أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مظهر محمد صالح - معركة ايديولوجية من انماط العالم الثالث














المزيد.....

معركة ايديولوجية من انماط العالم الثالث


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 8075 - 2024 / 8 / 20 - 00:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعيش بلادنا صراعاً تشريعياً هو اقرب الى فكرة الصراع الفكري القانوني وهو نمط من الصراعات التي تنشأ حول القوانين والتشريعات وتفسيرها وتطبيقها. اذ كثيرا ما يرتبط ذلك الصراع بالجدل حول المبادئ القانونية والحقوق والعدالة ، وتحديدا مايدري اليوم في بلادنا من تنازع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي رقم 188 لسنة 1959.
فمظاهر ذلك التنازع القانوني جاءت لتصب في تعديل قضايا امست تتعلق بالحقوق المدنية وعلاقة القانون بالأخلاق، حتى بلغ الجدل الذي الهب الراي العام كله ليخرج عن فكرة اهمية التعديل في معالجة مشكلات اجتماعية واسرية تتناسب وروح العصر وتلبي رغبة المجتمع المتعدد الاثنيات والطوائف والمذاهب والتفسيرات ،حتى ضمن المذهب الواحد ، ليصبح نزاعاً اديولوجياً ودستورياً .
فقانون الاحوال الشخصية النافذ والذهاب الى تعديله جذريا بعد خمسة وستين عاماً من الزمن التطبيقي والقانوني ، قد فتح الباب لمعركة فكرية لم يسبق لها مثيل منذ العام 1958 وقيام النظام السياسي الجمهوري .
فما يحصل اليوم في بلادنا والتي هي بأمس الحاجة الى الاستقرار والانسجام المجتمعي ، قد اخذ يؤسس لمسارات تتجه نحو حافات التصلب العقائديّ والسياسي، وهي تمثل معركة ايديولوجية جديدة في العراق الديمقراطي والذي هو في غنى عنها تماماً .
لذا بات من الضروري ان يقدم تعديل قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 من الفضاء القانوني والسلطة التنفيذية للعراق وليس من الفضاء السياسي الإديولوجي.
اذ كثيرا ما شهد التاريخ السياسي والاجتماعي للبلدان هكذا صراعات فكرية تظللها معركة طاحنة غامضة النتائج تسمى بالمعارك الاديولوجية ،
وهي معارك البنية الفوقية التي تتخطى احتياجات البناء التحتي الاجتماعي التعددي المتنوع .
فالمعركة الأيديولوجية هي صراع فكري ونظري بين مجموعات أو أفراد يدافعون عن معتقدات أو أفكار مختلفة، تكون غالباً متعلقة بمفاهيم سياسية واجتماعية واقتصادية أو دينية. فاذ كانت الأيديولوجيات هي أنظمة من الأفكار والمعتقدات التي تؤثر على كيف يفهم الناس العالم وكيف يوجهون سلوكهم واتجاهاتهم ،فان المعارك الاديولوجية ماهي الا تعبير عن التطاحن السياسي في البنى الفوقية
، كالصراع بين الأيديولوجيات الليبرالية والمحافظة أو بين الاشتراكية والرأسمالية.
واليوم يأخذ الصراع الإديولوجي في العراق نمطاً مختلفا، قوامه الصراع بين الدين وتفسير حقوق الإنسان، حيث يتصارع الناس حول مفاهيم شتى ، مثل الحرية الشخصية مقابل الأمن المجتمعي والاسري لياتي في مقدماتها قانون الاحوال الشخصية .
وهنا يرى الكاتب والمفكر السياسي ابراهيم العبادي في مقال مهم عنوانه : معارك الفكر والسياسة في العراق ! قائلاً (( …. ان انحراف الحوارات والمساجلات عن اصل الموضوع ، وانفتاح ابواب المعركة على مصراعيها بين التيار الديني والتيار اللاديني ،يؤشر الى سوء فهم عميق بين الاطراف المختلفة ورغبة في تصفية الحسابات على حساب اهتمامات اجتماعية واقتصادية واخرى أمنية ،ماتزال تشكل اولويات وهموم شعبية ضاغطة ،ولذلك ينظر الى مايجري من صراعات ، على انها معركة في توقيت خاطيء وعودة الى زمن مضى ،كان ممكنا الاستفادة من دروسه والاحتراز من تكرار فصوله ،فمعظم المعارك من هذا النوع تستنزف القوى والطاقات الاجتماعية ولا تحقق مكاسب ذات مغزى في معركة التحديث والعصرنة وتجديد جوانب التراث الحية وتوظيفها في مشروع النهضة .العراق يحتاج الى مرحلة تهدئة طويلة بين التيارات والقوى السياسية والحزبية والاجتماعية ليتغلب على تهديدات خطيرة ،في مقدمتها بتقديري -كما يقول الكاتب - التهديد الذي تشكله العقلية الريعية الاستحواذية، وثقافة الفساد المشرعن ،والتخلف الاجتماعي الذي يعيق تطوير وتنمية البلاد، ووقف زحف جيوش العاطلين ،علاوة على الكسل والبلادة الادارية ؟ والثقافة المانعة من تطوير وعقلنة قيم المجتمع نحو الانتاج والادخار والظفر بمعركة الحضارة ….. ،فهذه هي القنبلة الموقوتة التي تهدد حاضر البلاد ومستقبلها )).
في حين يظهر الكاتب والمفكر الدكتور فارس نظمي رؤيته في مقال مماثل تناول عنوانه : تهميشُ القضاء وتفكيكُ العقل الحقوقي للدولة وتقويضُ الهوية الجامعة
قائلا((…بدءاً، ولكي نبتعد عن الفهم الطوباوي لكيفية انبثاق القوانين، فإن تشريع أي قانون أساسي (أي مكمّل للدستور لكونه يتعلق بممارسة السلطة بنطاقها الواسع، كقوانين: الأحوال الشخصية، والانتخابات، والأحزاب، وتنظيم الحريات، والموازنات المالية، وتنظيم القضاء، والأمن والدفاع، وغيرها) إنما هو تعبير واقعي ومباشر عن أيديولوجيا مرحلة تاريخية معينة، وليس تعبيراً ذاتياً عن مزاج هذا الحاكم أو تلك السلطة)).
وهكذا من وجهة نظرنا فان المعركة الاديولوجية الراهنة في بلادنا قد اخذت مستويات متعددة أفقياً وعمودياً من خلال الخطابات العامة و المناظرات الفكرية والإعلام، أو حتى التظاهرات وما شابها من اعتداءات لاتمثل روح الديمقراطية.
نحن بحاجة الى اصحاب (الحل والعقد ) ممن يمثلهم من مجموعة العلماء والفقهاء في القانون وقادة المجتمع الذين يُعتمد عليهم في توفير المناخ التشريعي الملائم لتتخذ القرارات في ضوء الشرعية الدستورية الكبرى التي توافق الجميع،ذلك لتجنيب بلادنا عثرات قد تؤدي إلى مشكلات اجتماعية وسياسية واسعة ومستدامة و مولدة لنزاعات لاتنتهي ولا تحمد عقباها في استقرار بلادنا على المدى البعيد .



