أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صفاء علي حميد - العراق منبع التشيع














المزيد.....

العراق منبع التشيع


صفاء علي حميد

الحوار المتمدن-العدد: 8074 - 2024 / 8 / 19 - 23:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كثيراً ما نسمع ويسمع جميع المسلمين من بعض المتطفلين الحاقدين على شيعة أمير المؤمنين عليه السلام أن الشيعة ليسوا عرب مسلمين وقد ابتدع الفرس التشيع لأنهم يكيدون للإسلام وأهله ...

وهذه الدعوة باطلة إذ أن المؤسس الأول للشيعة هو الرسول نفسه وإليك بعض كلماته حول التشيع لعلي عليه السلام :

(1) عن عباية بن ربعي قال : قلت لعبد الله بن عباس : لم كنى رسول الله عليا أبا تراب ؟ قال : لأنه صاحب الأرض وحجة الله على أهلها بعده ، وبه بقاؤها وإليه سكونها ولقد سمعت رسول الله يقول : انه إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة قال يا ليتني كنت ترابا أي ليتني كنت من شيعة علي عليه السلام (بشارة المصطفى لشيعة المرتضى / ص 30) .

(2) قال رسول الله لعلي عليه السلام : « يا علي ! شيعتك هم الفائزون يوم القيامة ، فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك ، ومن أهانك فقد أهانني ، ومن أهانني أدخله الله نار جهنم فيها وبئس المصير ، يا علي ! أنت مني وأنا منك ، وروحك من روحي وطينتك من طينتي ، وشيعتك خلقوا من فضل طينتنا ، فمن أحبهم فقد أحبنا ومن أبغضهم فقد أبغضنا ، ومن عاداهم فقد عادانا ، ومن ودهم فقد ودنا .
يا علي ! ان شيعتك مغفور لهم ، على ما كان فيهم من ذنوب وعيوب يا علي أنا الشفيع لشيعتك غدا إذا قمت المقام المحمود فبشرهم بذلك ، يا علي شيعتك شيعة الله ، وأنصارك أنصار الله ، وأوليائك أولياء الله ، وحزبك حزب الله ، يا علي سعد من تولاك وشقي من عاداك ، يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرينها » (المصدر السابق / ص 43) .

(3) قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « لا تستخفوا بفقراء شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام وعترته من بعده ، فان الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر » (المصدر السابق / ص 97) ..

هذا في ما يخص التأسيس النبوي لشيعة أمير المؤمنين علي عليه السلام ... نعم هي كثيرة ونقلها يحتاج الى تحقيق وقراءة وتدقيق لكن المهم هكذا معنى ورد على لسانه صلى الله عليه وآله ...

أما ما يخص أن الشيعة من بدع الفرس الأعاجم فهذا مردود وذلك من خلال الرجوع إلى تاريخ انتشار التشيع إذ أنه انتشر في البلدان العربية قبل ان ينتشر في المدن الإيرانية .

وبحق أقول لكم أن الشيعة الكرام لا ينظرون إلى القومية بقدر نظرهم إلى الميزان القرآني وهو أن أكرمكم عن الله اتقاكم ، أما المخالفين فأنهم مصابون بداء البغض والعداء ذلك الداء الذي زرعه في قلوبهم خلفاءهم الطالحون الذين ظلموا الناس وهم يقلون باسلامهم وايمانهم ..!!

إذ كانوا هؤلاء يبغضون القوميات الأخرى ويتعصبون ضد جميعها ... على أي حال أحد الردود التي نردها على من يقول بتلك الدعوة الباطلة أن المستشرقين الذين درسوا الإسلام شهدوا على عروبة التشيع وأنه خرج للعالم من الأرض العربية وإليك كلمات بعضهم :

(1) قال المستشرق فلهوزن: كان جميع سكان العراق في عهد معاوية ـ خصوصاً أهل الكوفة ـ شيعة، ولم يقتصر هذا على الاَفراد، بل شمل القبائل ورؤساء العرب (الشيعة في موكب التاريخ / جعفر السبحاني / ص 74) .

(2) قال المستشرق جولد تسيهر: إنّ من الخطأ القول بأنّ التشيّع في نشأته ومراحل نموه يمثّل الاَثر التعديلي الذي أحدثته أفكار الاَمم الاِيرانية في الاِسلام بعد أن اعتنقته، أو خضعت لسلطانه عن طريق الفتح والدعاية، وهذا الوهم الشائع مبني على سوء فهم الحوادث التاريخية، فالحركة العلوية نشأت في أرض عربية بحتة (المصدر السابق / ص 74) .

