أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - دراسة في نقد - بعض الكتابات العربية حول حرب غزة -. الجزء الأوّل.















المزيد.....

دراسة في نقد - بعض الكتابات العربية حول حرب غزة -. الجزء الأوّل.


نزار فجر بعريني .

الحوار المتمدن-العدد: 8075 - 2024 / 8 / 20 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"...أنّ النقد هو السبيل لإنتاج المعرفة، وأنَّ ما من فكر إلا وينطلق من موقع سياسي محدد هو زاوية النظر التي يقرا منها المفكّر الأحداث ".
" مهدي عامل ".
دراسة بعنوان "
في نقد " عن بعض الكتابات العربية حول حرب غزة ".
"
الجزء الأوّل:
يقدّم السيد زياد ماجد (١)على منبر " القدسُ العربي "، تحت عنوان " عن بعض الكتابات العربية حول حرب غزة" سردا تفاصيلا (٢) لما حصل من تحوّلات نوعية في الرأي العام السياسي والشعبي ، وعلى المستوى الحقوقي والرسمي ، الأوروبي والعالمي والأمريكي، لصالح قضية الشعب الفلسطيني ، مؤكّدا على ضرورة إدراك أبعاد ما نتج عن حرب اسرائيل العدوانية الانتقامية من انتهاك لحقوق الإنسان ومجازر، عرّت حقيقتها العنصرية وأدّت الى ما حصل من تغيير حقيقي في الرأي العام الشبابي والطلابي، قد يغيّر سياسات الحكومات تجاه قضية الشعب الفلسطيني ،وبالتالي تغيير موازين قوى الصراع لصالح القضية السياسية الفلسطينية؛ وهي من الأهمية بمكان لإعادة قراءة حدث هجوم طوفان الأقصى بما يستحقه ، خاصة على صعيد لا منطقيّة تحميل حماس مسؤولية مجازر الجيش الإسرائيلي ،أو إعطاء مبررا للحرب الإنتقامية ، تاركا للقارئ حرية الوصول إلى الاستنتاج " بفضل" حماس ....وبانتصارها!
أوّلا ،
رغم الطابع الحواري الذي يأخذه الطرح ، والموقف الحيادي الذي يحاول الكاتب تقمّصه ، لايخرج في تقديري عن إطار ما يروّج على صعيد الثقافة السياسية من أجل " توجيه " الرأي العام ، وهو ما أحاول توضيحه في هذه المقاربة النقدية لما يذهب إليه مقال السيد ماجد، في النهج و المقدمات والاستنتاجات .
بداية، في منهج القراءة، لا أرى من الموضوعية تغييب عوامل السياق التاريخية لهذه المرحلة من " حرب غزة " التي أطلقها هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر ، سواء التي ترتبط بالعلاقات التاريخية" الجدلية" بين حماس وسلطة الاحتلال، و حماس والسلطة الفلسطينية ، وما فرضته من قواعد اشتباك في معادلات الهدن والحروب في صيرورة متواصلة منذ ١٩٨٧ وحتى فجر السابع من أكتوبر، أو التي تتعلّق مباشرة على الصعيد الإقليمي بحيثيات وخطوات وإجراءات مشروع التطبيع الإقليمي الأمريكي الذي أطلقت واشنطن صيرورته منذ مطلع ٢٠٢٠ ، وما وجّبته في سياسات واشنطن في مواجهة عواقب الهجوم الحمساوي والحرب الإسرائيلية الانتقامية، التي أظهرت في سياقات الحرب تقاطعا مع مصالح حماس والنظام الايراني، وتعارضا مع رؤية اليمين الصهيوني حول مآلات الحرب واهدافها ، خاصة فيما يتعلّق بمصير حماس !
في هذه اللحظة السياسية والعسكرية الفارقة، (وما قد ينتج عنها من عواقب على خطط ترتيب شروط السيطرة الإقليميّة الأمريكية لحقبة ما بعد ٢٠١٩، بات جليّا أنّ التناقض في سياسات واشنطن "وتل أبيب" حول مستقبل وجود ودور حماس في إطار تسوية سياسية" فلسطينية/ إسرائيلية" تسعى إليها واشنطن بقوّه لكونها أحد متطلّبات نجاح جهود التطبيع الإقليمي)، من الطبيعي أن تصبح سياسات واشنطن تجاه حكومة الحرب، وخططها لإنهاء دور حماس وتوريط إيران في حرب شاملة،العامل الرئيسي الذي فرضّ نهج الحرب العدوانية الإسرائيلية ، وما تخللها من مناورات للتملّص من " الهدن الأمريكية"، وعدم سعي القيادة السياسية لحسم الحرب وفقا لمنطقة موازين القوى (٣)؛ وهي قضايا أساسية لا يمكن تجاهلها لِمَن يتوخّى تقديم قراءة " حيادية " حول " حرب غزة " التي باتت اليوم مَحْرَق جميع الصراعات الإقليمية ، والفلسطينية الإسرائيلية !
تساؤلات احاول إعطاء إجابات موضوعية عليها :
مع كامل تقديرنا لما حصلت عليه القضية الفلسطينية من أبعاد قانونية ونضالات طلابيّة- شعبيّة داعمة على مستويات أوروبية وأمريكية وعالمية ، دفع ثمنها الفلسطنيون غاليا ، من واجبنا ، كمناصرين لقضيتنا العادلة أن نطرح التساؤلات العميقة ، ونحاول مقاربة إجاباتها بموضوعية :
هل يمكن أنّ يحصل تغيير فعّال في موازين قوى الصراع لصالح قضية الشعب الفلسطيني (الذي يواجه حرب إبادة وتهجيير وتدمير شروط قيام دولته الفلسطينية الموعودة بكلّ أصناف أسلحة التدمير الممنهج وأكثرها تطوّرا في هذه المرحلة الأخطر)، بناء على تغيير مهمّ على صعيد الرأي العام ، الشعبي والسياسي والحقوقي ، ما يزال في المدى القريب والمتوسط( وربّما البعيد ) يفتقد لآليات ترجمة المواقف الى فعل سياسي ؟
