أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - عن اغتيال إسماعيل هنية رحمه الله : أين الخلاص ؟















المزيد.....



عن اغتيال إسماعيل هنية رحمه الله : أين الخلاص ؟


أحمد إدريس

الحوار المتمدن-العدد: 8074 - 2024 / 8 / 19 - 22:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(رجاءً لا تكُن من الذين عُيونهم تقرأ و عقلهم غائب بل اعطِ هذا الأخير فُرصة ليَشتغل حقاً…)


« يوم يبعثُهم الله جميعاً فيُنبِّئُهم بِما عَمِلوا، أحصاهُ الله و نَسوه. » (قرآن)

« عندما تكون الحقيقة مُزعجة فإننا نكذب و نكذب حتى نُصبح غير مُستوعِبين لِوُجود الحقيقة في الأساس، لكنها مَوجودة. كل كذبة نقولها تزيد من مَديُونِيَّة الحقيقة، و عاجلاً أو آجلاً سيَتِم دفعُ الدَّيْن. » (فاليري ليجاسوف)

« ليس من الضروري أن تكون عميلاً لكي تخدم عدوك، يكفيك أن تكون غبياً. » (محمد الغزالي)


الناس الذين مؤخراً بكوا و ناحوا و زَمْجروا غضباً بسبب هذا الفعل الغادر الجبان، مُتوعِّدين بالثأر و الإنتقام، كثيرون منهم صفَّقوا و فَرِحوا و احتفلوا فَوْرَ الإعلان عن الإغتيال الغادر للقذافي : مهَّد و سهَّل هذه الجريمة الشنيعة عبَثٌ بالوعي العام - العربي و العالَمي - بِصُورةٍ مُرعبة لِلْغاية بل غيرِ مَسبوقةٍ على الإطلاق. تمتْ إذَنْ بمُباركتِهم تصفِيةُ هذا الزعيم من قِبَل حِلفٍ شرير، و طبعاً لم يترحموا عليه و ما حظِيَ من طرفهم بلقب شهيد… و كانوا قد تحالفوا جهراً و ليس سِراً مع عدُوِّهم المزعوم و أقصد الصهيونية العالَمية، مُمثَّلة في الفرنسِيَيْنِ ساركوزي و ليفي و آخَرين من أساطين التآمُر، لتنفيذ هذه الفَعْلَة الفظيعة و إدخالِ بلد عربي شقيق في نفقٍ مُظلم ما زال يبدو بِلا نهاية. حتى اليوم لم نسمع من أكابِر هؤلاء كلمة اعتذار عن كل هذا - أحصاهُ الخالق و تَناسوه - لكنهم مع ذلك يأمُلون و ينتظرون نصراً عزيزاً مؤزَّراً من الله !

هذا هو حال أغرب أُمة ظهرت في الوجود… و لن تجدوا مسيحياً واحداً يسأل المسيحي الذي يُفتيه : « هل يجوز لي شرعاً أن أترحم على هَنِيَّة ؟ » أو : « هل يجوز لي شرعاً أن أصفه بالشهيد ؟ ». أما عندنا فتجد، هذا حصل، تجد مَن يستفتي : « هل يجوز شرعاً أن أصف "كافراً" بأنه شخص صالح و طَيِّب ؟ ». في البدايات الأولى لما اصطُلح على تسمِيته بجائحة كورونا وقعتُ على هذا الطلب الغريب من رب العالَمين : « اللهم ارفع الوباء عن المُسلمين. » سُحقاً و تَباً و بُعداً لهذا النمط البغيض من "التديُّن" لأنه مصبوغ بأنانية لا مثيل لها في الكون… هل فهمتُم لماذا أدعيتُنا لا تُستجاب ؟ هَيهات لأدعية أنانية أن تُستجاب ! اشْفِ مَرْضى المسلمين، أطعِم جَوْعى المسلمين، فُك قَيْد أسرى المسلمين، اسْقِ عَطْشى المسلمين، إرحَمْ مَوْتى المسلمين : شخصياً لم أسمع طيلة حياتي إماماً في خطبة أو شيخاً في محاضرة دعا بالخير لعُموم خَلق الله… يستمتعون في خِضَم حرارة الصيف اللاَّهبة الحارقة اللاَّذعة بِمُكيِّف الهواء - هل تتخيَّلون مسجداً بدون هذه الأجهزة ؟ - و لكنهم لا يذكرون مُخترعَه و مُصنِّعيه بخَير بل يُرسلونهم إلى نيران جهنم. الدعاء الوحيد للآخَرين المسموح به عندنا يتلخص فيما يلي : « اللهم عَمِّم ما نحن عليه ("الهداية الربانية" التي ننعم بها وحدنا ؟) على كافة مَن في الكون. » كذلك يكاد يستحيل أن تسمع عندنا، بشأن "الكافر"، عبارة إطراء ذاتَ طابَع ديني مثل : "بارك الله فيه" أو "جزاه الله خيراً". رحمة خالقِ الكون تَسَعُ الجميع و كل شيء، كما هو منصوص عليه حَرفِياً في القرآن، لكنْ عندنا شيوخ مَخبولون يُفتون للمسلمين : « إياكم أن تطلبوا من الخالق الرحيم أن يرحم مَوتى غيركم من أُمم الكفر » ! تحت تأثير فقهائنا البعض منا يكاد أنْ ينزع صفة الإنسانية عن إخوتنا في الإنسانية الذين لقَّنتنا رؤيتُنا الدينية التقليدية وصفَهم بالكفار… بالمُناسبة أؤكِّد أنه لن تُشرقَ شمسُ الخلاص على الذين يُسمَّون بالمُسلمين، ما دام هؤلاء يَنعَتُون و يُنادون الغالِبية العُظمى من سُكان هذا العالَم بالكفار…

