حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)
الحوار المتمدن-العدد: 8075 - 2024 / 8 / 20 - 14:22
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الطبشور أو الطباشير صخر رسوبي أبيض ناعم ذو حبيبات دقيقة، وشكل من أشكال الحجر الجيري.
لكن هذا الطبشور يوشم أهم ذكرياتنا في المدارس قبل أن تستبدل الطبشورة بالأقلام والصبورة بأجهزة العرض والكمبيوتر اللوحي ، بتنا نحن جيل الطباشير نشعر وكأننا جئنا من العصر الحجري حينما نشاهد هذا الكم من التطور والتغير في التعليم وأساليبه وأدواته، بتنا نشعر وكأننا من عصور بائدة يفصل بيننا وبين اليوم ملايين السنين، تماما كما يفصلنا عن العصر الطباشيري 65,000,000 مليون سنة ماضية مثلاً، العصر الذي انتهى بكارثة أدّت إلى انقراض الديناصورات نهائيًّا.
في العصر الطباشيري كانت الديناصورات لا تزال تواصل سيطرتها على اليابسة. خلال هذا الوقت، ظهرت مجموعات جديدة من الثدييات والطيور، وكذلك النباتات المزهرة، حتى انقرضت بلا رجعة وطويت صفحتها في التاريخ كما يطوي الزمن كل الصفحات..
ترى هل شعرت الديناصورات كما نشعر اليوم بأن عصرها انتهى مع ظهور أشكال أخرى من الحياة؟
نعم أحن إلى عصر الطبشورة، إلى الطباشير البيضاء والملونة عندما كانت تترك أثرها على أيدينا وننفض غبارها ليتساقط على الأرض، القديم جميل دائماً وأبداً مهما بدا بدائياً وسخيفا، وحدها الذكريات التي تشعرنا كم كبرنا حتى دون أن نكبر،،
كانت أداتنا في التعبير، حين نتقاذها على بعضنا البعض، بل والأداة الأسرع في يد المعلم ليقذفها على أي تلميذ يثرثر أو يغلبه النعاس.
الطبشورة لم تكن مجرد طبشورة، فهي من أقدم الوسائل التعليمية المستخدمة في حقل التعليم، وأكثرها توافرا وانتشاراً وأهمية في ذلك الوقت في جميع الصفوف، والمدارس.
نعم تطورت كما كل شىء تطور في مدارسنا الحديثة وأصبحت معظم الأجيال الجديدة لا تعرفها أو تستخدمها، بسبب طغيان التكنولوجيا حتى في الوسائل التعليمية، وبالكاد يستخدمها أحد بسبب الانجذاب للأقلام الزيتية.
لهذه الأقلام الكلسية وصوت احتكاكها المزعج بالخشب خصوصيتها ونكهتها، بل يكفي أنها كانت بيضاء كقلوبنا الصغيرة آنذاك.
#حنان_بديع (هاشتاغ)
Hanan_Badih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