في تقديري ، لايمكن أن يحصل هذا الفعل السياسي في ظل النظام السياسي الديمقراطي الأمريكي/ الأوروبي ، وما يفرضه في علاقات السيطرة الدولية ، والهيمنة الإقليمية ؛ وهو ما أحاول توضيحه في نقد أفكار السيد زياد ماجد. إضافة إلى ذلك أحاول كشف دوافع الكاتب السياسية " الغير حياديّة " في سعيه لإقناع القارىء بحصول تغيير حقيقي في الرأي العام لصالح " الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة"- وهو كلام حق ؟
-------------------------------------
(١)-
" لبناني- فرنسي " ، باحث في مركز " غارنيغي للشرق الأوسط "..أستاذ لدراسات الشرق الأوسط في الجامعة الأمريكية في باريس ، وكاتب إفتتاحية أسبوعية في موقع " ناو لبنانون" الإخباري منذ ٢٠٠٩. كاتب في العديد من المواقع والصحف والدوريات الفرنسية والعربية ، وله كتابات حول قضايا الإصلاح والتحوّل الديمقراطي...في لبنان وسوريا والإقليم. مساهم في تأسيس " الشبكة العربية للدراسات الديمقراطية " و " ٢٠٠٧، و " حركة اليسار الديمقراطي " ٢٠٠٤.
(٢)-
https://www.alquds.co.uk/%D8%B9%D9%86-%D8%A8%D8%B9%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%BA%D8%B2%D8%A9/
(٣)-من نافل القول إنّ في أبرز حقائق الحروب ، بغضّ النظر عن حجمها ومدى ساحاتها، تأتي مسألة موازين القوى، وهي ترتبط بعوامل عديدة ، يأتي في مقدمتها القوّة العسكرية الفتّاكة، وقد كسبت الولايات المتّحدة الحرب العالمية الثانية بوحدانية امتلاك السلاح النووي ، وفازات على الاتحاد السوفياتي في سباقات الحرب الباردة على مسار " التسلّح النووي " الإستراتيجي.
إذا تبقى الولايات المتّحدة هي القوّة العسكرية المهيمنة عالميا ، وبالتالي صاحبة اكبر مشروع سيطرة عالمية ، بمرتكزاته الإقليمية الرئيسية في أوروبا وشرق آسيا وشرق المتوسّط ، وما تزال دولة الاحتلال الإسرائيلي هي القوّة المهيمنة عسكريا على الصعيد الإقليمي، وتواجهه النظام الإيراني وأذرعه الميليشياوية في حرب وجود شرسة على السيطرة الإقليمية. إذا كانت حقائق موازين قوى الصراع الموضوعية في هذه المرحلة من الحرب على فلسطين والتنافس على السيطرة الإقليمية بين" إسرائيل" وقوى مشروع السيطرة الإقليميّة الإيرانية ، في الأذرع والمركز ، تقول بإمكانية حكومة الحرب الصهيونية وجيشها الأحدث ، والأفضل تسليحا في الإقليم ، على تحقيق انتصارات شاملة على حماس، على غرار غزوة ١٩٦٧، أو ١٩٨٢ ، دون أن تضطر لاستخدام اسلحة تدمير شامل، لم يمنعها من استخدام كامل قدراتها العسكرية في مواجهته ، وإنزال به هزيمة شاملة بما يتوافق مع تفوّقها النوعي النووي ،أّلّا مظلّة حمايته الأمريكية التي نجحت في فرض قواعد اشتباك ما زالت تحول دون تحقيق انتصار عسكري إسرائيلي شامل ، تتوافق مع آليات مشروع السيطرة الإقليميّة الأمريكية التشاركية، التي اخذ فيها النظام الإيراني " الإسلامي " يحتل موقعا متزايدة الأهمية منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي ، اوصله، عند محطّة غزو العراق وإسقاط دولته خلال سنوات العقد الاوّل من الألفية الجديدة ،إلى إحتلال رأس قائمة الشركاء الأمريكيين، في سياق منافسة شرسة مع شراكات الولايات المتّحدة التاريخية، السعودية وإسرائيل وتركيا، خلال سنوات العقد الثاني، نفهم دوافع بعض المحللين ، وسعيهم لإبراز ما يبد و تغييرا في موازين القوى لصالح " القضية الفلسطينية " ،تصب بالضرورة في كفّة " مزايا" حماس التي تخوض وفقا لدعاية المقاومة حرب تحرير فلسطين ، بدعم من قوى مشروع النظام الإيراني .
من المؤسف أن يأخذ هذا النمط من التحليل بعض المصداقية لدى القارىء ليس فقط بسبب استمرار الحرب طيلة أشهر عديدة ، دون أن تستطيع، من حيث الشكل ، إسرائيل حسمها لصالحها وفقا لموازين القوّة العسكرية، بل ، وعلاوة على ذلك ، ما نتج وكان طبيعيا عن استهداف آلة التدمير الإسرائيلية لمواقع وبنى مدنية بذريعة مهاجمة مواقع حماس العسكرية، من ردود أفعال عالمية ،وصلت إلى درجة من التحشيد الشعبي والرسمي والقانوني المؤيّد للقضية الفلسطينية عتبة جديدة في موقف الرأي العام ، وداخل بعض المؤسسات الدولية ،لكنّ عدم توفّر الشروط الموضوعية والذاتية في طبيعة النظام الديمقراطي الأمريكي التي تُتيح تحوّله إلى فعل سياسي واقعي، يُغيّر موازين القوى لصالح الشعب الفلسطيني ، لا تجعل تأثيره الإيجابي يتجاوز الحالة المعنوية ، وتجعل من تجاهل هذه الحقائق ، والتعويل على رأي عام لايملك آليات الفعل السياسي من أجل تغيير حقائق الحرب على غزة نوعا من بيع الوهم السياسي، لا يتجاوز سقف الترويج للدعاية "فوز حماس " !