القناة الإعلامية التي لعبت دوراً مِحورياً في صناعة مأساتنا الحالية، إذ سببت خراب جزء هام من منطقتنا العربية بواسطة كذبة ربيع الحرية المُنعدمة بالدولة المالكة لها، الجمهور الذي فجعته حادثة الإغتيال أسلم لها عقله و زِمامه مُجدَّداً… ها هم مرة أخرى يعتبرون هذه القناة الإعلامية، بعد أن قاطعوها بكثافة و أعطوها لقب "الخنزيرة" إذ تأكَّد لهم دورُها الفِتنوي و التخريبي، أَوْثق مصدر للأخبار و لِفهم ما يجري في الدنيا… حتى يومنا هذا لم نسمع من مسؤوليها أي اعتذار عن جرائمها الفادحة في حق الأُمة العربية. و طبعاً تجريمي الذي لا هَوادة فيه لهذه القناة، هو ليس تجريماً لكُل مَن يعمل في هذه القناة… للأسف نحن قوم قاصرو الوعي و في الغالب عاجزون عن رؤية الأشياء على حقيقتها، و تحكم تصرفاتنا اللاَّعقلانيةُ و العواطف و الإنفعالات المُنفلِتة، الأمر الذي جعل التاريخ يُكرِّر نفسه عندنا بصورة كُوميدية و دراماتيكية في آنٍ واحدٍ. متى إذن تُصبح هذه الأمة راشدة ؟

فعلاً نحن أغرب أُمة ظهرت في الوجود… يوجد في فيديو نداء لفلسطيني غزاوي مُوَجه لإخوانه في الدين. كلامه لَوم شديد و تأنيب لهؤلاء و خلاصته : « نحن لسنا كفاراً، نحن مسلمون مثلكم، فلِمَ هذا الخذلان ؟ » يا أخي : "كفار" نفعوك و خدموك و ناصروك و دافعوا عنك أفضل من جُلِّ المُتأسلمين. هذا الشخص المسكين الذي كان يتكلم بحُرقة نسي تماماً، لأنه ما تربَّى على الإنسانية الواسعة الرحبة التي لا تقف عند حدود الهوية العرقية أو الثقافية أو الدينية، شُركاءَه في الوطن و الذين يُشاطرونه المأساة و الكفاح : الفلسطينيين المسيحيين… قبل فترة أحد مَن يَنعَتُهم هذا الغزاوي بـ"الكفار" أحرق نفسه احتجاجاً على مذبحة غزة. أَوَد أيضاً أن أُذكِّره بأن الذين رفعوا دعوى قضائية ضد ظالميه أمام محكمة العدل الدولية هم مِمَّن يُلقِّبهم بالكفار ! كم أتمنى أن تُترجم صرخته إلى كل اللُّغات التي يتحدث بها البشر، لعل ذلك يُسهم في ردنا إلى جادة الصواب فيما يتعلق بنظرتنا للغير. لأن كلامه التَّوبيخي المُوَجه لِمن يُسمَّون بالمسلمين، يعني ضِمناً، حتى و إن لم يقصد ذلك فعقله الباطن هو المُتحدث : « يا مسلمين خِذلانُكم أو قِلة اكتراثكم لحالنا، يمكن تفهُّمهما و استساغتهما لو كُنا كفاراً » ! هكذا سيتلقاه و يفهمه الرأي العالَمي… قلت في نفسي لهذا المسكين : "الكفار" على مستوى المعمورة خرجوا في مظاهرات حاشدة نُصرةً لقضيتك و هم يجمعون لك المساعدات من خلال منظماتهم الإغاثية و جمعياتهم الخيرية، لقد أغرقوا المواقع و الصفحات الإلكترونية بالمنشورات و الفيديوهات التي تُعرِّف و تُحسِّس بمأساتك و هم يدعون و يُصلُّون من أجلك في معابدهم "الكافرة"… هل ندعو في مساجدنا لكُل المظلومين و المُعذَّبين في هذا العالَم ؟ أتمنى أن أرى و أبلُغ اليوم الذي يتحوَّل فيه عندنا هذا الدعاء « اللهم اشفِ مرضانا و مرضى المسلمين » إلى « اللهم اشف مرضانا و مرضى العالَمين » إذ بدون التفكير و الإهتمام بكافة الخَلق لن يُستجاب لنا دعاء. لسنا مركز الكون…

