أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق أبو شومر - هل أزالت حرب إبادة غزة (ديموقراطية) إسرائيل؟














المزيد.....

هل أزالت حرب إبادة غزة (ديموقراطية) إسرائيل؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 8075 - 2024 / 8 / 20 - 22:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هل تتمخض حرب الاستئصال في غزة عن زوال ادعاء إسرائيل بأنها الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط؟ سؤال لن تكون له إجابة قاطعة، ليس فقط لأننا لم ننجح حتى اليوم في صياغة استراتيجية نضالية فلسطينية موحدة، ولكن لأن الأحداث ما تزال جارية حتى الآن!
اعتمدت إسرائيل منذ بداية تأسيسها على صباغة وجهها بعدة أنواع من الماكياجات، لبست أقنعٍةً زائفة لإخفاء وجهها الحقيقي، نجحت في إخفاء أنها إثنية عنصرية فاعتمدت منذ تأسيسها على طلاء وجهها بالمساحيق التالية: استخدمت أولا مرهم صهيوني (أساس) اسمه "حركة تحرر وطنية صهيونية علمانية" تسعى لجمع شتات يهود العالم المضطهدين بزعم عودتهم إلى موطنهم الأصلي، فأبرزت نظاما سياسيا برلمانيا، قام اليساريون باعتماده نظاما انتخابيا في الكنيست، مع الفصل بين رئاسة الحكومة ورئاسة الدولة! تمكن هذا المرهم من إخفاء طاقية الحاخامين، فظهر أن مؤسسيها كلهم علمانيون، على رأسهم هرتسل، وبن غريون كان الاثنان وجهين مكياجيين زائفين، هذا الماكياج أنسى العالمَ كلَّه أن اسم الحركة الصهيونية مستنبط من التراث الأصولي الديني اليهودي الخالص، (جبل صهيون، جبل الإله الخالد) ولم يتنبه كثيرون إلى سر العدد 120 عضوا في الكنيست هو العدد المطلوب توفره في أيه انتخابات يهودية دينية أصولية، وله مدلولات توراتية، منها أن عدد 120 هو عدد سنوات عمر النبي موسى، وعدد سنوات بناء سفينة نوح!
ولترسيخ ماكياج الديموقراطية الزائفة في إسرائيل سمحوا للفلسطينيين المقيمين، (عرب إسرائيل) أن يشاركوا في هذه الانتخابات ولو كانت مشاركتهم محكومة بمواصفات خاصة!
إكمالا لمساحيق مكياج الديموقراطية، قام المخططون الإسرائيليون في بداية تأسيس إسرائيل بوضع ستار كثيف من الطلاء (الماسكراه) على وجه إسرائيل الديموقراطية، أخفى هذا الطلاء صورة التطرف الحريدي الأصولي، أخفوا إيمان هؤلاء العنصريين بأن كل من هو غير يهودي هو (غوي) لا يستحق إلا أن يكون خادما فقط لشعب الله المختار، حتى أن، عوفاديا يوسيف حاخام السفارديم الراحل عام 2013م قال في درسه الأسبوعي: "خُلق الغوييم على صورة البشر ليخدموا فقط اليهود (الأفندية)!"
وفي الإطار نفسه أخفى الماكياج صورة المرأة اليهودية عند الحارديم أخفى أنهم يعتبرون المرأة نجاسة، ينبغي عليها أن تخضع لطقوس طهارة قاسية حتى تقترب من الذكر، ويجب عليها ألا تسير في ممرات الرجال، وأن تلتزم بألبسة صممها الرجال أيضا، وفي الوقت نفسه رشوا على وجه إسرائيل الزائف بودرة مكونة من صور النساء اللائي يسبحن في شواطئ تل أبيب، وصور المجندات المتحضرات في جيش إسرائيل!
ثم وضعت إسرائيل على شفتيها أحمر الشفاه (قلم روج) وهو الكيبوتس الشيوعي الاشتراكي لمغازلة الأنظمة الاشتراكية والشيوعية في العالم، وجعلت من الكيبوتسات مراكز لبث الفكر الصهيوني التحرري! تمكن أحمر الشفاه هذا من إخفاء تشقق الشفاه الأصولي، أخفى في طياته؛ أن حق العودة لهذه الكيبوتسات هو لليهود فقط، وحق التجنيس لأبناء اليهوديات فقط، وحق استئجار الأراضي الحكومية لليهود فقط!