(3) قال المستشرق آدم متز : إنّ مذهب الشيعة ليس كما يعتقد البعض ردّ فعل من جانب الروح الاِيرانية يخالف الاِسلام، فقد كانت جزيرة العرب شيعة كلّها عدا المدن الكبرى مثل مكّة وتهامة وصنعاء، وكان للشيعة غلبة في بعض المدن أيضاً مثل عمان، وهجر، وصعدة، أمّا إيران فكانت كلّها سنّة، ما عدا قم، وكان أهل إصفهان يغالون في معاوية حتى اعتقد بعض أهلها أنّه نبي مرسل (المصدر السابق / ص 75) .

(4) يقول الشيخ أبو زهرة : إنّ الفرس تشيّعوا على أيدي العرب وليس التشيّع مخلوقاً لهم، ويضيف: وأمّا فارس وخراسان وما وراءهما من بلدان الاِسلام، فقد هاجر إليها كثيرون من علماء الاِسلام الذين كانوا يتشيّعون فراراً بعقيدتهم من الاَمويين أوّلاً، ثمّ العباسيين ثانياً، وأنّ التشيّع كان منتشراً في هذه البلاد انتشاراً عظيماً قبل سقوط الدولة الاَموية بفرار أتباع زيد ومن قبله إليها (المصدر السابق / ص 75) .

المتأمّل في كلمات هؤلاء يجد بوضوح أنّهم يقطعون بفساد الرأي الذاهب إلى فارسيّة التشيّع وأنّهم لم يجدوا له تبريراً معقولاً بالرغم من عدم تعاطفهم أصلاً مع التشيّع .

وفي الحقيقة نحن لا نحتاج إلى كلمات المستشرقين لأن التشيع قائم بأصالته وقوة حجته إلا أننا ذكرناها من باب الشهادة لا غير .

اختم بقول المرحوم علي الوردي اذ قال ما نصه ( أرى من المناسب قبل أن أبدأ بالموضوع أن أشير إلى خطأ شائع لا يزال الكثيرون منا يعتقدون بصحته وهو أن ايران كانت الموطن الأصلي الذي انبثق منه مذهب التشيع منذ بداية أمره وأن هذا المذهب انما جاء الى العراق من ايران .
إن الابحاث التاريخية الحديثة تشير الى العكس من هذا الرأي تماماً ، حيث ثبت أن العراق هو منبع التشيع وقد انتقل التشيع منه الى ايران والى غيرها من البلاد الاسلامية ، وهناك حقيقة تاريخية يكاد يجمع عليها الباحئون الآن وهي أن الايرانيين كانوا في الغالب من أهل السنة والجماعة وقد ظلوا كذلك حتى بداية القرن العاشر الهجري - أي القرن السادس عشر الميلادي - وهم لم يدخلوا مذهب التشيع الا منذ ذلك القرن على إثر ظهور الدولة الصفوية ) " لمحات اجتماعية / ج 1 / ص 9 " ...



#صفاء_علي_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة بلا مصدر
- الماضي حينما يخالف العقل
- شركاء الفساد يهادنون بعضهم البعض
- نحن امام خيارين لا ثالث لهما
- التعافي من بعض الامراض
- الحل لقضية المرجعية السياسية
- قتل العلماء النووين العراقيين
- امريكا تستحق الشكر والامتنان
- ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة
- المشعانية انعكاس للعملية السياسية
- المالكي يتحمل ما حدث للشيعة
- نقطة سوداء في تاريخ التشيع
- الفهم الصحيح لمقولة المسيح
- مدينة باراجنار اولى بالاهتمام
- مزقوا حديثة لان يذكر معاوية بسوء
- دفع ايران تعوضيات مالية للعراق
- علم الامام حضورياً
- الايام يداولها الله بين الناس
- انهزامية لا ترضى الا بالتدني !
- اختلاف المراجع نقمة وليس نعمة


المزيد.....




- استلت مسدسها وأطلقت صوبهم.. مشهد صادم لسائقة سيارة تجادلت مع ...
- حرائق تشب في هضبة الجولان بعد وابل صواريخ من لبنان
- ارتفاع حصيلة قتلى انقلاب حافلة ركاب وسط إيران إلى 35 (فيديو) ...
- -بلومبيرغ-: بعض حلفاء كييف لا يفون بوعودهم من الأسلحة
- رسميا.. هاريس في مواجهة ترامب نحو كرسي الرئاسة
- هجوم أوكراني بالمسيّرات على موسكو وبوتين يتعهد بـ-عقاب المعت ...
- المؤتمر الوطني الديمقراطي.. دعم من أوباما وخطاب -السيد الثان ...
- من اعتدى على الآخر؟.. واقعة -سب وضرب- بين النجم محمد فؤاد وط ...
- -تعليق ناري- من ميشيل أوباما ضد ترامب وأسلوب تفاعل الجمهور ي ...
- الكشف عن أوضح صورة لمنفذ محاولة اغتيال ترامب بين الحشود قبل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صفاء علي حميد - العراق منبع التشيع