ترجمه إلى الأنجليزيّة متطوّعون من موقع revcom.us وهو يوفّر تحليلا هاما للوضع في فنيزويلا عقب الانتخابات الرئاسيّة التي إنعقدت هناك في 28 جويلية 2024 . و فاز بها الرئيس الحالي نيكولاس مادورو الذى إصطدم مع الولايات المتّحدة ، ضج أدمندو غنزالز ، مرشّح يميني تدعمه الولايات المتّحدة . كلا الطرفان يزعمان الفوز بالإنتخابات ، لكن مادورو ظلّ في السلطة ، و التوتّرات بين نظامه و الولايات المتّحدة التي كانت لا تكفّ تدخّلها في فنزويلا لأكثر من مائة سنة ، قد إزدادت . و كانت انتخابات فنزويلا بؤرة تركيز تغطية وسائل إعلام الولايات المتّحدة منذ تلك الانتخابات . يفضح تحليل المجموعة الشيوعيّة الثوريّة ، كولمبيا الأكاذيب و التشويهات من مختلف القوى المعنيّة لكشف ما يحدث ، و لماذا يحدث ذلك ، و أين تكمن مصالح الشعب . و نحن نشجّع الناس على قراءته بالتمام . و هذه بعض نقاطه المفاتيح : - " تشهد فنزويلا أزمة جديدة عقب الانتخابات الرئاسيّة في 28 جويلية ... و كانت هذه السيرورة الإنتخابيّة تعتبر فرصة بالنسبة إلى المعارضة اليمينيّة و بالنسبة للولايات المتّحدة لوضع نهاية لنظام مادورو ..." - " الوضع الذى تعرفه الجماهير في فنزويلا لا يطاق . و يقدّر أنّ حوالي نصف السكّان يعيشون في فقر ، حوالي 6.5 مليون فنزويلي يعانون من الجوع و ما لا يقلّ عن 7.7 مليون ( ربع السكّان ) قد تركوا فنزويلا و رحلوا منها ..." - " معظم الذين يزعمون أنّهم يندّدون بالوضع المضطرب للشعب الفنزويلي يخفقون في تشخيص ، عمدا أو عن جهل ، من هو المسؤول الأكبر : إمبرياليّة الولايات المتّحدة ". - " على عكس ما يشجبه اليمين و يعلنه أنصار تشافيز و نظرائهم من " اليسار " ، فإنّ فنزويلا ليست و لم تكن أبدا دولة إشتراكيّة حقيقيّة ". - " في فنزويلا ، بالضبط مثلما هو الحال في العالم بأسره ، عالم يهيمن عليه من قمّته إلى قاعه ذات النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، هناك حاجة إلى ثورة فعليّة و هناك حاجة للنظريّة الأكثر تقدّما لقيادتها ". تشهد فنزويلا أزمة جديدة عقب الانتخابات الرئاسيّة في 28 جويلية 2024 . و الانتخابات التي وقع تنظيمها تحت ضغط الولايات المتّحدة ( في إتفاقيّات الدوحة و بربادوس ) مقابل التخفيف من العقوبات المدمّرة التي فرضتها طوال عقد تقريبا، و كان المرشّحون الأساسيّون الرئيس الحالي نيكولاس مادورو و أدمندو غنزالز الموالي للولايات المتّحدة . شبيها ل " الإعلان الذاتي " لخوان غوايدو ك " رئيس إنتقالي " سنة 2019 ، هذه السيرورة الإنتخابيّة كانت تُعتبر فرصة للمعارضة اليمينيّة و للولايات المتّحدة لوضع نهاية لنظام مادورو بوساطة الانتخابات إثر فشلها في عدّة إنقلابات وقفت وراءها . و في هذه المناسبة ، اليمين متّحد أكثر حول ماريا كورينا متشادو و مع ذلك إستبعدها كمرشّحة للرئاسة و إختار الترويج لغنزالز كوكيل . و بعد عدّة ساعات من غلق صناديق الانتخابات ، أعلنت لجنة الانتخابات الوطنيّة (CNE )، دون توفير النتائج الإنتخابيّة، فوز مادورو . و كذلك ، إدّعى أتباع