حتى يكتمل ماكياج إسرائيل الزائف نجح مخططو إسرائيل في التركيز الإعلامي على محيطهم العربي، أبرزوا عيوب العرب باعتبارهم إرهابيين ديكتاتوريين يقمعون الحريات، استطاعت إسرائيل خلال القرن الماضي إقناع أكثر دول العالم بأن حروبها ضد العالم العربي حروبٌ مبررة، حروب دولة ديموقراطية! على العرب الديكتاتوريين، مع أن المؤرخين الجدد في إسرائيل وعلى رأسهم آفي شلايم، وإيلان بابيه، وسمحا فلابان قالوا بأن كل حروب إسرائيل ضد العرب لم تكن شرارتها الأولى عربية، بل هي إسرائيلية.
أدرك كثير من الكتاب الأجانب في بداية الألفية الثالثة، بمن فيهم اليهود خطر هذه الأصولية اليهودية على العالم كله، ومنهم الكاتب (دافيد هيرست) الذي قال في كتابه البندقية وغصن الزيتون: "إن الأصولية اليهودية هي أكبر مهددات الديموقراطية في العالم، يبلغ مؤيدوها أكثر من ربع سكان إسرائيل، إنها شديدة العداء للآخر، وهي أكثر بكثير من نسبة المتطرفين المسلمين، وإذا نجح الأصوليون اليهود حينئذٍ لن تصبح إسرائيل واحة للديموقراطية في الشرق الأوسط، كما يحلو للأمريكيين أن يصفوها، لأنها ستطبق السيادة الإلهية المملوءة بالقسوة والغضب، وسوف تُخضع الجميع لسلطة الهلاخاه (الشريعة)، وسيقتصر تفسير الشريعة على الحاخامات، وسيحكم البلاد مَلِكٌ يختاره الحاخامات، وسيتم الفصل بين الرجال والنساء، وسيُقتل الزناة، وسيُرجم كل من يقود سيارته يوم السبت، وسيتم القضاء على الوثنية المسيحية، (من كتاب البندقية وغصن الزيتون، لدفيد هيرست ص54)
سأظل مؤمنا بأننا نحن الفلسطينيين نحتاج إلى استراتيجيات مواجهة، تفهم طبيعة تأسيس إسرائيل، لغرض إزالة ماكياج إسرائيل الزائف، وإبرازها على حقيقتها العنصرية في كل الساحات، فهي بعنصريتها تهدد العالم بأسره وليس فلسطين فقط، ومن ثم وضع استراتيجيات تختلف كثيرا عما تؤمن به معظم أحزابنا الفلسطينية التقليدية السلفية حتى اليوم، وهي التي تؤمن بأن المقاومة المسلحة (العشوائية) هي فقط الطريق الوحيد للتحرير والخلاص!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة أفلاطون في خيمة اللجوء!
- إسرائيل أو أمريكا أيهما القائد؟!
- Baby Sitter من الإيباك لكل عضو كونغرس أمريكي!
- قصة فرن الطين وسط خيام النازحين
- إعلام التضخيم والتقزيم!
- الترنسفير القسري والطوعي!
- احذروا الاحتراب بين العائلات في غزة!
- قصة من غزة ..عبوات غذائية متفجرة!
- لوحات (غرونيكا) في غزة!
- الموساد يهدد قضاة العدالة!
- هل الأونروا منظمة دولية إرهابية)
- قضايا فلسطين المركزية!
- مضيفة الطائرة لا سامية!
- مظاهرات الطلاب الأمريكيين مؤامرة روسية صينية!
- برفسورة يهودية تدعو لنبذ الحركة الصهيونية!
- خطط إسرائيلية لاستبدال الأونروا!
- إلى فقهاء التحليل السياسي!!
- اربطوا أحزمتكم، أنا من غزة!
- إسرائيل جندت بلاك ووتر في غزة!
- المرأة الفلسطينية المهَجَّرَة في معسكرات اللجوء!


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق أبو شومر - هل أزالت حرب إبادة غزة (ديموقراطية) إسرائيل؟