كُلنا نعرف هذا المثل العربي : أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض. للأسف لم يسمع أو يأبه أحد بتحذيرات و مُحاولات التَّوعية المُشفِقة و إنذارات المغدور المرحوم القذافي و ها نحن نجني الخِزي و الذل من جرَّاء استِهتارنا و إسهامنا جميعاً في القضاء على هذا الرجل… لست هنا بصدد تمجيد هذا الزعيم أو تنزيهه عن النقائص و العُيوب فما هو إلاَّ إنسان يُخطئ و يُصيب، لكن المُؤكَّد هو أنه بنى بلداً واعداً أعان على هدمه عددٌ من النائحين الذين أشرتُ إليهم في بداية المقال. هَيهات لأدعيتنا أن تُستجاب و نحن نُثبت، يوماً بعد يوم، أننا حقاً أخبل و أحمق أُمة أُخرجت للناس !


« إنه لَمِن سوء الحظ ألاَّ نُدرِك ما يُراد بنا، فَنُصرَف عمَّا ينبغي أن نُفكِّر فيه كأفراد و مُجتمعات، فَيُصيب غيرنا الهدف، و نحن لا نشعُر. » (علي شريعتي)

« إنني لم أُعكِّر صَفْوَ حياتهم أبداً، إنني فقط أُخبرهم بالحقيقة، فيَرَونها جحيماً. » (هاري ترومان)

« مَن يمتلك شجاعة الإعتراف بالخطأ، يمتلك القُدرةَ على تغيير ذاته. الإعتراف بالخطأ ضرورة تربوية و أخلاقية، الخوفُ مِن الإعتراف بالخطأ خوفٌ مِن التغيير. » (عبد الجبار الرفاعي)


الكاره للحق، الذي يرفض بشدة و إصرار الإذعانَ لصوت ضميره بِتغيير فكره و سلوكه، و قد تبيَّن له بوُضوحٍ كاملٍ و بشكلٍ لا لَبس فيه أنه لا ينتهج طريق الصواب، ليس بمسلم. حتى لو أدى بإنتظام كافة الشعائر الإسلامية، حتى لو نطق ملايير المرات بعبارة الشهادة. الإسلام أفعال عاقلة صالحة، و ليس ادعاءات زائفة فارغة. الإسلام هو ألاَّ تكذب على نفسك و أن تكون مُستقيم الضمير - كثيرون هم الكذابون على أنفسهم بيْن مَن يُسمَّون بالمسلمين… الغريب هو أننا نجد هؤلاء أكثرَ الناس استعمالاً لِوَصف "الكفار" في حديثهم عن كافة المُختلفين عنهم في الديانة الظاهرية. و أعني بالديانة الظاهرية جُملةَ العباراتِ المُتلفَّظ بها و الطقوسِ و الشعائرِ المُمارَسة أثاء التعبُّد سواء أكان فردياً أو جماعياً. الحقيقة أنه ربما ينطبق عليهم هُم بالدرجة الأولى، هذا الوصف الذي بواسطته يشتُمون مُعظم الخَلق : المشايخ يعلمون جَيداً أن هذه الكلمة و باقي الألفاظ المُشتقَّة من مُصطلح "الكفر" تُستعمل غالباً بَين ظَهرانَيْنا في مَعرِض التحقير و الشتم و الإزدراء لِلغير. لُغةً هذه اللفظة تعني في المقام الأول و بالأساس - المشايخ لا يجهلون ذلك بطبيعة الحال - حَجْبَ و إخفاء ما نعلم بيَقين في داخلنا أنه حقيقة : إذن بأي حق نَصِمُ أغلبَ معاصِرينا بِلَفظ الكفار ؟ نُطالب الآخَرين بتقديرنا و احترامنا و نحن لَسنا عادلين تُجاهَهم بالقدر الواجب… ثم نستغرب و نتساءل : لماذا يُصر الغرب على تشويه ديننا الخالي من أيِّ نقيصة و الذي لا يُضاهي جمالَه و بهاءَه حتى الطاووس ؟ يستحيل علينا أنْ نَندمِج إيجابياً في المُجتمع البشري و نُقدِّمَ إسهاماً ذا قيمة في أَنْسَنة هذا العالَم، ما دُمنا مُصرين على استعمال لفظة تَنطَوي على تحقيرٍ و قدحٍ بِحق أغلب سُكان هذه الأرض. أجزم و أؤكِّد أن من أعظم الإساءات التي لحقت بمجموع الإنسانية، تكفير شيوخنا و فقهائنا لِجُل المُنتمين إلى الإنسانية، و إنني لا أتردَّد في اعتبار ذلك جريمة مَعنوية فادحة بِحَق الإنسانية. خلاص أُمتنا مشروط بالإعتذار عن هذه الإساءة البليغة لكافة ضحاياها و بالتَّوبة منها إلى الله : إنْ كان هناك مهدي مُنتظَر حقاً، فهذا أوَّل ما سيقوله لأُمتنا يقيناً… سيبدأ مُهمته بإطلاق هذه الصرخة : أليس فيكم رجل رشيد، يا فقهاء و أئمة الإسلام ؟ لن تُشرق على أمتنا شمس الخلاص ما لم تعقد هذه الأخيرة صُلحاً شريفاً مع الحياة، و ذلك يبدأ بالكف بشكلٍ كاملٍ و نهائي عن تكفير الغالبية العظمى من البشر الأحياء.