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب الشرق الاوسط الكبير
- ريتشارد مورفي ومستقبل الشرق الاوسط.
- نحو صندوق عراقي للثروة السيادية: افكار تاسيسية
- ملامح التنمية السياسية في الانماط الريعية المكوناتية
- سايكولوجيا الجماهير في العالم الرقمي الراهن
- ثقافة الفكر المشرقي : لمحات حياتية
- البطل السياسي في الديمقراطيات الناشئة: رجل الدولة ام رجل الس ...
- الثنائية في الفلسفة المشرقية الحديثة (حوار في القصة والرافد ...
- عالم يتشكل من جديد … عالم مابعد غزة
- الثقافة العضوية وانعطاف الوعي : الجامعات الغربية انموذجا ّ
- جدي والغزاة: واقعة في ليلة الاحتلال البريطاني 1917
- الشخصية العراقية في رحاب الجدل الاكاديمي.
- صعود الدولة الامة وهبوطها : العراق بعد 9 نيسان 2003
- المثقفون في حاضنة العنف الإديولوجي الشرقي.
- ثقافة المناخ الثالث
- شذرات في الفكر العراقي..حوار في الطبيعة الانسانية.
- الدولة والهويات الزبائنية : النفوذ الاجتماعي ومصفوفة المصالح ...
- حرب غزة : عالم رقمي ما بعد الامبريالية.
- حوار في الفكر الانساني المشرقي:الرعاع بين القلق والتلف.
- تقديم لكتاب المفكر السياسي ابراهيم العبادي : الدولة الغائبة


المزيد.....




- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...
- نائبة أمريكية تسعى لمنع أول امراة متحولة جنسيا في الكونغرس م ...
- نهاية مروعة لامرأة في الصين.. سحبها سلم متحرك


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مظهر محمد صالح - معركة ايديولوجية من انماط العالم الثالث