#نزار_فجر_بعريني_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد -- الفكر المتأرّجح في القضية الكردية : بينَ الواقعِ و ...
- في بعض هموم السوريين النخبوية !
- - يحيى السنوار - ، والقائد النموذج!
- في طبيعة وإمكانية الرد الفعّال !


المزيد.....




- لماذا يجب أن يخرج الدعم السريع من المدن؟
- بالصور.. الاستيطان يتغلغل في الأحياء المقدسية
- عاجل| الحزب الديمقراطي يعتمد رسميا كامالا هاريس لخوض انتخابا ...
- احتجاجات غزة أمام مؤتمر الديمقراطيين.. هاريس تواجه ضغوطا قد ...
- من الدوحة.. بليكن يؤكد أن -الوقت داهم- لإبرام اتفاق لوقف إطل ...
- رسميا.. الحزب الديمقراطي يعتمد هاريس لخوض السباق الرئاسي
- روسيا تتهم الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا بالمشاركة في ا ...
- روسيا تتهم أجهزة مخابرات غربية بالإعداد لتوغل أوكرانيا في كو ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم ماريا برانياس موريرا عن عمر ناهز 1 ...
- 52 شهيدا بغزة والمقاومة تستهدف قوات الاحتلال بكمائن نوعية


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - دراسة في نقد - بعض الكتابات العربية حول حرب غزة -. الجزء الأوّل.