« المشكلة الأكبر و الأعمق بالنسبة للعرب و المسلمين هي مشكلة لاهوتِية. الفُقهاء هم المسؤولون عن إنغلاقاتنا و الفهم القائم على التكفير و الإقصاء، و نحن لا نستطيع العيش في عصر العَولمة مع الشعوب الأُخرى و نحن نعتنق فكراً يُكفِّر أربعة أخماس البشرية. التراث العربي الإسلامي فيه كنوز عظيمة و لكنها مُغيَّبة من قِبَل التيار الظلامي. الإسلام التنويري سوف يستيقِظ، و سيَحُل الإسلام مشكلتَه و انسِدادَه التاريخي. إسلام الأنوار هو طريق الخلاص لِكَي يتصالح العرب و المسلمون مع أنفُسهم و مع العالَم. » (د. هاشم صالح)

فعلاً الأُمة المُسمَّاة إسلامية أمة غريبة : تطعن في غيرها و كل مَن سواها دوماً و أبداً، لكنها تُطالبهم و تتوقَّع منهم المَودة و الإحترام. أمة استقر في فكرها أن أشرارها و فُجارها و أنذالها أعلى مقاماً عند الله و أسلمُ عاقبةً في الدار الآخرة من أخيار و فُضلاء و أبرار باقي الأُمم ! فمِن جرَّاء النظرة الدينية السائدة عندنا ما زال راسخاً في أذهان الكثيرين من بَينِنا أن أُمتنا مُتميِّزة بشكل جَوهرِي عن سائر الأُمم فهذه كُلها هي بنظرنا ضالة كافرة و نحن وحدنا ننعم بالهِداية و نسبح في بحر الحقيقة. توجد فتوى - قرأتها بنفسي و أذكر جيِّداً فحواها - تُؤكِّد ما يلي : لا يجوز و يَحرُم شرعاً على المسلم أن يعتقد أو يقول بأفضلية كافر على مسلم مهما كان رأيه في هذا الأخير… للأسف المقولات التي تتضمَّن بشكلٍ ما احتقاراً في صميم إنسانيته و كرامته و ديانته للآخَر، كُتب الفِقه التراثي مُمتلئة بل طافحة بها و أغلبها مُتوفِّر اليوم على مواقع إلكترونية بلا حصر. لو يطَّلع خَلق كثيرون من شتى الأجناس و الأقوام على بعض هذه المقولات، فإنني لا أستبعد أن ترتفع أصوات تُنادي بِنَفيِنا إلى كَوكب آخَر خارج المجرَّة ! تحييد هذه المقولات و التخلي عنها بالكامل و نهائياً في الكتابات و الخطابات أمرٌ مطلوب و جِد ضروري بل هو واجب ديني شرعي.

