أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد بركات - إلى أين تذهب الانتفاضة؟















المزيد.....


إلى أين تذهب الانتفاضة؟


خالد بركات

الحوار المتمدن-العدد: 1771 - 2006 / 12 / 21 - 11:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ اوائل القرن الماضي تعرّف الشعب الفلسطيني على معنى " الهوجة " و " الهَبَة " و" الاضراب " و " المظاهرة " و " الثورة " و " حرب التحرير " و " الانتفاضة الشعبية " . وكان الشعب الفلسطيني يؤكد رفضه ومقاومته للاستعمار وللهجرة الصهيونية في ان ، ولم يقبل باشكال الوصاية العربية الرجعية ، فانتفض عليها . ورفض وجود الكيان الاسرائيلي العنصري في وطنه فلسطين وظل يرفضه حتى الان . يمكن القول ، بان الانتفاضة الفلسطينية ، التي بدات مع وعد بلفور ، لما تزل مستمرة حتى اللحظة الراهنة ، انتفاضة واحدة في جوهرها ، باعتبارها تكثيف حيّ للارادة الشعبية الفلسطينية في فعل مقاوم وجماعي ينشد التغيير والانعتاق . ولكن ، مع كل انتفاضة فلسطينية ، كان الشعب الثائر يقف امام سياسة فلسطينية تتلعثم في المعركة وتسقط في اول الطريق ، انها القيادة الفلسطينية التقليدية ، رعوية الفكر ، هشة الوعي والانتماء...

منذ هبة البراق في العام 1929 وحتى انتفاضة الاقصى في العام 2000 ، مرت مياه كثيرة تحت جسر النضال الوطني الفلسطيني ، تغيرت الاسماء وتبدلت الرموز ، حتى ألوان العلم الفلسطيني تغيرت ، الرايات والشعارات والاحزاب واسماء الصحف تغيرت هي الاخرى ، وظل الانسان الفلسطيني يشهر السلاح والقول الصريح وينتفض في وجه الاحتلال . وظل الانسان هو القضية كما قال الشهيد الاديب غسان كنفاني . لكن لماذا لا تنتصر الانتفاضة ؟ الى اين تذهب ؟ ولماذا لا تحقق الجماهير الفلسطينية اهدافها ؟ رغم كل التضحيات والعذابات ؟!

تنطلق إنتفاضة الشعب الفلسطيني هادرة ونبيلة ومبشرة ، ثم ما تلبث ان تسكن الى ذاتها مرة اخرى وتعود لبيوت التنك والصفيح ، الى بذرتها الاولى ، في المخيمات والقرى البعيدة ، وتكون منهكة ومتعبة ومطعونة بعد ان شيعت الالاف الشهداء . تعود الى اللذين صنعوا شرارتها الاولى وسهروا على نارها ودفعوا كل شئ مقابل ان تبقى شعلتها مستمرة . وتذهب الانتفاضة الى حقائب مدرسية صغيرة ، تتوارى في سلال فلاحة من قرى رام الله وتختفي نار الانتفاضة بين دفتي كتاب مدرسي لولد يكبر في المنافي والمخيمات ومطلوب منه ان يتصالح هو الاخر مع الواقع وينسى . ان بن غوريون هو الذي قال : يموت كبارهم وينسى اطفالهم!

تولد الانتفاضة كحالة ثورية متقدمة في الصراع مع العدو الصهيوني . وتأخذ شكل المبادرة الشعبية بامتياز ، وتؤكد مع كل فعل على جوهرها الديموقراطي والانساني . ولانها ثورة ، ضد عدو مركب الابعاد والاضلاع : أجنبي مستعمر ، صهيوني محتل ، عربي رجعي وفلسطيني فاسد ، يتكاثر حولها الاعداء ويشتد الحصار وتزفر عجلة " الدبلوماسية الامريكية والاوروبية " وينعقد مجلس الامن ، كل ذلك لاجهاض هذا النموذج الخطر والقاتل . وتفتح الانتفاضة افاقا وفضاءات رحبة امام قوى الامة وهي تنشد التغيير والتحرر . تصبح الحقيقة الوحيدة التي تفرض سطوتها على كل المشهد وهي مزلزلة تهدد مصالح الاستعمار الاجنبي . تنثر الانتفاضة امل النصر وتستعيد شئ من الكرامة العربية المسفوكة بين انتفاضتين . رغم كل ذلك ، تتحول ثورة الفلسطيني الى لعنة ، وعلى يد القيادة الصغيرة ، تصير الثورة كائنا مشوها وملعونا يستحق الرجم والحصار ؟!