ماتشادو أنّ مرشّحهم كان هو الفائز ، و قالوا إنّ لديهم نسخة من الغالبيّة الساحقة من النتائج التي تؤكّد ذلك . و زمن كتابة هذا المقال ، لم تنشر لجنة الانتخابات الوطنيّة النتائج مدّعية أنّه وقعت " قرصنتها ". و ليس من الواضح من كسب حقّا ما غذّى جملة من الإحتجاجات التي وقع قمعها قمعا شديدا في الشوارع و بتنظيم هجمات ( مع " عمليّة تون تون " ) و ليس من الممكن توقّع كيف سيتواصل هذا الوضع في التطوّر في فنزويلا و في المنطقة ( مع إمكانيّة موجة جديدة من الهجرة ) ، لكن من الضروري توضيح بعض النقاط الأساسيّة حول إطار الوضع الراهن " :
حول الوضع الاقتصادي لفنزويلا : - الوضع الذى تعرفه الجماهير في فنزويلا لا يطاق . و يقدّر أنّ حوالي نصف السكّان يعيشون في فقر ، (1) حوالي 6.5 مليون فنزويلي يعانون من الجوع و ما لا يقلّ عن 7.7 مليون ( ربع السكّان ) قد تركوا فنزويلا و رحلوا منها ، أساسا إلى كولمبيا و الولايات المتّحدة و الشيلي و البيرو و إسبانيا . - معظم الذين يزعمون أنّهم يندّدون بالوضع المضطرب للشعب الفنزويلي يخفقون في تشخيص ، عمدا أو عن جهل ، من هو المسؤول الأكبر : إمبرياليّة الولايات المتّحدة . و الظروف البائسة التي يعيش فيها الشعب الفنزويلي في جزء كبير منها تُعزى إلى التعويل تقريبا التام لفنزويلا على عائدات النفط ، و هو إرتهان نظاما تشافيز و مادورو شدّدا منه بدلا من تغييره، و يعود بدرجة كبيرة إلى العقوبات الإقتصاديّة التي يفرضها إمبرياليّو الولايات المتّحدة على فنزويلا . - إنطلقت العقوبات الإقتصاديّة للولايات المتحّدة سنة 2017 في ظلّ إدارة ترامب . فقد حاصرت الولايات المتّحدة العمليّات و المبادلات و التجارة مع الحكومة الفنزويليّة ، و في سنة 2019 وقع التشديد في هذه العقوبات لمنع تسويق النفط الفنزويلي في السوق العالميّة . - لقد إستخدم إمبرياليّو الولايات المتّحدة العقوبات الإقتصاديّة كسلاح وحشيّ ( عقاب جماعي ) لخنق بلدان بأكملها و تقديم أنفسهم على أنّهم بدائل ألطف و أرحم للحرب المفتوحة . لكن في الواقع ، العقوبات التي فرضتها الولايات المتّحدة على بلدان مثل أفغانستان و كوبا و إيران و فنزويلا دفعت بالملايين من الناس إلى الجوع و سوء التغذية و الموت من أمراض يمكن علاجها إعتبارا لعدم القدرة على الحصول على الأدوية . - الواقع هو أنّ إقتصادا مثل لإقتصاد فنزويلا يرتهن تقريبا كلّيا بعائدات النفط يجعله في منتهى الضعف و عُرضة إلى التموّجات في الأسعار العالميّة للنفط الخام و للعقوبات الإمبرياليّة التي تحاصر أو تمنع تسويق النفط . - طوال قرن من الزمن ، فنزويلا أقامت إقتصادها تقريبا تماما على إنتاج النفط ، و نظاما تشافيز و مادورو لم يُدخلا أدنى تغيير في هذا الصدد . و في الواقع ، كانت " الثورة البوليفاريّة " لتشافيز قائمة على نموذج سيطرة أكبر للدولة على عائدات النفط ، و من هذه المداخيل ، تقع تنمية ( على الأقلّ في البداية ) الإستثمارات في البرامج الإجتماعيّة و المنح و المساعدات الإجتماعيّة . - و حاول تشافيز أيضا " بذر النفط " : إستخدام