أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - لاجئة (قصة قصيرة)














المزيد.....

لاجئة (قصة قصيرة)


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 8074 - 2024 / 8 / 19 - 12:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أعظم شيء يمكنك فعله كل يوم هو البدء في الشعور بالامتنان حيال ما تملكه وتعيشه، مهما كانت ظروفك، لكنني بدأت أعجز عن ممارسة هذه العادة الإيجابية، كيف لي أن أفعل وأنا في على أعتاب لجؤ جديد، بت أؤمن بأني ولدت لاجئة وسأموت يوماً ما لاجئة أيضاً،،
أول لجؤ عشته كان منذ زمن بعيد لا أذكره إلى منزل خالي عندما توفي أبي بسكته قلبية مفاجئة ولم أكمل عامي الأول بعد، لم يكن لدى أمي الأرملة الصبية الجرأة أو القدرة على العيش وحدها مع طفلة رضيعة دون الاستسلام طواعية لقرار الأعراف والتقاليد التي تحتم على المرأة الزواج والعيش في كنف رجل! وفي أقرب وقت ممكن..
حدث هذا بعد أن تولى خالي رعايتي ولجأت إلى بيته كأحد أفراد الأسرة، لكني لم أشعر يوماً بأني أخت لأبنائهم الذين يقاربوني في السن، طالما شعرت بأني لاجئة على أمل العودة يوماً ما لأحضان أمي..
أمي التي بت أزورها في المناسبات لألعب مع أخوتي وأخواتي، كم كنت أحسدهم لأن لديهم أب حنون لم يكن أبي أنا..
لكن هذا لم يحدث،، بقيت زائرة في بيتهم ولاجئة في بيت خالي..
كبرت، أصبحت صبية جميلة بعيون زرقاء وبشرة بيضاء ورثتها عن أمي، لكن خالي لم يطق صبراً واقترح زواجي من ابنه الكبير، ولم أملك سبباً للموافقة أو الرفض، بت استعد لفكرة الزواج فهو قدري وقدر كل فتاة.. نعم لم أملك جرأة التردد أمام معروفهم، فمن كان يدري ماذا كان مصيري إذا لم يقوموا باستضافتي وبتربيتي..
لكن القدر مرة أخرى كان له رأي آخر في هذه المرحلة ولم أتزوجه فقد مات خطيبي، زلت قدمه عندما كان يمشي على الصخور عند الشاطىء ولم يتمكنوا من انقاذه فمات غرقاً.
إلا أن خالي الذي انفطر قلبه قرر تزويجي لإبنه الثاني فهاجت وماجت زوجة خالي ولم تتردد في الصراخ معلنة أنها باتت تكرهني وتعتبرني فألاً سيئاً ونحساً على عائلتها..
ماذا حدث، بالطبع زوجوني لأول رجل دق بابنا خاطباً..
ومرة أخرى لم أستطع الرفض، كيف لي أن افعل وكيف أقرر البقاء في بيت سكانه لم يعد يرحبون فيه بوجودي معهم..
هربت ولجأت إلى بيت زوجي الذي أحبني كثيراً،، أحبني بعصبية، أحبني بوحشية، بجنون،، وبت أخشاه وأخافه بدل أن أحبه،،
ثم أنجبت أطفالي الأربعة ثلاثة أولاد وفتاة جميلة لا تشبهني كثيراً،، لكني كلما أنظر إليها أصلي من كل قلبي ألا تعيش حياتها مسيرة بلا خيار، ألا تكبر وتوافق على أمر لأنها فقط لا تملك حق الرفض،،
لكن الحرب لم تمهلنا الزمن الكافي ليكبر الأبناء، وحين بلغت حركة النزوح ذروتها, ووصل آلاف اللاجئين السوريين إلى ألمانيا بحثاً عن بر الأمان، كنا ممن وصل إلى مدينة نورمبيرغ الواقعة في الجنوب الألماني، عندما وصلت، لم أكن أعرف أي كلمة باللغة الألمانية،، سوى كلمة "لاجئة" أرددها كلما اقتضى الأمر،، إلى حين أن أن أتعلم مفردات أخرى ثم لغة أخرى..
نعم لاجئة مرة أخرى، لاجئة إلى أحضان أسرة أو إلى أحضان زوج أو إلى أحضان وطن،، لا فرق، فدافعي الأول والأوحد كان هو اللجؤ.. ثم اللجؤ.



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرجوك لا تفعل (قصة قصيرة)
- النظر للأعلى
- كيف يفكر البخلاء؟
- حركة ما بعد الإنسانية
- حكماء بعد فوات الأوان
- عن الكلاب أتحدث
- الوعي النباتي والحيواني
- لماذا نحتاج القانون؟؟
- متلازمة -الإنسان المعطاء-
- سيكولوجية الإبادة الجماعية
- عقيدة البشر الملائكيين
- -هكذا هي الحياة-!!
- لهذا نهرب إلى الضجيج
- النهايات السعيدة للقصص والحكايات
- هل نحتاج إلى بعض العزلة؟  
- الفأر كائن يستحق التكريم
- سر الشعب الجبار
- السفر عبر الزمن
- هل الحياة قصيرة حقاً؟
- لنعود بالزمن


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - لاجئة (قصة قصيرة)