كان الباشا العربي يستجدي العرش البريطاني كي ينصفه . وكان السيد الاقطاعي ( النشاشيبي او الحسيني لا فرق ) يتنكر للفلاح العنيد الذي صعد الى الجبال في ثورة العام 1936 – وقد باع سوار زوجه واشترى بندقية . وبعد ثورة مسلحة دامية ، واضراب استمر لاكثر من 6 شهور ، وبعد مئات الشهداء والجرحى ، وجد الفلسطيني نفسه اكثر جوعا واقل ارضا ، يقف الان عاريا امام المنظمات الصهيونية – الارهابية . ذلك انه صدق حديث الباشا ووعوده . وبعد عقود من الزمن العربي الردئ ، يطل علينا المسؤول " الحديث " و" المعاصر " ليلعن المقاومة ويرمي عليها كل الصفات البذيئة بعد ان تحول هذا السلطوي الى " واسطة كبيرة " بين جمهور فلسطيني مقاوم واحتلال صهيوني لا يشبع .

الفلسطيني يدفع ثمن ثورته ، مرّتين على الاقل : مرة للمحتل ودبابته ومقاصله وسجونه وجرافاته ، ومرة اخرى للقوى المحلية المرتهنة لارادة المستعمر المحتل . تتذرع القيادة الفلسطينية ب " جوع الناس " و " فك الحصار " كي تبرر هزيمتها وتراجعها ، وهي لا تجوع ولا تعيش الحصار أصلا . وحين تقدم التنازلات للعدو تسمي ذلك " تكتيك " وتصير الهزيمة " اتفاق " والصفقات " شطارة " والدعارة " تجارة " وتضييع كل المسافة الفاصلة بين الكذب والصدق ، بين التكتيك المشروع في الثورة وبين الخيانة الوطنية ، بين ما ينتمي للدجل السياسي وما ينتمي للتغيير الثوري

وتضييع حقوق البشر...

يتعثر الانسان الفلسطيني في شباك قوى الواسطة والفساد ، شخوص تتحدث عن امكانية للتعاون والعمل المشترك مع العدو الصهيوني اكثر مما تتذكر اوجاع المخيم . وترفض في الوقت ذاته اية شراكة مع القوى الشعبية الفلسطينية ، بل تستأسد على الغلابا في قطاع غزة بينما تقف ذليلة ومهزومة امام العدو في العقبة وشرم الشيخ ؟ لقد عودتنا القيادات الفلسطينية التقليدية ، منذ الحاج امين الحسيني وحتى الحاج أبو مازن ، عودتنا ، على ان نختار دائما بين ما هو سئ وما هو اسوأ جدا ! هذا هو الدرس الفلسطيني الاول الذي يتكرر في تاريخنا الغابر : اذ بعد كل انتفاضة ننتهي الى انتكاسة جديدة ؟

ومع ابو مازن نترحم على زمن عرفات ، ومع عرفات كنا نترحم على زمن مضى ...وهكذا !

تبدأ الانتفاضة عفوية ومجلجلة في انطلاقتها " فينتفض " معها المسؤول الفلسطيني ليصادر الفعل الشعبي الديموقراطي وينقلب عليه . انه موظف صغير يعبث في مصير قضية وطنية كبرى ، وان مهمته المركزية ، الان ، هي تكييف وتطويع كل مواجهة مع العدو ، حتى لو كانت مواجهة سياسية وسلمية . ان دور المسؤول الفلسطيني الفاسد الذي على شاكلة محمد دحلان وياسر عبد ربه وسري نسيبة ونبيل شعث وغيرهم من هياكل ورقية هو خصي كل مبادرة شعبية وحشرها في زواريب ضيقة على طريق اجهاضها .

ينقسم الشعب الى مراتب ووظائف ، فهناك من هو معد سلفا للموت والسجن والطرد والعذاب والملاحقة واللجوء ، وهؤلاء ، لا علاقة لهم في صنع القرار السياسي ، وهناك فلسطيني اخر ، امريكي الهوى ، صنع للتخريب والفساد واشاعة الفوضى وتعميم الهزيمة


19 ديسمبر 2006.



#خالد_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرمت سيارته.. الداخلية القطرية تتحرك ضد -مُفحط-
- المفوضية الأوروبية تعلن تحويل دفعة بقيمة 4.1 مليار يورو لنظا ...
- خنازير معدلة وراثيا..خطوة جديدة في زراعة الأعضاء
- موسيالا -يُحبط- جماهير بايرن ميونيخ!
- نتنياهو يؤكد بقاء إسرائيل في جبل الشيخ بسوريا
- فون دير لاين: الاتحاد الأوروبي يعد الحزمة الـ16 من العقوبات ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا فقدت 210 جنود في محور كورسك خلال يو ...
- رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م ...
- سوريا: المبعوث الأممي يدعو من دمشق إلى انتخابات -حرة ونزيهة- ...
- الجيش الإسرائيلي يعترف بتسلل مستوطنين إلى لبنان


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد بركات - إلى أين تذهب الانتفاضة؟