عائدات النفط لتغذية الصناعة و الفلاحة و السياحة و بناء إقتصاد متنوّع . و أقرّ تشافيز نفسه بأنّ مشروعه كان في إطار النظام الرأسمالي، لكن في ظلّ " إقتصاد بديل للرأسماليّة الفاقدة للإنسانيّة ". (2) - النفط والإقتصاد النفطي يجرى في سياق العلاقات الرأسماليّة – الإمبرياليّة ، و رغم محاولة إستخدام النفط ك " سلاح جغرافي - سياسي " في عالم تهيمن عليه الرأسماليّة - الإمبرياليّة مثل ذلك القائم الآن ، القوى الإمبرياليّة (القوى " الغربيّة" و كذلك روسيا و الصين ) لها اليد العليا في إستخدام النفط كسلاح ، حتّى ضد بلد منتج مثل فنزويلا ، بإحتياطات نفطيّة مثبت أنّها الأكبر في العالم . - و على عكس ما يشجبه اليمين و يعلنه أنصار تشافيز و نظرائهم من " اليسار " ، فإنّ فنزويلا ليست و لم تكن أبدا دولة إشتراكيّة حقيقيّة . و في الواقع ، في عدّة بلدان من أمريكا اللاتينيّة ، بعض فئات الطبقات الحاكمة تبنّت يافطة " الإشتراكيّة" لتكريس برامج مقاومة لبعض عناصر إمبرياليّة الولايات المتّحدة ،ة قصد ضمان صفقة أفضل مع النظام الإمبريالي ككلّ . إنّهم يمزجون هذا ببرامج رفاه إجتماعي مع الجماهير و يصفون هذا ب " الإشتراكيّة " ( أو " إشتراكية القرن 21 " ) ، لكن ليس لهذا صلة مع الإشتراكية الثوريّة الأصليّة التي تهدف إلى التحرّر و القطيعة مع العلاقات الإمبرياليّة كجزء من القتال في سبيل عالم إشتراكي حرّ من مثل هذا الإضطهاد . - في فنزويلا ، موّلت التشافيّة برامج مساعداتها الإشتراكيّة بالمرابيح من بيع نفط البلاد في السوق الرأسماليّة العالميّة ، طالما كانت قادرة على ذلك . و بهذه الأرباح شجّعت أيضا على ولاء القوّات المسلّحة لنظامهم . و التوافق بيهم أبقى فنزويلا متجذّرة بصلابة في إطار النظام الرأسمالي العالمي ، على أنّها ليست تحت الهيمنة المباشرة للولايات المتّحدة ، و مرتبطة لسير ها الفوضوي ، و إبتزازها الاقتصادي و حروب القوى الإمبرياليّة . - لم تقطع العلاقات الاقتصادية الفنزويليّة و علاقات إنتاجها بالمرّة مع العلاقات الرأسماليّة المتميّزة بالإنتاج الاجتماعي و التملّك الفرديّ ، واضعة الأرباح في موقع القيادة . و علاقات الإنتاج هذه هي التي تحدّد ، جوهريّا ، ديناميكيّة و تنظيم أيّ مجتمع معطى . و تلعب الدولة دور حماية و توسيع هذه العلاقات و فرض مصالح المجموعة الطبقيّة – الطبقة الحاكمة – التي تحتلّ الموقع المسيطر في المجتمع ، نتيجة دورها في الاقتصاد و بخاصة إمتلاكها و تحكّمها في وسائل الإنتاج الأساسيّة . - مع نظامي تشافيز و مادورو ، قسم من البرجوازيّة الكبرى ظهر و سمّاه البعض " البرجوازيّة البوليفاريّة " [ Bolibourgeoisie ] راكمت أرباحا ضخمة بفضل المنتوجات و الخدمات المرتبطة بنشاط الدولة ، و عائدات النفط و ما يجرى توريده . و في الوقت نفسه ، فئات " تقليديّة " أخرى من البرجوازيّة الكبرى ظلّت ، مع تراجع بعضها من مثل الناشطين في التصدير و مراقبة الأسعار ، لم يخسروا تماما مواقعهم ، و في السنوات الحديثة يبدو أنّهم بصفة متنامية ينوون أن يكونوا " براغماتيّين " و أن " يرقصوا قليلا " مع النظام . - و في ظلّ تشافيز وُجدت موجة تأميم و مصادرة لأقسام من الصناعات و الفلاحة و التجارة . لكن الواقع هو أنّه في بلد مثل فنزويلا أو كوبا ، ملكيّة وسائل الإنتاج أو على الأقلّ معظمها ، بيد الدولة ، إلاّ أنّ ذلك لا يغيّر من طبيعتها الرأسماليّة طالما أنّ علاقاتها الإقتصاديّة تقوم على و تعتمد على المبادئ الرأسماليّة ل " وضع الربح في مصاف القيادة " و تجرى تحت منطق " التوسّع أو الموت " . و هذا بديهيّ بصفة خاصة في علاقة فنزويلا بالنفط ، سلعة لعبت دورا خاصا ضمن النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي . - إنّ مشروع هوغو تشافيز " الثورة البوليفاريّة " ظهر بشكل كبير كردّ على الموجة الليبراليّة الجديدة لأواخر ثمانينات القرن العشرين ( ريغن ، تاتشار ، دنك سياو بينغ و بينوتشى ) التي جلبت معها تفقيرا و تعميقا للإستغلال الرأسمالي ( ما أدّى في فنزويلا إلى تمرّدات جماهيريّة مثل " كراكازو " سنة 1989 ) ، و ترافق بهجوم إيديولوجي معادةى للثورة عقب إعادة تركيز الرأسماليّة في الصين و إنهيار الكتلة الإمبرياليّة – الإشتراكية السوفياتيّة ( حوالي 1990 ) ، ما أفرز حكما خاطئا بأنّ تجارب الإشتراكيّة ( التي تكرّست في روسيا من 1917 إلى 1956 و في الصين من 1949 إلى 1976 ) كانت كوابيسا . - لكن " الثورة البوليفاريّة " التي ميّزت بداية ما يسمّى ب " الموجة الورديّة " في أمريكا اللاتينيّة ، لم يكن فيها أيّ صبغة من الإشتراكيّة . و رغم التحسينات لبعض الوقت في وضع فئات من الناس ، فإنّ هذا النظام ليس إشتراكيّا و لا يمثّل نموذجا للتحرير ؛ إنّه يمثّل نموذج المجتمع الذى يدافع عن مصالح قوى برجوازية وطنيّة معيّنة لا تبحث عن القطيعة مع الإمبرياليّة و إنّما عن تعزيز موقع أمّة مثل فنزويلا ضمن إطار النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي . حول أوهام الانتخابات : - و بينما أكّدت بعض الحكومات أن ّغعلان نتائج الانتخابات كانت أساسيّة لتحديد الفائز في الانتخابات ، فإنّ حكومات أخرى مثل روسيا و الصين و إيران و كوبا و نيكاراغوا هرولت للإعتراف بمادورو على أنّه الفائز في الانتخابات ، و في الوقت نفسه ، بعض الحكومات الأخرى على غرار حكومات الولايات المتّحدة و الأرجنتين أعلنت أنّ غنزالز هو الفائز . - عدم شفافيّة النظام الفنزويلي و عدم تصريحه بنتائج الانتخابات و مناوراته للإبقاء على مادورو في السلطة تشبه كثيرا محاولات القوى الفاشيّة الرجعيّة كبلسونارو في البرازيل و ترامب في الولايات المتّحدة الذين رفضوا الإعتراف بالهزيمة الإنتخابيّة و قاموا بكلّ ما في وسعهم في مسعى للبقاء في السلطة . - " الدفاع عن الديمقراطيّة " و " الانتخابات الديمقراطيّة " نفاق و وقاحة و إجرام . ما من بلد نظّم و دعّم و نفّذ أكثرإنقلابات ضد حكّام إنتُخبوا " ديمقراطيّا " ، من الولايات المتّحدة . (3) و يكفينا التذكير بالإنقلاب في الهندوراس سنة 2009 ضد مانوال زيلايا و تقريبا الإعتراف الفوريّ بحكومة الإنقلاب من طرف الولايات المتّحدة و بلدان أخرى ككولمبيا و البيرو و كوستا ريكا . - وفى الوزقت نفسه ، عندما كان لا جدال حول الإنتصارات الإنتخابيّة مثل تلك لتشافيز سنة 2000 أو 2006 ، هل أسرعت الولايات المتّحدة للدفاع عن واقع أنّه رغم عدم حبّها لهذه الحكومة ، ينبغي إحترام القرار" الديمقراطي " للناخبين؟ لا . في الواقع ، الولايات المتّحدة المشاركة في الإنقلاب ضد تشافيز سنة 2002 ( 4) و المحاولات اللاحقة العديدة للإطاحة بنظامي تشافيز و مادورو . و الولايات المتّحدة لا تهتمّ ل " الدفاع عن الديمقراطيّة " و " معارضة الدكتاتوريّة " بل بالأحرى، شغلها الشاغل هو الإستفادة من الفرصة لفرض نظام أكثر ولاء لمصالحها ، خاصة في خضمّ تحدّى هيمنتها الإمبرياليّة من الصين و روسيا ، وهما قوّتان إمبرياليّتان صار نظام مادورو بصفة متصاعدة أقرب إليهما في السنوات الحديثة ، كما فعل بعدُ مع النظام الإيراني الرجعيّ . - إستعمال جهاز الدولة للقمع الخبيث للذين يعارضونها ، مع السجن الجماعي و العشوائي إلخ ، أدّى بالبعض إلى وصف النظام التشافي بالنظام الإستبدادي أو بالنظام " الدكتاتوري " . وهو كذلك . - " بغضّ النظر عن الإختلافات ، حتّى الإختلافات الكبيرة جدّا و النوعيّة ، في هيكلتها السياسيّة و مؤسّساتها و مبادئها المرشدة ، لكافة الدول مضمون إجتماعي معيّن و طابع طبقيّ معيّن : إنّها تعبير عن العلاقات الإجتماعيّة السائدة ، و بصفة أكثر دوهريّة العلاقات الإقتصاديّة ( علاقات الإنتاج ) ، التي لديها دورا حيويّا و في نهاية المطاف محدِّدا في ما يتّصل بكيفيّة سير و تنظيم مجتمع خاص . و تخدم الدولة حماية و توسيع هذه العلاقات و فرض مصالح مجموعة إجتماعيّة – الطبقة الحاكمة – التي تحتلّ الموقع المهيمن في المجتمع ، نتيجة لدورها في الاقتصاد ، و بوجه خاص إمتلاكها و تحكّمها في معظم وسائل الإنتاج ( بما في ذلك الأرض و المواد الأوّليّة و موارد أخرى ، و التقنية و الهياكل الماديّة كالمصانع ، و ما إلى ذلك ) " . - " في المجتمع الرأسمالي ، الطبقة الرأسماليّة هي التي تحتلّ موقع الهيمنة : هياكل الحكم و سيروراته – و فوق كلّ شيء أجهزة الدولة كوسيلة للحكم الطبقي و القمع الطبقي ( القوّات المسلّحة و الشرطة و المحاكم و السجون و السلطة التنفيذيّة و البيروقراطيّات )- تتحكّم فيها هذه الطبقة الرأسماليّة كطريقة لممارسة حكمها للمجتمع و قمعها لقوى مصالحها متعارضة بدرجة هامة ل و / أو تقاوم ، حكمها . بإختصار ، كلّ الدول أجهزة دكتاتوريّة – لإحتكار السلطة السياسيّة المكثّفة كإحتكار للقوى المسلّحة و العنف " الشرعيّين " – الممارسة من قبل ، و خدمة لمصلحة ، و جوهريّا تخدم مصالح الطبقة الحاكمة و ممارسة دكتاتوريّتها " . (5) - و يستغلّ اليمين الكولمبي الأزمة في فنزويلا ليروّج لبرنامجه الرجعي و يحتال مع " البعبع " بأنّ " كولمبيا ستتحوّل إلى فنزويلا " إذا ما سُمح ل" حكومة اليسار " بكسب الانتخابات مرّة أخرى . " فيكو " غوتياراز ، حاكم مدلين ، و أندراس خوليان رندون ، حاكم أنتيوكيا ، دعيا إلى مسيرات ل " التنديد بالدكتاتوريّة " [ في فنزويلا ] و هما يعبّران عن دعمهما لأدمندو غنزالز و ماريا كورينا ماتشادو . و إنّه لمدعاة للسخرية أنّ اليمين ، شأنه في ذلك شأن عديد الفئات من " اليسار " ، لا يكفّ عن أغنيتهم و رقصهم ضد دعم النضالات العادلة لشعوب العالم ، و و يضعون موضع المساءلة الاهتمام ب " الأشياء الخارجيّة " غير أنّهم يطالبون بالإهتمام ب " الأشياء الخارجيّة " عندما تنسجم هذه الأخيرة مع مصالحهم الرجعيّة. أجل ، فنزويلا تحتاج إلى تغيير جذريّ ، لكن ليس للعودة إلى الخلف ، مع الطبقات الحاكمة التقليديّة معيدين تدوير فكر بنتوفيجى (6)- لأديكوس و كوبيئيآنوس ، اليد في اليد مع إمبرياليّى الولايات المتّحدة الذين كما أشأر إلى ذلك عن صواب بوب أفاكيان ( في كتاب " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " 1:3 [ متوفّر بالعربيّة بمكتبة الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي ] ) ، ما يجلبونه إلى العالم " ليس الديمقراطيّة بل الإمبرياليّة و الهياكل السياسيّة لفرض تلك الإمبرياليّة ". في فنزويلا ، بالضبط مثلما هو الحال في العالم بأسره ، عالم يهيمن عليه من قمّته إلى قاعه ذات النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، هناك حاجة إلى ثورة فعليّة و هناك حاجة للنظريّة الأكثر تقدّما لقيادتها . و تتناسب مصالح الغالبيّة العظمى مع معارضة كلّ ما يقوم به الشياطين الكبار للنظام الرأسمالي - الإمبريالي و إتّخاذ موقف إلى جانب الجماهير العريضة للإنسانيّة كجزء من إنشاء حركة من أجل الثورة ، من أجل الإطاحة بهذا النظام و الإبحار على طريق تجاوز جميع علاقات الإستغلال و الإضطهاد ، و جميع التناقضات العدائيّة التدميريّة بين الناس ، عبر العالم . From Alborada Comunista, website of the Revolutionary Communist Group (GCR), Colombia @ComRevCo | August 2024 هوامش المقال : 1. Although there are no recent official figures, the living conditions survey carried out by the Andrés Bello Catholic University between March and May 2023 estimates that 51.9% of the population is below the poverty line. 2. According to the report “Regional Overview of Food Security and Nutrition — Latin America and the Caribbean 2022” prepared by several United Nations agencies published in January 2023. 3. Harnecker, Marta. Entrevista a Hugo Chávez, 2002. 4. To learn more, visit the American Crime series at revcom.us. 5. “Venezuela coup linked to Bush team. Specialists in the ‘-dir-ty wars’ of the Eighties encouraged the plotters who tried to topple President Chavez.” 6. Preamble, Constitution for the New Socialist Republic in North America (Draft Proposal), authored by Bob Avakian and adopted by the Revolutionary Communist Party, USA. 7. The “Punto Fijo Pact” (October 1958) was an agreement between the main parties of the Venezuelan ruling classes—Democratic Action (AD, “Adecos”), the Independent Electoral Political Organization Committee (Copei) and the Democratic Republican -union- (URD)—to take turns in power and “share the mess” after the overthrow of the chafarota [messy] dictatorship of Marcos Pérez Jiménez. Any resemblance to the “National Front” of Colombia is simple coincidence.