بخُصوص رؤيتي الدينية الحالية : أَوصلتني إليها قراءات و تجارب كثيرة على مدى سنين طويلة و كذلك مُعايشةُ بشر مِن أصول و مشارب ثقافية مُتعدِّدة، و أما مَن بدا لي مُخطئاً أو مُجافياً للصواب في مسألة الإعتقاد حتى لو أنكر وجود خالق لهذا الكون، فأنا لا أُعطي لنفسي الحق في أنْ أُشكِّك بنزاهته العقلية و أحكُمَ عليه و أقولَ له أنت كافرٌ و مآلُك الأُخروي جهنم، خالداً مُخلَّداً فيها أبداً، بل أترك ذلك لربه و مَولاه فهو وحده يعلم ظروف كل إنسان و المُؤثِّرات التي تعرض لها في مُختِلف مراحل حياته، و بَواطنَه و بَواعثَه الحقيقية لا سِيَّما و أنَّ مِن أعظم و أخطر أسباب هجر بشرٍ كثيرين للدين، الدجالون المُتستِّرون تحت عباءة هذا الأخير الذين سطوا على ضمائر الناس بعد أنْ نصَّبوا نفوسهم وُكلاء عن خالق الكون. « ليس عليكم جُناح فيما أخطأتُم به و لكنْ ما تعمَّدت قلوبكم و كان الله غَفوراً رحيماً » : هذا كلام الله في القرآن.

الله خلقنا ليَبلُوَنا أينا أحسن عملاً، هذا ما يُقرره و ينُص عليه القرآن. إذن لا يستوي بأي حال عند الله : "المُسلم" الشِّرير الفاسد المُفسد في الأرض و "الكافر" الصالح المُصلح و النافع لخَلق الله. إذن مَن هو "المُسلم" و مَن هو "الكافر" يا أهل العقل ؟ أحياناً أسمع أحدنا يقول بنبرة حزينة : « فلان أخلاقُه و شخصيتُه في غاية الجمال، بالفعل إنه إنسان رائع جداً، لكنه للأسف كافر و لن ينفعه ذلك عند الله. » ما تبقى فيه من الفطرة التي وُلد عليها جعله يُقر و يعترف : « هذا الشخص رائع و أنا أشهد له بالنُّبل و الإستقامة »، لكنْ للأسف هذه الفطرة لوَّثتها برمجةُ الشيوخ فبات يتحسر : « المسكين كافر فلا حظ له بأية حال في جنة الآخرة. » الخطاب و الفكر الديني السائدُ و المُتداوَل هو بكُل تأكيد المسؤول الأول و الأكبر عن شُيوعِ و رُسوخِ هذه النظرة المَقيتة في مجتمعاتنا تُجاه الآخَر. أقولها لعُموم هؤلاء الشيوخ - الذين بغَّضوا إلى خَلقٍ كثيرين الدينَ و حتَّى الإله - بِكُل ثِقة و مُنتهى الصراحة : الكفر بكُم و بِرُؤاكم و تفسيراتكم المُميتة القاتلة لرُوح الدين و الجالبة للمآسي و الكوارث، فرض عَين على كل مَن يحترم آدَمِيَّته حتى لو لم يَكُن مِمَّن فازوا عند الوِلادة بلقب مُسلم.

« نحن الآن بِحاجةٍ إلى ثورة دينية بِكُل ما تعنيه الكلمةُ من معنى، يَقودها الأحرارُ من العُلماء و المُفكِّرين و أساتذةِ الجامعات، لتقديم قراءةٍ جديدةٍ لكتاب الله، و رُؤيةٍ جديدةٍ للإسلام تُمثِّل حقيقة الإسلام كما هو في كتاب الله و تُقدِّمه للناس كافةً بِصُورته العالَمية، و ما لم نفعل ذلك سنبقى مطرودين من رحمة الله، و سنبقى في ذَيْل القافلة و سنبقى من الذين ضل سَعيُهم في الحياة الدنيا و هم يَحسِبون أنهم يُحسنون صُنعاً. » (د. محمد الفقيه)

