أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - النفس في الذات الانسانية / الفطرة














المزيد.....


النفس في الذات الانسانية / الفطرة


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 8077 - 2024 / 8 / 22 - 00:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن رحلة الذات نحو العلم كانت طويلة جدا ــ في بداياتها ــ في سعي دائم لتسخير الطبيعة وامكاناتها لخدمة الذات لمعرفة الحقيقة حول ماهية هذا الكون الذي تعيش فيه ، وكان دافع الذات هو تحقيق حياة أفضل من خلال السيطرة على الطبيعة والتحكم بأدواتها . بدأت الذات بطرح الكثير من الأسئلة وللإجابة عليها كان لا بد من نسج الكثير من القصص والخرافات والاساطير التي تدور في فلكها كائنات تمتلك قوى خارقة تتحكم في الكثير من الظواهر الطبيعية ، وتفرعت الاسطورة إلى عدة أساطير وتعمقت في وجدان الذات الانسانية لتصبح جزء منها لتضفي عليها نوع من القداسة والرهبة والغموض ، وتحكمت الاساطير والخرافات بإقنوم الروح والوجدانيات والجسد ، لتتسع ملكة الخيال ولترتفع وتسمو قداسة كائنات الأساطير حيث نسبت إليها خلق الكون والوجود وحتى بعض الآلهه . ووقفت الاساطير كحائط صد يحد من استعمال اقنوم العقل والتفكير العلمي والمنطقي للكثير من الظواهر لتفسير هذا العالم ، وكل مسألة أو حدث عجزت عن تفسيره الذات كان يعزى إلى قوة ( الآلهه ) لتبرير العجز عن استيعابها أو عن الأجابة او تفسير أي ظاهرة وإن كل ما حدث وما زال يحدث هو بقوة الألهه ( فوق الطبيعة ) خارج حدود العقل والوعي والإدراك ، بقي الأمر كما هو ، وبقي اقنوم العقل في حالة من الجمود لأنه عاجز عن امتلاك تفسيرات حول كل ما يحدث في هذا العالم من حوله . توسعت الاساطير وتم تسمية الآلهه بأسماء وتصنيفها إلى أنواع ومهمات مسؤولة عنها وكل إله له تخصصه المنوط به لاستمراية هذه الحياة ، هناك إله للسماء وأخر للأرض وأخر للماء وإله للخصب وإله للحياة وأخر للموت . ... الخ .
ولأن ( الدين ) قضية فطرية لدى الذات الانسانية ــ حيث لا توجد قوة قادرة على إلغاء هذه القضية ــ إذ أن الكثير من التعاليم والارشادات والنظم تم وضعها في قالب ديني لتكون الخطوط العريضة لضبط المجتمع وتحديد العلاقات ما بين أفراده وأيضا لتكون مثار بحث وتساؤلات في المنظومة الوجدانية من خلال مخاطبة أقنوم الروح عن قدرات الآلهه . وتم نسج الاساطير حول صراع الالهه ومغامراتها وقصص الحب والكره والانتقام ، على أن اقوى الصراعات كانت بين آلهة الخير وآلهة الشر لأن محور الحياة ــ في مرحلة ما ــ يرتكز على هذين المفهومين .
ولأن الذات الانسانية هي جوهر ومضمون بحد ذاتها خلقها الله بأحسن صورة ونفخ فيها من روحه وسخر لها جميع المخلوقات وكل ما من شأنه تحقيق السعادة لها ، كما ميزها عن سائر مخلوقاته بالعقل ، وعلى الرغم من كل ذلك بقيت الذات لغزا لم تُكتشف حقائقها بعد ، فكل ما في الوجود ــ خارج إطار الذات ــ إحتواه إقنوم عقل بداخله من خلال الوعي ليمر في اللاوعي ويستقر في العقل الباطن لزيادة المخزون من المعلومات المختلفة ــ ( صور ، رموز ، حركات الجسد . ... الخ ) ــ والتجارب والخبرات .
إن اقنوم العقل الذي ميزه الله عن سائر المخلوقات هو المحرك للذات من خلال استقبال المعلومات والصور والرموز لتذكرها والابداع في رسم صور ذهنية تحاكي ــ بل تكاد تتفوق ــ ما استوعبه العقل ، وأصبحت حياة الذات تسير من إبداع إلى إبداع من خلال تحقيق غايته بالتواصل مع هذا الكون في مسيرة حياته للوصول إلى الغاية المنشودة في العلم والمعرفة وتسخير الطبيعة وكل ما عليها لخدمة الذات ، ولهذا تخلى أقنوم الروح عن الكثير من مساحة سيطرته ليسمح للعقل بالإنطلاق أكثر والخروج من حالة الكمون إلى الانعتاق ــ ولو نسبيا ــ لأن انطلاق العقل هو أيضا يخدم اقنوم الروح لتستمر الذات في التعايش مع حالة الوعي تدريجيا للوصول إلى فهم حقيقي للوعي لتحقيق استقلالية اقنوم العقل وربما احتاج العقل إلى سنوات طويلة جدا للتطور لأن قبل ذلك كانت الفطرة هي المحرك الاساسي للذات الانسانية .



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاميرا
- النفس في الذات الانسانية / الروح والعقل
- النفس في الذات الانسانية / فكرة الموت
- النفس في الذات الانسانية /المعايير ووعي الوجود
- وتقاعد الشيطان /مسرحية ج2
- وتقاعد الشيطان
- لا تليق بك إلا الشهادة
- النفس في الذات الانسانية / سلطة العقل
- النفس في الذات الانسانية / سلطة الضمير (2)
- النفس في الذات الانسانية / سلطة الضمير (1)
- النفس في الذات الإنسانية / من أنا ؟؟؟
- التوافق مع الذات / العلاقة بين الأقانيم (2)
- النفس في الذات الانسانية / العلاقة بين الأقانيم (1)
- النفس في الذات الانسانية / الذات والاستجابة للمثيرات (2)
- النفس في الذات الانسانية / الذات والاستجابة للمثيرات (1)
- النفس في الذات الانسانية / التوافق في العلاقات الانسانية وال ...
- النفس في الذات الانسانية / التوافق في العلاقات الانسانية وال ...
- النفس في الذات الانسانية / التوافق مع الواقع (2)
- التوافق مع الواقع (1)
- خلونا نتحزب (ج2)


المزيد.....




- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...
- إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي ...
- ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد ...
- إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
- شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
- السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل ...
- الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين ...
- الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
- -حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - النفس في الذات الانسانية / الفطرة