|
البسطار الأمريكي والنعجة والذئب
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 07:06
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
البسطار الأمريكي ، بمختلف القياسات والأشكال ، له فضل كبير على النعجة الخليجية . فهو، أي البسطار، سمح للنعجات الخليجيات ولأول مرة منذ الف واربعمائة سنة ، بأن يُرشحنى أنفسهن ، وينتخبنى أنفسهن، ويتشاورن ويُقررن ويجتمعن ويخرُجن من الشرنقة ، ويقلن رأيهن . البسطار الأمريكي تغلب على آلاف الفقهاء والتكفيريين من جماعة الإخوان والوهابية وغيرها من التنظيمات الظلامية وألقى بكل هؤلاء خلفه.
عندما نسأل أي فقيه، أو شيخ، أو حتى قابلة قانونية. عن سبب وضع الحجاب والتمسك الشديد به، تلقى جواياً واحداً: هو من أجل حجب هذه النعجة عن الذئاب ونظراتهم المفترسة ، الذئاب التي تريد التهامها ، وتنتظر رؤية كاحل قدمها أو ثقب اذنها، او نصف حاجب، أو تسمع صوتها، أو تستنشق رائحتها، حتى تنقض عليها وتفترسها. وكأن الكتاب والسنة وآلاف التفاسير وملايين كتب الفقه والتفسير ، ومئات البرامج الدينية، والآالاف المؤلفة، من الخطب والدروس. كلها لم تستطع اطفاء الشعلى الذئبية المتأججة على الدوام والمستعرة في صدر الذئب الرجل. وأصبح لدينا اليوم معادلة واضحة المعالم ، صادقة النتائج ، ويمكن قراءتها من وجهين: - يتناسب عدد المحجبات طرداُ مع عدد الذئاب في المجتمع- وأيضاً ممكن قراءتها على الشكل التالي: كلما زاد عدد الذئاب في المجتمع ازدادت أعداد المحجبات-. ومن النتائج الثانوية الناجنة عن هذه المعادلة ، يتضح أن من يُطالبون وبشراسة بالحجاب هم من أذكى انواع الذئاب البشرية ، فهذا الصنف يعرف حقيقة نفسه ، ويعرف ما يعتمل في صدره تجاه هذه النعجة البريئة ، والتي ذنبها الوحيد أن كل هذا الفقه لم يستطع ردع هذا الذئب المتحفز المتربص.
شخصياً كنت شاهداً على ذبح نعجة استباحها ذئب بشري ، والد العريس، والذي لم يستطع أن يتمالك نفسه، عند رؤية عروس ولده، وفي ليلة زفافها، فافترسها، وخلف بركة من الدماء ، تُساوي حجماً بركة لوزان السويسرية، والتي يتحلق حولها جماعة اللإخوان وأعوانهم من الذئاب البشرية. العيسر الولد ، لم يستطع أن يفتح فاه . وتم تسجيل الواقعة ووضع اللائمة على عدم دراية الولد ومعاشرته الشرسة لهذه الطفلة البريئة، وحكم فيها شيخ ضرير البصر والبصيرة، وضاع دم هذه الطفلة. كانت في الثالثة عشر من عمرها. وحقيقة لا نعرف ما جرى في المحكمة ، ولكن الذي عرفناه بعدها، أنه لم يتم اعتقاله ولا ليوم واحد .
وقالت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير لمراسلها على مطير الثلاثاء 19-12-2006 أن حالة من الوجوم سادت في جدة، خلال اللقاء التعريفي بجمعية حماية الأسرة (تحت التأسيس) ـ على ملامح الحضور خلال عرض تسجيل صوتي لشابة في العقد الثاني تحدثت عن تجربتها المرة باغتصاب والدها لها وشقيقتيها معها لسنوات منذ طفولتهن قبل أن تقوم هي بإبلاغ الجهات المختصة لتوقيع العقوبة اللازمة وإصدار الحكم بحقه.
كما تحدثت صحيفة الحياة في نفس اليوم ، عن خمسين حالة حمل بطريقة((زنى المحارم)). والتي يبدو أنها ستُصبح شرعية قريبا اذا ما اقتنع بها الزنداني.
هذه الذئاب ، لا أعتقد أن الحجاب يكفيها، بل هي بحاجة الى صناديق مقفلة على اربع عجلات، توضع فيها المرأة ، ويتم سحبها من قبل زوجها أو والدها . وعدم السماح بأي فتحة في الصندوق. ومن أجل زيادة في الاحتياط ، يجب وضع جميع الصناديق ، في حفرة يزيد عمقها على عشرة أمتار، والقاء الطعام لهن من الأعلى.