لن أكُف عن التأكيد بأنه لن تُشرق شمس الخلاص على الذين يُسمَّون بالمسلمين، ما بقي هؤلاء ينعَتون و يُنادون الغالبية العظمى من سكان هذا الكوكب بالكافرين. أي يَصِفونهم حَرفِياً بالكاتِمين و المُخفِين و الجاحِدين عن عمد و بِوَعي للحق. و هُم لاشُعورِياً يقولون لكل المُختلفين عنهم في الديانة بما فيهم أنقياء السيرة و السريرة : خالق الكون و الحياة لا يُحبكم على الإطلاق، و لقد أعد لكم جميعاً إقامة مُؤبَّدة في النيران ! « إنه لا يُحب الكافرين »، « عُقبى الكافرين النار » : يقرؤون هذا في القرآن. التصريحات القاسية بشأن "الكافرين" كثيرة جداً في نص القرآن. مثلاً نقرأ فيه أنَّ الكافر، يوم القِيامة، يتمنى أنْ لو كان تُراباً… فعندما تقول بشكل قاطع عن شخص ما إنه كافر، فأنت بِبَساطة تَجزِم بأن مصيره في الآخرة النار. مهما ادَّعى و تلاعب بالألفاظ و زعم مَن تسبَّبوا و أنتجوا هذا الوضع الفظيع و هم بالطبع شيوخ و فُقهاء الأمة، أنَّ تكفيرهم لفردٍ ما أو قومٍ مُعيَّنين لا يعني جزمهم بأن المصير الأُخروي لهؤلاء هو إقامة مُؤبَّدة في نار جهنم. مُتناسين مُتجاهلين أنَّ كل ما هو مطلوب منا خلال حياتنا على هذه الأرض، أنْ نُعامل الجميع بالحُسنى و نتحلى بالعدل و لا نُجرِّح أحداً بدون وجه حق… يستحيل علي أن أُجاري أمتي في ما أرى أنه يُجافي الحق و العدل بالكامل و يَحول دون التعايش السلمي و الأخوي مع الآخَرين : صحيح أن أمتنا تتعرض منذ أمد لظلم كبير و عدوان مُتكرر من طرف خُصومها التقليديين - نحن كذلك إرتكبنا الكثير من الشرور فيما بيننا و بحق غيرنا و لا ينبغي لنا أن نتناسى ذلك - لكنَّ هذا لا يُعفينا بأي حال من الإلتزام بالعدل و الإنصاف في الفعل و القول تُجاه الآخَرين… مُصطلح نابع من ثقافتنا قد اكتسب حمولة دلالية مُعَينة و الأمرُ الأهم أنه نشأ و تَبَلوَر في سِياق تاريخي مُحدَّد، كيف لنا أن نُطْلِقه اعتباطاً و جُملةً على نُظراء لنا في الإنسانية لا صِلة لهم البتَّة بهذا السياق التاريخي المُحدَّد ؟ بالطبع أعني كلمة "الكافر" التي أرهقتنا كثيراً : رُؤيتنا التقليدية ما عادت مقبولة - و لا مفهومة و لا معقولة - لأنها في الأساس لم تكُن قُرآنية ! ها قد حان الوقت لِيَسترجع أصحابُ العقول عقولَهم و لِيَمضِيَ الجميع قُدماً نحو الحقيقة. نحو الإجابة النهائية ـ و التي سَتُحدِّد رؤيتنا للآخَر ـ عن سؤال حاسم هو : مَن هو الكائنُ المَنعوتُ بالكافر و المُتَوعَّد بأقسى و أشد و أنكى أنواع العذاب، حَسَبَ ما يَنُص عليه مِراراً و تَكراراً و مِن دون أدنى لَبْس أو غُموض القرآن ؟ مَن المَعني في قول الله : « عُقبى الكافرين النار » ؟ المطلوب بإلحاح ليس أقل من إعادة بناء حقيقية لِمَنظومة فكرنا الديني بالكامل…


« يا أيُّها الذين آمنُوا اتقوا الله و قُولوا قولاً سديداً. » (قرآن)

« الأزمة هي أزمة الوعي، و الثورة الحقيقية هي ثورة الوعي. » (جدو كريشنامورتي)

« التصوُّر الصحيح للدين قبل مُمارسته و تطبيقِه هو الخُطوة الأولى على طريق النُّهوض بالمُجتمع الإنساني. » (عطية صقر)


بِدون تردُّد أجزم بأنه من غير إعادة نظر كُلِّية و مراجعة جذرية لمفهوم الكفر، لن يُجدي و سيذهب سُدًى، كُل ما يُبذل لأجل القضاء أو على الأقل الحد من خطر و ضرر ظاهرة التكفير. بالتأكيد لا ينفع في معالجة هذه الآفة و ما يَنجُم عنها الوعظُ الديني السائد الآن، مِثلما لا ينفع في معالجة مرض السرطان أو ما شابَههُ تناولُ أقراص الأسبرين. ليس مُجافِياً للحق القول بأن فهمنا التقليدي المُستقر مُنذ قرون عديدة و الذي تتوارثه هذه الأمة على مر الأزمنة و الأجيال لمسألة الكفر، قد سبَّب و برَّر و زيَّن بل أضفى القداسة و الشرعية قديماً و حديثاً على كمٍّ هائل من المُمارسات العُدوانية و الجرائم و الأفعال القبيحة… أُمتنا المُزيَّف وعيُها تَصِم بالكفر نقيضَيْن مُطلقَيْن في عالَمنا : ذلك الكيان المُستعمِر الغاصب الظالم و المُرتكِب للمجازر، و الدولة التي رفعت ضِده دعوى أمام محكمة العدل الدولية. هو كافر و هي كافرة… و كل مَن لا يقول بهذا فهو أيضاً كافر في منظومة الفقهاء، و ذلك بمُقتضى قاعدة وضعوها تعلن و تقرِّر دون مُواربة : « مَن لا يُكفِّر الكافر فهو كافر. » إلى متى هذا الخَبَل ؟ لِذا وجب علينا إعادةُ بناء و تأصيل مفهوم الكفر من أجل الإرتقاء النَّوعي بفلسفتنا الدينية. هذه القضية تشغل بالي و تفكيري منذ فترة طويلة. هذا الموضوع هو بالنسبة لي قضية أساسية و جَوهَرِية، مسألة لها أَولوية قُصوى في عملِية تجديد فكرنا الديني. هل بقي شك حول حاجتِنا الماسَّة إلى تجديد فكرنا الديني، هل بقي شك بخصوص طابَعِه الضروري و الإستعجالي ؟

