شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8075 - 2024 / 8 / 20 - 10:09
المحور:
الادب والفن
في عام 1377 كتب ابن خلدون مقدمته الشهيرة .. لاأعرف اذا كان يتنبأ أم ان حال الأمة كان كما وصفه "عنـدمــا تـكثــر الجبــايـة تشرف الدولة على النهاية"
- وعندما تنهار الدول
يكثر المنجمون والمتسولون
والمنافقون والمدّعون..
والكتبة والقوّالون..
"عنـدمــا تـكثــر الجبــايـة تشرف الدولة على النهاية"
- وعندما تنهار الدول
يكثر المغنون النشاز والشعراء النظّامون..
والمتصعلكون وضاربوا المندل..
وقارعوا الطبول والمتفيهقون ( أدعياء المعرفة ) ..
وقارئوا الكفّ والطالع والنازل..
"عنـدمــا تـكثــر الجبــايـة تشرف الدولة على النهاية"
- وعندما تنهار الدول
يكثر
المتسيّسون والمدّاحون والهجّاؤون وعابرو السبيل والانتهازيون..
تتكشف الأقنعة
ويختلط ما لا يختلط..
يضيع التقدير ويسوء التدبير..
وتختلط المعاني والكلام..
ويختلط الصدق بالكذب
"عنـدمــا تـكثــر الجبــايـة تشرف الدولة على النهاية"
- وعندما تنهار الدول
يسود الرعب
ويلوذ الناس بالطوائف..
وتظهر العجائب وتعم الإشاعة..
ويتحول الصديق الى عدو والعدو الى صديق..
ويعلو صوت الباطل..
ويخفق صوت الحق..
"عنـدمــا تـكثــر الجبــايـة تشرف الدولة على النهاية"
- وعندما تنهار الدول
تظهر على السطح وجوه مريبة..
وتختفي وجوه مؤنسة..
وتشح الأحلام ويموت الأمل..
وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه..
"عنـدمــا تـكثــر الجبــايـة تشرف الدولة على النهاية"
- وعندما تنهار الدول
يصبح الانتماء الى القبيلة أشد التصاقا..
والى الأوطان ضربا من ضروب الهذيان..
يضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء..
والمزايدات على الانتماء.
"عنـدمــا تـكثــر الجبــايـة تشرف الدولة على النهاية"
- وعندما تنهار الدول
يتقاذف أهل البيت الواحد التهم بالعمالة والخيانة..
وتسري الشائعات عن هروب كبير..
وتحاك الدسائس والمؤامرات..
وتكثر النصائح من القاصي والداني..
"عنـدمــا تـكثــر الجبــايـة تشرف الدولة على النهاية"
- وعندما تنهار الدول
تطرح المبادرات من القريب والبعيد..
ويتدبر المقتدر أمر رحيله والغني أمر ثروته..
ويصبح الكل في حالة تأهب وانتظار..
ويتحول الوضع الى مشروعات مهاجرين.
."عنـدمــا تـكثــر الجبــايـة تشرف الدولة على النهاية"
- وعندما تنهار الدول
يتحول الوطن الى محطة سفر..
والمراتع التي نعيش فيها الى حقائب..
والبيوت الى ذكريات والذكريات الى حكايات."
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