الكبت refoulement: تغييب الرغبة ، الرغبة وما تمثله من خطر الخروج من الذات للاندماج بآخر، والآخر غير موجود الا بشكل الأخ أو الأب أو الأخت أو البنت أو الأم أو الجدة.
هذه الرغبة الجنسية والتي ارتبطت في الطفولة الباكرة بتأزم وتحريم لاندراجها في ما يُسمى عقدة أوديب : اذ ان معشوق الطفل الأول ، الذي يُتخذ نموذجاً لكل معشوق لاحق ، انما هو شخص محرم (الوالدة بالنسبة للطفل الذكر ، الوالد بالنسبة للطفلة الأنثى. ويكبر الطفل، وتكبر الطفلة، ولا يجد أمامه الا أمه ولا تجد أمامها الا أبيها. هذه العزلة الخانقة، والتي لا يرى فيها أحد الجنسين ، شخص من الجنس الآخر ، تجعله يعيش جحيما جنسيا، لا يخرج منه الا عن طريق المحارم الموجودة بقربه، فهي وحدها التي يُشاهدها، بعد أن تم عزله وبشكل نهائي ، سواء في المدرسة أو الشارع، أو الجامعة عن الآخر الذي يتشوق اليى لقائئه. وينتقل الى مرحلة الاندماج مع من يُشاهده ويلعب معه ويدرس معه، ويعيش معه. ولن يجد الا شقيقته في المنزل، أو زميله في المدرسة او العمل، وفي كلتا الحالتين، يغرق في مستنقع زنى المحارم أو المثلية، والتي نلاحظها كثيرا في المجتمعات المكبوتة أياضاًويُغذي كل هذا لاحقاً القمع الاجتماعي للجنس ، عبر حجب الجنس الآخر ، ومنع الاختلاط .
يعيش الذئب انقساماً داخلياً ، يُقطع بموجبه عن ينابيع حيويته واندفاعه ، ويُحرم من زخم طاقة اساسية في كيانه . هذه التجزئة الكيانية لا تسمح له بأن يلتزم كلياً في مواقفه وأعماله وعلاقاته.مقابل ذلك ، فان هذه العزلة القاتلة ، تؤدي الى تغييب الطاقة الجنسية ، هذه الطاقة المغيبة تُعزل عن الشخصية الواعية ، فتبقى، من جراء ذلك ، على فظاظتها وهمجيتها وذئبيتها ، اذ لا تتاح لها فرصة التفاعل مع العقل والمبادئ والقناعات والقيم ، كي تتهذب وتتلطف وتتحضر.
هذا الذئب برغبته المخفية يُصبح أكثر قلقاً ، فهو يشعر بها ولو بشكل مبهم لا يعرف كنهه ، قابعة في أعماق أعماقه ، مُتربصة به بكل هيجانها البدائي الخام الذئبي ، فيحيا في حذر وتوتر يُنغصان عليه عيشه، ويحرفانه عن الطريق السوي.
هذه الرغبة المكبوتة ، بين أضلاع هذا الذئب ، لن تبقى كامنة أبداً، ولكنها ستنفجر ، مثل طنجرة الضغط المغلقة باحكام والمعدومة التنفيس، ويؤدي هذا الانفجاار الى سلوك وحشي مدمر، يخرق كل الشرائع ، ويتجاوز كل القيم الأخلاقية والانسانية.
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليس المسيحيون فقط من يخافون حكم الإخوان يا سليمان! اوقف حوار
...
-
وقد حلم مرة ان يكون اول رئيس شيعي لجمهورية لبنانية جديدة
-
ردت سوريا باستراتيجية النفس الطويل . وبدأت تسهيل دخول طلائع
...
-
لعنة أصبحت نبوءة--قراءة في لعنة وطن
-
القبض على قاتل الحريري
-
هيبة أمريكا ومصداقيتها--الى أين؟
-
كذبة اسمها : مواطن
-
خلية معارضة في الأردن
-
من يذبح لبنان المسيحي؟
-
كيف تدعي اسرة بمثل هذا الفساد ، ولها هذا الارتباط بالشيطان ا
...
-
السيد-الجنرال-اشترِ ولا تبع.
-
الصورة اصدق انباءً من الكتب
-
الاسلام بين النفاق وانفصام الشخصية.--وبعد ان قبل اخاه الملك
...
-
عمولات، تقابلها انتهاكات،---.تم اعدام الأميرة رميا بالرصاص ب
...
-
التعيينات في سوريا تتناسب عكسا مع قيمة الزاوية الناتجة من ال
...
-
بحث في اله ليبرالي
-
مسالخ السعودية والنظام القضائي
-
انتهاك حريات--دينية--رق--عبودية--5
-
بيير الجميل--ويستمر الجرح المسيحي ينزف
-
حقوق الانسان عند اصدقاء امريكا--4--
المزيد.....
-
وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه
...
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|