في القرآن آية تُعلن : « مَن كفر فعليه كُفره و مَن عمِل صالحاً فلأنفسهم يَمهَدون. » هذه الآية المُوجَزة العظيمة تتحدث، و ذلك واضح من سِياقها القرآني، عن مصائر العباد في الدار الآخرة… أدعو المشايخ إلى إمعان النظر في هذه الآية فإني أراها صريحةً و قاطعةً في نفي صفة الكفر عن أي من أهل الصلاح و ذَوي النية الصادقة الطيِّبة الخالصة و أصحاب المسلك الرشيد في الحياة. أما مَن كان على النقيض مِن ذلك، أعني ميِّت القلب و معدومَ الضمير، فهو آخِر مَن يستحق تسمِيةَ مسلم. و هذا بِنَص القرآن : « أفنجعل المسلمين كالمجرمين ؟ ما لَكُم كيف تحكمون ؟ ». ما قال الله : « أفنجعل المسلمين كغير المسلمين ؟ ». فبِأي حق نَصِم معظم مُعاصرينا بالكفر ؟ كفروا بماذا حتى نَنعَتَهم بالكفار : بحقيقةٍ واضحةٍ جلِيةٍ مثل الشمس ؟ بالتأكيد : ليس كافراً صاحبُ الضمير المستقيم، ليس كافراً صاحبُ الإنسانية الرفيعة… في المقابل : ليس مسلماً فاقدُ الضمير، ليس مسلماً فاقد الإنسانية. حتى لو أجمع "أهل العلم" على أنه مسلم…

المُعتقد الذي عليه ألقى الله : لا يستحق فعلاً وصف "الكافر" إلاَّ الشخص صاحب الإرادة السيِّئة - و في النهاية، الحقيقة الكاملة بهذا الشأن هي عند الله ؛ لا يستحق فعلاً وصف "المسلم" إلاَّ الشخص صاحب الإرادة الخيِّرة - و في النهاية، الحقيقة الكاملة بهذا الشأن هي عند الله. لا يدخل في الإعتبار العُنوان الديني، الذي قُدس على حساب جوهر الدين. بل غدا صنماً يُعبد من دون الله و تُقدَّم له القرابين البشرية… العاقل يعلم أنه لا قيمة للعناوين عندما تغيب و تزول المضامين. العناوين الدينية أقصد و التي لا اختيار إرادياً حقيقياً فيها للبشر، عدا أفراد قلة سمحت ظروفهم بذلك و من هذه الأخيرة أنهم وُلدوا في بيئات تكفُل حرية الإعتقاد و تمنح الجميع إمكانيةَ البحث الهادئ و الإطلاع و الدراسة الموضوعية لكل الفلسفات و العقائد، و لا تُكلَّف نفس إلاَّ وُسعَها كما هو مقرَّر بهذه العبارة في القرآن : « لا يُكلِّف الله نفساً إلاَّ وُسعها. »