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
باسم - السلام - : تُغرق الولايات المتّحدة حتّى أكثر الشرق ال
...
-
تقرير هام جديد يفضح : شبكة معسكرات التعذيب الإسرائيليّة للفل
...
-
كمالا هاريس و الولايات المتّحدة و إسرائيل : - المصالح المشتر
...
-
بوب أفاكيان – عدد 72 : كمالا هاريس و تيم والز و البقيّة : لس
...
-
الهجوم على السجينات في معتقل أفين بطهران أثناء إحتجاجهنّ على
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 71 : مساندة قتلة و سجّاني عدد كبير
...
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
-
إسرائيل في غزّة : صور [ جديدة ] من الإبادة الجماعيّة
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 69 : مجرمو حرب و مضطهِدون
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 70 : تمرّدات العبيد و الحرب الأهليّ
...
-
و أعمال إسرائيل تجرّ الشرق الأوسط إلى حافة حرب إقليميّة و تخ
...
-
إسرائيل تغتال مفاوض إيقاف إطلاق النار ، و تقصف مدارسا بالقنا
...
-
كامالا هاريس هي و ليس بوسعها إلاّ أن تكون داعمة للإبادة الجم
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 66 : كلّ شيء مرتهن بإيجاد شعب ثوريّ
-
بيان جديد من البنغلاداش : ليسقط نظام الشيخ حسينة الرجعي المل
...
-
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : لن
...
-
بينما كان الحكّام الأمريكيّون يصفّقون للوزير الأوّل و الإباد
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 67 : مجلس كنغرس مليء بالوحوش يهلّل
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 64 : الجنون المتنامي و إحتدام الوضع
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 65 : ماذا لو قَبِل ببساطة الديمقراط
...
المزيد.....
-
الدفاع التركية: تحييد 14 عنصرا من -حزب العمال الكردستاني- شم
...
-
-حل العمال الكردستاني مقابل حرية أوجلان-.. محادثات سلام مرتق
...
-
عفو «رئاسي» عن 54 «من متظاهري حق العودة» بسيناء
-
تجديد حبس المهندس المعارض «يحيى حسين» 45 يومًا
-
«نريد حقوق المسيحيين» تظاهرات في سوريا بعد إحراق «شجرة كريسم
...
-
متضامنون مع المناضل محمد عادل
-
«الصيادون الممنوعون» في انتظار قرار مجلس الوزراء.. بشأن مخرج
...
-
تيار البديل الجذري المغربي// في خدمة الرجعية يفصل التضامن م
...
-
جريدة النهج الديمقراطي العدد 585
-
أحكام ظالمة ضد مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني والجبهة تند
...
المزيد.....
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
المزيد.....
|