لم نعُد نستطيع التحمُّل أكثر فالذي يحدث الآن - بل منذ أمد - يُسمع الأصم و يُحيي الموتى و يُنطق الصخر : أمتنا مريضة للغاية و علينا ألاَّ نغفل أو ننسى أن في جسدها مُضغة، إذا صلحتْ صلح كِيانها كله، و إذا فسدتْ فسد كِيانها كله، يقيناً و دون أدنى شك فهمُها و تصورها العام للدين هو هذه المُضغة. كفانا ادعاءاتٍ فارغة ! الإعتراف الشجاع و الصريح بالأخطاء هو بالتأكيد ‫الخطوة الأولى نحو الإنفراج. الخطوة الأولى للوصول إلى رؤية عاقلة جادة مستنيرة تُعينُنا على تجاوز أزمات الحاضر و تُنير لأمتنا الهائمة في بَيداء الحياة طريق المُستقبل… يتوَجَّب على أمتنا تجاوزُ الفكر المُجرَّد و الأماني العريضة و الشعارات و الخُطب الطنانة، و تحويلُ ذلك كله بِتكاتُف جهود أبنائها جميعاً إلى حالة فعَّالة و ديناميكية و حركةِ بناءٍ قوية : ذلك لإننا في كافة مجالات الحياة بحاجة قُصوى إلى انطلاقة جديدة قد نؤسِّس بها انطلاقة جديدة للحضارة الإنسانية نحو عالَم مُتزن يهنأ فيه الجميع. و أُضيف : سننتصر في معركة الحضارة و نُحبِط جميعَ المؤامرات التي تُحاك ضِدنا داخلياً أو خارجياً، يوم يكون أبناء الأُمة و بالخُصوص نخبُها على قدْرٍ عالٍ من الوعي و الإحساس بالمسؤولية. كما أنه لا بد أن يعتذر للأمة، الذين بِدَعوى "الربيع العربي"، تآمروا مع الأعداء ضد الأمة. أعني أولاً بطبيعة الحال الأطراف العربية و "الإسلامية" التي كان لها دور في المؤامرة على القذافي… ارتفاع مستوى الوعي العام هو بداية الحل. إذ في ثورة الوعي فقط خلاص الأرواح و الأجساد و الأوطان معاً و هذا الأمر مُؤكَّد عندي. تحقيقها على مستوى الأفراد و المؤسسات و مجموع الأمة ليس بالأمر الهيِّن، و لكنْ بدونها يقيناً سيظل نهوضُنا و إقلاعنا الحضاري مُجرد حُلم بعيد المنال ! خسران معركة تحرير الوعي في بلداننا معناه خسران أُمتِنا و انهزامُها في معركة الحضارة. يا مَن ترقُبون بشوق و لهفة مجيءَ المهدي : خلاصكم يكمُن أولاً و أخيراً في ثورة الوعي. ثورة الوعي قطعاً و يقيناً هي الحل، الإسلام السائدُ حالِياً ليس هو الحل.


« إن كل تديُّن يُجافي العلم و يُخاصم الفكر و يرفض عَقْدَ صُلحٍ شريفٍ مع الحياة، هو تديُّن فَقَد صلاحِيَّته للبقاء. » (محمد الغزالي)

« إن أفكارنا هي التي تصنعُنا، و اتجاهَنا الذهني هو العامل الأوَّل في تقرير مصائرنا. » (ديل كارينجي)

« يا مسلمين، استرِدوا دينكم بالوعي الحقيقي و بالإنسانية الحقة. » (عدنان إبراهيم)


هل أختم بـ"لقد أسمعتَ لو نادَيت حياً !" أم أختم بـ"أليس الصبحُ بقريب !" ؟



#أحمد_إدريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيهات لأدعية أنانية أن تُستجاب !
- تقديس و تقليد «السلف الطالح» مرفوض قطعاً !
- داعش… و ما أدراك ما داعش !
- لست المهدي المنتظر
- « لِمَ هذا الخذلان ؟ نحن لسنا كفاراً، نحن مسلمون ! »
- تحيَّة لإنسان عظيم
- تعليق بريء على دعاء…
- سنة جديدة طيِّبة للجميع
- شتان بين -الكونفوشِيُوسِيين- و -المُحمَّدِيين- مع الأسف !
- «يحرم و لا يجوز الترحُّم على غير مسلم» : كيف يصدر هذا عمَّن ...
- عنصرية حتى في الدعاء !
- أخشى أن يكون أكثرُنا للحق كارهاً !
- لا بد من إعادة الأمور إلى نصابها مهما كلف ذلك…
- آن الأوان !
- الإرهاب التكفيري : أسبابه و علاجه
- أقترح على المبشِّر صاحب البرنامج القديم «سؤال جريء» أن يتناو ...
- جوهر المشروع التنويري الأصيل
- عاجلاً أو آجلاً، الصدق محمود العواقب ؛ عاجلاً أو آجلاً، الكذ ...
- فليسقطْ حُكم الرِّدة المُجرم !
- إسلام الأنوار هو طريق الخلاص


المزيد.....




- مصر.. قرار قضائي جديد بشأن مالكي -سعودي ماركت- و- التوحيد وا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تزف مجاهدا رابعا استشهد على طريق ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف هدف حيوي في إيلا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف هدف حيوي في إيلا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تزف ثلاثة من مجاهديها استشهدوا ع ...
- ميدل إيست آي: منظمة يهودية تنفق آلاف الدولارات مقابل زيارة و ...
- أغاني ستأخذ قلوبهم.. تردد قناة طيور الجنة بيبي على قمر الناي ...
- المقاومة الاسلامية اللبنانية: استهداف ثكنة -يعرا- بصواريخ ال ...
- -إكس- تحجب حساب باسم يوسف والإعلامي المصري يعلق
- رئيس وزراء أوكرانيا الأسبق: البرلمان حظر الكنيسة التابعة لبط ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - عن اغتيال إسماعيل هنية رحمه الله : أين الخلاص ؟